2) أصول العقيدة الصحيحة الستة (أركان الإيمان الستة) وما يتفرع منها
أولا : الإيمان بالله تعالى:
الإيمان بأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون كل ما سواه لكونه خالق العباد والمحسن إليهم والقائم بأرزقاهم والعالم بسرهم وعلانيتهم ، والقادر على إثابة مطيعهم وعقاب عاصيهم ،
ولهذه العبادة خلق الله الثقلين وأمرهم بها
كما
:
"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون(56) ما أٌريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون (57) إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين (58)" (الذاريات)
و
:
"يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21) الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون (22)" (البقرة)
وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب لبيان هذا الحق والدعوة إليه ، والتحذير مما يضاده
كما
:
"ولقد بعثنا في كل أٌمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت (36)" (النحل)
و
:
"وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون (25)" (الأنبياء)
وقال عز وجل :
"كتاب أٌحكمت ءاياتُه ثم فصلت من لدُن حكيم خبير (1) ألا تعبدوا إلا الله إني لكم منهُ نذيرٌ وبشيرٌ (2)" (هود)
وحقيقة هذه العبادة : هي إفراد الله سبحانه بجميع ما تعبّد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته
وغالب القرآن الكريم نزل في هذا الأصل العظيم:
كما
:
"فاعبد الله مخلصاً له الدين (2) ألا لله الدين الخالص (3)" (الزمــر)
و
:
"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه (23)" (الإسراء)
وقوله عز وجل :
"فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون (14)" (غافر)
وفي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه أن النبي :salla-s: قال :
"حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً"
ومن الإيمان بالله أيضاً :
الإيمان بجميع ما أوجبه على عباده وفرضه عليهم من أركان الإسلام الخمسة الظاهرة وهي : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً ، وغير ذلك من الفرائض التي جاء بها الشرع المطهر
وأهم هذه الأركان وأعظمها : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله
فشهادة أن لا إله إلا الله تقتضي إخلاص العبادة لله وحده ونفيها عما سواه ، وهذا هو معنـى لا إله إلا الله ، فإن معناها لا معبـود بحـق إلا الله فكل ما عبد من دون الله من بشر أو ملك أو جني أو غيـر ذلك فكله معبود بالباطل، والمعبود بالحق هو الله وحده
كما
:
"ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل (62)" (الحج)
ومن الإيمان بالله سبحانه :
الإيمان بأنه خالق العالم ومدبّر شئونهم والمتصرف فيهم بعلمه وقدرته كما يشاء سبحانه
وأنه مالك الدنيا والآخرة ورب العالمين جميعاً لا خالق غيره ، ولا رب سواه
، وأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب لإصلاح العباد ودعوتهم إلى ما فيه نجاتهم وصلاحهم في العاجل والآجل ،
وأنه سبحانه لا شريك له في جميع ذلك،
كما
:
"الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل (62)" (الزمر)
و
:
"إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يُغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمرُ تبارك الله رب العالمين (54)" (الأعراف)
ومن الإيمان بالله أيضاً :
الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا الواردة في كتابه العزيز ، والثابتة عن رسوله الأمين ، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولاتمثيل،
بل يجب أن تُمرَ كما جاءت به بلا كيف مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف الله عز وجل ، يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته
كما
:
"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (11)" (الشورى)
و
:
"فلا تضــربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون (74)" (النحل)
وللمزيد وللمراجع يرجى مراجعة الملف المرفق
وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله :salla-s: والتابعين لهم بإحسان فقد أثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله محمد :salla-s: من الأسماء والصفات على وجه الكمال ،
ونزهوه عن مشابهة خلقه تنزيهاً بريئاً من شائبة التعطيل ،
فعملوا بالأدلة كلها ولم يحرفوا ولم يعطلوا ،
وسلموا من التناقض الذي وقع فيه غيرهم وهذا هو سبيل النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة،
وهو الصراط المستقيم الذي سلكه سلف هذه الأمة وأئمتها، ولن يصلح آخرهم إلا ما صلح به أولهم وهو اتباع الكتاب والسنة ، وترك ما خالفهما
وكل من خالف أهل السنة فيما اعتقدوا في باب الأسماء والصفات فإنه يقع ولا بد في مخالفة الأدلة النقلية والعقلية مع التناقض الواضح في كل ما يثبته وينفيه
المفضلات