الحمد لله الذى اعزنا بالاسلام وجعله لنا دينا.......هدى به النفوس الشاردة
واحيا به القلوب الخاويه.....فصارت كمصابيح الهدى....ونجوم الدجى....أعلاما وعلامات لمن اهتدى
وطوق نجاة ....ومنهج حياة امن قدر له فنجى.......والصلاة والسلام على رسولنا الامين
الداعى الى الطريق المستقيم....من اتبعه اهتدى ومن زاغ عن طريقه فقد ضل واعتدى
اما بعد
فان المتتبع لقصص الصحابة الكرام ليجد فيها العجب العجاب
فهم خير صحب لخير نبى......
ومن قرأ فى سيرة عبد الله بن الزبير...وانى لاظن ان الكثير لا يعلم عنه الا القليل
فسيقف طويلا عند هذا الموقف الرائع لامه (اسماء بنت ابى بكر)
وذلك حين قدم الحجاج ليقتل ابنها فى مكه
فللنظر ..ونتامل ماذا قالت هذه الام التى تربت فى حجر ابى بكر الصديق
على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعاشت زوجتا لحوارى الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام
فلنتوقف قليلا عند هذا الموقف الذى نتمنى ان تكون عليه اخواتنا كلهن
فكم نحتاج لام مثل اسماء لتنشأ لنا جيلا يعز الله به دينه
( دخل عبد الله بن الزبير على امه وقت حصار الحجاج لمكه..وقد تخاذل عنه الناس حتى
ابنائه تركوه
فقال لها : يا امه خذلنى الناس حتى ولدى واهلى , فلم يبق معى الا اليسير ممن ليس عنده من الدفع اكثر من الصبر ساعه
والقوم يعطوننى ما اردت من الدنيا (اى لو استسلم سيعطيه عبد الملك بن مروان ما يريد من المال والسلطان)
فما رايك؟؟)
ماذا تتوقعون ان يكون جوابها..انها يقول لها لو حاربت ساقتل ولو استسلمت
سانال الدنيا ولن يضرنى اذى...
والله لو كانت اى ام غيرها لاختارت الدنيا ... حتى ينجو ولدها
ولكنها ليست اى ام....... انها اسماء رضى الله عنها
فقالت له
( انت والله يا بنى اعلم بنفسك ان كنت تعلم انك على الحق واليه تدعو فامض له
فقد قتل عليه اصحابك(ياااااااه كانها تدعوه الى الموت)
ولا تمكن من رقبتك يتلعب بها غلمان بنى اميه (اى اصبر حتى النهايه ولا تستسلم بسهوله)
وان كنت انما اردت الدنيا فبئس العبد انت
اهلكت نفسك واهلكت من قتل معك
وان قلت: كنت على الحق فلما ضعف اصحابى ضعفت فهذا ليس من فعل الاحرار
ولا اهل الدين........ وكم خلودك فى الدنيا..... القتل احسن)
لا اله الا الله....ما اروع هذا الكلمات... وما اقواها...وما اصدق حجتها
انها الام التى تنشأ الرجال
هذه هى الام التى نحتاج اليه فى زمن الذل والمهانه
اما تهون فى عينها الدنيا....... وترى الاخرة خير وابقى...تقدم ابنائها فداء لدين ربها
( فدنا منها ابن الزبير فقبل راسها وقال
هذا والله رايى, والذى قمت به داعيا الى يومى هذا
ما ركنت الى الدنيا..... ولا احببت الحباة فيها
وما دعانى الى الخروج الا الغضب لله ان تستحل حرمه
ولكنى احببت ان اعلم رأيك فزدتنى بصيرة على بصيرتى
فانظرى يا امه.... فانى مقتول من يومى هذا
فلا يشتد حزنك وسلمى الامر لله.....فان ابنك لم يتعمد منكرا
ولا عملا بفاحشة... ولم يجر فى حكم الله.. ولم يغدر فى امان.....ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد
ولم يبلغنى ظلم عن عمالى فرضيت به...بل انكرته...ولم يكن شئ آثر عندى من رضى ربى
اللهم انى لا اقول هذا تزكية لنفسى...انت اعلم بى
ولكن تعزية لامى لتسلو عنى)
ما اروع ردك يا ابن الزبير....رضى الله عنك
هذا هو الابن الذى يخرج من ام مثل اسماء ...واب مثل الزبير رضى الله عنهما
انه رجلا بمعنى الكلمه...وما اعز الرجال الان
( فقالت امه : انى لارجو من الله ان يكون عزائى فيك حسنا
فاخرج حتى انظر الى ما يصير أمرك
قال: جزاك الله خيرا فلا تدعى الدعاء لى قبل وبعد
قالت: لا ادعه ابدا
ثم قالت: اللهم ارحم طول ذلك القيام بالليل الطويل
وذلك النحيب والظمأ فى هواجر المدينة ومكة
وبره بابيه وبى
اللهم د سلمته لامرك فيه....ورضيت بما قضيت فاثبنى فى عبد الله ثواب الشاكرين
فتناول يديها ليقبلها... فقالت هذا وداع فلا تبعد
فقال لها : جئت مودعا لانى ارى هذا اخر ايامى فى الدنيا
قالت : امض على بصيرتك وادن منى حتى اودعك
فدنا منها فعانقها وقبلها....فوقعت يدها على الدرع (لانها كانت عمياء...فلمس الدرع الذى يحميه من ضرب السيوف)
فقالت : ما هذا صنيع من يريد ما تريد( لا اله الا الله.....حتى لا تريده ان يلبس الدرع
سبحان الله)
فقال: ما لبسته الا لاشد منك (اى حتى تثبتى)
قالت: فانه لا يشد منى (اى ليس له فائدة عندى لانى اعلم انك مقتول لا محاله)
فنزعه وشد قميصه
وامه تقول : البس ثيابك مشمرة
فخرج وهو يقول
انى اذا اعرف يومى اصبر.......... وانما يعرف يومه الحر
فقالت امه : تصبر والله ان شاء الله
ابوك ابو بكر والزبير وامك صفية بنت عبد المطلب)
والله لا اعرف ماذا اقول...وقد توقف الكلمات والعبارات امام هذا المشهد العظيم
الجليل
وسنكمل ان شاء الله موقفها بعد مقتله
فالله المستعان وعليه التكلان
المفضلات