الى ادعياء المحبة والتسامح وقبول الآخر ومعايرة المسلمين بالولاء والبراء ، نهدي هذه الكلمات الرقيقة من رسالة
يوحنا الثانية :
2يو-1-9: كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله. ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعا.
2يو-1-10: إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام.
2يو-1-11: لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة.
السيد يوحنا يوصي النصارى لو جاءهم احد لا يحمل تعاليم المسيح بألا يقول له سلام ، ولا يقبله في بيته
وفي هذا رد على من يعير المسلمين بأنهم لا يوجهون لغيرهم التحية بالسلام ، ولكنهم زادوا عليه بوصية اخرى
هي عدم استقبالهم في البيوت .
أما المبرر في ذلك وهو الاشتراك في اعمالهم الشريرة ، فنقول لهم ، فلماذا تغضبون من المسلم لو لم يشارككم
اعيادكم وتصفونه بنشر ثقافة الكراهية وعدم قبول الآخر ؟
ولكن ماذا عند المفسر القس انطونيوس فكري في هذا الشأن ؟
يقول القس فكري:
أى نرفض تعليم الهراطقة وأشخاصهم فلربما حين يشعرون بالعزلة يتوبون، ولأن الإندماج معهم هو نوع من الإعتراف بصحة مسلكهم مع أن مسلكهم شرير. هنا يبدو ظاهرياً أن كلام يوحنا هو ضد المحبة. ولكن نفهم أن محبة يوحنا هي محبة بحسب الحق. والكنيسة تعود تعطيهم محبة لو تابوا. أما المصرين على هرطقاتهم فالكنيسة تحرمهم. فالخميرة الصغيرة تفسد العجين كله. (انتهى كلامه)
التعليق:
يقول القس : ( ولأن الإندماج معهم هو نوع من الإعتراف بصحة مسلكهم ) ، جميل ، فلماذا تهاجمون المسلم لو امتنع عن مشاركة النصارى اعيادهم ؟
يقول القس : (هنا يبدو ظاهرياً أن كلام يوحنا هو ضد المحبة) ،
حسنا ، ولكن ، ألم يأمركم المسيح بأن تحبوا اعداءكم ؟ فكان الاولى لكم مع هؤلاء المخالفين في العقيدة وقد
اعتبرتموهم اعداء ان تحبوهم وتباركوهم كما امر ربكم وليس ان تنتظروا توبتهم لتعيدوا لهم المحبة .
ونحن لا نعيب على الكنيسة حرمان مخالفيها في العقيدة ، ولكن نعيب عليها الهمز واللمز في عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين والادعاء بأن دينهم يحض على الكراهية وعدم قبول الآخر بينما هم يدعون ان دينهم دين المحبة والتسامح ، وإلا ، فليذكرنا النصارى بأي موقف متسامح من الكنيسة مع المخالفين لها في العقيدة في العصور الوسطى لما كانت الكنيسة متحدة مع الدولة ولها السيطرة الفعلية على افكار الناس ومعتقداتهم .
المفضلات