السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جريمة أخرى كبيرة تُرتَكَب بحق العرق الإيجوري المسلم على أرض تركستان الشرقية، على أيدي الصينيين من عرقية الهان الذين احتلوا هذه الدولة المسلمة، بمساعدة ظالمة من المستعمر البريطاني حينًا (1878م) ومن المستعمر الروسي المجاور حينًا آخر (1949م)، وغيَّروا اسمها من (تركستان الشرقية) إلى (شينجيانج) يعني (المستعمرة الجديدة)، وساموا- ولا يزالون يسومون- أهلها الإيجوريين المسلمين سوء العذاب، أمام سمع العالم (الحر!) وبصره، دون أن تتحرك الهيئات الدولية أو الدول الكبرى (بل دون أن تتحرك الدول الإسلامية باستثناء تركيا)، والجميع يرون هذه الفظائع العنصرية، ومنها:
- فرض الإلحاد بالقوة، والمنع من تعليم الدين، ومن ممارسة الشعائر الدينية، ومصادرة المصاحف والكتب الإسلامية، وإجبار النساء على خلع الحجاب، وإلغاء العمل بأحكام الشريعة في الأحوال الشخصية.
- اعتقال علماء الدين والوطنيين في معسكرات اعتقال وتعذيب وحشية، قُتِلَ فيها مئات الآلاف، ولا يزال عشرات الآلاف من رجال الدين ومن الوطنيين يقبعون في السجون والمعتقلات الوحشية، لمجرد أنهم مسلمون مستمسكون بهويتهم ودينهم وتاريخهم.
- مصادرة الثروات والأملاك الخاصة، وطمس معالم تركستان وهويتها الإسلامية، وترحيل الإيجوريين إلى خارجها، ونقل الهان الصينيين إليها وتسليمهم مقاليد الأمور فيها، وفرض سياسة التصيين في كل المجالات، حتى صار أهل تركستان لا يشغلون من المناصب القيادية فيها سوى 10% فقط، ويعامل أكثرهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية والثالثة.
- وضع التشريعات والقوانين التي تضيِّق على الإيجوريين فرص التعليم- وبخاصةٍ الجامعي والعالي- وفرص التوظيف والعمل المحترم، لدفعهم إلى امتهان الأعمال المتدنية كالخدمة في المنازل والأعمال الشاقة، مع حرمانهم من الاستفادة من ثروات بلادهم.
وحكومة الصين تمارس كل هذه العنصرية الوحشية تحت شعار (محاربة الإرهاب)، وتحاول خداع العالم بالقول بأن المسلمين الإيجوريين متطرفون وإرهابيون، مستفيدةً من ازدواجية المعايير التي تحكم الساحة الدولية، وآخر تلك الممارسات ما فعلته الحكومة الصينية حين تدخلت بشكل منحاز وسافِر إلى جانب بعض العمال الهان الصينيين، في نزاع بينهم وبين بعض العمال الإيجوريين، مدعيةً أن الإيجوريين قد قتلوا عددًا كبيرًا من أقلية الهان، بينما الحقيقة أن قوات الحكومة الصينية قد قتلت آلاف المواطنين الإيجوريين، وتهدِّد بإعدام زعمائهم والوطنيين منهم.
موقف الدول والشعوب الإسلامية من الإيجور المسلمين
باستثناء تركيا التي وقف رئيس وزرائها المحترم وقفةً قويةً منصفةً إلى جانب الحق، وأعلن أن ما يجري في تركستان هو إبادةٌ بشريةٌ وتطهيرٌ عرقيٌّ؛ فإن بقية البلاد الإسلامية تكاد تكون غائبةً عن الوعي، إن لم تكن مشاركةً فيما يفعله الصينيون بإخوانهم، وحتى منظمة المؤتمر الإسلامي بات قرارها وموقفها مرهونًا بضعف دول المنظمة وعجزها وتردُّدها.
وقد صار من الواجب على الأمة أن ترفع صوتها وبكل قوة لإيقاف هذه المجازر الوحشية وإعطاء الإيجوريين حقوقهم، خصوصًا أن الأمة الإسلامية تملك الكثير من أوراق الضغط الاقتصادية والسياسية على الصين.
كما أن على حكومة الصين أن تدرك أن ضعف الحكومات الإسلامية وعجزها لا يعني أن الشعوب المسلمة ستبقى ساكتةً، خصوصًا أنها تمثِّل أكبر سوق استهلاكي للمنتجات الصينية، وهنا يأتي دور المنظمات الشعبية والأهلية في الدعوة للتضامن مع المظلومين المضطهدين في تركستان الشرقية، والدعوة العامة إلى مقاطعة المنتجات الصينية إذا لم تتخلَّ الحكومة الصينية عن حملات التطهير العنصرية العرقية التي تقوم بها في حق إخواننا الإيجوريين.
اللهم كن معهم وكن لهم عونا وسندا
المفضلات