افتراء او شبهة جديدة
طاعة الكافرين:
يا أيها النبيُّ اتّقِ الله ولا تُطِعِ الكافرين والمنافقين (آية 1).
لما هاجر محمد إلى المدينة كان يحب إسلام اليهود، فكان يلين لهم جانبه، ويكرم صغيرهم وكبيرهم، وإذا أتى منهم قبيحٌ تجاوز عنه، وكان يسمع منهم.
ورُوي أن أهل قريش بعثوا لمحمد وفداً وهو في المدينة قالوا له: قل إن لآلهتنا شفاعةً، وندعك وربك. فشقّ ذلك على النبي، فقد مال محمد ليرضي قومه، فنهره الله بقوله: اتّق الله ولا تطع الكافرين .
==============
الرد
اقتباس
فقد مال محمد ليرضي قومه،
فنهره الله بقوله: اتّق الله ولا تطع الكافرين .
الحمد لله انكم اعترفتم ان القرآن من الله ... وهذه خطوة ممتازة كبداية .
وقول :
هذا جهل لأن الله عز وجل قدم في القول بقول { يا أيّها النّبيّ } ثم قال { اتّق الله } ولم يقل { اتق الله ياأيها النبي }
يا أيها النبيُّ اتّقِ الله ولا تُطِعِ الكافرين والمنافقين (آية 1).
وتقدم أن نداءه ، صلى الله عليه وسلم: { يأ أيها النبي } ،{ يا أيها الرسول }
هو على سبيل التشريف والتكرمة والتنويه بمحله وفضيلته، وجاء نداء غيره باسمه، كقوله:
{ يا آدم }
{ يا نوح }
{ يا إبراهيم }
{ يا موسى }
{ يا داود }
{ يا عيسى }
وحيث ذكره على سبيل الأخبار عنه بأنه رسوله، صرح باسمه فقال:
{ محمد رسول الله }
{ وما محمد إلا رسول }
أعلم أنه رسوله، ولقنهم أن يسموه بذلك. وحيث لم يقصد الإعلام بذلك، جاء اسمه كما جاء في النداء:
{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم }
{ وقال الرسول يا رب }
وغير ذلك من الآي. وأمره بالتقوى للمتلبس بها، أمر بالديموية عليها والازدياد منها. والظاهر أنه أمر للنبي، وإذا كان هو مأموراً بذلك، فغيره أولى بالأمر. وقيل: هو خطاب له لفظاً، وهو لأمّته... فلو كان الأمر توبيخ ما كرم الله رسوله بذكر {ياأيها النبي } ي بداية السورة بل لقال { اتق الله يامحمد} أو { اتق الله يا أيها النبي } .
فقول :
{ يا أيّها النّبيّ } وبالهمز: نافع أي يا أيها المخبر عنا المأمون على أسرارنا المبلغ خطابنا إلى أحبابنا. وإنما لم يقل «يا محمد» كما ذكرنا سابقاً كقول { يا آدم } { يا موسى } تشريفاً له وتنويهاً بفضله، وتصريحه باسمه في قوله :
{ محمد رسول الله }
[الفتح: 29]
ونحوه لتعليم الناس بأنه رسول الله { اتّق الله } اثبت على تقوى الله ودم عليه وازدد منه فهو باب لا يدرك مداه { ولا تطع الكافرين والمنافقين } ولا تساعدهم على شيء واحترس منهم فإنهم أعداء الله والمؤمنين.
فان قيل: ما الفائدة في أمر الله تعالى رسولَه بالتقوى، وهو سيِّد المتَّقين؟! فعنه ثلاثة أجوبة.
أحدها: أن المراد بذلك استدامة ما هو عليه.
والثاني: الإِكثار مما هو فيه.
والثالث: أنه خطاب وُوجِهَ به، والمراد أُمَّتُه.
.
المفضلات