لماذا يأمر الإسلام أتباعه بالإغتسال وعدم الإكتفاء بغسل الأعضاء التناسلية أو حتى بالوضوء بعد اللقاء الجنسى ؟؟
**********************************
قال تعالى: (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
**********************************
إن الأصل في العبادات أن تؤدي امتثالاً لأمر الله وشكرًا لنعمته، سواء عرف الإنسان كل الحكمة منها أم لم يعرف ... فالعبد عبد، والرب رب ... للرب أن يأمر وينهى وعلى العبد أن يسمع ويطيع ... فما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ... ولو كان الإنسان لا يطيع الله ورسوله إلا فيما اقتنع به عقله المحدود لكان في هذه الحالة مطيعًا لعقله لا مطيعًا لربه وللرسول صلى الله عليه وسلم .. وكم من أمور تَعَبَّدَنا الله بها لم نكن نعرف سرها، ثم تقدمت عجلة الزمن وكشف العلم عما في أمر الله ونهيه من حكم ومنافع .... وحسب المؤمن أن يعلم أنه تعالى لا يصف لنا إلا ما فيه خيرنا وصلاحنا والله يعلم المفسد من المصلح .... وحسب المؤمن أن يعلم أن الله تعالى لم يشرع لنا ويحلل لنا إلا كل طيب ونافع ولم ينهنا ولم يحرم علينا إلا كل خبيث ومفسد
ومع ذلك فإن الاغتسال بعد الجماع لا يخلو من حكمة لمن أنصف وتأمل ونظر نظرة أعمق.
**********************************
المقاصد الصحية للغسل :
يقوم الجلد بوظائف هامة في جسم الإنسان : فهو هو حصن الدفاع الأول ضد الجراثيم والميكروبات والمخرشات الآلية .... وفيه غدد عرقية تفرز العرق وخاصة أيام الحر مما يعمل على التوازن الحراري والإلكتروليتى (توازن الأملاح المعدنية) في البدن .... ويطرح عدداً من السموم الداخلية عن طريق التعرق فيساعد بذلك عمل جهاز البول .....والجلد هو عضو حاسة اللمس والتي تجعل البدن على اتصال بما يحيط به. والطبقة الداخلية من الجلد تحتوى على نهايات الأعصاب والأوعية الدموية من شرايين وأوردة وأوعية ليمفاوية دقيقة
هذه الوظائف التي يؤديها الجلد تجعل من نظافته والحرص على سلامته من الأمور الهامة جداً لصحة البدن ..... فتراكم المفرزات العرقية والدهنية وما ينضم إليها من الغبار والأوساخ والملوثات المهنية يؤدي إلى انسداد المسام الجلدية مما يعيق وظائفه ويضر بالبدن ضرراً بالغاً، علاوة على تعرض الجلد نفسه للالتهابات الجرثومية والفطرية وانبعاث الروائح الكريهة منه، تلك الرائحة التي لا يمكن إخفاؤها بالتأنق والزينة وإنما بالنظافة التامة التي يحفظها الاغتسال المتكرر والتي تضمن رونق الجلد وصحته ورائحته الطبيعية ..... ومن هنا نرى عظمة الإسلام في تعدد المناسبات التي أوجب فيها على المسلم أن يغتسل (ومنها الجنابة أو الحدث الأكبر) أو التي ندب فيها الغسل محافظة منه على صحة الفرد والمجتمع ... فالنظافة من الإيمان
**********************************
وفي وجوب الاغتسال من الجنابة حكم صحية رائعة يمكن أن نلخصها في النقاط التالية :
1- تبين الدراسات الحديثة حول العلاقة الجنسية أن الجماع، وقذف المني بأي سبب كان يؤدي إلى فتور وارتخاء يعلل طبياً بوهن شديد في الجملة العصبية عند وصول شريكي الجماع إلى اللذة والقذف، وبحصول توسع في الأوعية الدموية المحيطة، مما يؤدي بصاحبه إلى فقدان قسط كبير من نشاطه العضلي والذهني وإن الاغتسال عندها ينبه الشبكات العصبية الحسية لتوقظ الجهاز العصبي من سباته ليسترجع البدن بذلك حيويته ونشاطه، كما ينشط الغسل وتدليك أجزاء الجسم الدوران الدموي، ويعيد إليه توازنه.
2- يتسبب عن اللقاء الجنسي وهن نفسي وعضلى ورغبة شديدة في النوم، وعملية الغسل تفيد بتنشيط الجسم والروح وتجعل المرء يحس بالنشاط والقوة والانشراح.
3- الجلد أثناء عملية القذف يفرز من خلال مساماته عرقاً ذو تركيز عالٍ من السموم. ويمكن إذا بقى العرق على الجلد أن يعود فيمتصها ويتأذى بذلك. والاغتسال إجراء طبيٌّ حاسم لتطهير الجلد ومساماته من هذه السموم، لذلك حثّ الشارع على سرعة التطهر من الحدث الأكبر.
4- إن وجوب الغسل بعد الجماع يقي المسلم من خطر الإفراط الجنسي والذي يؤدي بصاحبه إلى الإنهاك والمرض. فإن التفكير في الغسل والإعداد له يجبر المرء على الاعتدال في طلب اللقاء الجنسي ويحفظ بذلك قدراته وحيويته لعمر مديد.
5- تدعو التوجيهات الصحية إلى الاغتسال عقب بذل كل مجهود عضلي كبير وبعد التدريبات الرياضية الشاقة، فالاغتسال يزيل آثار الجهد العضلي ويخفف التوتر والإنهاك، والجماع من هذه الناحية جهد عضلي عنيف.
6- إكتشف أحد أطباء العظام بالمملكة العربية السعودية أن هناك علاقة وثيقة بين آلآم أسفل الظهرلدى السعوديين والعرب وبين تأخرهم بالغسل من الجنابه وعدم وضوئهم على الأقل بعد الإنتهاء من المعاشرة الجنسية ... وقال موضحا إكتشافه الطبي : أن فقرات الظهرالعظميه بينها سائل لزج (المح) مغلف بغضروف وهذا السائل يحتاج لتدفق الدم إليه كى يظل فى حالة السيولة واللزوجة ... فإذا أجنب الإنسان ولم يغتسل ولم يتوضأ وجلس فترة طويلة بدون غسل أو وضوء فإن ذلك يؤدي لجفاف السائل وبالتالي تآكل وتفطرالغضروف المحيط به مما يسبب خشونة حركة الفقرات العظمية وزيادة الضغط عليها ضغطا متواصلا مسببا الألم الشديد بأسفل الظهر ... وأوضح الطبيب أن الحل لذلك هو الغسل الفوري من الجنابة أوالوضوء حيث أن الماء والغسل يؤد الى تجدد الدورة الدمويه وتدفق الدم لسائل المح وبقاءه فى حالته السائلة اللزجة وبالتالي المحافظة على الغضروف سليما مما يؤدى لسهولة حركة الفقرات العظمية وتخفيف الضغط عليها ... ويظهر سرالطب النبوي جليا في ذلك حيث أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما أجنب قط ونام بدون غسل أووضوء
7- يعمل الغسل على تخفيف إحتقان الأوعية الدموية في الجلد ، والاعضاء التناسلية ، مما يدفع الدم إلى أعضاء الجسم خاصة القلب والدماغ وينشط القلب و الدورة الدموية ، كما تنشط جميع العضلات الإرادية بصفة عامة
8- الاغتسال أنفع شيء للبدن والقلب والروح فإنها تقوى بالاغتسال، والغسل يخلف على البدن ما تحلل منه بخروج المني فالمني يخرج من جميع البدن ولهذا أسماه الله (سلالة) لأنه يسل من جميع البدن فيتأثر البدن بخروجه ويصيبه الإنهاك .. وقد صرح أفاضل الأطباء بأن الاغتسال بعد الجماع يعيد إلى البدن قوته، ويخلف عليه ما تحلل منه، وأنه من أنفع شيء للبدن والروح وتركه مضر .
9- الجنابة توجب ثقلاً وكسلاً، والغسل يحدث له نشاطًا وخفة ولهذا قال أبو ذر لما اغتسل من الجنابة : كأنما ألقيت عني حملاً.
10- مشقة الغسل بعد الجماع محتملة، وهى تعمل كحاجز أو لجام يحول بين الإنسان وبين الاندفاع وراء الغريزة، والإسراف في الاتصال الجنسي . وضرر ذلك صحيا وبدنيا لا شك فيه. فالمؤمن لا يعيش لغريزته وشهواته فحسب، ولكنه يعيش لرسالة الله قبل أي شيء آخر، ولله تعالى عليه حق في كل عمل .وفي الجماع قد أدى حق نفسه وحق زوجه بقضاء الشهوة فيبقي حق الله تعالى وهو ما يؤديه بالاغتسال .
**********************************
المفضلات