الألوان في القرآن الكريم :
لقد خلق الله تعالي كل ما فى الكون وسخره لخدمة الإنسان ولتحقيق راحته وهنائه ، وأنعم الله تعالى على عباده بأن تكون المخلوقات جميلة مع كونها نافعة ، فيفيد الإنسان وينتفع ، وفى الوقت ذاته يسر بجمال الأشكال وتعدد الألوان …ذلك الجمال الرائع المنبث فى لوحة الكون
... ومن بين آيات الجمال التى يوقفنا القرآن عندها وأمامها كثيراً .... جمال الألوان
-------------------------------
إن الألوان المختلفة والمتعددة لهي دليل قاطع على قدرة الله وعظمته، الذي نوّعها وعدّدها وشكّلها فصوّرها وأبدعها، وأحسن تصويرها وإبداعها، فتبارك الله أحسن الخالقين، قال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) سورة الروم 22
-------------------------------
1- اللون الأخضر ( لون النباتات والزروع والنعيم والحياة) :
نشاهد فى حياتنا اليومية كثيراً من الألوان المختلفة ، لعل أكثرها انتشارا وأعظمها شأناً هو اللون الأخضر الذى يبعث فى نفس الإنسان كثيراً من البهجة والسرور وخصوصاً إذا كان هذا اللون يكسو الأرض فى مساحات واسعة كما هي الحال فى الحدائق والبساتين والحقول المترامية الأطراف أو فى الوديان التى تمتد بين الجبال حيث تكسوها الأعشاب والنباتات الخضراء بعد هطول الأمطار عليها وهو ما تشير إليه الآية الكريمة التالية :
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) سورة الحج 63
ونقرأ قوله تعالي :
(وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) سورة الأنعام 99
قيل الخضر هنا : الزرع الأخضر ، وشجرة خضراء أى غضة ، وأرض خضرة ويخضور أى كثيرة الخضرة وخضر الزرع خضراً : نعم وأخضره الري ....
واللون الأخضر في الإسلام له دلالة خاصة تجعله مميزا عن باقي الألوان ومقدما عليها ، إذ هو من الألوان المحببة لأنه لون الجنة ولون الحياة وقد وعد المسلمون المتقون فقى الآخرة بالجنة ، حيث السندس والإستبرق الأخضر والظلال الخضر في كل أرجاء الجنة وجوانبها
واللون الأخضر كان هو اللون المفضل عند النبي صلى الله عليه وسلم
.... والملاحظ أن اللون الأخضر كثيرا ما يستعمل في القرآن الكريم مرتبطا برموز حياة الأرض بعد موتها بتعبير اللون الأخضر ... فقد ورد في سورة يوسف استعمال اللون الأخضر للتعبير عن حياة السنابل الخضر ، قال تعالى : (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة يوسف 46
وأفضل الألوان كلها وأشرفها لون الخضرة وذلك لأمرين :
أ- الأمر الأول :
ذكر اللون الأخضر في أكثر من موضع عند الحديث عن المتقين وما أعده الله لهم في الجنة فقال تعالي فى وصفهم :
(أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) سورة الكهف 31
فهم يلبسون ثيابا خضرا لأن الخضرة أحسن الألوان تأثيرا في النفس
وقوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) الرحمن 76
... فلو كان فى الألوان أفضل من الأخضر لوصفهم الله سبحانه بذلك
فتأمل ما في اللون الأخضر من الموحيات العظيمة الدالة على الحيوية والنعمة والجمال والسؤدد والبركة والخير والسعادة، التي لا توصف
ولذلك يقال ثلاثة مذهبة للحزن : الماء والخضرة والوجه الحسن ...
ب- الأمر الثاني :
ما فى لون الخضرة من تقوية للنظر والرهافة فى حاسة البصر ، وسبب ذلك فيما يقوله أهل الطب أن اللون الأخضر يجمع الروح الباصر جمعاً رفيقاً مستلذا غير عنيف وإن كان اللون الأسود يجمع الباصر أيضاً لكنه يجمعه بعنف واستكراه على ضد ما يجمعه اللون الأخضر
واللون الأخضر بدرجاته هو اللون الذى يبعث السرور والبهجة وحب الحياة .. لذلك أصبح اللون المفضل فى غرف العمليات الجراحية لثياب الجراحين والممرضات
واللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن طول موجته وسطى فليست بالطويلة جدا (قصيرة التردد) كاللون الأحمر وليست بالقصيرة جدا (عالية التردد) كالأزرق والبنفسجى.. وهو لون إيجابى بنسبة 100% لذا جعله الله تعالى من كمال نعيم أهل الجنة
-------------------------------
ويرجع اللون الأخضر الذى ينتشر فى النباتات على اختلاف أنواعها وأشكالها وأحجامها (وخصوصاً فى أوراقها الخضراء) إلى مادة كيميائية معقدة التركيب يطلق عليها علماء النبات اسم اليخضور أو الكلوروفيل (Chlorophyll)
وكان المعتقد فى بادئ الأمر أن الكلوروفيل عبارة عن مادة واحدة ولكن وجد بعد تقدم البحوث النباتية واكتشاف التحليلات الدقيقة HPLC أنها تتركب فى واقع الأمر من أربع مواد مختلطة بعضها ببعض وتلك هى (كلوروفيل ِA ) و (كلوروفيل B ) ولونهما أخضر بالإضافة إلى مادتين أخريين وهما (الكاروتين) ولونها برتقالى و(الزانثوفيل) ولونها أصفر
إن هذا الكلوروفيل المعقد الذى يغلب عليه اللون الأخضر هو أحد المعجزات الحقيقية التى أوجدها الله سبحانه وتعالى فى مملكة النبات إذ أنه يلعب فى تكوين الأغذية النباتية دوراً يفوق كل خيال ، فالنبات يمتص الماء من التربة التى يترعرع فيها كما يمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوى الذى يحيط بنا فى كل مكان
ومن هاتين المادتين البسيطتين (الماء وثاني أكسيد الكربون) وبمساعدة الكلوروفيل والضوء يستطيع النبات إنتاج المواد الكربوهيدراتية البسيطة ومنها سكر الجلوكوز وسكر الفواكه (الفركتوز) ثم المواد شديدة التعقيد مثل النشا ويطلق فى الجو غاز الأكسجين الضرورى لحياة جميع الكائنات وتنفسها
ويطلق على تلك العملية اسم عملية التمثيل الضوئي أو البناء الضوئى Photosynthesis
وبالإضافة إلى تلك المادة الخضراء (الكلوروفيل) تحتوى النباتات على مواد أخري كثيرة لها ألوان متباينة ومنها الصبغ الأزرق والصبغ الأصفر والصبغ الأحمر والصبغ البني وغيرها
وتشاهد مثل تلك الألوان فى كثير من الأجزاء النباتية وخصوصاً الأزهار والثمار، كما يتضح من الآية الكريمة :
(فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ) سورة فاطر 27
-------------------------------
ومن الألوان الأخرى التي ورد ذكرها في القرآن الكريم :
2- اللون الأبيض :
إستخدم القرآن هذا اللون وحده في أكثر من موضع :
* فقد ذكر اللون الأبيض في سياق تحدي موسى عليه السلام لفرعون قال تعالى : (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ) سورة الشعراء 33
وقال تعالى : (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى) سورة طـه 22
* واستخدم في تصوير حالة من حالات العمى الذي يسببه الحزن والكمد ، كما هو الحال في قصة يعقوب عليه السلام ، قال تعالى : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) سورة يوسف 84 .... والنص القرآني إذ يختار اللون الأبيض لتصوير الحالة التي أصابت عين يعقوب ، إنما هو بسبب ما يحمله هذا اللون من دلالة على الصمت والسكون والإحساس بالفراغ المرافق لحالة الحزن الشديد وكظم الغيظ
* وصف الله تعالى خمر أهل الجنة بالبياض أيضاً لما له من معنى المتعة والجمال ، ولما يحمله اللون الأبيض من دلالة على الصفاء والنقاء والطهر فقال تعالى فى وصفها : (بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ) سورة الصافات 46
* ورد في سياق الحديث عن أهل الجنة ، وما أعده الله لهم في جنات النعيم صفات الحور العين وقد يحذف اللون ويستدل عليه من خلال التشبيه كما في قوله تعالى : (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ) سورة الصافات 49
وإذا كانت الآية تحمل في معانيها معنى الطهر والنقاء الذي تختص به الحوريات الخيرات الحسان ، فهي تحمل أيضاً صفة الجمال المتمثل ببياض البشرة الناصع والإشراق
-------------------------------
3- اللون الأسود
* اللون الأسود ذكر في سياق الحديث عن كراهية أهل الجاهلية لإنجاب الأناث ، قال تعالى : (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) سورة النحل 58 .... فكأن الغيظ والحزن والضيق يجعل النفس سوداوية ، وهذه السوداوية تلتمس وتظهر علي الوجه
* للسواد دلالة خاصة في القرآن عندما يتصف به المشركون يوم القيامة ، فنهايتهم سواد الوجوه ومثواهم النار ،قال تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) سورة الزمر 60
* وقد يستخدم اللون الأبيض في القرآن الكريم للدلالة على ظهور الفجر واللون الأسود للتعبير عن ظلمة الليل وسواده ،قال تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) سورة البقرة 187
ومما يزيد النص روعة وجمالا وبلاغة ما يحمله اللونان من تضاد
-------------------------------
4- اللون الأحمر
لم يرد ذكر هذا اللون بشكل صريح فى القرآن الكريم سوى مرة واحدة ، وذلك في سياق تقريع الكافرين الذين كذبوا رسلهم ، وتذكيرهم بقدرة ربهم ، قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) سورة فاطر 27 ...... وفي الآية تقرير لقدرة الله ووحدانيته من خلال ذكر الجبال والصخور وألوانها وأنواعها
-------------------------------
5- اللون الأزرق :
ورد هذا اللون بشكل صريح فى القرآن الكريم مرة واحدة في سياق الحديث عن المتكبرين على دين الله ، قال تعالى : (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا) سورة طه 102 ...... وفسرها بعض العلماء على أنهم يحشرون ووجوههم زرقاء من شدة الخوف والرعدة واحتباس الدم من غضب الله عليهم يوم الحساب حينما يرون مصيرهم من النار
-------------------------------
6- اللون الأصفر :
إستخدم في وصف جهنم قال تعالى : (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) سورة المرسلات 33
وورد فى القرآن الكريم الإحساس بالسرور عقب وصف جلد البقرة باللون الأصفر الفاقع قال تعالي : (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ) سورة البقرة 69 ..... قيل فاقع لونها : (شديد الصفرة تكاد من صفرتها تبيض) وقيل صافية اللون ، وهي تسر الناظرين لأنك إذا نظرت إلى جلدها تخيلت أن شعاع الشمس يخرج من جلدها
وعن اللون الأصفر بصفة عامة وكونه باعثاً للسرور، قال إبن جرير عن ابن عباس : من لبس نعلا صفراء لم يزل فى سرور ما دام لابسها تقول العرب : أسود حالك وأحمر قاني وأخضر ناضر وأبيض ناصع وأصفر فاقع
ويقول الكسائي : فقع لونها إذا خلصت صفرته
وقال ابن عباس : الصفرة تسر النفس ، وحض على لباس النعال الصفر
وقال على بن أبي طالب رضي الله عنه : من لبس نعلي جلد أصفر قل همه لأن الله تعالي يقول : (صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) حكاه عن الثعلبي
ونهي ابن الزبير ومحمد بن أبي كثير عن لباس النعال السود لأنها تهم (أي تبعث الهم فى النفس )
وها هو الشيخ شرف الدين أبو نصر محمد بن أبي الفتوح البغدادي وشهرته (ابن المرة) فى كتابه (مفرح النفس) في باب: اللذة المكتسبة للنفس عن طريق حاسة البصر يقول :
((النفس تبتهج بما كان من الأجسام له اللون الأحمر والأخضر والأصفر إما بسيطاً أو مركباً بعضها من بعض فنظر هذه يوجب راحة النفس ولذة القلب وسرور العقل ونشاط الذهن وتوفر القوي وانبساط الروح .... وأنظر إلى حكمته - سبحانه - كيف جعل هذه الألوان الأربعة المذكورة - أعني الأصفر والأبيض والأحمر والأخضر فى أعظم الأجساد وأشرفها وأبهجها وأحسنها منظراً وهي الذهب الأصفر واللؤلؤ الأبيض والزمرد الأخضر والياقوت الأحمر ، ولم يجعل شيئاً من الأحجار أعز منها ولا أشرف ، وجعل غاية كل واحد منها أن يكون بهذا اللون المذكور فتبارك الله أحسن الخالقين))
ومن الثابت علميًا أن اللون الأصفر هو أقوى الألوان وأبرزها وأظهرها وأنفذها، على الإطلاق، كما أنّ في اللون الأصفر إيحاءات نفسية في الانجذاب إليه والحب له، ولذا يحرص الباعة وتجار الإعلانات على استخدام هذا اللون في إعلاناتهم لما له من جذب وتقبل في نفس المستهلك، دون غيره
فاللون الأصفر يعد سبباً للسرور والانشراح والإنجذاب، ومجموع الآيات الآتية تدلنا على أنّ ثمة خاصية وتأثيراً للون الأصفر على النفس البشرية، يجب الوقوف عنده،
كقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ) سورة الزمر 21
وقوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) سورة الحديد 20
فقد جعل سبحانه وتعالى الدنيا ذات الألوان المصفرة، سببا للغرور والسرور والفتنة، مما يدل بوضوح وجلاء أنّ القرآن العظيم إنما اختار اللون الأصفر، لأنه محل سرور النفس وراحتها وبهجتها، بخلاف غيره من الألوان، مما يجعل لهذه الألوان مذاقاً جديداً وإحساساً فريداً يأخذ بمجامع النفس والروح، لا يدركه إلا من ذاق لذة التدبر والتأمل في كتاب الله الكريم
وللّون الأصفر استعمالات ودلالات كثيرة في القرآن العظيم أيضا ، كالتوهج المنذر بالخوف والهلع والجزع والإحاطة من كل مكان، كما قال تعالى : (وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) سورة الروم 51
-------------------------------
هل للالوان تأثير على مزاجنا و تفكيرنا وسلوكياتنا ؟؟
نعم .... فـ (اللون) عبارة عن طاقة موجية لها طول موجى معين تقوم المستقبلات الضوئية فى شبكية العين بترجمتها الى ألوان, وتحتوى الشبكية على ثلاثة ألوان هى الاخضر والاحمر والازرق وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الالوان الثلاثة
وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فانها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبرى فى الدماغ مما يؤدى لإفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من التغيرات الفسيولوجية وبالتالى تسيطر بشكل مباشر على الحالة المزاجية والسلوك
وبسبب تأثير اللون فى أعماق النفس البشرية فقد أصبحت المستشفيات تستدعى الإختصاصيين لاقتراح لون الجدران الذى يساعد أكثر فى شفاء المرضى, وقد بينت التجارب أن :
* اللون الأصفر يبعث النشاط فى الجهاز العصبى ويزيد التركيز وتطلى به جدران غرف المرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسى والكبد حيث أن هذا اللون له تأثير نفسى فهو يسر النظر ويريحه
* اللون البرتقالى يفيد فى علاج الإكتئاب وفتح الشهية
* اللون الأرجوانى يشعر الإنسان بالإستقرار والإسترخاء
* اللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة والهدوء ويخفض ضغط الدم
* اللون الأحمر يشعر الإنسان بالدفء والنشاط فتطلى به جدران غرف المرضى المصابين بفقر الدم
* اللون النيلى والتركواز ينشط الذاكرة
* اللون البمبى مهدئ ومفرح للقلب لذا يستخدم فى مراكز علاج الإدمان
* اللون البنفسجى الفاتح يزيد مقاومة الجسم للأمراض والعدوى
* اللون الرصاصى والبنى القاتم يعطى الإحساس بالإكتئاب ومثبط قوى للشهية
-------------------------------
المفضلات