من الذي يتوفى الإنسان الله أم ملك الموت أم الملائكة؟
قالوا : إن هناك تناقضا في القرآن حول من يأخذ أجل الإنسان ؛فآية تقول الله هو الذي يتوفى النفس البشرية ، وآية ثانية تقول : ملك الموت ، وآية ثالثة تقول : الملائكة.... من الذي يتوفى الإنسان أيها المسلمون ؛ الله أم ملك الموت أم الملائكة ؟ أليس هذا تناقضا أيها المسلمون....؟
تعلقوا على ذلك بما جاء في الآتي :
1- قوله :اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا (الزمر42)
2- قوله: قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ (السجدة11).
3- قوله : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (الأنعام61).
الرد على الشبهة
ليس هناك تعارض البتة بل هو في عقول المعترضين فقط ؛ فالله يتوفى الإنسان بكلمة منه هي كن ؛ يقول : إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) (يس).
فجعل الله لكل كائن حي أجل قدره في علمه ؛ قال : وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34) (الأعراف).
فإذا أرد الله أن يتوفى إنسانا يرسل ملك الموت والملائكة المساعدين له؛ فتقوم الملائكة المساعدون لملك الموت بجذب الروح من الأسفل (الأرجل) إلى الحلقوم ، حينها يأخذها ويسحبها ملك الموت ... وليس هناك تعارض بين الآيات إلا في عقول المعترضين...
إذًا: الذي يأخذ أجل الإنسان على الحقيقة هو الله بأمر منه لملك الموت وأعوانه ، وأعوان ملك الموت لهم دور وملك الموت له دور ، ويصبح الآمر هو الله والمنفذ لأمره ملك الموت وأعوانه من الملائكة ...
جاء في التفسير الميسر للآية الثالثة (آية سورة الأنعام ) : والله تعالى هو القاهر فوق عباده، فوقية مطلقة من كل وجه، تليق بجلاله سبحانه وتعالى. كل شيء خاضع لجلاله وعظمته، ويرسل على عباده ملائكة، يحفظون أعمالهم ويُحْصونها، حتى إذا نزل الموت بأحدهم قبض روحَه مَلكُ الموت وأعوانه، وهم لا يضيعون ما أُمروا به.
وعلى ما قد سلف بيانه أكون قد سفت الشبهة نسفًا - بفضل الله –.
كتبه / أكرم حسن مرسي
اليوم الاثنين 18/ 3/ 2013 م
الساعة 11ص
المفضلات