بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قدم الله السمع على البصر فى كثير من الايات القرانية وذلك للحكمة تدل على عظمة كتاب الله.
قال الله تعالى :( ان السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا) الاسراء 36
ذكر المفسرون ان الحكمة تتجلى فى ان السمع اول حاسة تؤدى وظيفتها فى الدنيا .
فالطفل ساعة الولادة يسمع اولا اما العين فأنها لا تؤدى مهمتها بل تحتاج الى وقت حتى تتكون .و اضافوا ان الاذن هى الصلة بين الانسان و الدنيا .
فالله سبحانة وتعالى حين اراد أن يجعل أهل الكهف ينامون مئات السنيين قال تعالى: (فضربنا على اذانهم سنين عددا) الكهف 11
فعندما تعطل السمع استطاعوا النوم مئات السنين دون اى ازعاج .كما ان العين تحتاج الى الضوء حتى تري و بالتالى فان العين لاترى فى الظلام ولكن الاذن تؤدى وظيفتها فى الليل و النهار و فى الظلام و النور .
وبعد هذه الرحلة القرأنية جاءت الاكتشافات العلمية الحديثة تؤكد لنا هذه الحقائق المتعلقة بالسمع و البصر .
حيث أثبت علماء الاجنة اليوم أن آلة السمع و هى الاذن تتخلق و تتكون قبل آلة البصر و هى العين .
كما ان حاسة السمع تبدأ فى العمل قبل حاسة البصر اذ ان الاذن الداخلية للجنين تسمع الاصوات فى الشهر الخامس و يسمع الجنين اصوات حركات أمعاء و قلب امه ,وقد اشاروا الى ان حاسة البصر تكون ضعيفة جدا عند الولادة اذ تكاد تكون معدومة .
ويصعب على الوليد تمييز الضوء من الظلام و لا يرى الا صور مشوشة للمرئيات .وتتحرك عيناه دون ان يتمكن من تركيز بصره وتثبيتة على الجسم المنظور .
وهذه الحقائق العلمية كررها القرأن الكريم قبل العلم الحديث بأربعة عشر قرنا و ذكرها فى خمسة عشر سورة .
كما عبر عنها الحديث النبوى الشريف عن بداية تكوين اعضاء السمع قبل البصر .فقد قال رسول الله ( سجد وجهى للذى خلقه و شق سمعه و بصره بحوله و قوته فتبارك الله خير الخالقين ) اخرجة الترمذى.
المفضلات