:bsm:
استند أهل الحقد والضلال على الأحاديث الضعيفة والروايات الغير صحيحة والتي لا يعتمد عليها في أي حال من الأحوال ومعظم هذه الأحاديث تخص الرافضة وما شابههم . ولجهل العديد بعلم الحديث وأصوله كان لابد من التوضيح والتعريف بعلم الحديث وكيفية الاعتماد عليه , فعلم الحديث هو علم له أصول وقواعد يعرف بها الصحيح وغير الصحيح مما ينسب إلى النبي عليه الصلاة والسلام . وتوجد قواعد هذا العلم في كتب المتقدمين وان لم تدون في مصنف , فهي توجد في سؤالات الائمة , وعلى الإنسان أن يحتاط لنفسه وأن يحافظ على عدم تصديق ما يلقيه أهل الحقد في الدين والحديث خاصة ومعرفة أصول هذا العلم ولو معرفة بسيطة هام جدا وخاصة في هذا الوقت الذي أصبح الجميع يتكلم عن الدين بدون علم . وأصبح أهل الملل الأخرى يلقون بأحاديث وأقوال غير صحيحة في الدين , فعلى الأقل على كل منا أن يعرف كيف يعتمد على الحديث حتى إذا سمع حديث من أحدهم فلا يصدقه قبل أن يعرف أصله ويعرف إذا كان هذا الحديث صحيح ومعتمد عليه أم لا.
وبما أن علم الحديث متشعب وكبير وبه من الفروع الكثير فهذا تبسيط المعرفة بعلم الحديث معتمدا على كتب العلماء والفقهاء في هذا الأمر ومن أفضل ما يوضح ويبسط علم الحديث هو المنظومة البيقونية حيث تضم كل فروع وأنواع الحديث وفيها كيفية الاعتماد على الحديث الشريف.
ويسمى العلم بعلم مصطلح الحديث :
المصطلح: علم يعرف به أحوال الراوي والمروي من حيث القبول والرد.
وفائدته : هو تنقية الأدلة الحديثية وتخليصها مما يشوبها من: ضعيف وغيره، ليتمكن من الاستدلال والاستناد عليها لأن المستدل بالسنة يحتاج إلى أمرين هما:
1- -ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلّم.
2-ثبوت دلالتها على الحكم.
فتكون العناية بالسنة النبوية أمراً مهماً، لأنه ينبني عليها أمرٌ مهم وهو ما كلف الله به العباد من عقائد وعبادات وأخلاق وغير ذلك. وثبوت السنة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم يختص بالحديث، لأن القرآن نُقل إلينا نقلاً متواتراً قطعياً، لفظاً ومعنى، ونقله الأصاغر عن الأكابر فلا يحتاج إلى البحث عن ثبوته.
وينقسم علم الحديث إلى قسمين وهما :
1- علم الحديث رواية.
2- علم الحديث دراية.
فعلم الحديث رواية
يبحث عما ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلّم من أقواله وأفعاله وأحواله
مثاله: إذا جاءنا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم فإننا نبحث فيه هل هو قول أو فعل أو حال؟
وهل يدل على كذا أو لا يدل؟
فهذا هو علم الحديث رواية، وموضوعه البحث في ذات النبي صلى الله عليه وسلّم وما يصدر عن هذه الذات من أقوال وأفعال وأحوال، ومن الأفعال الإقرار، فإنه يعتبر فعلاً، وأما الأحوال فهي صفاته كالطول والقِصَر واللون، والغضب والفرح وما أشبه ذلك.
علم الحديث درايةعلم
يُبحث فيه عن أحوال الراوي والمروي من حيث القبول والرد.
مثاله: إذا وجدنا راوياً فإنا نبحث هل هذا الراوي مقبول أم مردود؟
أما المروي فإنه يُبحث فيه ما هو المقبول منه وما هو المردود؟
وبهذا نعرف أن قبول الراوي لا يستلزم قبول المروي؛ لأن السند قد يكون رجاله ثقاةً عدولاً، لكن قد يكون المتن شاذًّا أو معللاً فحينئذ لا نقبله. كما أنه أحياناً لا يكون رجال السند يصِلون إلى حد القبول والثقة، ولكن الحديث نفسه يكون مقبولاً وذلك لأن له شواهد من الكتاب والسنة، أو قواعد الشريعة تؤيده.
إذن فائدة علم مصطلح الحديث هو: معرفة ما يُقبل وما يردّ من الحديث.
وهذا مهمّ بحد ذاته؛ لأن الأحكام الشرعية مبنية على ثبوت الدليل وعدمه، وصحته وضعفه.
هذا الجزء كبداية لعلم الحديث وهو تعريف بسيط بهذا العلم وأنواعه ونستعرض فيما يلي أنواع الحديث وفروعه وشرح للمنظومة , وهناك منظومات أخرى خاصة بالحديث الا أن هذا ان شاء الله هو اسهل منظومة في علم الحديث وهي وافية بما نحتاجه في هذا العلم.
وعلينا أن نعرف هل الحديث الذي نسمعه هو فعلا حديث عن رسول الله أم هو إفتراء ,ولذا كان علينا أن نفرق بين الحديث الصحيح والحسن والضعيف وغير ذلك وأن نعرف مراتب الحديث حتى إذا وجدنا ان الحديث المعين ينقصه أساس من أسس صحة الحديث فلا نعتمد عليه ونرده على قائله , وهذا ما يحدث كثيرا الان في ان يقال الحديث ويصدقه بعض البسطاء دون معرفة مدى صحته وضعفه ومن ثم تكون هناك اعتقادات كثيرة في الدين لا أساس لها
ولمعرفة ذلك الفرق نقوم باقتباس أجزاء من شرح كبار العلماء في هذا الأمر:
والحديث هنا عن علم الدراية فيقسم الحديث إلى :
الصحيح :
وهو أشرف أقسام الحديث , وهو حديث يكون إسناده متصل بمعنى أن يأخذه كل راو عن من قبله فيقول مثلا : حدثني فلان (1) عن فلان (2) عن فلان (3), فهذا النوع يكون متصل السند ,فكل واحد أخذ عمن روي عنه . ويشترط هنا عدم الانقطاع فمثلا إذا قال حدثني فلان رقم (1) عن فلان رقم (3) فهذا لا يصح لان فلان رقم (2) غير موجود وهذا انقطاع في السند.
وكذلك يشترط أن يكون الحديث الشريف غير شاذا أو معللا.
والشاذُّ هو: الذي يرويه الثقة مخالفاً لمن هو أرجح منه، إما في العدد، أو في الصدق، أو في العدالة.
فإذا جاء الحديث بسندٍ متصلٍ لكنه شاذٌّ، بحيث يكون مخالفاً لرواية أُخرى، هي أرجح منه، إما في العدد، وإما في الصدق، وإما في العدالة؛ فإنه لا يقبل ولو كان الذي رواه عدلاً، ولو كان السند متصلاً، وذلك من أجل شذوذه. والشذوذ: قد يكون في حديث واحد، وقد يكون في حديثين منفصلين، يعني أنه لا يشترط في الشذوذ أن يكون الرواة قد اختلفوا في حديث واحد، بل قد يكون الشاذ أتى في حديث آخر.
ومن الشذوذ: أن يخالف ما عُلم بالضرورة من الدين.
مثاله: في صحيح البخاري رواية «أنه يبقى في النار فضلٌ عمن دخلها من أهل الدنيا، فيُنشىء الله لها أقواماً فيدخلهم النار.
فهذا الحديث وإن كان متصل السند فهو شاذ؛ لأنه مخالف لما عُلم بالضرورة من الدين، وهو أن الله تعالى لا يظلم أحداً، وهذه الرواية - في الحقيقة - قد انقلبت على الراوي، والصواب أنه يبقي في الجنة فضلٌ عمن دخلها من أهل الدنيا، فيُنشىء الله أقواماً فيدخلهم الجنة، وهذا فضل ليس فيه ظلم، أما الأول ففيه ظلم.
فمثلا ان روى راو ثقة وعدل حديث وروي اثنين أخران على نفس المرتبة من الثقة على عكس ذلك فيعتبر حديث الراوي الأول شاذا لأنه خالف . ولو روى إنسان حديثاً على وجه، ورواه إنسانٌ آخر على وجه يخالف الأول، وهذا الثاني أقوى في العدالة أو في الضبط، فيكون الأول شاذًّا. وهذه قاعدة مفيدة تفيد الإنسان فيما لو عرض له حديث، فإذا نظر في سنده وجده متصلاً، ووجد أن رجاله ثقات، ولكن إذا نظر إلى المتن وجده مخالفاً كما سبق فحينئذ نقول له احكم بأن هذا ليس بصحيح، وليس في ذمتك شيء.
وإذا قال أحد كيف أحكم على الحديث بأنه غير صحيح! وسنده متصل ورجاله ثقات عدول؟
فنقول له: لأن فيه علة توجب ضعفه وهي الشذوذ.
فحتى ألان نقول بأن الحديث الصحيح يجب أن يكون
1- متصل الاسناد
2- غير شاذ
3- غير معلل بعلة قادحة.
وكلمة علة قادحة تعني : بأن تكون العلة التي بالحديث علة قادحة تدخل في معنى الحديث فممكن أن يختلف الرواة في شيء في الحديث الا أن الحديث يكون معلل إذا كان الاختلاف يصيب معنى ومضمون الحديث نفسه مثلا. أو مثلا أن يروي الحديث اثنين أحدهما يرويه بصيغة إثبات والاخر بصيغة النفي .
ثم أن الحديث الصحيح من صفاته أيضا الاتي :
ثم أن الحديث الصحيح من صفاته أيضا الاتي :
أن يكون راوي الحديث عدل , والعدل في اللغة هي الاستقامة لأنه ليس مستقيماً في دينه. فلو رأينا رجلاً قاطعاً لرحمه فليس بعدل. فالأصل في أن يكون الراوي عدلا هو أن يكون مستقيما في دينه حتى ولو كان أصدق الناس في نقله والدليل على هذا مما قاله رب العزة (({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.
فلا يكون الراوي عدلا إلا إذا كان مستقيما في الدين وتقبل شهادة العدل لقوله تعالى {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}
ثم يجب أن يكون الراوي ضابط أي أن يحفظ ما روى تحمّلاً وأداءً.مثل أن يكون نبيهاً يقظاً عند تحديث الشيخ للحديث، فلا تكاد تخرج كلمة من فم الشيخ إلا وقد ضبطها وحفظها وهذا هو التحمل. وضد الضبط هو: أن يكون الإنسان لديه غفلة عند التحمل، أو أن يكون كثير النسيان عند الأداء. ولا نقول أن لا ينسى؛ لأننا إذا قلنا: إنه يشترط أن لا ينسى، لم نأخذ عُشر ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلّم، ولكن المراد ألا يكون كثير النسيان، فإن كان كثير النسيان فإن حديثه لا يكون صحيحاً، لماذا؟
ثم يجب ان يكون الراوي العدل الضابط الذي يروي الحديث قد أخذ الحديث عن راو أخر عدل وضابط من مثله فلو روى عدل عن فاسق، فلا يكون حديثه صحيحاً، وكذا إذا روى إنسان عدل جيد الحفظ، عن رجل سيء الحفظ، كثير النسيان، فإن حديثه لا يقبل، ولا يكون صحيحاً، لأنه لم يروه عن رجل ضابط مثله.
ومن ما سبق نقول بأن الحديث الصحيح يجب أن يتصف بأن يكون
1- متصل الاسناد
2- غير شاذ
3- غير معلل
4- يشترط أن يكون راويه عدل
5- يشترط أن يكون راويه ضابط
6- يشترط أن يأخذ هذا الراوي العدل الضابط عن راو أخر عدل وضابط مثله
ثم نأتي لثاني مراتب الحديث وهو الحديث الحسن
رواة الحديث الحسن أخف من رجال الصحيح , إذاً يختلف الحسن عن الصحيح، بأن رجاله ليسوا كرجال الحديث الصحيح، والمراد أنهم ليسوا كرجال الحديث الصحيح في الضبط. ولهذا قال العلماء المتأخرون الذين بسطوا هذا الفن، كالحافظ ابن حجر رحمه الله: إن الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الحسن، فرق واحد وهو بدل أن تقول في الصحيح تامُّ الضبط، قل في الحسن: خفيف الضبط، وإلا فبقية الشروط الموجودة في الصحيح موجودة في الحسن.
وعلى هذا فتعريف الحسن هو: ما رواه عدلٌ، خفيف الضبط، بسند متصل، وخلا من الشذوذ، والعلة القادحة
يتبع
المفضلات