الكفارة بين الإسلام و عقيدة النصارى

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الســـلام عليكم أحبابي في الله ماهو رأيك ان يسوع ليس كلمة الله - لايوجد نص في الكتاب المقدس يقول ان المسيح اسمه كلمة الله أصلا - لايوجد دليل ان الكلم » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | (هدم عقيدة التليث) و أتحدى أن يجيب اي احد من النصارى لحظة القبض علي المسيح هل كان يسوع يعلم أنه اله و أنه هو الله ان لاهوته لم يفارق ناسوته كما تقو » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | بسم الله الرحمن الرحيم (( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) هل تشهد لكتب اليهود والنصارى بالحفظ من الله ؟؟! 👉 يحتج النصارى بهذه الاية (( انا » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | # **إله مغلوب على أمره** # **عندما كان يسوع في طريقه إلى الصليب كان يصرخ ويصيح ويبكى ويقاوم ويطلب النجاه** # **كيف يصرخ ويقاوم وهو أصلا جاء للصلب!؟؟؟* » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | اللاّهوت الأعرج ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الله الآب يهوه‍ هو الله الحقيقي إله العهد القديم وهو نفسه أبو إله العهد الجديد الله الإبن أدوناي تعدد الآلهة القديس إيريناؤس :_ يؤكد على بعد آخر للثا » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | الرد على خالد بلكين في مقطعه عن تاريخ الكعبة : بين اليهود و العرب » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | اسلام الاخ ابو ميليا برؤيه ڵـهٍ للنبي ﷺ تابعوا قصتنا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | نعم ، رب الكنيسة كان له إخوة في الجسد ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | جواب عن سؤال : أين إتهمت الأناجيل مريم بالزنا ؟؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الكفارة بين الإسلام و عقيدة النصارى

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الكفارة بين الإسلام و عقيدة النصارى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    28
    آخر نشاط
    17-06-2006
    على الساعة
    09:14 AM

    الكفارة بين الإسلام و عقيدة النصارى

    الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد ولد آدم أجمعين ، سيدنا محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء و المرسلين ، و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا ... و بعد ،،،
    يقوم أساس العقيدة عند النصارى على مفهوم صلب المسيح و سفك دمه ليكفِّر عن خطايا البشر جميعا التي ارتكبوها حتى قيام الساعة فيطهِّرهم من أغلال خطيئة أبيهم آدم و خطاياهم جميعا ، و لذا فإن حادثة الصلب عند النصارى تعتبر من أهم أحداث المعمورة قاطبة ، و كذلك المسيح الذي جُرح جسده لأجل معاصيهم و سحقت عظامه لأجل أثامهم . و يجب على النصراني لكي ينعم بالتحرر من أغلال الخطيئة فقط أن يؤمن بالمسيح ربّا و مخلِّصا .

    o كيف تولدت عقيدة الكفارة ؟:
    يؤمن النصارى بأن الله  قد خلق آدم  على صورته و كهيئته كما تقول التوراة ؛ و لذا فقد كانت له صورة من الكمال الأخلاقي مقتبسة من كمال الله الأخلاقي ، و يؤمنون أيضا بأنه كان مقدّرٌ له الخلود كربِّه تماما . فلما أسكنه الجنة هو و زوجته أمرهما ألا يقتربا من الشجرة المحرمة و لا يأكلا منها ، فلما أزلهما الشيطان و وسوس لهما بالأكل من الشجرة و علم الرب بذلك غضب عليهما و طردهما من الجنة و أسكنهما الأرض و فرض عليهم الموت و العقاب الأبدي بالطرد من رحمة الرب و ذريتهما أيضا .
    و أرسل لهم بعد ذلك رُسُلا منهم لهدايتهم إلى طريقه المستقيم ، و لكن أولئك الرسل أيضا - كما يعتقد النصارى – لم يستطيعوا أن يصلوا بالناس و لا بأنفسهم إلى تلك الصورة الأولى من الكمال الأخلاقي و التي تُرضي الرب الإله فإنزلقوا في شرك الخطايا بفضل الطبيعة البشرية الخطَّاءة الموروثة من أبيهم آدم  .
    و لأنهم يؤمنون أيضا بترسخ صفة العدل في الله  فلابد من أن يقتص من أولئك البشر المخطئين ، و لأن الخطأ عندهم لا كبير فيه و لا صغير ؛ فأي خطأ يرتكبه الإنسان كبيرا كان أو صغيرا يورده مورد الهلاك و يكتب عليه الطرد من رحمته تبارك و تعالى ، و هو – أيضا كما يرون – عقاب رادع مهلك لا يتفق مع رحمة الله  و لهذا فهم يرون أنه لكيلا يتعارض عدل الرب مع رحمته فلا بد من كفارة أو ذبيحة كبيرة أو فدية تتمم مطلب العدل من الرب .. و من ذا الذي يقدر عليها من جنس البشر؟.. لا أحد طبعا يقدر على ذلك ، و لا زلنا نتكلم عن لسانهم ، فكانت رحمة الرب الإله أن يرسل إبنه أو عقله الناطق أو نفسه بنفسه ينزل و يتجسد في صورة بشر ، و يعيش بينهم حياة كريمة لا يخطيء خلالها خطأ واحدا ، ثم يتعذب و يتألم و يموت في النهاية لكي يكون هو الذبيحة التي تفدي جنس البشر الذي أحبه الرب الإله يوم خلق آدم  ، فيمحي أخطاء الأنبياء الذين سبقوه و يخرج بهم من ظلمات الجحيم ، و كذلك يتغاضى عن أخطاء البشر السابقين و أيضا كل المؤمنين به بعد ذلك إلى أن يأتي يوم القيامة فيجلس ليدين الخلق و يرحم من آمن به و يهلك من لم يؤمنوا به و بذا فلا تتعارض الرحمة مع العدل !.. هذا هو ملخص إيمانهم بالمسيح كفادي و مخلص .

    o مفهوم الخطيئة الأولى في التوراة :
    في بداية الزمان – كما تقول التوراة – خلق الله السماوات و الأرض و ما بينهما ، و بعد ذلك خلق آدم و حواء ، ثم أنعم عليهما بهبات كثيرة منها أنه خلق الأنسان كصورته و على شبهه و سلَّطه بعد ذلك على جميع المخلوقات من حيوانات و طيور و أسماك ، و بعد ذلك أسكنه الجنة هو و زوجته .. و لنا أن نقف قليلا و نتساءل : ما معني ( نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ) ؟.. أي كيف يكون آدم على صورة الله ؟!..
    أفي الشكل مثلا ؟.. فيكون للرب رأس و بدن و ذراعين و يدين و رجلين و خلافه !.. فيكون الله أشبه بصورة مايكل أنجلو في كاتدرائية القديس بطرس ( خلق آدم ) !.. تعالى الله  عن ذلك علوا كبيرا .
    أفي القدرة ؟.. فيكون له العقل الذي يتسع لكل شئ و يشمل كل شئ بما في ذلك خلق الكائنات و تقدير حياتها و أرزاقها و بالطبع محاسبتها على أفعالها إن خير فخير و إن شر فشر ، ... و هذا بالطبع ليس آدم !
    أم في العقل ؟.. فيكون له التمييز بين الخير و الشر .. و ترى التوراة أنه أيضا ليس آدم بدليل أن ربه نهاه عن أكل الشجرة لكي لا يميز بين الخير و الشر دليلا على أنه لم يكن يعرفهما !!..
    فكيف يكون خلق آدم على صورة الله ؟.. و من أي وجه ؟!!
    الواقع أن الرواية التوراتية تتحدث عن الذات الإلهية بما لا يليق وشمولية علم الله  وتنـزهته ، كمسألة خلق الله لآدم على صورته فهو  ليس كمثله شئ كما تقول التوراة : ( ليْسَ مِثْل اللهِ ) ، و أيضا فـهي تنسب إلـيه العـجز فتقول : ( وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدم وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدم: «أَيْنَ أَنْتَ؟». ) ، فسؤاله هنا كما نرى ليس سؤالاً تقريرياً ، وليس تأنيبياً ، بل هو استفهامياً صدر عن عاجز عن الوصول إلى من توارى عنه حين سمع وقع أقدامه ، تعالى الله أيضا عن ذلك علوا كبيراً .
    و تكمل الرواية التوراتية فتقول : إن الحية هي التي أغوت حواء فأغوت بدورها آدم فأكلا من الشجرة . و يقول النصارى أن الحية رمزا للشيطان كما ورد في سفر الرؤيا 20 : 2 ( فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ ) . إذن ، فقد تمثل الشيطان في شكل الحية و بذلك استطاع أن يغوي آدم و حواء و عندما أراد الرب أن يعاقبهما عاقب الحية أيضا و لم يعاقب الشيطان !! ، فقال لها : ( لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْـحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ ) ، و أيضا نقرأ في بـداية الإصحاح أيضا : ( وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ ... ) ، فنرى أن النص يتكلم عن حية حقيقية و ليس رمزا للشيطان كما يقول المفسرون !! فما هو ذنب الحية إذا كانت الغواية من الشيطان ؟!.. و هل كانت الحية مستوية القامة حسنة المظهر ذات أقدام ، صديقة لحواء فعوقبت بزحفها على بطنها و أكلها التراب و عداوتها للمرأة و نسلها ؟!..
    فالمطالع للتوراة - دون الإنجيل - لا يجد فيها ذكر للشيطان أبدا و لا للغواية التي تأتي منه ، و لا يوجد كذلك ذكرا للدار الآخرة و لا للحساب و الجزاء ، و لكن هي حياة دنيوية فقط و جزاء فوري !
    ويبقى السؤال الأهم : ما هي معصية آدم ؟.. وتأتي الإجابة التوراتية واضحة ، لقد أكل من الشجرة المحرمة هو و زوجته ، شجرة معرفة الخير والشر، لقد عرفا الخير والشر!.. فماذا ترتب على هذه المعرفة من ثمرة؟.. لا يذكر النص التوراتي لهذه الفعلة أثراً سوى أن آدم وحواء عرفا بأنهما عريانين، إذ انكشفت لهما الأمور بمعرفتهما للخير والشر . وثمة مسألة أخرى هامة من الذي يتحمل وزر الذنب آدم أم حواء ؟.. يذكر النص التوارتي ما يفهم منه براءة آدم من غواية الحية وإدانة حواء بها، ففيه أن حواء التي أغوتها الحية فأكلت وكأن آدم ليس بصاحب قرار و لا يملك من أمر نفسه شيئا و هو أيضا أمر متناقض !
    و نأتي لموضوع الخلود الذي فرضه الله لآدم و زوجته – برواية التوراة – في جنة عدن ، ثم رفَضَه آدم بأكْله من الشجرة و اختار الموت عن الخلود !.. فواقع الأمر أن مسألة الخلود لآدم و ذريته هو منافي لمسألة عمران الأرض الذي خُلق آدم من أجلها ، فلنتخيل سويا إذا ظل كل الخلق حتى اليوم على قيد الحياة منذ البدء و حتى قيام الساعة ، فكيف يكون عمران الأرض ؟ بل كيف يكون شكلها ؟..و لو عاش آدم و ذريته في الجنة فلم خلقت الأرض في اليوم الأول كما ذكرت التوراة ؟.. فالأمر جد متناقض ، و لكن التوراة بعد ذلك تقول : ( وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْـمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا ) ، و الموضوع هنا يتضح أكثر ؛ فما كانت إرادة الرب أن يعطي لآدم الخلود إذن كما تقول التوراة في موضع أخر !.. بل أنه يغـار منه لأنه سيصبح ( كواحد منا ) !! و هو أيضا شيء غير مفهوم و متناقض و ينم عن جهل الرب – في نظر التوراة – بالمستقـبل ؛ فهو لم يعلم بأكل آدم من الشجرة إلا عندما أَكَل ، و بعد ذلك يفترض بأنه ( لعله ) يمد يده لشجرة الحياة و يأكل و كأنه أيضا لا يعلم إن كان سيأكل أم لا !.. سبحانه لا إله إلا هو علام الغيوب عما يصفون ، فأين الحقيقة إذن ؟!..

    o و ماذا يقول الإسلام ؟ :
    و إذا درسنا وجهة النظر الإسلامية لمسألة خلق آدم يتضح لنا جليا مقصد الحق تبارك و تعالى من ذلك ؛ فما كانت الجنة التي سكن فيها آدم و زوجه إلا مكانا مؤقتا للإقامة ؛ و ما خُلِقَ الإنسان لعمران الجنة بل لعمران الأرض و نشر عبادة الله الواحد الأحد بها . و لكن إقامته في الجنة كانت بغرض تدريبه و تعليمه طاعة أوامر ربه و لإعلامه بالمعصية و كيفية الإستغفار منها . و ما سمح الله  للشيطان - الذي قد يتساءل الكثير عن كيفية دخوله الجنة على صورته و دون أن يتمثل بشكل الحية ؟ - إلا لغواية آدم فيعلمه الطاعة أولا ثم التمييز بين الهداية و الغواية ثانيا . فقد أمر الله  آدم أن يأكل من كل شجر الجنة إلا الشجرة التي تنبت ثمرا مختلفا ، فما كان آدم محتاجا لقضاء حاجته إذ أن شجر الجنة للأكل فقط دون قضاء حاجة ، و لم تكن الشهوة بينه و بين حواء قد عرفت بعد ؛ فلم يكن يداري عورته لأنها كانت بالنسبة له مثل أي جزء من أجزاء جسمه . فلما أكل آدم من الشجرة و احتاج أن يقضي حاجته و تأذى من المنظر فطفق يستر عورته التي صار منظرها يؤذيه و يذكره بعصيان أمر الله  : ﴿ فَدَلاّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمّا ذَاقَا الشّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنّةِ وَنَادَاهُمَا رَبّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشّجَرَةِ وَأَقُل لّكُمَآ إِنّ الشّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مّبِينٌ ﴾ ، و كما هو واضح أن الإستفهام هنا توضيحي تقريري ينمّ عن سابق علم بما سيكون . و لأن الموقف أساسا المراد منه تعليم آدم فقد تاب الله عليه ، ليس فقط بل و علمه الإستغفار لذنوبه و العودة إلى الطريق الذي رسمه له و لذريته من بعده ﴿ فَتَلَقّىَ آدم مِن رّبّهِ كَلِمَـاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ ﴾ ، و تلك هي رسـالة آدم  التي خُلِقَ من أجلهـا : ألا و هي عمران الأرض بشريعة الله و حسب إرادته .
    و الآن ، و بعد رحلتنا مع مسألة ( الخطيئة الأولى ) لنا أن نقول : أنه لولا تلك الخطيئة لما تعلم آدم  و ذريته أن هناك رحمة و هناك مغفرة للذنوب جميعا مهما بلغت كزبد البحر و نجوم السماء ، و في الحديث الشريف عن أنس بن مالك  عن النبي  أنه قال : « يقول الله : يا ابنَ آدم إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدم لَوْ بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدم إنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً » . و أيضا عن أَنَسٍ  ، عن النبيِّ  أنه قال : «كلُّ ابْنِ آدم خَطَّاء، وَخيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» . فالخطأ من آدم و ذريته وارد ، و لكن الأعظم منه الإستغفار و التوبة ، و الأعظم من هذا كله هي رحمة الله التي وسعت كل شيء فإنه تبارك و تعالى يفرح بتوبة العبد كما يروي أنسٍ  قال: قال رسولُ الله  : « إنّ اللهُ أفرَحُ بتوبةِ عبدِه من أحدكم سقَط على بعيره وقد أضلهُ في أرض فلاةٍ » .
    فسبحانه جل علاه لا إله إلا هو قابل التوب غفار الذنب نستغفره و نتوب إليه و نتضرع له أن يقبل توبتنا جميعا قبل أن يأتي يومٌ يفر المرء فيه من أخيه و أمه و أبيه و صاحبته و بنيه ، اللهم آمين .

    o  .. وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ..  :
    و يشبه النصارى ما أسموه بفدية المسيح لشعبه ذلك الكبش الذي أنزله الله  من السماء ليفتدي به ابن ابراهيم الذبيح عليهما أفضل الصلاة و السلام ؛ فكليهما كان فدية عن الإنسان ، و لعل هذا ما دعا كاتب سفر الرؤيا أن يشبه عيسى  بالخروف الفادي !! و رغم أن هذا الجدل فلسفي بحت قابل للتأويل على آية شاكلة ، ألا أنه يصور للقاريء كيف شرع النصارى يستدلون على صحة عقيدتهم بأي شيء من العهد القديم حتى و لو لم يكن أصلا يدل عليه !.. فالقاريء يعلم تماما أن قصة الفداء كانت ابتلاء لنبي الله إبراهيم  و لإبنه و قد كانا عند ظن ربهما و صبرا على حكمه إلى أن تم أمرا قضاه الله ، و ليس لذلك أي تأويل أخر و لا هو تمثيل لما قد يحدث في المستقبل و لو بصورة رمزية . و مثل هذا كثير على صفحات العهد الجديد ، و لكنه ليس بموضوعنا كما أنه لا تتسع له تلك الدراسة المتواضعة . فقط دعونا نتساءل : كيف عالج القرآن الكريم قضية صلب المسيح ؟
    يقول الله تعالى عن اليهود :  فَبِمَا نَقْضِهِمْ مّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاّ قَلِيلاً  وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىَ مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً  وَقَوْلِهِمْ إِنّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـَكِن شُبّهَ لَهُمْ وَإِنّ الّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّ مّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاّ اتّبَاعَ الظّنّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً  بَل رّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً  وَإِن مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً  ، و لا اختلاف بين أهل الفقة و المفسرين و الأئمة أن عيسى  لم يتمكن اليهود و لا غيرهم من قتله على الصليب كما دبروا له ، و إنما الذي صُلِبَ هو شبيه المسيح الذي ألقى الله  عليه الشبه و مكّن منه أعدائه من اليهود ، و كان ممَّن ذهبوا هذا المذهب الحافظ ابن كثير و مَن نقل عنهم كابن اسحق و سفيان الثوري و الحسن البصري و غيرهم . و لم يسجل التاريخ الإسلامي لأحد الفقهاء رأي مخالف في مسألة صلب المسيح  لما رواها القرآن ؛ إذ أن نقد الصلب واضح بقوله  :  .. وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ .. وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً  و في هذا نفي تام قاطع للقتل . و قد نفت آيات أخرى عملية الصلب كقول الله تعالى مخاطبا نبيه عيسى  :  .. وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيّنَاتِ فَقَالَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـَذَا إِلاّ سِحْرٌ مّبِينٌ  ، و يقول الحافظ ابن كثير شارحا الآية السابقة : ( أي واذكر نعمتي عليك في كفي إياهم عنك حين جئتهم بالبراهين والحجج القاطعة على نبوتك ورسالتك من الله إليهم فكذبوك واتهموك بأنك ساحر وسعوا في قتلك وصلبك فنجيتك منهم ورفعتك إلى وطهرتك من دنسهم وكفيتك شرهم .. ) ، و يقول القرطبي أيضا : ( "كففت" معناه دفعت وصرفت "بني إسرائيل عنك" حين همّوا بقتلك "إذ جئتم بالبينات" أي الدلالات والمعجزات، .. ) . و يؤكد المولى تبارك و تعالى على جهل اليهود بحالة المصلوب فيقول :  .. وَإِنّ الّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّ مّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاّ اتّبَاعَ الظّنّ ..  و هذا يؤكد عدم وجود سند صريح بأيدي اليهود و لا النصارى في دعواهم بصلب عيسى  ، فما قالوا بشأنه الكذب و هم يعلمون ؛ فإن أي تفسير أو رأي يقال في هذا سواء من الكتاب المقدس أو من طوائف النصارى المختلفة لهو رجم بالغيب و ضرب من الظنِّ بعد أن تركه الجميع و هربوا بشهادة الأناجيل فأيـن هو اليقين ؟.. و تأتي الإجابة الواضحة :  .. وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً  .
    o أهمية إبطال صلب المسيح  عند المسلمين :
    كما أسلفنا يعتقد المسلمون أن الأنبياء عليهم صلوات الله و سلامه كسائر البشر يموتون ، وقد يكون موتهم عن طريق القتل ، ويحكي القرآن عن بني إسرائيل بأنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق ، ومن ثم فلا حرج عندنا في موت نبي بأي طريقة قتله بها سفهاء قومه ومجرموهم ، فالقتل لا يضر النبي المقتول ، بل هو من اصطفاء الله له ، إذ هو شهادة في سبيل الله ودينه ، و لكن عندما نتعرض لقصة عيسى  نتساءل : لماذا ذكر القرآن نجاة المسيح ، وأصر على تكذيب النصارى في هذه المسالة ؟
    و الإجابة ببساطة : إن القرآن الكريم ذكر نجاة المسيح لمجرد إثبات الحقيقة ، وإثبات ضعف وعجز اليهود عن بلوغ مرامهم ، والمسلمون حين يتحدثون عن نجاة المسيح إنما يريدون إثبات هذه الحقيقة التي بشر بها القرآن الكريم بعد أكثر من ستمائة عام من حدوثها . وأيضاً أدرك علماء المسلمين الخطر التي تركته حادثة الصلب ، والتي تحولت من مجرد حدث تاريخي إلى عقيدة ، عظيم شأنها عند النصارى، فتقويضها يعني خواء النصرانية عن كل معنى ، لذا يؤكد العلامة ديدات أن النصرانية لا تستطيع أن تقدم للناس أي فضيلة، سوى ما تزعمه من الخلاص بدم المسيح، فهي مثلاً لا تستطيع أن تقدم لنا نحن المسلمين الكرم أو النظافة أو.... فإذا ما بطل صلب المسيح، لم يبق للنصرانية مبرر للدعوة والوجود . وفي الآثار العقدية السلبية لفكرة الصلب ما يجعلها هدفاً للمسلمين ينبغي التركيز عليه، ومن هذه الآثار الاضطراب في نظرة النصارى للإله .
    و نردد مع الشيخ شهاب الدين القرافي رحمه الله ما أنشده في كتابه « الرد على النصارى » لبعضهم يرد عليهم في قولهم: صلبنا المسيح و دعواهم أنه ابن الله تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً :-
    عجباً للمسيحِ بينَ النـَّصارى *** وإلى أيِّ والـدٍ نسـبوه
    أسلَموهُ إلى اليـهودِ وقالـوا *** إنهم بعد قتـْلِهِ صـلَبوه
    فإذا كانَ ما يقولـون حـقاً *** وصحيحاً فأينَ كانَ أبوه؟!
    حينَ خَلَى ابنه رهين الأعادي *** أتُراهم أرْضُوه أم أغضبوه؟
    فلئِنْ كان راضياً فاحمـدوهم *** لأنـَّهــم وافَـقـوه!
    ولئِنْ كانَ ساخطاً فاتـركوه *** واْعبدوهم لأنهَّم غَـلَبوه!!
    و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ,,
    و صلى الله على سيدنا محمد ، و على آله و صحبه و سلم

    كتبه الأخ / طارق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    ياأخي أنا نفسي أعرف هذه العقول متركبة إزاي ؟

    يقولوا أن المسيح بلا خطيئة ، وفي نفس الوقت يقولون أنه حمل خطيئة البشرية أجمع .!!!!!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    1,094
    آخر نشاط
    11-07-2012
    على الساعة
    08:11 AM

    افتراضي

    اقتباس
    يقوم أساس العقيدة عند النصارى على مفهوم صلب المسيح و سفك دمه ليكفِّر عن خطايا البشر جميعا التي ارتكبوها حتى قيام الساعة فيطهِّرهم من أغلال خطيئة أبيهم آدم و خطاياهم جميعا ، و لذا فإن حادثة الصلب عند النصارى تعتبر من أهم أحداث المعمورة قاطبة ، و كذلك المسيح الذي جُرح جسده لأجل معاصيهم و سحقت عظامه لأجل أثامهم . و يجب على النصراني لكي ينعم بالتحرر من أغلال الخطيئة فقط أن يؤمن بالمسيح ربّا و مخلِّصا .

    فيه هنا نقطة خطيرة جدا

    بيقولوا ان المسيح كفر عن خطايا البشر جميعا حتى قيام الساعة والبشر الذين كفر عنهم هم فقط من آمنوا به ربا ومخلصا

    معنى الكلام ده ان أي نصراني - طالما يؤمن بالمسيح ربا ومخلصا - أن يرتكب أي خطيئة وأي جرم بدون أدنى خوف أو رادع يردعه عنها لأن الرب خلاص هيكفرها عنه

    يعني تتحول الحياة الى غابة وكل انسان يتصرف كما يحلو له

    وفيه حاجه كمان ان خوف النصراني من ارتكاب الخطأ مش هيكون خوف من العقاب الالهي انما هيكون خوف من ضابط الشرطة اللي هيقبض عليه ويقدمه للمحاكمة

    يعني التبجيل هيكون للشرطة والخوف هيكون منهم مش من الرب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


    وفي مسألة خلق آدم وصولا الى ارسال الرب لابنه حتى يتحمل الخطايا كلها ويصلب من أجل البشر
    للتكفير عن خطاياهم بدئا من أبونا آدم :


    ليه اللفه الطويلة دي؟

    ربنا يخلق آدم وحوا ويتركهم للشيطان يغويهم
    ثم ينزلهم الى الأرض
    ثم يرسل الرسل لهداية البشر الضالين المخطئين
    ثم يرسل ابنه يصلب ويقتل من أجل التكفير عن خطايا البشر بداية من آدم وحوا

    طيب وليه ده كله ؟ ماكان من الأول وده المنطقي انه يتوب عن آدم وحوا (طبعا الكلام موجه للنصارى)


    يعني بالتفكير المنطقي تجدوا أن ما يذكره القرءان هو الحقيقة المنطقية

    خلق الله آدم وحواء ثم تعرضوا لغواية الشيطان فنزلوا جميعا الى الأرض التي خلقها الله من قبل خلق آدم والتي لابد أن يكون لخلقها غاية وهي خلق البشر واعمارهم ليها فيما بعد


    مش عارفه أقول ايه عن جهل العالم دي

    لكن طبعا أعرف أقول : الحمد لله على نعمة العقل الذي جعلنا مسلمين موحدين بالله



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي :etoilever "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" :etoilever نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1
    آخر نشاط
    02-01-2008
    على الساعة
    05:11 PM

    افتراضي

    يقول النصارى أن الحية هى التى اغوت حواء أو ان الشيطان تمثل فى صورة الحية ثم اغوت حواء ....
    ثم عاقب الله الحية بعد ذلك ....
    ومن ضمن العقوبات أنه جعل العداوة بين المرأة والحية وبين نسل المرأة ونسل الحية كما يقول الكتاب المقدس عندهم: ( وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وانت تسحقين عقبه).
    فنرى أن الجانى هنا هى الحية وأن المجنى عليه هو الانسان ، ومن الطبيعى ان العقاب الصادر من الله يكون على الجانى فقط أى على الحية فقط .
    فلماذا كان العقاب من الله على الحية والانسان معا بأن يسحق الانسان رأس الحية و بأن تسحق هى عقبه ؟
    التعديل الأخير تم بواسطة hassan.h ; 03-12-2007 الساعة 06:28 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الكفارة بين الإسلام و عقيدة النصارى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شيخ الإسلام ابن تيمية يبطل استدلال النصارى على عقيدة التثليث .
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-05-2014, 12:32 AM
  2. اسئلة واستفسارات عن عقيدة النصارى
    بواسطة وردة الإيمان في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-05-2013, 03:08 PM
  3. من هو المسيح في عقيدة النصارى؟ (هل من نصراني هنا يجيب) ؟
    بواسطة نجم ثاقب في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 05-05-2009, 08:42 PM
  4. الرد على شبهة النصارى في عقيدة التثليث
    بواسطة الصارم البتار في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-06-2005, 03:15 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الكفارة بين الإسلام و عقيدة النصارى

الكفارة بين الإسلام و عقيدة النصارى