بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كنت مشتركا فى إحدى مجموعات الفيس الإسلامية المتخصصة فى الرد على أسئلة المسيحيين
وفى إحدى المرات قمت بعمل منشورطلبت فيه الحوار مع أى مسيحى فى مسألة نسب رسولنا الكريم صلَ الله عليه وآله وسلم
وكان هدفى من الحوار هو أن أثبت لمن يحاورنى من المسيحيين ولمن يتابع الحوار منهم أن رواية الواقدى فيما يخص زواج عبد المطلب ( جد رسولنا الكريم ) وإبنه عبد الله ( والد رسولنا الكريم ) فى مجلس واحد وإنجاب عبد الملطلب لإبنه حمزة رضى الله عنه وولادة رسولنا الكريم بعد عمه حمزة بأربع سنوات
كنت أريد أن أثبت لهم أن هذه الرواية هى فى الأساس رواية باطلة لأنها تصطدم تماما مع العقل والمنطق
ملحوظة : سبق أن قمت بعمل موضوع هنا فى المنتدى أثبت فيه بطلان هذه الرواية الموضوع موجود فى توقيعى لمن أراد الإطلاع
المهم أن إشراف المجموعة إعتمد المنشور ووافق على أن أحاور أى مسيحى يتقدم طالبا الحوار
تقدم أحد المسيحيين ووافق على الحوار وبدأ الحوار بيننا
لكننى وجدت أن هذا المسيحى قد سلك مسلكا اخر فى طرحه لهذه الشبهة الكاذبة من خلال إستشهاده بهذه الرواية
الكتب » صحيح البخاري» كتاب النكاح » باب من قال لا نكاح إلا بولي
4834 قال يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب عن يونس ح وحدثنا أحمد بن صالح
حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء فنكاح
منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها
ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي
منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع
منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان
هذا النكاح نكاح الاستبضاع ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على
المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها أرسلت
إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم قد عرفتم الذي كان
من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا
يستطيع أن يمتنع به الرجل ونكاح الرابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا
تمتنع ممن جاءها وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما فمن أرادهن
دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة ثم ألحقوا
ولدها بالذي يرون فالتاط به ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك فلما بعث محمد صلى الله عليه
وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم
بوضعه لهذا الحديث أو تلك الرواية ظن هذا المسيحى المسكين بأن رسولنا الكريم صلَ الله عليه وآله وسلم قد خرج إلى الدنيا بأى من النكاحين الثانى أوالثالث !!!
ما أتذكره هو أننى قلت له لو كان رسولنا الكريم صلَ الله عليه وآله وسلم قد جاء إلى الدنيا بالنكاح الثانى أو الثالث التى وردت فى الحديث أو الرواية لكان قومه من مشركى قريش قد عايروه بهذا النسب
فجاءنى رده أن قوم رسولكم لم يعايروه لأنهم أساسا خرجوا من هذا النكاح
عندما كنت أحاور هذا الشخص النت عندى كان سيئا جدا بجانب أن أحد الإخوة الأعضاء فى المجموعة قد أخذ فى الرد كثيرا على المحاور المسيحى بردود مستفزة مما شتت الحوار وأفسده
الخلاصة هو أننى لم أستكمل الحوارفى وقتها نظرا لحدوث السببين اللذين ذكرتهما
تذكرت هذا الحوار فرأيت أنه من الأفضل طرح الشبهة هنا والرد عليها
ردى بتوفيق الله وحوله وقوته على هذه الشبهة يتلخص فى الآتى :
أولا : كما هو معلوم فإن نسب رسولنا الكريم صلَ الله عليه وآله وسلم يعد أطهر وأشرف الأنساب الأدلة على ذلك كثيرة منها هذا الحديث
« خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء » .
الراوى : على بن أبى طالب / المحدث : الألبانى / المصدر إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 3225 / خلاصة حكم المحدث : حسن
ثانيا : الحديث أو الرواية التى إستدل بها هذا المسيحى لكى يطعن فى نسب رسولنا الكريم هى رواية وردت فى صحيح البخارى أى أنها فى أعلى درجات الصحة لكن هذا لا يمنعنا إطلاقا من طرح هذا السؤال :
هل جاء فى هذه الرواية صراحةً أو تلميحا ما يفيد بأن رسولنا الكريم صلَ الله عليه وآله وسلم قد جاء إلى الدنيا بأى من النكاحين الثانى أو الثالث ؟
الإجابة بالتأكيد لا
إذا إدعاء هذا المسيحى هو إدعاء مريض مبنى على العاطفة والتمنى لا على الدليل النقلى ( ما ورد فى الرواية ويفيد بأن الرسول الكريم قد ولد من سفاح [ حاشاه صلَ الله عليه وآله وسلم ] )
ثالثا : هل جاء فى هذا الحديث أو الرواية صراحةً أو تلميحا ما يفيد بأن رجال قريش أو بعضهم قد جاءوا إلى الدنيا بأى من النكاحين الثانى أو الثالث ؟
الإجابة بالتأكيد لا
إذا إدعاء هذا المسيحى هو إدعاء مريض مبنى على العاطفة والتمنى لا على الدليل النقلى ( ما ورد فى الرواية ويفيد بأن رجال قريش أو البعض منهم قد جاءواإلى الدنيا بأى من النكاحين الثانى أو الثالث ؟
ما أقصده بالتلميح هنا أن يرد فى الحديث أو الرواية أن رجلا أو رجالا من بنى كذا من قريش قد جاءوا مثلا بالنوع الثانى من النكاح
أو أن يرد فى الحديث صفة أو صفات واضحة ومميزة لشخص ما أو مجموعة أشخاص من قريش يتم إرجاع نسبهم إلى النوع الثانى أو الثالث من النكاح أو حتى الرابع والأخير
رابعا : مما لا شك فيه أن رسولنا الكريم قد جاء إلى الدنيا من خلال النكاح الأول الذى ورد فى هذا الحديث أو الرواية
وهذا بالمناسبة لا يعد دليلا يمكن أن يستند عليه المسلم فى إثبات نسب رسوله من خلال هذا الحديث
بمعنى أنه إذا إفترضنا أن النكاح الأول الذى ورد فى هذا الحديث لم يرد ووردت النكاحات الثلاثة فقط
فالمسلم فى هذه الحالة ليس فى حاجة على الإطلاق لأن يقوم بالتفتيش على النكاح الأول ( نكاح الناس كما ورد فى الحديث ) لكى يثبت نسب رسوله
لأن رسوله صلَ الله عليه وآله وسلم يقينا لا ظنا هو النبى الخاتم الهاشمى القرشى الكنانى المُضَرى العدنانى الإسماعيلى ( نسبة إلى نبى الله إسماعيل عليه السلام ) الإبراهيمى ( نسبة إلى أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام )
المصدر ( هنــا )
فتأكيدى أن رسولنا الكريم قد جاء إلى الدنيا من خلال النكاح الأول مبعثه نسف أكاذيب أى مسيحى يحاول من خلال الحديث أو الرواية التى وردت فى البخارى الطعن فى نسب رسولنا الكريم
الأهم فى هذه الجزئية هو أننى ذكرت النكاح الأول ( نكاح الناس كما ورد فى الحديث ) لكى أبين عدم تحلى هذا المسيحى بالموضوعية
فحقده الأعمى تجاه رسولنا الكريم جعله يطعن فى نسبه صلَ الله عليه وآله وسلم من خلال النكاحين الثانى والثالث بدون دليل
فى المقابل إستبعد تماما أن يكون رسولنا الكريم قد جاء إلى الدنيا من خلال النكاح الأول وهو أيضا لا يملك دليلا مؤكدا على إستبعاده لولادة رسولنا الكريم من خلال هذا النكاح ( نكاح الناس كما ورد فى الحديث )
( إنتهى )
المفضلات