رفض روؤساء بعض الجمعيات الإسلامية في فرنسا إثارة قضية عرض مسرحية فرنسية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وسائل الإعلام العالمية وذلك تخوفا من تحول المسرحية إلى قضية دولية مماثلة لقضية كتاب "آيات شيطانية" للكاتب سلمان رشدي.
وكانت مسرحية للفيلسوف الفرنسي فولتير، عن النبي محمد أدت إلى احتجاجات واسعة من قبل المسلمين في إقليم "جيكس" شرقي فرنسا وفي سويسرا المجاورة.
وذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أن جمعيات إسلامية في فرنسا احتجّت لدى مسؤولين فرنسيين، معتبرة أن المسرحية تشكل "هجوما واضحا على قيم السلام التي يمثلها الإسلام".وطالبت الجاليات المسلمة بسحب المسرحية التي تعرض على مسارح في جنيف ومدينة "سانت جنيس بويللي" في فرنسا.
سلمان رشدي آخر!
وكان من اللافت محاولة المنظمات الاسلامية عدم إخراج قضية عرض هذه المسرحية عن الإطار المحلي. وفي هذا الصدد صرّح محمد البيشاري، رئيس فيدرالية مسلمي فرنسا، لـ"العربية.نت" أن المنظمات الإسلامية رفضت "تسليط أضواء الإعلام على المسرحية حتى تبقى قضية محلية، كما أننا لا يمكن أن نطالب بمنعها لوجود راية حرية التعبير وأنتم رأيتم عندما عارض المسلمون كتاب آيات شيطانية لسلمان رشدي ازدادت مبيعات هذا الكتاب وأصبح أشهر الكتب على وجه الأرض مع أنه من الكتب التافهة التي لا تستحق القراءة".
وتابع البيشاري " لذلك لم نرغب بإثارة ضجة كبيرة لأننا نعرف أنه لا يمكن أن نربح القضية سياسيا أو إعلاميا وتركنا القضية في إطارها المحلي".
ورأى رئيس فيدرالية مسلمي فرنسا أن المسلمين في شرق فرنسا وفي المناطق القريبة إليهم في سويسرا يمكن أن يستخدموا علاقاتهم الشخصية ويتحدثوا عن هذه المسرحية مع المسؤولين هناك.
وفيما إذا كانت هناك منظمات أخرى تشارك منظمته هذا الرأي، أجاب البيشاري "الفقهاء أشاروا إلى أن معارضة هذه المسرحية بشدة يمكن أن تقويها وهذا يعطيها ما لا تستحقه، ونحن في الفيدرالية أجرينا اتصالات مع المنظمات الإسلامية الأخرى ورفضنا أن تعطى للمسرحية أهمية كبيرة في الإعلام ، والمسرحية مستمرة في العرض وأصحابها يقولون إنهم لا يقصدون إيذاء مشاعر المسلمين".
مسرحية "محمد"
وأما مسرحية "محمد" أو "التعصب" فقد وضعها الفيلسوف الفرنسي فولتير عام 1742م ، والتي شككت في "حديث الرسول عليه الصلاة والسلام إلى جبريل عليه السلام"، كما شنت هجوما على الإسلام وربطته"بخطف النساء لحملهن على الإيمان به".
ومن جانبه رأى حاكم إقليم "جيكس" الفرنسي أن فولتير قصد مهاجمة ما اعتبره التعصب الديني للكاثوليك في ذلك الوقت في 1741.
ويذكر الباحثون أن مسرحية فولتير صودرت بعد عام واحد على نشرها بسبب تحفظ الكنسية عليها، وآخر إصدار لها كان في القرن التاسع عشر.
جدير بالذكر أن "فولتير" هو اسم مستعار اتخذه الفيلسوف الفرنسي فرانسوا ماري أرويه (1694-1778 )، والذي وضع مسرحيات عديدة منها " ميروب" و "زئير" ، وكان له عبارته الشهيرة " قد اختلف معك في الرأي، ولكن مستعد للموت في سبيل أن تعبر عن رأيك"، ونفي خلال حياته إلى بريطانيا حيث كتب هناك كتاب "رسائل إلى بريطانيا" والذي وضع فيه بعض أفكاره عن الديمقراطية ومقاومة الحكومات الطاغية.
المصدر
http://www.alarabiya.net/Articles/2005/12/14/19485.htm
المفضلات