خذ مثلاً المشهد التالي والموجود في سفر حزقيال 23/17 ـ21 :
ولك أن تتخيل رجلاً يحكي لآخر ما حدث بينه وبين أختين زانيتين ،حيث تتباهى إحداهما بعورتها الفريدة ..(
وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا)..وتتباهى بكثرة زناها..(
19َأَكْثَرَتْ زِنَاهَا)..بل والأكثر من ذلك أنها لا تخجل من الزنا في العلن.. (
18وَكَشَفَتْ زِنَاهَا)..
ثم..
( 20فَأُوْلِعَتْ بِعُشَّاقِهَا هُنَاكَ، الَّذِينَ عَوْرَتُهُمْ كَعَوْرَةِ الْحَمِيرِ
وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ.)..
ثم يذكر صاحبنا السبب الأساسي لكرهه لها ولأختها وهو مواظبتها على الزنا علانية والتباهي بعرض جسدها العاري..كما كانت تتباهى بعرض عورتها من قبل.
(18وَإِذْ وَاظَبَتْ عَلَى زِنَاهَا عَلاَنِيَةً،
وَتَبَاهَتْ بِعَرْضِ عُرْيِهَا ، كَرِهْتُهَا كَمَا كَرِهْتُ أُخْتَهَا. 19وَمَعَ ذَلِكَ أَكْثَرَتْ مِنْ فُحْشِهَا )..
وها هي ذي لحظة الاعتزال عن الخطيئة قد واتتها وحينما قررت الاعتزال عن ممارسة الرزيلة..غضب الرب القدير عليها فيصدر قراراً هو الأعجب:
( هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أُثِيرُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ،
وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.)!!!..
فهل الرب عندهم ـ والعياذ بالله ـ قوّاد؟..
تابعوا النصوص من الكتاب المقدس؟..
1ـ ترجمة الفانايك:[17فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ، فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ، وجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. 18وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا، فَجَفَتْهَا نَفْسِي، كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ
الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ.].
هذا النص يوضح بجلاء أن الهانم ارتكبت فاحشة الزنا علنية (18وَكَشَفَتْ زِنَاهَا).. وتباهت بعورتها الفريدة..(
وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا)..و..(19َأَكْثَرَتْ زِنَاهَا)..و..( 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ).. الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ...
وحتى لا يتهمني أحد بأنني أتلاعب في النص ويقول لي من أين أتيت بشرحي هذا وأنها تباهت بعورتها الفريدة ؟.. النص يقول ..(
وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا)..والتعري غير التباهي..ولن أقول لماذا كشفت؟..
ما الحكمة من كشفها لعورتها؟؟..لا ..لن أتعرض لهذا أبداً..ومن يتحدث بهذه الطريقة ألتمس له عذراً.
وللتوضيح فقط أقول أنني قد استنبط المعني بمقابلة نصين من كتابين: النص الأول الترجمة الأصلية ـ ترجمة الفاندايك والبستاني ـ والتي يتباهى بها النصارى في كل أنحاء العالم،والنص الثاني من ترجمة كتاب الحياة والذي يقول فيه:..
(
وَتَبَاهَتْ بِعَرْضِ عُرْيِهَا)..نحذف كلمة (عُرْيِهَا)..ونستبدله بالكلمة المقابلة من النص السابق..(
وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا)..ويصبح المعنى السليم :
..(
وَتَبَاهَتْ بِعَرْضِ عَوْرَتَهَا)..
عموماً هذا ليس هو بيت القصيد وإنما بيت القصيد مرجعه الفقرة التالية :
[20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ]..
هذه الفقرة.غير مستقيمة المعنى..لماذا ؟..
لأنها حينما أكثرت من زناها..( 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ)..يستحيل أن تعشقهم لأن ..( لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ)..استحالة.. لأن لحم الحمير غير مشتهى على الإطلاق وتعافه النفس.
ولكن من المناسب هنا أن يكون عشقها من أجل أن عورتهم التي هي (
كَعَوْرَةِ الْحَمِيرِ) و(مَنِيُّهُمْ).. على كثرته.. يجب أن يكون..(
كَمَنِيِّ الْخَيْلِ)..
هذا التحليل المنطقي والفهم العميق للكلام المقدس جداً يجعلنا ألا نجتهد مع النص لأنه مقدس ولكننا نجتهد في النص، لأن هذا الأمر مرجعه لأفهامنا وعقولنا الضيقة ..
المهم..
أن القائمين على حماية الكتاب المقدس الجدد قاموا بتعديل النص طبقاً للتسلسل المنطقي السابق فأبدلوا لحم الحمير بعورة الحمير كالتالي فلا تزعل عزيزي القارئ:
ترجمة كتاب الحياة:
[ فَأَقْبَلَ إِلَيْهَا أَبْنَاءُ بَابِلَ وَعَاشَرُوهَا فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ. وَبَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ بِهِمْ كَرِهَتْهُمْ. 18وَإِذْ وَاظَبَتْ عَلَى زِنَاهَا عَلاَنِيَةً،
وَتَبَاهَتْ بِعَرْضِ عُرْيِهَا، كَرِهْتُهَا كَمَا كَرِهْتُ أُخْتَهَا. 19وَمَعَ ذَلِكَ أَكْثَرَتْ مِنْ فُحْشِهَا، ذَاكِرَةً أَيَّامَ حَدَاثَتِهَا حَيْثُ زَنَتْ فِي دِيَارِ مِصْرَ. 20فَأُوْلِعَتْ بِعُشَّاقِهَا هُنَاكَ،
الَّذِينَ عَوْرَتُهُمْ كَعَوْرَةِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَتُقْتِ إِلَى فُجُورِ حَدَاثَتِكِ حِينَ كَانَ الْمِصْرِيُّونَ يُدَاعِبُونَ تَرَائِبَ عِذْرَتِكِ طَمَعاً فِي نَهْدِ حَدَاثَتِكِ. عقوبة أُورشليم22لِذَلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ، هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أُثِيرُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ، وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.].
هذا التصحيح كان لابد له مادام الكلام عن عورة الست ..وحتى يستقيم المعنى فلابد وأن يكون الحديث عن عورة الرجل فغيروا كلمة (
لَحْمُهُمْ) إلى (
عَوْرَتُهُمْ) ..
فمادام الحديث عن كشف عورة الست (وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا)..
كان الحديث عن شكل عورة الرجل (عَوْرَتُهُمْ كَعَوْرَةِ الْحَمِيرِ)..وكل هذا تم بأمر من الرب القدير..
و حينما جفتهم نفسها وأرادت أن تتوب، نجد التعليق التالي من الرب القدير:
[ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أُثِيرُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ، وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.].
ولا حول ولا قوة إلا بالله..
المفضلات