التنبيه فى هذا المقام إلى خطأ كثير من المسلمين، يستسهلون الحكم بالتناقض والخطأ على أى موضع من كتب أهل الكتاب. يقولون:
إن أصبنا فخير، وإن أخطأنا لم يحصل ضرر.
فقد خالفوا بذلك قول الله { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً }.
فالمسلم مأمور ألا يتكلم إلا بعلم، أى بما يعلم صحته.
كما أنه مأمور ألا يتكلم إلا بعدل { اعدلوا هو أقرب للتقوى }.
ومن العدل التعمق فى التثبت قبل الحكم بالتناقض أو الخطأ.
ومن الضرر أنهم يدفعون النصرانى للقياس الخاطئ فيقول:
أخطأ المسلم هنا وظلم، فلعل المسلمين ظالمون فى باقى ما يزعمونه من تناقضات وأخطاء فى الكتاب المقدس.
ومن الضرر أن النصرانى يُلزم المسلم بالحكم بتناقض فى القرآن، لأنه من نفس الجنس الذى حكم به المسلم بالتناقض على الكتاب المقدس. وقد رأينا من ذلك الكثير والكثير.
والأعجب من ذلك أن يرجع ذلك المسلم بعدها متعجبـًا من قلة عقول النصارى وعدم فهمهم لحجته البالغة، ومؤكدًا لهم ولنا أنه أقام عليهم الحجة وأبان لهم المحجة !
ولو سألته ما الفرق بين اختلاف التنوع واختلاف التضاد لقال:
لا أدرى. ثم هو يبيح لنفسه ( جدال ) النصارى واصفـًا لنفسه فى كل حوار: بأنه أقام الحجة.
ما ثواب المسلم الذى يهدى به الله رجلاً ؟ .... فكم يكون عقابه لو جادل بغير علم وصد عن سبيل الله !!
ألا إن هذا الأمر دين . ألا فليتق مسلم ربه.
المفضلات