التنزل والحضور
تنزل الملائكة وحضور الشياطين
-------------------
الذي يعلمه كثير من الناس هو تنزل الملائكة على المؤمنين عند الموت يبشرونهم بالجنة ويؤمنونهم من الخوف والفزع ، فذلك قوله تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون " ( فصلت 30) ، إلا أن مما لا يعرفه كثير منا أيضا هو حضور الشياطين عند موت بعض المسلمين ممن ماتوا على المعاصي دون توبة ، وبالأحرى الكافرين والمشركين ومن على شاكلتهم جميعا .
فذلك قوله تعالى
""وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ"
المؤمنون: 97-100.
وفرق كبير بين التنزل والحضور ، إذ التنزل يعني النزول من السماء نزولا مخصصا للغرض الذي تنزلت من أجله الملائكة وبإذن ربهم ، أما الحضور فيعني التواجد الأصلي للشياطين في ذات المحيط الأرضي والزمني الذي يوجد به الإنسان . فيصير حضورها تطفلا وبغير أمر أو طلب ، وهذه إحدى أدوار الشياطين الذين توعد زعيمهم ( إبليس ) بني آدم بالغواية والإضلال حتى الرمق الأخير في حياة الإنسان ،وقد تلمست هذا الحضور بالربط بين الآيات المشار إليها أنفا من سورة المؤمنين ببعضها البعض ، إذ جاء ذكر الموت وحال الميت عقيب الاستعاذة من حضور الشياطين مباشرة .
ومما يؤكد ذلك ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو ربه فيقول
" اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا وأعوذ بك أن أموت لديغا [وفي رواية بزيادة] والغم " صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
وقوله صلى الله عليه وسلم " احضروا موتاكم ، و لقنوهم لا إله إلا الله ، و بشروهم بالجنة ، فإن الحليم من الرجال و النساء يتحيرون عند ذلك المصرع ، وإن الشيطان لأقرب ما يكون عند ذلك المصرع ، ( ... الحديث ) أورده الألباني في السلسلة الضعيفة
ماض تؤلمني ذكراه ، وحاضر يقض مضجعي ، ومستقبل لا أدري ما الله صانع فيه
المفضلات