السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....انتشرت مقالة على الانترنت بعنوان (الثالوث القدوس) يحاول صاحبها بشتى الطرق اثبات أن الثالوث حقيقة وليس وهم .. ولنبدأ الرد على مزاعمه بإذن الله تعالى :
يبدأ كاتب المقال موضوعه قائلاً : ــ
اقتباس
تعتبر عقيدة التثليث المسيحي من العقائد الحياتية الهامة في حياة المسيحي، فلا يستطيع الإنسان المسيحي أن يحيا دون الإيمان بالثالوث القدوس.
أقول لك بالطبع لا يستطيع الإنسان المسيحى أن يحيا دون الإيمان بالتثليث ... والتاريخ خير شاهد على ذلك ... فعندما رفض الآريوسيون فكرة التثليث اتهمتهم الكنيسة بالهرطقة ... وكان امتلاك كتابات تحوى أفكار آريوس الداعية إلى التوحيد تهمة كفيلة بقتل صاحبها .. وعن ذلك يقول المؤرخ الشهير ويل ديورانت فى كتابه قصة الحضارة ــ المجلد الثالث :
(( وصدر مرسوم إمبراطوري يأمر بإحراق كتب آريوس جميعها ، ويجعل إخفاء أي كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام ))
حقاً لم يستطع المسيحى أن يحيا يوماً دون الإيمان بالثالوث !!!
ويستطرد الكاتب فيقول : ــ
اقتباس
وقبل أن نبدأ الخوض في الحديث عن هذه العقيدة الهامة نذكر هذه القصة الشهيرة عن القديس أغسطينوس (354 - 430م) أسقف هيبو : "أنه وبينما كان سائراً على شاطئ البحر ، وكان يفكر في إعداد كتابه عن الثالوث القدوس، رأى طفلا صغيراً يحمل ماء من البحر ويصبه في حفرة صغيرة على الشاطئ كان قد حفرها بنفسه ، وحينما سأله القديس: ماذا تفعل يا بني؟ أجابه إنني أقوم بإفراغ البحر في هذه الحفرة. فسأله القديس وكيف تسع حفرتك الصغيرة هذا البحر الواسع؟ أجابه الطفل وأنت كيف تستوعب عقيدة الثالوث القدوس بعقلك البشري المحدود؟وهذا حق فإننا لو استطعنا احتواء الله بالكامل في عقولنا المحدودة لكان الله محدوداً ، وحاشا لله أن يكون محدوداً.
ــ ولعل هذه القصة ( الأسطورية) هى واحدة من أطرف قصص التراث المسيحى .. وقد ُوضِعت خصيصاً على ما يبدو لتثبيت النصارى على عقيدة التثليث بعد أن فشلت كل المحاولات العقلية والنقلية فى إقناع النصارى أنفسهم بعقيدة الثالوث ... والأطرف أن هذه القصة قد وردت بأكثر من سيناريو مختلف ...
ــ فمثلاً يقول أحد الكتاب : ــ
اقتباس
ولعلّ بعضنا يذكر قصة القديس أوغسطينس، الفيلسوف الكبير الذي عاش في القرن الخامس الميلادي، وهو من أعظم شخصيّات تاريخ الكنيسة. كان يتمشّى في أحد الأيّام على شاطئ البحر ذهابًا وإيابًا، يتأمّل في الثالوث الأقدس، ويحاول أنْ يحلّ مشاكله، ليرى كيف يمكن أن يكون ثلاثة في واحد، وواحدًا في ثلاثة. وبينما هو كذلك، رأى طفلاً وقد حفر حفرة صغيرة على الشاطئ وراح يملأ هذه الحفرة من ماء البحر بواسطة صدفة صغيرة. إبتسم له أوغسطينس وقال له: ماذا تفعل؟ أجاب : أريد أنْ أضع البحر في هذه الحفرة. قال له أوغسطينس: هذا مستحيل، يا حبيبي، لأنّ الحفرة صغيرة جدًا. فردّ عليه الطفل: كذلك أنت عندما تحاول أنْ تضع الثالوث الأقدس، وهو أعمق الأسرار فى عقلك المحدود. واختفى الطفل من أمام أوغسطينس.
ويبدو أن هذا الكاتب لم يستطع تصديق هذه الخرافة فاضطر فى نهايتها أن يقول : ــ
اقتباس
لا أعلم هل هذه القصّة واقعيّة أمّ خياليّة، لكنّ المهم أنَّ الغرض منها واضح، وهو أنَّ الإنسان يجد نفسه عاجزًا، حين يحاول أنْ يضع سرّ الله في عقله المحدود.
ــ وسيناريو لكاتب آخر مختلف تماماً لهذه القصة بعد أن قص الجزء الخرافى منها حيث يقول : ــ
اقتباس
حقيقة وحدانية الله الجامعة للأقانيم الثلاثة والمانعة ما عداها حيرت ذهن القديس أغسطينوس، وبينما يسير على شاطئ البحر، وجد طفل يلعب بالرمال، ولما سأله القديس: ماذا تفعل؟ أجاب الطفل: إني أنقل ماء هذا البحر في هذه الحفرة التي حفرتها على الشاطئ بهذا الجردل. وكانت كلمات الطفل من أقوى ما أقنع القديس بأن الله أعظم من أن ندركه وننقله إلى عقولنا الصغيرة، بل علينا بالإيمان أن نصدق ما أعلنه الله عن ذاته. فالله لا يكون هو الله لو أدركناه بعقولنا المحدودة.
فنلاحظ اختفاء رد الطفل(الأسطورى) على أغسطينوس لتصبح القصة أكثر واقعية وقبولا لدى القارىء!!
يقول الكاتب :
اقتباس
ولكننا لا يجب أن ننزعج من هذه الحقيقة ، حقيقة صغر عقولنا وضعف فهمنا أمام حقيقة الثالوث القدوس لأن الله أعلن لنا هذه الحقيقة بوضوح في الكتاب المقدس، وحينما نقبل هذه الحقيقــة بالإيمان، نجد أن عقولنا ستجد راحة كاملة في الاقتناع بهذا الإعلان ونجد إنه من المستحيل الإيمان بشيء آخر سوى الإله الواحد المثلث الأقانيم.
وهذا ما يسمى بنظرية الطنطنة والزّن( بتشديد الزاى) !! ... فلابأس من أن تردد الرب مثلث الأقانيم مائة مرة والله واحد فى ثالوث مائتى مرة وبعدها بالطبع ستتيقن من أن التثليث حقيقة مؤكدة لا غنى عنها!!!
يقول الكاتب : ــ
اقتباس
أولاً: المسيحية هي ديانة التوحيد أكد العهد الجديد في كثير من المواضع على وحدانية الله مثل:
1. قول السيد المسيح: " إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد" (مر 12 :29).
2. " لأن الله واحد" (رومية 3 : 30).
3. " أنت تؤمن أن الله واحد حسنا تفعل" (يعقوب 2 : 19).
4. وفي رسالة أفسس:" إله وآب واحد" ( 4: 6).
وفي قانون الإيمان نقول: " بالحقيقة نؤمن بإله واحد".
وحقيقة نتفق مع الكاتب من أن جميع نصوص الكتاب المقدس تؤكد أن الله واحد .. ولا ذكر للتثليث هذا لا من قريب ولا من بعيد .. نختلف معه فقط فى قوله (المسيحية هى ديانة التوحيد) وأقول له أن المسيحية (الحقة ) كانت ديانة توحيدية خالصة أما المسيحية الحالية هذه فهى شرك بالله عز وجل ... ولايوجد على عقيدة الثلاثة أقانيم هذه دليل واحد من نصوص كتابهم ... ولذلك فالله عز وجل يقول : ــ
الوحدة الجامعة المانعة .. والاستدلالات التعيسة على الثالوث
يقول الكاتب مستدلاً على حتمية الثالوث فى نظره :
اقتباس
ثانياً: ضرورة الإيمان بالثالوث المقدس
من الضروري والهام جداً أن نؤمن بعقيدة الثالوث القدوس لهذه الأسباب:
1. لأن الله محبة ، هو المحبة في أعلى صورها، وهذه المحبة تعود إلى كينونته فهو يمارس الحب منذ الأزل وإلى الأبد، ولا يمكن أن تكون هذه الصفة قد أضيفت إليه في وقت من الأوقات، و إلا فإنه يكون قد تغير - وحاشا لله أن يتغير -. ولابد لكي يمارس أحد الحب أن يكون هناك محبوب ، ولذا فالسؤال هو يا ترى من الذي كان يحبه الله قبل خلق الإنسان والعالم والخليقة؟ هل يوجد أزلي آخر غير الله، حاشا؟ ولذا لابد أن يكون هذا الحب موجها إلى أقنوم آخر في جوهره الواحد ، ولذا نستطيع أن نقول أن الله مكتفي بذاته من خلال أقانيمه فأقنوم الآب يحب اقنوم الإبن والإبن محبوب من الآب وهكذا ...
الحقيقة يجب أن نتوقف هنا قليلاً ... عند هذا القول
هذا ما يسميه النصارى (الوحدة الجامعة المانعة) كمبرر وغطاء يتسترون خلفه لمحاولة نفى شركهم بالله سبحانه وتعالى
الأستاذ يقول لأن الله محبة فكان عليه أن يمارس الحب منذ الأزل ..ولذلك لابد أن يكون هذا الحب موجهاً لأقنوم آخر !!
ويؤيده كاتب مسيحى آخر فيقول : ــ
اقتباس
وحدانية الله ليست مجردة مطلقة بل هي وحدانية جامعة مانعة. جامعة لكل ما يلزم لها ومانعة لكل ما عداها. وبناء على هذه الوحدانية الجامعة المانعة فالله منذ الأزل وإلى الأبد هو كليم وسميع ومحب ومحبوب دون حاجة إلى شيء أو شخص لإظهار طبيعته وصفاته.
كلا الكاتبان نسيا صفة مهمة جداً لله عز وجل أثناء محاولاتهما البائسة فى إثبات ذلك الوجود الافتراضى للأقانيم ... وهى صفة الخلق .. الله محب منذ الأزل نوافق .. الله سميع منذ الأزل نوافق .. الله كليم منذ الأزل نوافق ... ولكن وقياساً على نفس المنطق ...
لماذا لم تقولا أن الله خالق منذ الأزل ؟؟؟؟!!!
أم أن هذه الصفة ستربك حساباتكما لو كتبتموها فى اثبات هذه السخافات ...
نعم ستربك حساباتهما !!
فقياساً على نفس المنطق السخيف نقول بلغة الكاتبين افتراضاً :
الله خالق فكان عليه ( ولا أعلم من منذ متى يتوجب على الله شىء ولكنه اعتقادهم السخيف) أن يمارس الخلق منذ الأزل .. ولذلك لابد (لابد!!) أن يكون هذا الخلق موجهاً لأقنوم آخر .. ما رأى النصارى (العباقرة) فى هذه النتيجة العبقرية وفقاً لنظرية الوحدانية الجامعة المانعة ؟؟؟
نعم نتيجة رائعة .. فعليه لابد أن يمارس الآب صفة الخلق فى أقنومى الابن والروح القدس وبذلك يكونا مخلوقين!!
وكلاً من الابن والروح القدس يمارسان هذه الصفة (على اعتقاد النصارى) قبل خلق العالم فيكون كل من الأقانيم الثلاثة قد خلق الآخر .. ويصبح عندنا ثلاثة أقانيم كل منها مخلوق ... فطوبى للنصارى وهنيئاً لهم بأقانيمهم المخلوقة التى يعبدونها!!!!!!
ماهذا الهراء وما هذه السخافة يا نصارى ؟!!!!
أجيبونا إن كان لازال لديكم عقول ...
هل يجب على الله لكى يوصف بأنه سميع أن يكون مارس صفة السمع أزلاً مع أحد قبل خلق جميع المخلوقات ؟؟!!!
وهل يحتاج الله لخلقنا حتى يوصف بالخالق؟؟!! .... هذا ليس غريباً على النصارى إن كانوا يعتقدون أن الإله صلب ومات واستهزاء به اليهود!!!
ولنضع ملخصاً للعقيدة الاسلامية وهو كافى للإجابة على هذه السخافات....
اعتقاد أن الله اتصف بصفات الخالق والبارئ وغيرها من صفات الكمال قبل أن يخلق الخلق ويحدثهم
قال المؤلف رحمه الله: [ مازال بصفاته قديماً قبل خلقه ] يعني: قبل أن يخلق خلقه [ لم يزدد بكونهم شيئاً ] أي: بخلقهم وإيجادهم ورزقهم وإمدادهم وإحيائهم وإماتتهم، لم يزدد بهذه الأفعال وهذه الأوصاف شيئاً [لم يكن قبلهم من صفته]، بل هو سبحانه وتعالى الموصوف بصفات الكمال أزلاً قبل كل شيء. الآن فرغ المؤلف من تقرير أن الله جل وعلا متصف بهذه الصفات أزلاً، ومعنى الأزل: الذي لا أول له، قال: [ وكما كان بصفاته أزلياً ] أي: أنه لا أول لصفاته، [ كذلك لا يزال عليها أبدياً ] أي: أنه لا آخر لهذه الصفات، بل هي ممتدة؛ لأنه الآخر، وهذا الوصف للذات، فهو الآخر جل وعلا ليس بعده شيء. ثم قال في تقرير المعنى وتوضيحه وتبيينه: [ ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ]، بل هو الخالق قبل أن يخلق الخلق جل وعلا [ ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري ]، والبرية: هم الخلق، وهو جل وعلا الموصوف والمتسمي بهذا الاسم قبل أن يخلق الخلق سبحانه وتعالى: هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ [الحشر:24] أزلاً وأبداً، فليس بعد أن خلق البرية وأوجدهم استفاد اسم الباري، والخالق والباري اسمان من أسماء الله عز وجل دل عليهما الكتاب في قوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ [الحشر:24] والفرق بين الخالق والبارئ: أن الخالق الموجد، والبارئ المبدع، وقيل في الفرق: إن الخالق هو المقدر، والبارئ هو الموجد لهذا التقدير، ومعناهما متقارب. ثم قال: [ له معنى الربوبية ولا مربوب ] أي: أن الله سبحانه وتعالى متصف بأنه الرب ولا مربوب؛ لأنه بصفاته قديم، وهو الأول الذي ليس قبله شيء، [ ومعنى الخالق ولا مخلوق ] أي: أنه جل وعلا موصوف بأنه الخالق ولا مخلوق وهذا تكرار لقوله [ ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ]. ثم قال في الاستدلال لصحة هذا التقرير: [ وكما أنه محيي الموتى بعدما أحيا؛ استحق هذا الاسم قبل أحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم ]. يقول المؤلف رحمه الله في الاستدلال لكونه سبحانه وتعالى بصفاته قديماً قبل أن يخلق الخلق: كما أنه محيي الموتى، والموتى لم يحصل لهم بعد الإحياء العام، وإنما يكون بعد قيام الساعة يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين:6]، فإذا نفخ في الصور بعث الله عز وجل الخلق وأحياهم، هل هذا موجود أو ليس بموجود؟ لم يوجد بعد، ومع هذا يوصف الله جل وعلا بأنه محيي الموتى. يقول المؤلف رحمه الله: [ فكما أنه محيي الموتى بعدما أحيا ] يعني: كما أنه متحقق بهذا الوصف بعد إحيائه يوم القيامة لخلقه وهو استحق هذا الاسم قبل إحيائهم يعني: استحقه في الدنيا قبل أن يحصل الأحياء؛ كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم، وهذا دليل واضح يبين بأن الله جل وعلا موصوف بصفات الكمال أزلاً، وأنه سبحانه وتعالى لم يحدث له شيء من الصفات بعد أن لم يكن، والمقصود صفات الذات، وجنس صفات الفعل. وفي هذا الموضع يبحث بعض العلماء مسألة تسلسل الحوادث، وهي مسألة لا خير في بحثها إلا على وجه الرد على أهل الشبه الذين يريدون إبطال ما دلت عليه النصوص من أن الله جل وعلا موصوف بصفات الكمال أزلاً وأبداً، والنظر في هذه المسألة لا يزيد به الإيمان ولا يزداد به العلم، وإنما اضطر إليه أهل السنة والجماعة في الرد على المبتدعة الذين تكلموا بهذه الأمور. ولذلك ينبغي لطالب العلم -لاسيما المبتدئ- ألا يشتغل بهذه المسائل؛ لأنه مما يحصر عنه فكره، ويضيق عنه فهمه، وقد يورثه شبهاً لا ينفك منها، لكن ينبغي له أن يؤمن بأن الله هو الأول الآخر الظاهر الباطن، وأنه فعال لما يريد جل وعلا، وأنه موصوف بصفات الكمال أزلاً وأبداً، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ثم إذا احتاج الرد على المبتدعة في شبهة شبة من الشبه أو قول من الأقوال فلا بأس، عند ذلك يطلب ويستعين بالله عز وجل وينظر في جواب هذه الشبه، أما أن يطلب ذلك ويقرأه ويصرف فيه الوقت وهو لم يُبتلى به فهذا من تفويت ما هو أهم من العلم؛ لأن العلم كثير والإنسان إذا اشتغل بفضول العلم وحواشيه صرفه ذلك عن أصوله ومقاصده.
شرح العقيدة الطحاوية .... الشيخ خالد بن عبدالله المصلح [3]
ويتابع الكاتب استدلالاته التعيسة فيقول : ــ
اقتباس
نستطيع أن نكتشف بدقه أن الله خلق آدم على صورته ومثاله، ونحن نرى آدم إنساناً يحيا حياة الشركة مع الآخر، وقد استمد آدم هذه القدرة من الله ، فكيف يهب الشيء من لا يملكه؟ ، وعليه لابد أن يكون لله نفس القدرة وإلا فإن آدم يكون قد أكتسب شيئاً غير موجوداً في كمالات الله - وحاشا لله أن يكون ناقصاً - ولا يمكن أن يكون الله مشاركاً إلا من خلال الأقانيم فهي مكتفية بذاتها كل منها يقدم ذاته بالكلية للأقنومين الآخرين في جوهر الله الواحد ، ولا تحتاج لآخر من خارج الجوهر الإلهي، و من يرفض الإقانيم لابد أن يقر بأن الله كان بحاجة للبشر أو العالم لكي يشاركهم محبته أو شركته - وحاشا لله أن يكون بحاجة لآخر.
حسناً ..السؤال كان : ــ فكيف يهب الشىء من لا يملكه ... ياله من منطق !!
ومنطق الأستاذ أن الرب خلق الانسان على صورته ومثاله _____ 1
آدم قادر على أن يحيا حياة الشركة مع الآخر _____2
إذن فقد استمد هذه القدرة من الرب ___________ 3
وإلا فكيف يهب الشىء من لايملكه ________4
* وبالرغم من الاعتراض أصلاً على أن آدم هو صورة الرب ومثاله ... وبالرغم من السؤال الأخير وهو سؤال من النوع ( المطاطى) لمن يتأمله !!
إلا أننا سنجارى هذا الجهبز وسنضع مثالاً آخر بنفس منطق المثال السابق تماماً ولكن سنبدل كلمة (حياة الشركة) بكلمة أخرى !!
الرب خلق الانسان على صورته ومثاله ______1
الانسان قادر على ممارسة الجنس ويمتلك أعضاء للتناسل ____2
إذن فقد استمد هذه القدرة من الرب !!! _____3
وإلا فكيف يهب الشىء من لايملكه !!! ___4
ما رأى الكاتب فى هذه النتيجة التى وصلنا لها عندما سرنا على نفس منطقه خطوةً بخطوة ؟؟!!!
يتابع الكاتب استدلالاته التعيسة على عقيدة الثالوث فيقول : ــ
.
اقتباس
لأن عقيدة التجسد والكفارة تعتمدان بصورة أساسية على الثالوث ، فنحن نؤمن بأن الكلمة (أقنوم الابن) صار جسداً (يوحنا 1 : 14) ، لأننا ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا (رومية 5 : 8) ، وتفقد هاتان العقيدتان قوتهما لو لم يكن الفادي هو الله ذاته لأسباب نذكرها حينما نتحدث عن ضرورة الفداء.
عقيدة التجسد والموت الكفارى تعتمد على الثالوث ... وتفقد هاتان العقيدتان قوتهما لو لم يكن الفادى هو الله ... اممممممممممممممم!!
هل هذه لعبة مثلاً أم ماذا ؟؟؟
ــ هكذا هم النصارى دائماً .... فالأستاذ أثبت الثالوث لأن التجسد والموت الكفارى يعتمدان على الثالوث ... هكذا فسر الأستاذ الماء بالماء ... وكأن جميع سكان الأرض يؤمنون بالتجسد والموت الكفارى!!!
إن التجسد والموت الكفارى يعوزهما الدليل مثلهما مثل الثالوث .. ولا فرق بين هذا وذاك ...
يقول الكاتب عن معنى كلمة أقنوم : ـ
اقتباس
ما معنى كلمة اقنوم؟
كلمة أقنوم كلمة سريانية معناها " الذات المتميزة غير المنفصلة" وهي باليونانية " هيبوستاسيس “ وهي تحمل المعنى الحقيقي للتمايز بين اقانيم اللاهوت، وهي الاصطلاح الذي يطلق على كل من الآب والإبن و الروح القدس.
الأستاذ يريد أن يوهمنا بأن كلمة أقنوم تطلق على من تميز على من سواه دون استقلال .. لكى يثبت أن الثلاث أقانيم هى وحدة واحدة بالفعل ...
وبالرجوع للغة السريانية نكتشف أن هذا تضليل متعمد.
إن كلمة "أقنوم" السريانية تعني: شخص أو ذات أو كيان مستقل .
وتحت عنوان: العهد القديم يتحدث عن التثليث والتوحيد ــ يقول الكاتب : ــ
اقتباس
1. " اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد" ( تث 6: 4)
وتحتوي هذه الآية على كلمتين هما " يهوه " وتعني الكائن بذاته وتدل على وحدانية الله ، كما تحتوي على كلمة "الوهيم " وهي في صورة الجمع المركز الذي يدل على مفرد، وتستخدم كثيراً في العهد القديم وفي استخدامها إشارة للأقانيم المتمايزة في الجوهر الواحد.
الأستاذ يتحدث عن لفظ إلوهيم ويستنتج من أنه جاء بصيغة الجمع أن فى هذا دليلاً على الثالوث ... وفات الأستاذ المتعاطف مع عقيدته لدرجة جعلته لا يرى الحق ــ فاته أنه لو كان الأمر كذلك ــ فلماذا يدل على ثلاثة أقانيم ؟! لماذا لا يدل على أربعة مثلاً أو على سبعة أو على عشرة .. لماذا اختار الأستاذ أن يستنتج أن ألوهيم دليلاً على الثالوث ؟؟؟ !!!
ــ الكتاب المقدس يطلق ألوهيم على الأصنام والبشر: ــ
مثلاً في (قض 8: 33) أطلقت لفظة "ألوهيم" على صنم البعل، وعلى الصنم كموش (قض 11: 24) وعلى العجل الذهبي (خر 32: 1، 32). بل إن اللفظة أطلقت على إلهة مؤنثة هي "عشتاروت" (1مل 11: 5). وأطلقت على موسى من الله نفسه في (خر 4: 16، 7: 1).
فهل كان موسى مثلث الأقانيم ... وهل العجل الذهبى له أقانيم متمايزه فى جوهره هو الآخر ... ما هذا الهراء؟
إن كلمة ألوهيم جاءت بصيغة الجمع للتعظيم كما فى اللغة العربية وجمع التعظيم موجود فى العبرية كما فى العربية والكتاب المقدس يؤكد ذلك ...
يبدأ لوقا إنجيله بالقول :
اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا
ويؤكد لوقا ذلك مرة أخرى .. حيث يتحدث عن الجارية التى بها روح عرافة أنها اتبعته هو وبولس تمهيداً لتضليل الناس .... فيقول:
هذه اتبعت بولس وإيانا
اقتباس
2. في الخليقة نرى الله يخلق السماء والأرض (تك1:1) ، وروح الله (تك 1:2) يرف على وجه المياه.
لا أرى فى هذا النص أى إشارة إلى التثليث... هل لأن النص ذكر الله ثم ذكر روح الله هل معنى ذلك أن فى هذا دليل على الثالوث ؟؟!!
إذن فبولس هو الآخر مثلث الأقانيم وفقاً للنص التالى وقياساً على نفس القاعدة !!
اع 17: 16 وبينما بولس ينتظرهما في اثينا احتدت روحه فيه اذ رأى المدينة مملوءة اصناما.
ثم هل فى النص السابق ذكر للأقنوم الثانى الذى هو الابن ؟؟
ــ وهل يفهم من كلمة روح الله أن هذا إله مع الله ؟؟؟
ــ وهل يطلق لفظ روح الله على فقط أم تطلق على البشر أيضاً ؟؟
ــ نقرأ فى رسالة يوحنا الأولى :
1يو 4 :2 بهذا تعرفون روح الله.كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله.
كل إنسان سيؤمن بالمسيح يطلق عليه روح الله !!!
وقد أطلق كاتب سفر الرؤيا على السبع كنائس أنها سبعة أرواح لله ... فهل هى سبعة أرواح قدس ؟؟؟
اقتباس
3. إشعياء يتنبأ عن السيد المسيح (الابن) فيقول إنه الإله "إيل" القدير (إشعياء 9 : 6).
النص يقول : ــ
يدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا
الأستاذ هنا حرف النص فغير كلمة قدير النكرة إلى لفظ (القدير) المعرفة وشتان الفارق بين الاثنين فالأولى تطلق على البشر وعلى أى من مخلوقات الله أما الثانية فتختص بالله وحده ... فما فعله الكاتب هو نوع من التزوير والاحتيال ... فأما عن لفظ قدير النكرة فقد جاء فى حق إبليس لفظاً أكثر دلالة ...حيث قال الرب له :
1مل 22:22 فقال اخرج واكون روح كذب في افواه جميع انبيائه.فقال انك تغويه وتقتدر.فاخرج وافعل هكذا.
فإبليس كان مقتدراً وهو لفظ أقوى من قدير ..
ــ أما عن لفظ ( إله) فقد وصف موسى أنه إله هو الآخر ... ( أنظر قد جعلتك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك ) ...
ــ ثانياً :
بالرجوع للنص الأصلى العبرى للنص "כּ’י-יֶ-ֶד יֻ-ַּד--ָנוּ, בֵּן נ’תַּן--ָנוּ, וַתְּה’י הַמּ’שְׂרָה, עַ--שׁ’כְמוֹ; וַיּ’קְרָא שְׁמוֹ פֶּ-ֶא יוֹעֵץ, אֵ- •ּ’בּוֹר, אֲב’י-עַד, שַׂר-שָׁ-וֹם" وهنا يقول النص إن أسمه سيكون "פֶּ-ֶא יוֹעֵץ, אֵ- •ּ’בּוֹר, אֲב’י-עַד, שַׂר-שָׁ-וֹם"
تبين أن تلك الجملة ليس لها معنى أصلاً وهى أسم معرفه تماماً ككلمة "شاؤل" مثلاً
حتى أن الترجمة الإنجليزية الحديثة جاءت "For a child is born unto us, a son is given unto us; and the government is upon his shoulder; and his name is called Pele-joez-el-gibbor-Abi-ad-sar-shalom" http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt1009.htm
أى أن أسمه سيكون "بيلي جوز إيل جيبور أبا آد صارشالوم" وليس "عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام"
ــ وفوق كل هذا... هناك سؤالين
الأول : ــ أين نجد التثليث فى النص المذكور ؟؟
الثانى : ــ من قال أن هذا النص نبوءة عن يسوع ؟؟
يتابع الكاتب قائلاً:
اقتباس
4. في المزمور 110: 1 نرى حديث بين الأقانيم: " قال الرب لربي اجلس عن يميني" وقد استشهد بها بطرس الرسول (إع 2: 34).
وهذا تدليس آخر ... الكاتب هنا (وحتى مترجمى الانجيل) يدلس على القارىء ويحاول اقناعهم بأن الرب الأولى هى نفسها الرب الثانية .. ولكن المطلع على النص الأصلى العبرى سيجد الجمله هكذا ( قال يهوه لأدوناى)
فيهوه تعنى الرب الإله ... نعم
أما أدوناى فليست كيهوه ... أدوناى تعنى سيدى وقد أطلقت على البشر فى الكتاب المقدس ..
تك 24: 48 وخررت وسجدت للرب وباركت الرب اله سيدي ( أدوناى) ابراهيم الذي هداني في طريق امين لآخذ ابنة اخي سيدي ( أدوناى) لابنه.
فهل كان إبراهيم رباً ؟؟
إذن فمعنى النص السابق ( قال الرب لسيدى) وليس قال الرب لربى .. كما ترجمها المدلسون ...
اقتباس
5. في سفر إشعياء يتحدث الكلمة عن ذاته فيقول:"منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلني وروحه" (إش 48 : 16) ، وهنا نجد الكلمة متحدثاً وأزليا مع الآب والروح القدس.
النص هنا يتحدث عن يعقوب ولا وجود للمسيح أو أقنوم الكلمة أصلاً الذى يتحدث عنه الكاتب ...
ومن يقرأ قبل هذا العدد بثلاث أعداد فقط سيتأكد من أن النص يتحدث عن يعقوب ... وسيكتشف التلفيق الذى اعتدنا عليه من الكاتب ...
اسمع لي يا يعقوب واسرائيل الذي دعوته ... ( أشعياء 48 : 12 )
إذن فجملة (السيد الرب أرسلني وروحه ) جاءت على لسان يعقوب ... فهل كان يعقوب أحد الأقانيم الثلاثة التى يؤمن بها النصارى ؟؟؟
نقطة أخرى فى غاية الأهمية ... وهى جملة السيد الرب أرسلني وروحه .. يفهم منها أن روح الله شخصية مغايره تماماً لله ... فهل هذا هو التثليث الذى يصدعنا به النصارى من أنه تثليث فى توحيد ووحدة فى ثالوث أم أنهم ثلاثة شخوص متغايرة ومختلفة عن بعضها البعض .. تماماً كما يؤمن الوثنيون السابقين بذلك ؟؟
أيضا ً تحت عنوان: العهد الجديد يؤكد على عقيدة التثليث يقول الكاتب :
اقتباس
1. في حديث السيد المسيح: " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم (أونوما ، مفرد) الآب والابن والروح القدس" (مت 28 : 29). وهنا نجد التوحيد في كلمة باسم، والتثليث في ذكر الأقانيم الثلاثة.
هذا الكلام هو نوع من التدليس ولا يمكن أن يصمد أمام نصوص الكتاب المقدس ..
النص الاول التكوين 48 : 6
6وَأَمَّا أَوْلاَدُكَ الَّذِينَ تَلِدُ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ. عَلَى اسْمِ أَخَوَيْهِمْ يُسَمُّونَ فِي نَصِيبِهِمْ.
لاحظ هنا اسم مفرد منسوبة الى اخوين هل معنى ذلك اى وحدة بين هذين الاخوين ؟؟؟؟
لم يقل النص اسمائهم بل قال اسمهم بالمفرد هل معنى ذلك ان هؤلاء الملوك واحد لان النص يقول اسمهم طبعا كلا هذه اقوال مخادعين و لا يصدقهم الا مخدوعين سذج .
النص الثالث التثنية 9 : 14
. 14أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ وَأَجْعَلكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ.
الحديث عن شعب كامل و لكن النص يذكر اسمهم بالمفرد و ليس اسمائهم هل معنى هذا ان الشعب واحد فى شعب و شعب فى واحد ؟؟؟؟؟
هنا الكارثة الكبرى آلهة كثيرة يعبدها كفار يذكر النص اسمهم بضيغة المفرد لو طبقنا قاعدة القمص فهذا النص دليل على وحدانية هذه الالهة النص يقول اسم الهتهم و ليس اسمائهم ؟؟؟؟.
(الرد على كتاب الله واحد فى ثالوث ) منقول بتصرف ..
ــ وإضافة إلى ماسبق فإن هذا النص قد ثبت تحريفه وأنه لم يكن موجوداً قبل القرن الرابع الميلادى على أفضل الأحوال ...
شهادة الأباء الأوائل تؤكد وتبرهن على خلو الانجيل من هذا النص
مت 28 :19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.
شهادة القديس باسيليوس:
يقر القديس باسيليوس الكبير المولود سنة 329 م والمتوفى سنة 379 ــ
بأن التعميد بصيغة التثليث إنما هو مجرد تقليد أو تسليم حيث هو من أسرار الكنيسة غير المكتوبة التى تسلمها الأباء من
المسيح وتوارثوها شفاها بالتتابع ويتحفظون من اعلانها أو حتى كتابتها كى لا يطلع أعداؤهم على أسرار ديانتهم.
وهم يفسرون الانجيل على ضوء هذه التقاليد وليس العكس ..وبدون ذلك لا يصح التفسير فى نظرهم .
وقد جاء إقرار باسيليوس بذلك فى رده على المعترضين فى زمنه على تأليه الروح القدس من آريوسيين وغيرهم حيث
كان هؤلاء يحتجون بأن تأليه الروح لم يرد فى أى أصل مكتوب ويطالبون من يؤلهونه بتقديم السند الكتابى من الانجيل
أو غيره من أصولهم المدونة الذى يبرر دعواهم ..وهو ما يعنى أن صيغة التثليث حتى ذلك الوقت من القرن الرابع لم تكن
قد دونت بعد فى الانجيل!!
يقول باسيليوس: ((إنهم يريدون هدم التسليم الرسولى ومحوه ليصبح مساويا بالتراب. وهم مثل الين عليهم دين واقترضوا
من آخرين ولكنهم يطلبون الإبطال " أى الوثيقة المكتوبة" فهى وحدها التى تؤكد وجود الدين ...هكذا هؤلاء يريدون البراهين المكتوبة ويرفضون تسليم الأباء غير المكتوبة كأنه بلاقيمة ..أما نحن فلن نتأخر عن الدفاع عن الحق ولن نهرب مثل الجبناء .لقد سلمنا الرب كأساس للخلاص : التعليم بأن الروح القدس يحسب مع الأب فى جوهر واحد . أما المقاومون
فهم يقولون عكس ذلك ويعبرون عن رأيهم بفصل الروح القدس عن الأب واعتباره فى مرتبة الأرواح الخادمة "*
·
القديس باسيليوس الكبير : الروح القدس ف 10 ص 91 تعريب د/ جورج حبيب بباوى .
ثم يستكمل باسيليوس دفاعه مؤكدا أن التعميد بصيغة التثليث لم يرد مطلقا فى أى أصل مكتوب كالانجيل أو
غيره ..وانما هو مجرد تقليد أو تسليم يسلم شفاها من الأباء عن المعمودية :
يقول باسيليوس: "وسوف أحتاج لوقت طويل جدا اذا حاولت أن أسرد (أسرار) الكنيسة غير المكتوبة . أما عن باقى الموضوعات فلا يجوز لى أن أقول عنها أى شىء .. أما عن الاعتراف بإيماننا بالأب والابن والروح القدس فما هو المصدر المكتوب لهذه العقيدة ؟ إذا كان حقا أننا اعتمدنا فإن التسليم الخاص بالمعمودية يحتم الإيمان والاعتراف بصيغة معروفة عند معموديتنا...."
القديس باسيليوس الكبير : الروح القدس ف 27 ص 163 تعريب د/ جورج حبيب بباوى .
ثم ينهى القديس باسيليوس حديثه فى نفس الموضع السابق بقوله "... ومع أننا شرحنا كل شىء بكفاية إلا أنهم ( يعنى المعارضين) لا يكفون عن الثرثرة فى أذهاننا بأن تقديم المجد للآب والابن مع الروح القدس ليس فى الأسفار المقدسة وتنقصه الشهادة ..." *
نفس المصدر ص 164
والأن لنسأل الكاتب : لو كانت صيغة التعميد بالتثليث موجودة آنذاك بانجيل متى كما هى
الأن .. أكان الخصوم يحتجون هذا الحجاج بأنها ليست فى الأسفار المقدسة وأنها لا شهادة عليها من الانجيل؟ وهل كنا
نرى باسيليوس هكذا حائرا فى الرد عليهم ولا حجة له إلا أنها مجرد تقليد أو تسليم يقال عند المعمودية لا تأذن الكنيسة
بتدوينه أو إشهاره ؟؟!!!!
شهادة أوسابيوس:
وهذا دليل آخر هام جدا.. وهو خلو نص أوسابيوس المشهور من صيغة التعميد والتثليث وذلك أن نص أوسابيوس قد جاء هكذا " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسمى..."
* أوسابيوس القيصرى تاريخ الكنيسة ك3: ف5 :2
وبالمقارنة بين هذا النص ونص الانجيل الحالى نلاحظ أمرين فى غاية الأهمية
1ــ خلو نص المؤرخ تماما من استعمال لفظ التعميد أو أى اشارة إليه.
2ــ خلو النص تماما من أى أثر للقول بالتثليث أو ما يؤدى اليه.
ولنسأل الكاتب مرة أخرى: أيمكن لرجلين لهما تلك المكانة العظمى عندالنصارى وهما : أوسابيوس القيصرى الذى يلقب بأبوالتاريخ الكنسى وكان أسقف لقيصرية بفلسطين ..ومستشارا للامبراطورقسطنطين وباسيليوس الذى يلقب بالكبير وتقولون عنه أنه قديس .. أن يلتقيا على انكار نص فى الانجيل يتضمن صيغة التثليث التى يمجدانها ويدافعان عنها وعن الانجيل والتقليد ؟ ؟؟!!
موقف أوريجانوس :
إن موقف أوريجانوس من المعمودية والثالوث يؤكد أيضا عدم أصالة النص ... فقد جاء عن أوريجانوس أنه كان يرى أن صيغةالتثليث باسم الاب والابن والروح القدس توهم بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة لا إلها واحدا لذلك كان يستحسن عدم ذكر التثليث لمن يؤمن بالإله الواحد....
وها هو النص بحروفه على لسان سليمان الغزى الأسقف الذى عاش خلال القرنين العاشر والحادى عشر :
" عبد عبيد يسوع وأصغر أولاد بيعته يرد على من قال كمقالة أوريجانوس ومارون اللذين قالا :
لا حاجة لمن وحد الاله الى ذكر الأقانيم إذ كانت توهم الناس بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة .
" وزعما بجهلهما : أن المعمودية (سنة) وليست فريضة"
* مجموعة التراث العربى المسيحى المجلد رقم (9) سليمان الغزى ــ الجزء الثالث : المقالات اللاهوتية النثرية الفقرة39 .ص 63 ــ64 . تحقيق ناوفيطوس أدلبى.
مرة أخرى نسأل الكاتب :
أيمكن لرجل مثل أوريجانوس المؤتمن على كتبكم المقدسة والذى كان لسان الكنيسة وحجتها فى الرد على خصوم عقيدتكم وتقويم عقائد المنحرفين أيمكن لرجل مثل هذا أن يطلع على نص فى الانجيل على لسان المسيح الذى يعبده حيث يراه يأمر بالمعمودية والتثليث ..ثم يقول لا حاجة للمسيحيين الى ذلك؟؟!!!!!!!!!!
كيف يمكن لأوريجانوس أن يرى المسيح فى الانجيل يأمر بالمعمودية ويفرضها فرضا ...ثم يقول هو إنها مجرد سنة أو تقليد وليست فريضة؟
وكيف يمكن له أن يراه يأمر بذكر صيغة التثليث ثم يقول هو لا حاجة بمن وحد الاله إلى ذلك؟؟؟!!!!
حقيقة إن موقف أوريجانوس هذا ليس له إلا دلالة واحدة .وتفسير واحد وهو أن ذلك النص لم يكن قط مدونا بالانجيل فى زمنه
وأنه كان مجرد تسليم أو تقليد tradition كما ذكر هو وكما ذكر باسيليوس كما بينا قبل ذلك...
2. في العماد: " فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه. وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت 3 : 16 ، 17).وهنا نرى الابن في الماء والروح القدس مثل حمامة وصوت الآب من السماء مسرور بابنه الحبيب.
من الواضح هنا أن كاتب الانجيل يحكى مشهداً ولا يقصد بالطبع أن يرسم صورة الثالوث بالقصة ... ولا يوجد ما يدل فى القصة اطلاقاً على أن الآب هو الابن هو الروح القدس بل على العكس نرى ثلاث شخصيات كل منهما مختلف عن الآخر كل له ذاته واستقلاليته .. ومن السهل جداً أن نقتطع نصوصاً نكون منها ثالوثاً مثل الذى يقصده الكائن مع أحد شخصيات العهد القديم بدلاً من يسوع ... ما أسهل ذلك !! فمثلاً نقرأ :.
2اخ 24 :20 ولبس روح الله زكريا بن يهوياداع الكاهن فوقف فوق الشعب وقال لهم هكذا يقول الله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون
مع العلم أنه لا يوجد نص واحد يقول أن روح الرب لبس يسوع مثلما قيل مع زكريا ...
ــ نقطة أخرى : ــ وهو أنه كان هناك فى القصة شخصية رابعة أهملها الكاتب عن عمد وهى يوحنا المعمدان الذى كان يعمد يسوع بالماء ( معمودية غفران الخطايا!!!!)
ــ نقطة ثالثة : ــ النص يقول (والروح القدس مثل حمامة ) فكيف عرف أن هذه الحمامة هى الروح القدس ... هل كان مكتوب على جناحها مثلاً ؟؟؟
ــ أم هل يوجد نص فى العهد القديم يقول بأن الروح القدس يأتى على هيئة حمامة ؟؟
ــ وأخيراً : ــ الكاتب يقول بالنص : ــ
اقتباس
وصوت الآب من السماء مسرور بابنه الحبيب
ويسوع نفسه يُكَذّب الكاتب والنص حيث يقول : ـ
يو 5:37 والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته.
فأيهما نصدق ؟؟ أنصدق الكاتب الكاتب الذى يقول أن هذا صوت الآب ؟؟ .. أم المسيح الذى يقول صوت الآب لا يسمعه أحد قط ؟؟؟؟
اقتباس
3. في رسالة بطرس الأولى:" بمقتضى علم الله الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورشّ دم يسوع المسيح. لتكثر لكم النعمة والسلام" (1 بط 1: 2). وهنا نجد الله الآب في علمه السابق ، الله الروح في تقديسه للمؤمنين، والله الإبن في فدائه لهم.
النص هنا مقطوع من سياقه ... وقد قطعه الكاتب من سياقه خصيصاً ليجعل الصورة كأنها تتحدث عن ثلاثة شخوص ... يبدأ بطرس رسالته بقوله .. ( بطرس رسول يسوع المسيح الى المتغربين من شتات بنتس وغلاطية وكبدوكية واسيا وبيثينية المختارين) .... ثم النص الذى يليه ( بمقتضى علم الله....) .. والمعنى الآن قد وضح تماماً ...
فيكون المعنى أن بطرس رسول المسيح إلى أهل هذه البلاد التى اختارها الله بمقتضى علمه السابق ليقدسهم بالروح (فى تقديس الروح للطاعة) أى ليطيعوا المسيح الذى أرسله الله إليهم ... هذا هو تفسير النص بكل بساطة .. ولا وجود للثالوث ولاعلاقة للنص به إنما هذا من بنات أفكار الكاتب الذى يبدو هو وزملائه أنهم استخدموا خاصية البحث فى الكتاب المقدس ليتصيدوا أى نص موجود به كلمة ( روح ــ آب ــ يسوع ) ثم يقولوا وجدنا الثالوث !!
ــ من السهل جداً أن أخترع أنا الآخر ثالوثاً وآتى بما يدل عليه فى الكتاب المقدس وأقول هذا هو الثالوث الذى ينبغى أن تؤمنوا به ..
ــ مثلاً ما رأى الكاتب فى هذا الثالوث ... ( يسوع ــ الشيطان ــ جبل)
وبالطبع كلنا يعرف أين النص الدال عليه !!
ــ فليس مجرد ذكر الكلمات معاً فى نص يدل على أنها ثالوثاً بل يفترض أن يفهم من النص أن هذه الثلاثة هم واحد وأنها متساوية .. وليس مجرد ذكر للألفاظ !!
ــ وحتى لا يتهمنا النصارى أننا نفسر من عندياتنا بالأعلى للنص السابق .. فلنقرأ معاً الترجمة التفسيرية لكتاب الحياة لهذا النص :
من بطرس رسول يسوع المسيح إلى المنتسبين المغتربين فى بلاد بنطس وغيلاطية وكبد وكية وآسيا وبيشنية أولئك الذين اختارهم الله بحسب علمه السابق ثم قدسهم بالروح ليطيعوا يسوع المسيح ....
أين يفهم فى النص أن الرب عبارة عن ثلاثة أقانيم ؟؟؟؟
اقتباس
ويختتم الكاتب استدلالاته التعيسة بهذا النص :
4. في رسالة يوحنا الأولى 5 : 7 " فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد".
ويبدو أن الكاتب كان آخر من يعلم أن هذا النص مفبرك غير موجود فى الاصول اليونانية و لم يظهر الى الوجود الا فى عصور متأخرة و ليس قبل القرن السادس عشر بعد 1500 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام حين ظهر هذا النص لاول مرة .
والان نبدأ بملخص قصة هذا النص:
هذا النص وجد فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر و هذه هى ارقام المخطوطات 61 و88 و429 و 629 و 636و318 و2318 و 221 . و المخطوطة الاخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر اى بعد الف سنة موجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف و لا يعرف على وجه الدقة تاريخ كتابته . معنى ذلك لا يوجود اى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى اى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم اربعة النص مكتوب على الهامش .
و اول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت الى اليونانية والقصة واضحة لفت نظر احد النساخ لفظ ثلاثة الموجود فى العدد الثامن 8" والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد." فلم يجد مانع من ان يضيف على لسان يوحنا ثلاثة اخرى لتساعده فى اثبات عقيدة التثليث التى لا تجد لها اى نص صريح فى الكتاب المقدس و يقول بعض علمائهم أن النص اضيف باللغة اللاتينية اثناء احتدام النقاش مع اريوس الموحد واتباعه فكان لابد من اضافة تقوى مركزهم و تخدع السذج من اتباعهم ثم وجدت هذه الاضافة طريقا بعد ذلك حتى ظهرت لاول مرة فى الطبعة الثالثة من انجيل ايرازمس 1522 ميلادية بضغط على ايرازمس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الاولى عام 1516 و الثانية 1519 من كتابه وقد سئل عن سبب عدم وضعه هذا النص فاجاب الاجابة المنطقية الوحيدة انه لم يجدها فى اى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى و بها هذا النص هنا فقط اضافها ايرازمس الى الكتاب و بعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية . والسؤال كيف يجادل احد و النص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى اى مخطوطة من الاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟ .
و الترجمة الالمانية تعتمد على الطبعة الثانية من كتاب ايرازمس هذا 1519 و لذلك الالمان ليس عندهم هذه الصيغة فى اى عصر من العصور فتامل .
ونسخة الملك جيمس الشهيرة اعتمدت بصورة رئيسية على النسخة اليونانية للطبعة العاشرة لنسخة تيودور بيزا التى هى فى الاساس تعتمد على الطبعة الثالثة لنسخة ايرازمس السابق ذكرها و لذلك هذه الصيغة مشهورة عند الشعوب الناطقة بالانجليزية فقط اكثر من غيرهم .
و لذلك عندما اجتمع 32 عالم نصرانى و مدعمون بخمسون محاضر مسيحى لعمل النسخة القياسية المراجعة حذف هذا النص بلا اى تردد .
وهناك شهادة عالم كبير هو اسحاق نيوتن الذى يقول ان هذا المقطع ظهر اول مرة فى الطبعة الثالثة من انجيل ايرازمس للعهد الجديد و يضيف نيوتن ايضا نقطة قوية ان هذا النص لم يستخدم فى اى مجادلات لاهوتية حول الثالوث من وقت جيروم و حتى وقت طويل بعده ولم يذكر ابدا و لكن تسلل النص بطريقة شيطانية مستغلا غفلة اتباع الصليب الذين يقبلوا اى شىء الا التنازل عن الثالوث المفبرك كما راينا . وهذا هو الرابط http://cyberistan.org/islamic/newton1.html
واليك ما قاله الكاتب جون جلكرايست فى كتابه للرد على العلامة الشيخ احمد ديدات واسم الكتاب "نعم الكتاب المقدس كلمة الله" يعترف بكل ذلك و يلقى باللوم على نساخ الانجيل واليك نص كلامه من موقع كتابه على الانترنت .
( 3 المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5:7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءاً من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَماً لا تورد هذه الآية. صفحة 16.) .
هذا من كلامهم ومن موقعهم للرد على هذه الفضيحة نعم فضيحة بكل المقاييس تخيل النص الوحيد الواضح و الذى يردده جميعهم مفبرك ليس له وجود باعترافهم و اليك اعتراف اخر من كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم جون ستون يقول بالحرف
"هذا العدد باكمله يمكن اعتباره تعليقا او اضافة بريق و لمعان و يشبهها فى ذلك عبارة فى الارض فى العدد الثامن و يدعو بلمر هذه القراءة انها لا يمكن الدفاع عنها و يسجل ادلة فى عشرة صفحات على انها مفبركة ....فهذه الكلمات لا توجد فى اى مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر و قد ظهرت هذه الكلمات اول ما ظهرت فى مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمى الى القرن الرابع ثم اخذت طريقها الى النسخة المعتمدة و ذلك بعد ان ضمها ايرازمس فى الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد . و لا شك ان كاتب تاثر بالشهادة المثلثة التى فى العدد الثامن و فكر فى الثالوث لذلك اقترح شهادة مثلثة فى السماء ايضا و الواقع ان تحشيته ليست موفقة فالانجيل لا يعلم ان الاب و الابن و الروح القدس يشهدون جميعا للابن و لكنه يعلم ان الاب يشهد للابن عن طريق الروح القدس " انتهى بالنص صفحة 141 .
ولمزيد من التأكيد على أن هذا النص محرف ولم يكن موجود فى أقدم المخطوطات يرجى مراجعة هذا الرابط :
وتبقى عقيدة الثالوث عقيدة هشة تفتقر إلى الدليل ... ويزيد الطين بله مشابهتها للوثنيات القديمة فالثالوث كان موجود فى الديانات المصرية القديمة والميثراثية وفى الحضارة السومرية ... وغيرها .. وتبقى نصوص كتاب النصارى شاهد عيان على كذب هذه العقيدة ..
يو 17 :3 وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع هو المسيح الذي ارسلته.
ههههههههه موضوع يثبت جهلهم و تحريفهم للكتاب المقدس هذا عفوا لم يصبح مقدسا .تقتلونني من الضحك حيث اجمل النكت تجدها عند النصارى
الحمد لله على نعمة الاسلام
المفضلات