Dexter
كتب في : Apr 4 2005, 12:01 PM
تَعرِفونَ الحقَّ، والحقُّ يُحرِّرُكُم.
"الكتاب المقدس" – يوحنا 8: 32
يقول السيد (جيه) :[تعتمد معظم "الأدلّة" ضدّ التّعاليم التّقليديّة للمسيحيّة على اسلوب التعرية – أي قذف فقرات معينة من الكتاب المقدس ووضعها في وجه فقرات أخرى]. أليس من المفترض عدم إمكانية "قذف فقرات معينة من الكتاب المقدس و ضعها في وجه فقرات أخرى"؟ ألا يجب أن تكون أعداد الكتاب المقدس متوافقة مع بعضها البعض؟ ألا يفترض أن تدعم الأعداد بعضها بعضاً بدلاً من تفنيدها لبعضها البعض؟ ما هذا المنطق؟
كما سنرى الآن، فإن البشرية قد قامت عبر العصور بانتهاكات لنصوص الكتاب المقدس، مما أدى في النهاية إلى وجود تناقضات لا تحصى بين الأعداد. إن هذا يعني أنه كنتيجة للتلاعب المستمر الصارخ، فإن رسالة الكتاب المقدس لم تعد محل ثقة على أنها كلمة الله الأصلية 100% غير المبدلة. إن الكتاب المقدس يشهد بنفسه أن شهادة الزور ينتج عنها التناقضات بشكل دائم [لأنَّ أُناسًا كَثيرينَ شَهِدوا علَيهِ زُورًا فتَناقَضَت شَهاداتُهُم – مرقس 14: 56]. يتابع السيد (جيه) فيقول: [نازعةً إياها من سياقها الذي وجدت فيه].
أرجو أن تعود إلى الأعداد مثل [أنا والآبُ واحِدٌ] و الأعداد الأخرى الكثيرة التي تم تفنيدها في القسمين الأخيرين، ثم انظر من الذي يتزع الأعداد من سياقها: المسلمون أم الكنيسة؟ أرجو أن تبين لي متى كنت غير عادل و أمين في تقديمي لهذه الأعداد. إن كان الكتاب المقدس هو كلمة الله 100% فإنه م المستحيل أن نتاقض أعداده بعضها بعضـاً. و من ناحية أخرى، إن كان البشر قد قاموا بانتهاكات لكلام الله فإن الأعداد ستناقض بعضها بعضاً بالفعل!
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)
القرآن الكريم – النساء
لماذا لا نطبق نفس الاختبار على الكتاب المقدس؟
[تدور الرّسالة المسيحيّة عن يسوع حول ثلاثة حقائق : التّجسّد, الصّلب و القيامة] ألم نتخلى بعد عن أمور مثل ((الثالوث المقدس – الخطيئة الأصلية – الفداء)) وما إلى ذلك؟ لقد أثبتنا لتونا بطلان كل هذه الأمور. [أثبت من خلال الإنجيل أو غيره أن أيّاً من هذه الأمور الثّلاثة غير صحيح, و ستنهار حقيقة الرسالة كما ينهار كرسي بثلاثة أرجل] أرجو أن تعود لتلقي نظرة على على كرسيك هذا. ألا يتطلب هذا الكرسي وجود عقيدة "الثالوث"، "ابن الله المولود"، " الخطيئة الأصلية"، "الفداء" ليبقى منتصباً؟ إنك ستجد العديد من التناقضات الخطيرة في رواية الصلب، و أموراً أخرى كثيرة - إن أحببت - في كتب أحمد ديدات ((الخيار The Choice)) – ((الصلب بين الحقيقة و الخيال Crucifixion or Cruci-fiction)) بالإضافة إلى الكثير من منشوراته (يمكنك أخذ فكرة من القسم 2-1 و القسم 2-2).
إن أحداً ما سيقول: [إن كان الثالوث المقدس غير موحىً به من عند الله العليّ أو من قبل عيسى (عليه السلام) فلماذا تؤمن المسيحية به؟] يكمن الجواب في مجمع نيقية 325 م.
كما قرأنا في القسم (1-2-2-16) في ((الموسوعة الكاثوليكية الحديثة - The New Catholic Encyclopedia)) الحائزة على الموافقة و الإجازة الرقابية (الموافقة الرسمية)، فإننا نأخذ نظرة خاطفة كيف أن مفهوم الثالوث المقدس لم يجد طريقه إلى المسيحية إلا بعد 400 سنة تقريباً من رحيل عيسى (عليه السلام) :
"من الصعوبة بمكان في النصف الثاني من القرن العشرين أن نقدم بموضوعية تقريراً واضحاً و مباشراً عن كيفية الوحي الإلهي فيما يخص لغز الثالوث المقدس، تطوره المذهبي، و تفصيله اللاهوتي. إن النقاشات المتعلقة بالثالوث المقدس، الروم الكاثوليك، و غيرهم آخرون قد عرضوا مفهوماً غير واضحٍ نوعاً ما. يدرك المفسرون و علماء الإنجيل اللاهوتيون بالإضافة إلى عدد كبير من الروم الكاثوليك أنه يجب على المرء ألا يتحدث بموضوع الثالوث المقدس في العهد الجديد مالم يكن مؤهلاً تماماً لذلك. و بالمثل يدرك مؤرخو العقيدة و علماء اللاهوت أنه عندما يتحدث أحدهم عن الثالوث المقدس دونما تأهيل فإنه يقفز بحواره من عهد الأصول المسيحية إلى الربع الأخير من القرن الرابع بعد الميلاد. في ذلك الوقت فقط تمكّن ما يسمى بـ((التعريف المحدد لعقيدة الثالوث : إله واحد في ثلاثة أقانيم)) من الانصهار في حياة المسيحيين و فكرهم... لقد كان هذا المفهوم نتاج ثلاثة قرون من التطور العقائدي"
الموسوعة الكاثوليكية الحديثة ، الإصدار الرابع عشر ، ص 295
The New Catholic Encyclopedia, Volume XIV, p. 295
إنهم يعترفون بذلك! إن كلاً من عيسى (عليه السلام)، يوحنا، متى، لوقا، مرقس، جميع الحواريين، و حتى بولس – جميعهم كانوا يجهلون أمر أي "ثالوث مقدس"!
(أرجو قراءة القسم 1-2-2-16 و القسم 1-2-3-1 لمعرفة المزيد)
--- يتبع