المخطوطه كلارومونتانوس
تعود الى القرن السادس ، وجرت عليها تصحيحات كثيرة وحدد تشايندروف 9 مصححين منهم اربعة فقط لهم اهميه كبرى
الأول منهم كان فى القرن السابع ، الرابع فى القرن التاسع
وقد قاموا طبقا لسكريفينير أكثر من ألفى تغيير حرج Critical changes فى النص وقد استخدموا مرجعيه بيزنطيه فى هذه التغييرات (طبقا لكلام سكريفنير scrivener )
المخطوطة H
أهمية هذه المخطوطة اساسا فى انها نموذج للتغيرات والتصحيحات
اول كتابه لها كانت فى القرن السادس ، وبعد هذا بقرون أعيد تثقيل وتحبير النصوص مع وضع اشارات لغويه (خاصه باليونانية) ، اما اهم شىء فى هذه المخطوطه هى شهادة مكتوبه فى اخر الرساله الى تيتس ، اذ تشير الى أن هذه المخطوطه تم تصحيحها بمرجعية مخطوطه كتبها بامفيليوس وحفظت فى قيصريه ، وحدد تشايندروف تاريخ هذه الملاحظه أو الشهادة بنهاية القرن السابع الميلادى (لاحظ هذا ) والمخطوطة المذكورة من النوع البيزنطى
المخطوطه 424
حدد العلماء مثل تشايندروف والاند ثلاثة أيدى قامت بالتغييرات ، والتى بلغت فى تقديراتهم بضعة الاف خاصة فى رسائل بولس والرسائل الكاثوليكيه
وليس هذا هو المهم فى حد ذاته وانما المهم هو ان نوعية هذه التغييرات كانت مقصودة بصورة مدهشه لانها كانت تصب فى خانة النوع البيزنطى ، بمعنى أن المحرفين قاموا بتغيير معالم المخطوطة من نوع قديم من القراءات الى النوع البيزنطى
وهذه التغييرات تمت فى عدد كبير من المخطوطات لتتحول قسرا الى النوع البيزنطى من القراءات ولتعبر عن الرؤية البيزنطيه للاناجيل والعهد الجديد
طبعا تكاد جميع المخطوطات والبرديات دون استثناء ان تحتوى على تغييرات وتعديلات ، والغالبية تتم فى اتجاه واحد وهو تحويل النص الى النوع البيزنطى (المتأخر تاريخا كما ذكرنا والتوفيقى النزعه فى كثير من الاوقات) ولكن المخطوطات السابقة هى امثله جيدة وواضحه لهذه التعديلات التى تتفاوت من مخطوطه لاخرى وكما رأينا فقد شملت التعديلات العنيفة أشهر المخطوطات والبرديات
صحيح أن التصحيح قام بالكثير من الاعمال الهامه لتصحيح الاخطاء الاملائية وغيرها ، لكنه قام أيضا بأعمال تندرج تحت بند تزوير الدين والتاريخ ، وسرقة أنواع من النصوص وتحويلها الى نوع اخر (ولا أدرى لماذا أتذكر عمليات تهويد القدس أو عمليات التنصير القسرى) اذ رأينا فى هذه العمليات تحويل كامل للنصوص الى اتجاهات مرغوبة من رجال الكنيسه الناسخين والكتبه
اذا فالملخص العام لبحثنا فى المخطوطات بصورة عامة
هناك عدة انواع من المخطوطات أقدمها هو النوع السكندرى ، ولهذا يحظى باحترام العلماء ، وقراءاته تختلف كثيرا عن النص البيزنطى الاحدث والذى يهدف بصورة ما الى وضع تصور متوافق للقراءات والخلافات بينها ، كما يستبعد أى قراءه لا توافق عليها السلطات الدينية فى ذلك الوقت ويبدوا أن النص السكندرى بقراءاته المختلفة والتى لم يتمكن النص البيزنطى من احتوائها تعرض للانقراض بسبب توقف نسخ مخطوطاته ، ثم تعرض للاغتصاب بتحويل الكثير من مخطوطاته (او محاولة تحويلها ) للنوع البيزنطى ، وليس هذا صراعا دينيا فحسب وانما القى الصراع السياسى بين سيطرة بيزنطه على الشرق ومحاولات مصر فى الاستقلال الدينى بالكنيسة السكندرية ونصوصها وقراءاتها بظلاله على الأمر فحاربت بيزنطا تلك المحاولات على المدى الطويل كما ذكرنا وانقرض النص السكندرى فعلا فلا نكاد نجد له مخطوطه بعد القرن السادس ، وجاء الاسلام الى مصر فتنحسر المسيحيه عموما لكثرة تاركيها وينشغل القساوسة عن الحفاظ على الاسلوب والقراءة المميزة لهم الى مواجهة ذلك الدين الجديد الذى اخذ منهم اتباعهم وقلل عدد شعب الكنيسة بصورة مخيفة جعلتهم يصرفون كل جهدهم لمقاومة الوافد الجديد وتشوية صورته (واستمر هذا حتى الان)
وليس من العجيب بعد هذا ان يسود النوع البيزنطى ويصبح نص الأغلبية قسرا لا عن صحته ، وانما بالسلطة وبوهن الكنيسة السكندرية وبوقاحة كتبه ومزورين
أعتقد اننى هكذا اكون ختمت مقدمة معقولة عن المخطوطات لنبدأ بعد هذا فى الحديث بصورة أكثر تفصيلا عن اهم الاختلافات فى القراءات فى النصوص الانجيلية الحاليه، وسأحاول أن اتحدث عن الاختلافات التى لم تعدلها بعد النسخ الحديثة لأن هناك من الاخوه من عرضا اهم هذه التغييرات التى تمت بالفعل فى النسخ الحديثة
والله من وراء القصد
أخوكم د/شريف حمدى
المفضلات