بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
--------------------------------------------------------------------------------
ورد في الحديث الشريف
الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه))
[البخاري]
أولئك السبعة هم: أصناف سبعة وليسوا أشخاصاً معدودين
بل قد يكونون بالملايين وأكثر
وقد يكون الشخص جامعاً خصلتين أو ثلاثاً أو أكثر
فقد تجتمع معظم الخصال في بعض المسلمين لإمكان ذلك
وقد تجتمع لبعض الولاة تلك الخصال كلها
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
أولاً:
الإمام العادل: وهو كل من تولى شأناً من شؤون المسلمين
أو ولي أمراً من أمورهم
سواء كانت الولاية خاصة ببلد معين أو عامة لبلدان متعددة
وهو الذي يحكم بالحق ولا يظلم أحداً لأحد
ولو كان من أعز الخلق عليه وأحبهم إليه
يرى القوي ضعيفاً حتى يأخذ منه الحق لغيره
والضعيف قوياً حتى يأخذ حقه من ظالمه كائناً من كان
لا يفرق بين قريب وبعيد وسيد ومسود
في معاملتهم بالحسنى والرفق بهم والإحسان إليهم
ورعية الإمام العادل كأولاده فيما لهم من العطف والحنان والتربية الصالحة
فيعلم جاهلهم
ويواسي فقيرهم
ويربي صغيرهم
ويعالج مريضهم
ويكرم حاضرهم
ويحفظ غائبهم في أهله وماله
ثانياً: الشاب المسلم القوي الماسك لأمر نفسه إذا نشأ في عبادة ربه
العبادة بمعناها الصحيح المعروف في الإسلام
إذا استعمل جسمه وروحه ووقته وماله وما أنعم الله به عليه في مرضاة ربه وخالقه
فقد استحق من الله خير الجزاء
وكان محبوباً في أهله وقومه وموطنه
لأنه يريد الخير ويفعله ويدعو إليه ويرغّب فيه ويثني على فاعله
وهنيئاً له إذا اغتنم شبابه قبل هرمه
وصحته قبل سقمه
وغناه قبل فقره
وفراغه قبل شغله
وحياته قبل موته
المفضلات