الأصل في التداوي هو أن يكون بالقرآن الكريم ، ثم بالأسباب الطبية والدوائية حتى في الأمراض العضوية، لا كما يزعم البعض من أن مَن كان مرضه عضوياً فليذهب إلى المستشفيات، ومن كان مرضه نفسياً فليذهب إلى العيادات النفسية
فالله هو الشافى المعافى وكلامه (القرآن) هو طبّ القلوب ودواؤها، وعافية الأبدان وشفاؤها، قال تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) .... إنظر إلى كلمة (شفاء) فلم يقل: (دواء) لأنها نتيجة ظاهرة، أما الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي
والعلاج بالقرآن الكريم .... تحكمه شروط شرعية لا يلتزم بها الكثيرون
فمن الأمور المستقر عليها شرعا المعالجة بالقرآن الكريم، والتداوي بآياته الطاهرة من شر الأمراض وتبعاتها
ومن المؤكد أن للمعالجة بكلمات الله التامات شروطا واجبة وصفات لازمة يجب توافرها في المعالج وكذا في المريض
وفي القرآن الكريم الكثير من المعارف والعلوم الطبية التي يعجز البشر عن الإحاطة بها، فضلا عن إحصائها، فيفتح الله تعالى على من شاء من خلقه في كل عصر وزمان بما يصلحهم وينفعهم ولا مانع من أن ينتفع المسلم بالقرآن الكريم لا سيما في التشافي به
--------------------------------
ومن أهم هذه الشروط .... كمال اليقين :
فالله جل جلاله أخبر أن في القرآن شفاء من كل داء، فإذا قرئ على المريض بيقين وإخلاص وكمال توكل على الله وصدق اللجوء إليه مع موافقة ذلك لقضاء الله عز وجل وقدره بحصول الشفاء، فيحصل بإذنه تعالى، والعلماء شرطوا جملة من الشروط للتداوي بهذا الكتاب العظيم أهمها كمال اليقين بحصول الشفاء بكلام رب العالمين
وقد أقر ذلك علماء الطب قاطبة إذ أكدوا أن ثقة المريض في طبيبه ونوعية علاجه تمثل نسبة عالية جدا في حصول الشفاء
وينتفع بالقرآن انتفاعا كاملا من آمن بالله وبكتابه وبرسوله، وواظب على فعل الطاعات وترك المنكرات، وهذا الانتفاع ينفع في الدنيا والآخرة
--------------------------------
خطوات العلاج بالقرآن الكريم .......
1- فلا بد من تهيئة المريض والاستماع الي شكواه، والتعرف الى مواطن الخلل الإيمانية فيه، وإعادة جدولة وتنظيم حياته الإيمانية من المحافظة على الصلاة والكف عن المحرمات.
2- توجيه المريض إلى الدعاء وصدق التوجه إلى الله سبحانه وتعالى، وتعميق إيمانه بالقضاء والقدر، إذ إن ما أصابه ما كان ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وإنه تعالى لطيف بعباده، إذ لن يؤتى أحد من الله إلا كل خير وتذكيره أن كل ما أصاب المؤمن من مصيبة فهى تكفير عن سيئاته وذنوبه ومضاعفة لحسناته
3- على المريض أن يجمع كفّيه ويقرأ فيهما ما ورد الدليل عليه من السنّة الصحيحة مثل الفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين، وينفث في كفّيه ثلاثا ويمسح على جسمه ولا يتعجل الشفاء، فالرقية دعاء، وقال صلى الله عليه وسلم : (يستجاب لأحدكم ما لم يعجّل، يقول : دعوت ودعوت فلم يستجب لي)، وما دامت الرقية دعاء فليداوم المريض عليها فيأتيه الشفاء بإذن الله
4- للمريض أن يقرأ ما شاء من القرآن على نفسه وزوجته وأولاده، فكله شفاء من كل داء إذا أذن الرب تعالى، وله أن يقرأ ما سبق ذكره على الماء (وحبذا لو كان ماء زمزم) كما ورد بذلك الحديث الشريف وقد صححه العلامة ابن باز رحمه الله في أن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه عوذ في الماء وسقى منه مريضا، وعليه عمل السلف قاطبة
5- للمريض أن يقرأ على زيت الزيتون ويدهن به، ففي الحديث الصحيح عن النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: (كلوا من هذا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة)
6- للمريض أن يشرب من عسل النحل ففيه قال الله تعالى: (فيه شفاء للناس) وأن يأكل من حبة البركة ففيها قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (الحبة السوداء شفاء لكل داء إلا السام)
7- لا بأس من تناول الأدوية والعقاقير الطبية النافعةالتي يصفها أهل الاختصاص من الأطباء الثقات، فإن النبي صلوات الله وسلامه عليه قال: (تداووا عباد الله ولا تداووا بحرام فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله).
--------------------------------
من آيات الشفاء فى القرآن الكريم:
1- (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (سبع مرات)
2-(اللّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (سبع مرات)
3- (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) (سبع مرات)
4- (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) (سبع مرات)
5- (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سبع مرات)
6- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (سبع مرات)
7- (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) (سبع مرات)
8- (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (سبع مرات)
9- (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (سبع مرات)
10- (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (سبع مرات)
11- (وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (سبع مرات)
12- (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (سبع مرات)
13- (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (سبع مرات)
14- (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (سبع مرات)
15- (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (سبع مرات)
--------------------------------
من أدعية الشفاء :
* (قال النبي صلى الله علية وسلم أتاني جبريل فقال : يا محمد اشتكيت ؟ قلت :نعم . قال : بسم الله أَرْقِيكَ مَنْ كُلِّ شَئ يؤذيكَ من شَرِّ كل نفسٍ وعينِ حاسدٍ بسم الله أَرقيكَ واللّهُ يشفيكَ)
* (كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَين رضي الله عنهما فيقول : أُعِيذُكُما بكلمات الله التّامَّةِ من كل شيطانٍ وهامَّةٍ ومن كل عينٍ لامَّةٍ ويقول :إن أباكما إبراهيم كان يُعَوِّذُ بهما إسماعيل وإسحاق صلى الله عليهم أجمعين)
* (قال النبي صلى الله عليه وسلم : أَلا أَرقيكَ برقُيةٍ رقاني بها جبريل تقول : بسم الله أَرقيك والله يشفيك من كل داء يأتيك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ترقي بها ثلاث مرات)
* (عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : مرِضت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُني فقال: بسم الله الرحمن الرحيم أُعِيذُكَ بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كُفُواً أحدٌ من شر ما تَجِدُ ثم قال : تَعَوَّذ بهما , فما تَعَوَّذت بمثلها)
* (اللهم ربَّ الناسِ ملك الناس أَذهِبِ البَأسَ إشفِ أنت الشافي لا شفاء الا شفاؤُكَ , شفاءً لا يُغادرُ سُقماً)
* (ضع يدك على الذي تَألَّمَ من جسدك وقل : بسم الله ثلاثاً وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أَجِدُ وأحاذِرُ)
* (بسم الله اللهم داوني بدوائِكَ واشفني بشفائكَ وأغنني بفضلكَ عمَّن سواك واحدر عني أذاك)
* (بسم الله اللهم أَذهب عنِّي شرَّ ما أَجدُ)
* (بسم الله أعوذ بالله العظيم من شر كل عِرقٍ نَعَّارٍ ومن شر حرِّ النارِ)
* (من عاد مريضاَ لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله)
* (من رأي مبتلي فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء)
* (أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفينى شفاء لا يغادر سقما)
--------------------------------
هل يفيد القرآن في التشافي من جميع الأمراض ؟؟
هذا كلام لا يقوله إلا من خالط الشك وقلة الإيمان قلبه، أي لم يستقر الإيمان في قلبه فإن أي مؤمن على وجه الأرض إذا سمع قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)..علم أنه شفاء من كل داء، وهنا مسألة ينبغي التنبيه إليها وهي أن حرف (من) في الآية لا يعني التبعيض وإنما هو بيان للجنس كما يقول أهل اللغة، فإن كل القرآن شفاء، ولكن ينبغي التنبيه الى أنه يشترط في حصول الشفاء كمال اليقين وإذن ومشيئة الله عز وجل.
--------------------------------
هل يحتاج الإنسان في بعض الحالات الى أن يرقيه غيره ؟؟
نعم، ومن طالع سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه يدرك ذلك، فقد رقى جبريل عليه السلام الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، كما رقى الرسول عليه صلاة الله وسلامه الحسن والحسين وعشرات الحالات غيرهما، لذا فالإنسان يحتاج في بعض الأحيان الى الاستعانة بعد الله عز وجل بغيره، ويقول عليه الصلاة والسلام : (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه) وقال صلى الله عليه وسلم: (إعرضوا عليّ رقاكم، فلا بأس بالرقي ما لم يكن شركاً).
--------------------------------
الصفات التي يجب توافرها في الشخص الذي يلجأ إليه المريض أو من يسمى (المعالج بالقرآن) أو (الراقي) ......
1- ينبغى للمعالج أن يكون قوى الإيمان بالله معتمدا عليه واثقا بتأثير الذكر وقراءة القرآن وكلما قوى إيمانه وتوكله قوى تأثيره
2- عليه بكثرة الدعاء والاستعانة بالله وقراءة القرآن
3- ينبغى للمعالج أن يكون عمله خالصا لوجه الله و طاعة لله ورسوله
4- أن يلتزم المعالج عقيدة السلف الصالح علما وعملا
5- أن يخلص العبودية لله ويلتزم الطاعات فبقدر طاعته لله يجعل الله سبحانه وتعالى فى عمله وإن كان قليلا كبير الأثرومن أطاع الله أطاعه كل شىء
6- أن يكون ملتزما بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأن أصحاب السنن هم أبعد الناس عن الشيطان وأكثرهم حفظا من كيده
7- تلزمه المعرفة القوية بالسنة النبوية خاصة ما يتعلق بإرشادات العلاج النبوى والتحصين والأدعية
8- أن يكون عالما بكيفية العلاج ولديه القدرة على تشخيص المرض وتمييزه عن غيره من الأمراض كذلك يكون على معرفة بكيفية تحصين نفسه وأهله والموجودين ساعة العلاج
9- أن يكون على دراية وخبرة بطبائع النفس والعلل النفسية
10- أن يؤهل على يد شيخ ذى خبرة
11- قوة الإيمان وصفاء النفس ونقاء السريرة وصفاء العقيدة
12- العلم بأحكام الشريعة الإسلامية من فرض وواجب ومستحب ومكروه ومحظور
--------------------------------
المخالفات التي يقع فيها من تصدروا للمعالجة بالقرآن .......
إن من تصدر لهذا الباب إذا فقد شرطاً أو الشروط التي سبق ذكرها فإن قدمه تزلّ ويا ليته يهوي وحده، وإنما يهوي معه من وثق فيه وفي أمانته، فإن إيهام المريض بإصابته بمرض ما من دون علم أو دراية من الجرأة على الله سبحانه وتعالى، فكم من مريض يلجأ الى واحد منهم فإذا شكا حاله إليه جزم بأنه مسحور أو محسود أو ممسوس من الجن ولا ينقضي عجبنا إذا علمنا أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وهو الأكثر علماً وديناً وتقوى، لم يدرك ما أصابه من السحر حتى أعلمه الوحي، فأين هذا الوحي الآن الذي ينزل على أحدنا إذا اشتكى له مريض ليخبره بعلة هذا المريض ؟؟
فعلى من يقوم بالعلاج بالقرآن أن يرقي الناس ويدعو لهم من دون أن يشخص لهم فيوهمهم، أما المخالفات التي يقع فيها هؤلاء فمن جملتها : الخلوة بالنساء ومس جسد المرأة والضرب المبرح والصعق بالكهرباء وخلط الأدوية الشعبية من دون علم أو دراية، وجمع أكثر من مريض والقراءة عليهم في وقت واحد، واستخدام أشرطة الرقية الشرعية، ووضع السماعات في أذن المريض والقراءة من خلالها، وما خفي غير ذلك كان أعظم.
--------------------------------
نصيحة لمن أراد أن يستعين بالمعالجين بالقرآن بعد الله عز وجل ......
لا بد لهؤلاء بعد صدق اللجوء الى الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه من الانتقاء والاختبار، فإن الواحد منا إذا أهمته قضية في المحاكم مثلا طلب لها محاميا بارعا وسأل عنه مرة واثنتين وثلاثاً، حتى يتيقن من أن قضيته في أيدٍ أمينة، وكذلك فإن المريض يسأل الأهل والأصدقاء وأهل المعرفة والاختصاص قبل أن يذهب الى الطبيب ليعالجه من مرضه، فأولى له إذا أراد طالب علم أو عالماً يرقيه بالكتاب والسنّة أن يسأل عنه عشرات المرات وأكثر من شخص ليستوثق من دينه وأمانته وعلمه، ثم لينتبه الواحد منا الى من يعالجه بالقرآن الكريم، ففي وقت العلاج لا بد من الوقوف على ما يقوله المعالج وما يقرأه وعلى أسلوب تعامله، فإذا كان يتمتم بكلام غير مفهوم أو يأتي بأشياء ليست من أمر الكتاب والسنّة في شيء فلا بد من إبلاغ السلطات الرسمية عنه وهذا خير ما يفعله الشخص الفطن الصالح.
--------------------------------
كيف يمكن للمرء أن يعلم أن مساً من الجان قد لحقه ؟
يجب ألا يجزم أي منا أبداً بإصابته بشيء من أمراض الجان كالسحر أو المس والحسد، وإنما هو ظن، والظن لا يغني من الحق شيئاً، إما قد تعرض له بعض الأعراض التي قد تشير الى هذه الإصابة من دون جزم أو يقين فنقول كما في القرآن الكريم (إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين)
وهنا ملاحظة ضرورية، فإذا كان في القرآن شفاء من كل داء فلا يعنينا نوع الداء ولا داعي للتشخيصات الموهمة المبنية على الظنون والإفتراضات، فقد يجد الإنسان من نفسه صدوداً عن الذكر والعبادة، أو ضيق صدر عند سماع القرآن أو الآذان، أو كوابيس مفزعة أو خيالات أو سماع أصوات غريبة أو طنين فى الأذن أو ألماً لم يعرف له الأطباء سبباً أو علاجاً أو ما شابه تلك الأعراض، حينئذ عليه اتخاذ الخطوات العلاجية التي سبق ذكرها.
--------------------------------
المفضلات