أواه من جرح ينكأ ولا يشفى ،ومن سعادة تبغى ولا يسعى لها،ومن حب يدعى لكنه دائما ما يغفى.
جريحة أنا وجميعكم تنظرون الى جراحي وما من مداوي ،متعبة أنا وذليلة بكم وبنسبكم لي .لطالماسمعتم قصتي -- مرارا وتكرارا-وفي كل مرة تجرح دمعاتكم وجناتكم الناعمة – فالفصول مؤلمة والأحداث قاسية –وما ان تمضي هنيهات خاطفة تسارعون في نسيان آلامي وتغوصون في دنياكم وملذاتكم وبالرغم من كل الذي مضى سأعاود الكرة من جديد كي أقص عليكم قصتي التي مللتموها وملتني، قد تخونكم رغبة البكاء هذه المرة وقدتبخلون علي بشئ من دموعكم ولكني ساتكلم عل قيود اليأس تنفلت من جديد.
من سنين طوال نسيت عددها لكثرتها كنت ملكة متربعة على عرش الدنيا،كان الجميع يحبني ويفخر بي فمن عدل الى قوة ومن شرف الى عظمة كان الاسلام هو الحضن الذي يربينا وننام آمنين بين ذراعيه لم اعرف حقدا ولا كراهية بالحب ابتدينا المشوار أروع مشوار، الى هذه الحظة لم يكن هناك ما يكدر صفو حياتي ولكن ما بالكم ألا تعلمون ان الطبيعة البشرية مجبولة على الخير غير ان هناك من حادوا بفطرتهم فصاروا منبع حقد وكراهية وهكذاخلقت عقدة قصتي. أرجوكم ان مللتم كلماتي الصماء فغادروني اذ اني لا احتاج الى من يشفق علي بقدر حاجتي الى من يحتضن ألمي.
أصابتني شيخوخة مبكرة وخدعت بظني اني لا اشيخ فمن يمتلئ قوة وحياة كيف يشيخ؟؟ أنى لي ان اضعف ؟؟ولكني لم أصب وجه الحقيقة هذه المرة لقد طعنت من قبل اولادي الذين ربيتهم وارضعتهم ووهبتهم كل معاني الحب والجمال ماذا حدث!! لا شئ غير انهم بعد ما كبروا بدأت نوازع الشر تسيطر على عقولهم وتغزو قلوبهم نسوا المثل والقيم التي غرستها بهم وما عاد يهمهم اي شئ... اعماهم المال فشلوا بالامتحان وبجدارة!!ساروا خلف دنياهم ولم يورثوني سوى الضعف والهم والكدر. لا ولم يقف المر عند هذا الحد فقد تقاسموا خيري واعلنوا استباحتي لمن يريد شرط ان يكون هناك مقابل طعنوني وسرقوا بقايا روح تسكن اعماقي لا تبتئسوا كثيرا فاغتصابي لم يكن كاغتصاب اي امراة اخرى هذا انامتلكتم بقايا غيرة على محارم الله فانا لست كغيري كما اسلفت . لاني...لاني...لاني البلاد السلامية التي امتدت ذات يوم لتظلل الارض باسرها انا البلاد التي فتحها الخلفاء الراشدين واسسها سيد المرسلين، انا من ارتجفت اعظم الامبراطوريات لعظمتي وهيبتي.
آآآه على مجدي الغابر الضائع على ايدي اللاهين الغافلين!! لقد تعبت من التقسيمات والاكاذيب تعبت من حديث السلام ،وما من سلام. قض مضجعي آلاف الضحايا الذين سفكت دماؤهم البريئة بلا رحمة.
ويحكم ايها المسلمين ويحكم من غد فهو اقسى وامر ان لم تستيقظوا. لم تعد المجازر ولا الهجمات الفوق مغولية تهمكم .لقد نيمتم وغيبت عقولكم لا تتهربوا ولا تشتموا اجدادكم فانتم مثلهم بل افظع جريمة هم قسموني ولكنكم بعتموني وبرخص التراب!! كانت شهواتكم اغلى عليكم مني وصارت اقصى امنياتكم محصورة في الفرد والشخص لم يعد هناك من هم يقض مضجعكم !! أين هم الاسلام ارجوكم فقد أطلت عليكم ولكنكم سمحتم لجراحي ان تنزف فلا تسمحوا لي ان احتضر فانتم لم ولن تجدوا انفسكم بعيدا عني ارجوكم عودوا عودوا عودوا !!!
المفضلات