بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا مايدور الحوار بين مسلم ونصراني حول وجود شرائع وقوانين في الإسلام لامثيل لها في النصرانية تحكم حياة الفرد حكما دقيقيا,ودائما مايعطي النصراني ظهره للإعجاز التشريعي في الإسلام ويحوله إلى شبهة(مثل شهادة الرجل أوالمرأتين)...
ودائما يعترض النصراني على كل هذه الشرائع والقوانين,ويحاول إقناع المسلم بأن هذه الشرائع لاداعي منها إذا إنتشرت المحبة والصلاح في قلب الإنسان محاولا إثبات هذه النظرية التي يخدعوه بها آبائه ببعض الشعارات التي ليس لها تطبيق في الحياة العملية(والعجيب أن آباءه أنفسهم قد أثبتوا عدم صلاحية هذه الشعارات بحوادث الدعارة المتكررة في الكنائس والأديرة التي يرتكبونها وهم المفروض أن يكونوا أكثر من إنتشرت المحبة والصلاح في قلبه).
المهم هنا أن أكثر الأمثلة التي يستخدمونها لتأييد نظريتهم هذا هي أن يقولوا:
لو أنك وضعت شمعة في غرفة مظلمة وأضأتها فإن نورها هو الذي يغطي الظلام وليس العكس,وبالمثل فالمحبة والصلاح إن وجدوا في القلب فسيغطوان ظلمته وسيصبح قلب الإنسان هو شرعه الذي يحكمه,فيترك الإنسان السرقة لأنه لا يريد أن يسرق وليس لخوفه من قطع يده(وقد قال هذا الكلام المضحك أحد القساوسة في مناظرة مع الشيخ الجليل أحمد ديدات بعنوان هل الإنجيل كلام الله؟,وقد إنتهت هذه المناظرة بهزيمة القس وأسلم بعدها الكثيرون).
ولو نظرنا إلى هذا المثال من الناحية العلمية,لوجدنا أنه ليس سوى إستثناء,وأن القاعدة هي أن الظلام هو الذي يغلب ويغطي النور,وبهذا ينقلب السحر على الساحر...
فالضوء في حقيقته غير مرئي,ولا يمكن مشاهدته إلا بعد أن يتم إنعكاسه على العديد من الجزيئات الهواءية كالأوكسجين والهليوم والنيتروجين وغير ذلك,وهذه الجزيئات لا تتوفر بكثافة عالية إلا داخل الغلاف الغازي للأرض,بالإبتعاد قليلا عن هذا الغلاف تقل كثافة هذه الجزيئات حتى تتلاشى تماما,فيصبح الضوء غير مرئي,وبالتالي نرى الشمس على هيئة قرص أزرق باهت في خلفية سوداء,فيصبح الظلام هو الذي يغلب نور الشمس ويغطيها من كل جهة...
وهذه صورة للشمس حين ننظر إليها من خارج الغلاف الغازي للأرض
الصورة فيسفسائية ملقوطة بواسطة أحد الأقمار الصناعية.
الرابط
http://helios.gsfc.nasa.gov/trace_mosaic.html
وهذه الحقيقة العلمية مذكورة في القرآن
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4))
والنصارى بهذا المثل يعترفون أن كون الظلام يغلب النور ويغطيه حقيقة علمية لا يمكن أن يسطنبنتها عقل بشري بنفسه فهم يعترفون-دون أن يدركوا- بإعجاز القرآن!!!!!!
ويتأكد أكثر هذ الإعجاز في قوله تعالى
"وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)"
فالنهار هو الذي يظهر الشمس وليس العكس كما كان المعتقد السائد قديما أن الشمس هي التي تظهر النهار,وطلوعها هو الذي يضئ الكون ويجلي الظلمة..
فالليل هو الذي يغطي الكون,وهذا ماأكده القرآن
(والليل إذا يغشى(1)والنهار إذا تجلى(2))
الليل1,2
(أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها*رفع سمكها فسواها*وأغطش ليلها وأخرج ضحاها)النازعات27-29
(وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون)يس37
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15
ترى ما هو أول رد فعل لكفار العرب القدامى لو صعدوا إلى الفضاء فوجدوا الظلام الدامس حولهم؟؟!!!
وما هو رد فعلهم حين ينتبهوا بعد ذلك إلى منظر الشمس الجديد باللون الأزرق,وإختفاء ضوءها؟؟؟؟
هل يستطيع أي عقل بشري عاش في بيئة عربية بدوية منذ أكثر من1400 سنة أن يعرف مثل هذه الحقائق؟؟؟؟
المفضلات