-
فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ
بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ (223)
قول الله عز وجل (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ) أرد بذلك توضيح كل ما يخص بالمحيض من ( الدم + مكان الحيض + زمان الحيض ) وهذا للتوضيح ، لأنهم ثلاث نقاط متصلين ببعضهم البعض .
فهل دم المحيض أذى للرجل والمرأة ؟ .... نعم للاثنين معاً ، لأن الآية أقرت بذلك ... لأن دم المحيض هو دم يحتوي على أنسجة غير حية وهذا يعرض الطرفين لأضرار صحية ، غير أن المرأة تكون بحالة ضعف شديدة في قوتها وجسدها ، بدليل أن الله سبحانه وتعالى رخص لها عدم الصيام والصلاة في هذه الفترة ، فرحمة الله الواسعة على عباده ، فأمر الرجل أن يعتزل المرأة في هذه الفترة لكي لا يرهقها بأكثر مما هي عليه .
وقول الله عز وجل (فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ) ...
فهذا الوضوح في المعنى يكشف زيف أعداء الإسلام ، لأن المعني يوضح أن على الرجال أن لا يقربوهن في المحيض ( أي في مكان الحيض ) .. وكلمة حتى يطهرن .. تؤكد أن القصد بمكان المحيض وليس المرأة ككل ، فهي حلال لك في هذا التوقيت دون المباشرة الجنسية .... فما فوق السرة وما فوق الملابس فهو مباح .
أما الخرافات التي تنسب للمرأة في هذه الفترة بالكتاب المقدس فليس لنا بها شأن ، فالمرأة عندهم نكره بدون حيض أو بحيض
وتطهرن تعني أن يغتسلن استجابة لتشريع الله لهن بالتطهر ، فلا مباشرة قبل الاغتسال
فالله عز وجل أحب أن يوضح لعباده أن حبه للذين يتوبون إليه مماثلة للذين يتطهروا ... فالله عز وجل يحب منك أيها العبد أن تتطهر مادياً ومعنوياً
ونظراً لخرافات أهل الكتاب ، فكان اليهود يدعون أن الرجل إذا أتى امرأته من خلف ولو في قـُبلها ( بضم القاف... أي مكان الإتيان) جاء الولد احول ( اللهم احول أبصار كل ضال ) ... فلعدم صحة هذه الخرافة قال تعالى :
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِين
فما المقصود من كلمة حَرْثٌ ؟
فالحرث هو مكان استنبات النبات ... وقال تعالى ( ويهلك الحرث والنسل ) 205 البقرة
فأتوا يا معشر الرجال نسائكم في مكان الحرث أي مكان الزرع ، زرع الولد ، أما المكان الذي لا ينبت منه الولد فلا تقربوه .
ولكن النصارى لجهلهم ومحاولاتهم الفاشلة للتشكيك في القرآن ، يدعوا أن الآيتين يناقضوا بعضهم البعض ... فآية يقول الله (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ) والآية الأخرى تقول (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) أي إتيان المرأة في أي مكان ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .... فهذا خطأ
لأن قول الله عز وجل (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ ) يعني محل استنبات الزرع ، والزرع بالنسبة للمرأة والرجل هو الولد ، فأتها في المكان الذي ينجب الولد على أي جهة شئت ... لأن ما جاء عن أهل الكتاب هو خطأ وجهل ولا أساس له من الصحة.
وقول الله عز وجل (وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ) .. أي إياك أن تأخذ المسألة استمتاع جنسي فحسب (كما يدعي النصارى أن النكاح في الإسلام للمتعة فقط) بل يريد الله سبحانه وتعالى أن يظهر لك أيها المسلم أن العملية الجنسية في أصلها هو الإنجاب ... فلا تأخذوا المتاع اللحظي العاجل علي أنه الغاية بل خذوه لما هو آت .
يا الله : ماذا نقدم لأنفسنا ؟
ماذا نفعل حتى لا نشقى بمن يأتي من مولود ؟
أخي في الله
عليك أن تتبين هذه العملية فقدم لنفسك شيئاً يريحك ، وافعل ما علمنا به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : فساعة تأتي هذه النعمة وتقترب من زوجتك لابد أن تسمي الله وتقول (( اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني ))
فعندما يأتي المسلم أهله وينشأ وليد ، فلن يكون للشيطان عليه دخل ... وقال العلماء : لا يمكن أن يؤثر فيه سحر ، لماذا كل ذلك ؟
لأنك أخي المسلم ساعة استنبته أي زرعته ، ذكرت المنبت وهو الله عز وجل ، وما دمت ذكرت المنبت الخالق فقد جعلت لابنك حصانة أبدية فينعم عليك الخالق بالولد الصالح ، هذا الولد يدعوا لك ولسائر المسلمين ، ويعلم أولاده أن يدعوا لك ولسائر المسلمين ، وأولاد أولاده يدعون لك ولسائر المسلمين ، وتظل المسألة مسلسلة فلا ينقطع عملك إلى أن تقوم الساعة، وهنا تكون قد قدمت لنفسك افضل ما يكون التقديم .
وعلى عكس ذلك ينشأ الطفل الذي ينسى والده ذكر الله عندما يباشر أهله فيقع أولاده فريسة للشيطان .. والعياذ بالله .
أخي المسلم ... لا تغضب ربك في أي عمل من هذه الأعمال ، وكن على حذر فإنك ملاقي الله عز وجل ، فلا تشك في هذا اللقاء ولا تتخاذل ... فمادمت ستتقي الله وتكون على يقين أنك تلاقيه فلم يبقى لك إلا أن تـُبَشَّر بالجنة .
الشيخ / محمد متولي الشعراوي
اللهم تقبل منا صالح الأعمال
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
بارك الله فيك أخي الحبيب السيف البتار فقد كفيت ووفيت
واسمح لي أن اضع بعض التفاسير لهذه الآية الكريمة
"نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين" سورة البقرة 223
تفسير الجلالين :
223 " نساؤكم حرث لكم " اي محل زرعكم الولد " فاتوا حرثكم " اي محله وهو القبل " أنى " كيف " شئتم "[COLOR="red"] من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار،
ونزل ردا لقول اليهود: من أتى امرأته في قبلها اي من جهة دبرها جاء الولد أحول
تفسير الواحدي :
" نساؤكم حرث لكم " أي : مزرع ومنب للولد " فاتوا حرثكم أنى شئتم " أي : كيف شئتم ومن أين شئتم بعد أن يكون في صمام واحد ، فنزلت هذه الآية تكذيبا لليهود ، وذلك أن المسلمين قالوا : إنا نأتي النساء باركات وقائمات ومستلقيات ، ومن بين أيديهم ، ومن خلفهن بعد أن يكون المأتى واحدا ، فقالت اليهود : ما أنتم إلا أمثال البهائم ، لكنا نأتيهن على هيئة واحدة ، وإنا لنجد في التوراة أن كل إتيان يؤتى النساء غير الإستلقاء دنس عند الله ، فأكذب الله تعالى اليهود . "
تفسير البيضاوي :
223-" نساؤكم حرث لكم " مواضع حرث لكم . شبههن بها تشبيهاً لما يلقى في أرحامهن من النطف بالبذور " فاتوا حرثكم " أي فائتوهن كما تأتون المحارث ،وهو كالبيان لقوله تعالى : " فاتوهن من حيث أمركم الله " " أنى شئتم " من أي جهة شئتم ، روي ( أن اليهود كانوا يقولون : من جامع امرأته من دبرها في قبلها كان ولدها أحول ،فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت ) . "
تفسير فتح القدير :
قوله: 223- " نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم " لفظ الحرث يفيد أن الإباحة لم تقع إلا في الفرج الذي هو القبل خاصة، إذ هو مزدرع الذرية، كما أن الحرث مردرع النبات. فقد شبه ما يلقى في أرحامهن من النطف التي منها النسل بما يلقى في الأرض من البذور التي منها النبات بجامع أن كل واحد منهما مادة لما يحصل منه، وهذه الجملة بيان للجملة الأولى، أعني قوله: " فاتوهن من حيث أمركم الله ". وقوله: "أنى شئتم" أي من أي جهة شئتم من خلف وقدام وباركة ومستلقية ومضجعة، إذا كان في موضع الحرث، ............................................................ ..............................
وقد أخرج مسلم وأهل السنن وغيرهم عن أنس "أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت ولم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله: "ويسألونك عن المحيض" الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جامعوهن في البيوت واصنعوا كل شيء إلا النكاح". وأخرج النسائي والبزار عن جابر قال: إن اليهود قالوا: من أتى المرأة في دبرها كان ولده أحول، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذلك وعن إتيان الحائض، فنزلت. ....................................
تفسير الطبري :
قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بذلك: نساؤكم مزدرع أولادكم، فأتوا مزدرعكم كيف شئتم، وأين شئتم. وإنما عنى بـ الحرث المزدرع ،الحرث هو الزرع، ولكنهن لما كن من أسباب الحرث، جعلن حرثاإذ كان مفهوما معنى الكلام. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي قال حدثنا ابن المبارك، عن يونس، عن عكرمة، عن ابن عباس "فاتوا حرثكم "قال: منبت الولد.حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "نساؤكم حرث لكم" أما "الحرث" فهي مزرعة يحرث فيها.قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: فانكحوا مزدرع أولادكم من حيث شئتم من وجوه المأتى.والإتيان في هذا الموضع، كناية عن اسم الجماع.واختلف أهل التأويل في معنى قوله: "أنى شئتم" فقال بعضهم: معنى قوله :"أنى" كيف. ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن عطية قال، حدثنا شريك، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس :"فاتوا حرثكم أنى شئتم " قال: يأتيها كيف شاء، ما لم يكن يأتيها في دبرها أو في الحيض. حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا شريك، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم " قال: ائتها أنى شئت، مقبلة ومدبرة، ما لم تأتها في الدبر والمحيض. حدثنا علي بن داود قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: "فاتوا حرثكم أنى شئتم" يعني بالحرث الفرج. يقول: تأتيه كيف شئت، مستقبله ومستدبره، وعلى أي ذلك أردت، بعد أن لا تجاوز الفرج إلى غيره، وهو قوله: " فاتوهن من حيث أمركم الله ". حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا شريك، عن عبد الكريم، عن عكرمة :"فاتوا حرثكم أنى شئتم " قال: يأتيها كيف شاء، ما لم يعمل عمل قوم لوط. حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا الحسن بن صالح، عن ليث، عن مجاهد: "فاتوا حرثكم أنى شئتم " قال:ياتيها كيف شاء، واتق الدبر والحيض. حدثني عبيد الله بن سعد قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي قال، حدثني يزيد: أن ابن كعب كان يقول: إنما قوله:"فاتوا حرثكم أنى شئتم"، يقول: ائتها مضجعة وقائمة ومنحرفة ومقبلة ومدبرة كيف شئت، إذا كان في قبلها.حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا حصين، عن مرة الهمداني قال: سمعته يحدث أن رجلا من اليهود لقي رجلا من المسلمين فقال له: أيأتي أحدكم أهله باركا؟ قال: نعم. قال: فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنزلت هذه الآية: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم"، يقول: كيف شاء، بعد أن يكون في الفرج حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم"، إن شئت قائما أو قاعدا أو على جنب، إذا كان يأتيها من الوجه الذي يأتي منه المحيض، ولا يتعدى ذلك إلى غيره.حدثنا موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "فاتوا حرثكم أنى شئتم"ائت حرثك كيف شئت من قبلها، ولا تأتيها في دبرها. "أنى شئتم"، قال: كيف شئتم. حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال: أن عبد الله بن علي حدثه: أنه بلغه أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسوا يوما ورجل من اليهود قريب منهم، فجعل بعضهم يقول: إني لآتي امرأتي وهي مضطجعة. ويقول الآخر: إني لآتيها وهي قائمة. ويقول الآخر: إني لآتيها على جنبها وباركة. فقال اليهودي: ما أنتم إلا أمثال البهائم! ولكنا انما نأتيها على هيئة واحدة! فأنزل الله تعالى ذكره: "نساؤكم حرث لكم " فهو القبل. وقال آخرون: معنى "أنى شئتم " من حيث شئتم، وأي وجه أحببتم. ذكر من قال ذلك: حدثنا سهل بن موسى الرازي قال، حدثنا ابن أبي فديك، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهل، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنه كان يكره أن تؤتي المرأة في دبرها، ويقول: إنما الحرث من القبل الذي يكون منه النسل والحيض، وينهى عن اتيأن المرأة في دبرها ويقول: إنما نزلت هذه الآية :"نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم"، يقول: من أي وجه شئتم. حدثنا ابن حميد قال حدثنا ابن واضح قال، حدثنا العتكي، عن عكرمة: "فاتوا حرثكم أنى شئتم " قال: ظهرها لبطنها غير معاجزة- يعني الدبر حدثنا عبيد الله بن سعد قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن يزيد، [عن الحارث بن كعب]، عن محمد بن كعب، قال: إن ابن عباس كان يقول: اسق نباتك من حيث نباته. حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: "فاتوا حرثكم أنى شئتم "، يقول: من أين شئتم. ذكر لنا- والله أعلم- أن اليهود قالوا: إن العرب يأتون النساء من قبل إعجازهن، فإذا فعلوا ذلك، جاء الولد أحول، فأكذب الله أحدوثتهم فقال:"نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم". حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قال يقول: ائتوا النساء في [غير] أدبارهن على كل نحو، قال ابن جريج: سمعت عطاء بن أبي رباح قال: تذاكرنا هذا عند ابن عباس، فقال ابن عباس: ائتوهن من حيث شئتم، مقبلة ومدبرة. فقال رجل: كأن هذا حلال! فأنكر عطاء أن يكون هذا هكذا، وأنكره، كأنه إنما يريد الفرج، مقبلة ومدبرة في الفرج. وقال اخرون معنى قوله :"أنى شئتم"، متى شئتم. ذكر من قال ذلك: حدثت عن حسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد قال، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله:"فاتوا حرثكم أنى شئتم"، يقول: متى شئتم. حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، حدثنا أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي- وهو عمار الدهني- عن سعيد بن جبير أنه قال: بينا أنا ومجاهد جالسان عند ابن عباس، أتاه رجل فوقف على رأسه فقال: يا أبا العباس- أو: يا أبا الفضل- ألا تشفيني عن آية المحيض؟ فقال: بلى! فقرأ : "ويسألونك عن المحيض" حتى بلغ آخر الآية، فقال ابن عباس: من حيث جاء الدم، من ثم أمرت أن تأتي. فقال له الرجل: يا أبا الفضل، كيف بالآية التي تتبعها: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم" فقال: إي! ويحك! وفي الدبر من حرث !! لو كان ما تقول حقا، لكان المحيض منسوخا! إذا اشتغل من ههنا، جئت من ههنا! ولكن: أنى شسم من الليل والنهار. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أين شئتم، وحيث شئتم. ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا ابن عون، عن نافع قال، كان ابن عمر إذا قرىء القران لم يتكلم. قال: فقرأت ذات يوم هذه الآية: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم"، فقال: أتدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قلت: لا! قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن.حدثني يعقوب، حدثنا ابن علية، حدثنا ابن عون، عن نافع، قال: قرأت ذات يوم: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم"، فقال ابن عمر: أتدري فيم نزلت؟ قلت: لا! قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن.حدثني إبراهيم بن عبد الله بن مسلم أبو مسلم قال، حدثنا أبو عمر الضرير قال، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم صاحب الكرابيس، عن ابن عون، عن نافع قال: كنت أمسك على ابن عمر المصحف، إذ تلا هذه الآية: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم " فقال: أن يأتيها في دبرها. حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال، حدثنا عبد الملك بن مسلمة قال،حدثنا الدراورديقال، قيل لزيد بن أسلم: إن محمد بن المنكدر ينهى عن إتيان النساء في أدبارهن. فقال زيد: أشهد على محمد لأخبرني أنه يفعله.حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال، حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي الغمر قال: حدثني عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك بن أنس أنه قيل له: يا أبا عبد الله، إن الناس يروون عن سالم: كذب العبد، أو: العلج، على أبي !! فقال مالك: أشهد على يزيد بن رومان أنه أخبرني، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر مثل ما قال نافع. فقيل له: فإن الحارث بن يعقوب يروي عن أبي الحباب سعيد بن يسار: أنه سأل ابن عمر فقال له: يا أبا عبد الرحمن، إنا نشتري الجواري فنحفض لهن؟ فقال: وما التحميض؟ قال: الدبر. فقال ابن عمر: أف! أف! يفعل ذلك مؤمن!- أو قال: مسلم!- فقال مالك: أشهد على ربيعة لأخبرني عن أبي الحباب، عن ابن عمر، مثل ما قال نافع حدثني محمد بن إسحاق قال، أخبرنا عمرو بن طارق قال، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن موسى بن أيوب الغافقي قال: قلت لأبي ماجد الزيادي: إن نافعا يحدث عن ابن عمر في دبر المرأة. فقال: كذب نافع! صحبت ابن عمر ونافع مملوك، فسمعته يقول: ما نظرت إلى فرج امرأتي منذ كذا وكذا.حدثني أبو قلابة قال، حدثنا عبد الصمد قال، حدثني أبي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: "فاتوا حرثكم أنى شئتم"، قال: في الدبر.حدثني أبو مسلم قال، حدثنا أبو عمر الضرير قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا روح بن القاسم، عن قتادة قال: سئل أبو الدرداء عن إتيان النساء في أدبارهن، فقال: هل يفعل ذلك إلا كافر! قال روح: فشهدت ابن أبي مليكة يسأل عن ذلك فقال: قد أردته من جارية لي البارحة فاعتاص علي، فاستعنت بدهن أو بشحم. قال: فقلت له، سبحان الله!! أخبرنا قتادة أن أبا الدرداء قال: هل يفعل ذلك إلا كافر! فقال: لعنك الله ولعن قتادة! فقلت: لا أحدث عنك شيئا أبدا! ثم ندمت بعد ذلك. قال أبو جعفر: واعتل قائلو هذه المقالة لقولهم، بما:- حدثني به محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، أخبرنا أبو بكربن أبي أويس الأعشى، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر: أن رجلا أتى امرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك، فأنزل الله: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم". حدثني يونس قال، أخبرني ابن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن رجلا أصاب امرأته في دبرها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر الناس ذلك وقالوا: أثفرها! فأنزل الله تعالى ذكره: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم" الآية. وقال آخرون: معنى ذلك: ائتوا حرثكم كيف شئتم- إن شئتم فاعزلوا، وإن شئتم فلا تعزلوا. ذكر من قال ذلك:حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا الحسن بن صالح، عن ليث، عن عيسى بن سنان، عن سعيد بن المسيب: "فاتوا حرثكم أنى شئتم" إن شئتم فاعزلوا، وإن شئتم فلا تعزلوا. حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع، عن يونس، عن أبي إسحاق، عن زائدة بن عمير، عن ابن عباس قال: إن شئت فاعزل، وإن شئت فلا تعزل. قال أبو جعفر: وأما الذين قالوا: معنى قوله: "أنى شئتم " كيف شئتم مقبلة ومدبرة في الفرج والقبل، فإنهم قالوا: إن الآية إنما نزلت في استنكار قوم من اليهود، استنكروا إتيان النساء في أقبالهن من قبل أدبارهن. قالوا: وفي ذلك دليل على صحة ما قلنا، من أن معنى ذلك على ما قلنا. واعتلوا لقيلهم ذلك بما:-
حدثني به أبو كريب قال، حدثنا المحاربي قال، حدثنا محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل اية وأسأله عنها، حتى انتهى إلى هذه الآية: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم "، فقال ابن عباس: إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة، ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات. فلما قدموا المدينة تزوجوا في الأنصار، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بالنساء بمكة، فأنكرن ذلك وقلن: هذا شيء لم نكن نؤتى عليه! فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى ذكره في ذلك: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم " إن شئت فمقبلة، وان شئت فمدبرة، وإن شئت فباركة، وانما يعني بذلك موضع الولد للحرث. يقول: ائت الحرث من حيث شئت.
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق بإسناده نحوه.
حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا ابن مهدي قال، حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابرا يقول: إن اليهود كانوا يقولون: إذا جامع الرجل أهله في فرجها من ورائها كان ولده أحول. فأنزل الله تعالى ذكره: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم".حدثنامجاهد بن موسى قال، حدثنا يزيد بن هارون قال، أخبرنا الثوري عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قالت اليهود: إذا أتى الرجل امرأته في قبلها من دبرها، وكان بينهما ولد، كان أحول. فأنزل الله تعالى ذكره: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم"حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، "عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: تزوج رجل امرأة فأراد أن يجبيها فأبت عليه، وقالت: حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أم سلمة: فذكرت ذلك لي، فذكرت أم سلمة ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أرسلي إليها. فلما جاءت قرأ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم " صماما واحدا، صماما واحدا".حدثنا أبو كريب قال، حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن عبد الله بن عثمان، عن ابن سابط، عن حفصة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أم سلمة قالت: قدم المهاجرون فتزوجوا في الأنصار، وكانوا يجئون، وكانت الأنصار لا تفعل ذلك، فقالت امرأة لزوجها: حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله عن ذلك! فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فاستحيت أن تسأله، فسألت أنا، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليها: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم"، صماما واحدا، صماما واحدا. حدثني أحمد بن اسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان، عن عبد الرحمن بن سابط، عن حفصة بنت عبد الرحمن، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. حدثنا ابن بشار وابن المثنى قالا، حدثنا ابن مهدي قال، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن حفصة ابنة عبد الرحمن، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم " قال: صماما واحدا، صماما واحدا. حدثني محمد بن معمر البحراني قال، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال، حدثني وهيب قال، حدثني عبد الله بن عثمان، عن عبد الرحمن بن سابط قال؟ قلت لحفصة، إني أريد أن أسألك عن شيء، وأنا أستحيي منك أن أسألك؟ قالت: سل يا بني عما بدا لك! قال: قلت: أسألك عن غشيان النساء في أدبارهن؟ قالت حدثتني أم سلمة قالت: كانت الأنصار لا تجبي، وكان المهاجرون يخبون، فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار، ثم ذكر نحو حديث أبي كريب، عن معاوية بن هشام.حدثنا ابن المثنى قال، حدثني وهب بن جرير قال، حدثنا شعبة، عن ابن المنكدر قال: سمعت جابربن عبد الله يقول: إن اليهود كانوا يقولون: إذا أتى الرجل امرأته باركة جاء الولد أحول. فنزلت: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم ".حدثني محمد بن أحمد بن عبد الله الطوسي قال، حدثنا الحسن بن موسى قال، حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر، عن سعيدبن جبير، عن ابن عباس قال: "جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلكت!! قال: وما الذي أهلكك؟ قال: حولت رحلي الليلة! قال: فلم يرد عليه شيئا، قال: فأوحى الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم"، أقبل وأدبر، واتق الدبر والحيضة" .
حدثنا زكريا بن يحيى المصري قال، حدثنا أبو صالح الحراني قال، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب: أن عامر بن يحيى أخبره، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس: أن ناسا من حمير أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن أشياء، فقال رجل منهم: يا رسول الله، إني رجل أحب النساء، فكيف ترى في ذلك؟ فأنزل الله تعالى ذكره في سورة البقرة بيان ما سألوا عنه، وأنزل فيما سأل عنه الرجل "نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ائتها مقبلة ومدبرة، إذا كان ذلك في الفرج". قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندنا قول من قال: معنى قوله: "أنى شئتم" من أي وجه شئتم. وذلك أن "أنى" في كلام العرب كلمة تدل إذا ابتدىء بها في الكلام- على المسألة عن الوجوه والمذاهب. فكأن القائل إذا قال لرجل: أنى لك هذا المال ? يريد: من أي الوجوه لك. ولذلك يجيب المجيب فيه بأن يقول: [من كذا وكذا]، كما قال تعالى ذكره مخبرا عن زكريا في مسألته مريم: "أنى لك هذا قالت هو من عند الله"[ آل عمران: 37]. وهي مقاربة أين وكيف في المعنى، ولذلك تداخلت معانيها، فأشكلت "أنى" على سامعيها ومتأوليها، حتى تأولها بعضهم بمعنى: أين وبعضهم بمعنى كيف ،وآخرون بمعنى: متى- وهي مخالفة جميع ذلك في معناها، وهن لها مخالفات. وذلك أن أين إنما هي حرف استفهام عن الأماكن والمحال- وإنما يستدل على افتراق معاني هذه الحروف بافتراق الأجوبة عنها. ألا ترى أن سائلا لو سأل آخر فقال: أين مالك ؟ لقال: بمكان كذا، ولو قال له: أين أخوك ؟ لكان الجواب أن يقول: ببلدة كذا أو بموضع كذا، فيجيبه بالخبر عن محل ما سأله عن محله. فيعلم أن أين مسألة عن المحل. ولو قال قائل لآخر:كيف أنت ؟ لقال: صالح، أو بخير، أو في عافية، وأخبره عن حاله التي هو فيها، فيعلم حينئذ أن كيف مسألة عن حال المسؤول عن حاله. ولو قال له: أنى يحيي الله هذا الميت؟، لكان الجواب أن يقال: من وجه كذا ووجه كذا، فيصف قولا، نظير ما وصف الله تعالى ذكره للذي قال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها[البقرة: 259] فعلا، حين بعثه من بعد مماته. وقد فرقت الشعراء بين ذلك في أشعارها، فقال الكميت بن زيد:
تذكر من أنى ومن أين شربه يؤامر نفسيه كذي الهجمة الأبل
وقال أيضا:
أنى ومن أين - آبك- الطرب؟ من حيث لا صبوة ولا ريبفيجاء بأنى للمسألة عن الوجه، وبـ أين للمسألة عن المكان، فكأنه قال: من أي وجه، ومن أي موضع راجعك الطرب؟. والذي يدل على فساد قول من تأول قول الله تعالى ذكره: "فاتوا حرثكم أنى شئتم"، كيف شئتم- أو تأوله بمعنى: حيث شئتم، أو بمعنى: متى شئتم، أو بمعنى: أين شئتم، أن قائلا لو قال لآخر: أنى نأتي أهلك؟ ، لكان الجواب أن يقول: من قبلها، أو: من دبرها، كما أخبر الله تعالى ذكره عن مريم، إذ سئلت: "أنى لك هذا" أنها قالت: "هو من عند الله". وإذ كان ذلك هو الجواب، فمعلوم أن معنى قول الله تعالى ذكره: "فاتوا حرثكم أنى شئتم" إنما هو: فأتوا حرثكم من حيث شئتم من وجوه المأتى- وأن ما عدا ذلك من التأويلات فليس للآية بتأويل. وإذ كان ذلك هو الصحيح، فبين خطأ قول من زعم أن قوله: "فاتوا حرثكم أنى شئتم " دليل على إباحة إتيان النساء في الأدبار. لأن الدبر لا محترث فيه، وانما قال تعالى ذكره: "حرث لكم" فأتوا الحرث من أي وجوهه شئتم. وأى محترث في الدبر فيقال: ائته من وجهه؟ وبين بما بينا، صحة معنى ما روي عن جابر وابن عباس: من أن هذه الآية نزلت فيما كانت اليهود تقوله للمسلمين: إذا أتى الرجل المرأة من دبرها في قبلها، جاء الولد أحول
التعديل الأخير تم بواسطة mataboy ; 01-12-2006 الساعة 02:30 AM
-
بوركت اخي الحبيب السيف البتار
أشكرك من كل قلبي
للرفع
والله المستعان
المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان. |
تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb
ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات