شهادات علماء النصرانية المنصفة للإسلام/العالم الإنجليزي النصراني مونتجمري
شهادات علماء النصرانية المنصفة للإسلام:
هذه الشهادات مع العالم الإنجليزي النصراني مونتجمري وات MONTGOMERY WAATT الذي حصل علي الدكتوراه في عقيدة الكسب والجبر والاختيار الإسلامية، وكتب العديد من الكتب في الدراسات الإسلامية الفكرية والتاريخية فلقد قدم الإسلام إلي العقل النصراني الغربي في كتابه 'الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر'.. وفيه نظرات علمية مقارنة بين القرآن والتوراة والإنجيل.. وحول مفهوم الوحي في الإسلام وفي اليهودية والنصرانية.. وعن مكانة القرآن في الثقافة الإسلامية.. وعن آصالته وجدته.. إلخ.. إلخ.. كما تحدث عن الأمراض الذاتية والداخلية التي أصابت النصرانية الشرقية قبل ظهور الإسلام وعن مصادر وعوامل القوة الذاتية للإسلام، تلك التي جعلت نصاري الشرق يدخلون في دين محمد فيتحول الشرق من قلب للعالم المسيحي إلي قلب لعالم الإسلام..
انتشار الإسلام:
بل وتحدث عن ان المستقبل إنما هو للإسلام .. نعم تحدث العالم الإنجليزي مونتجمري وات عن عوامل انتشار الإسلام القوية فقال أن الضعف الداخلي والذاتي للنصرانية، كان أول سبب لتحول نصاري الشرق إلي الإسلام: 'إن الجانب المهم في إنجاز الإسلام في الشرق الأوسط هو انه حل محل المسيحية، التي كانت محور الحياة الثقافية في هذه المنطقة، مناطق شاسعة كان سكانها في غالبهم يشكلون قلب العالم المسيحي، فأصبحوا يشكلون قلب العالم الإسلامي.. إنه من الضروري أن نتمعن في أسباب هذا التغير بعناية. لقد تحدثنا عن قوة الإسلام، وإذا كان علينا أن نحذو حذو 'أرنولد جوزيف توينبي' (1889*1975م) لقلنا ان السبب الجوهري هو الضعف الداخلي للمسيحية، وكمون بذور الضعف في قلبها.
جذور الفشل:
يتعين علينا أن نبحث عن جذور فشل المسيحية بمعالجة موضوع المسيحيين الشرقيين.. فكثيرون منهم، وخاصة اللاهوتيين، استخدموا اللغة اليونانية في الكتابات الجادة، لكن طريقة تفكيرهم كانت بشكل أساسي بعقليتهم في لغاتهم الأصلية السريانية والقبطية والأرمنية.. إلخ. وقد أدي الاختلاف في العقليات إلي اختلاف في الصيغ اللاهوتية في قضايا مختلفة. وعندما كانت تطرح هذه القضايا اللاهوتية المختلف عليها أمام المجامع الكونية كان اليونانيون يستبعدون المسيحيين الشرقيين من حق التصويت. وبمرور الوقت وجد المسيحيون الشرقيون أنفسهم وقد اعتبرهم الآخرون هراطقة مخرفين، بل واعتبرتهم الإمبراطورية البيزنطية طريدي عدالة ومحرومين من حماية القانون..
سبب عدم التوحد:
وعندما تم طرد هذه الطوائف الشرقية من الكنيسة المسيحية للدولة البيزنطية قامت هذه الطوائف بتأسيس عقائد خاصة بها.. وتأسيس منظمات كنسية منفصلة.. فتنامت لدي الأطراف المتنازعة الرغبة في عدم التوحد.. فأدي ذلك إلي إضعاف المسيحيين الشرقيين، والجهاز الكنسي الرئيسي للدولة البيزنطية علي السواء. ولقد تحولت الخلافات اللاهوتية إلي شعارات سياسية. لذلك، فعندما فتح المسلمون سوريا ومصر، رحب بهم السكان باعتبارهم محررين لهم من سطوة اليونانيين البيزنطيين الممقوتين.
وقد لخص كريستوفر داوسون Christopher Dawson (1867*1900م) بعض هذه النقاط بأسلوبه الموجز المفعم بالمعاني عندما قال: إن محمدا كان هو إجابة الشرق علي تحدي الإسكندر. فقد كان محمد هو مؤسس الدولة الإسلامية التي سرعان ما اتسعت لتصبح دولة كبري، أصبح لها ثقافتها الخاصة وحضارتها المتميزة في مواجهة الهيلينية بوجه عام. وكانت عقلية العرب متماثلة مع عقلية أهل العراق والشام، وكان أقرب إليهم من عقلية اليونانيين.. ففقدت الهيلينية قواعدها أمام الإسلام.
لذا فمن المقبول أن نجد معظم المسيحيين الشرقيين وقد تحولوا إلي الإسلام، لأنهم وجدوا فيه تعبيرا عن التوحيد أكثر ملاءمة لعقليتهم الواضحة أكثر مما وجدوا في المسيحية.
دين متفوق:
لقد أكد الإسلام نفسه كدين مستقل عن الدينين الأقدمين 'اليهودية والمسيحية' ونقول عن حق: إنه الفعل كان يفوقهما، أو انه فعلا كان متفوقا عليهما، أو أرقي منهما..
وعن تميز القرآن وامتيازه.. انه وحي.. أي كلام الله.. الذي لم يصبه تخريف ولاتعديل ولاتبديل.. تميزه وامتيازه في ذلك عن التوراة والإنجيل، التي هي كتابات كتاب كانوا يعتقدون أن ما يكتبونه هو 'كلام الله بمعني من المعاني'، ثم تعرضت هذه الكتابات للتحريف والتعديل والتبديل.. عن تميز القرآن في هذه الميادين المهمة والمحورية عن التوراة والإنجيل، كتب وشهد 'مونتجمري وات' فقال: 'إن القرآن ليس بأي حال من الأحوال كلام محمد ولاهو نتاج تفكيره، إنما هو كلام الله وحده، قصد به مخاطبة محمد ومعاصريه، ومن هنا فإن محمدا ليس أكثر من 'رسول' اختاره الله لحمل هذه الرسالة، إلي أهل مكة أولا، ثم لكل العرب، ومن هنا فهو قرآن عربي مبين.
كلام الله:
إنني اعتقد أن القرآن، بمعني من المعاني، صادر عن الله، وبالتالي فهو وحي.. إننا نؤمن بصدق محمد وإخلاصه عندما يقول: إن كلمات الله ليست نتيجة أي تفكير واع منه.. وربما كانت الملامح الأساسية للوحي يمكن اختصارها في العناصر الثلاثة الآتية:
1 ان الكلمات المنزلة علي محمد كانت تحضر في عقله الواعي.
2 وان تفكيره الشخصي لم يكن له دور في ذلك.
3 وان يقينا جازما كان يتملك فؤاده ان هذه الكلمات هي من الله.
لقد وجد محمد الكلمات، أو المحتوي الشفوي حاضرا في وعيه، فلما تمت كتابته شكل النص القرآني الذي بين أيدينا.. وكان محمد واعيا تماما بأنه لا دخل لتفكيره الواعي في هذه الرسالة القرآنية التي تصله، وبتعبير آخر فقد كان يعتقد أنه يمكنه أن يفصل بين هذه الرسالة القرآنية وبين تفكيره الواعي، الأمر الذي يعني ان القرآن لم يكن، بأية حال من الأحوال، نتاج تفكير محمد.. إنه لاينبغي النظر إليه باعتباره نتاج عبقرية بشرية.. وفي الحوار مع الإسلام يجب أن يتخلي المسيحيون عن فكرة أن محمدا لم يتلق وحيا، وعن الأفكار الشبيهة..
دليل قوي:
وإذا لم يكن محمد هو الذي رتب القرآن بناء علي وحي نزل عليه، فمن الصعب أن نتصور 'زيدا' * زيد بن ثابت (11 ق.ه 45 ه 611 * 665م) أو أي مسلم آخر يقوم بهذا العمل.. ومن هنا فإن كثيرا من السور قد اتخذت شكلها الذي هي عليه منذ أيام محمد نفسه.. والقرآن كان يسجل فور نزوله.. ورغم كثرة القراءات للقرآن فإن أيا منها لم يؤد إلي جنوح معاني القرآن بحيث تجعلها بعيدة عن المعاني المفهومة من القراءات الأخري.. إن القرآن يحظي بقبول واسع، بصرف النظر عن لغته، لأنه يتناول القضايا الإنسانية'.
أما مفهوم الوحي في اليهودية والمسيحية، فإن 'الكثير من المسيحيين لايفترضون أن كلمات الله قد جلبها مصدر خارجي ممثل في ملك أو ملائكة يملونها علي كتاب الأناجيل، وإنما يلقي في روع هؤلاء الكتاب أن ما يكتبونه إنما هو كلام الله حقا. والأنبياء الوارد ذكرهم في العهد القديم يعلنون دون تردد: 'هكذا يقول الرب..'.. ولذا فلابد انهم كانوا يعتقدون ان ما ينطقون به من كلمات هو بمعني من المعاني كلمات الله حقا.
الاعتراف بمحمد:
ولو احتفظ يهود العصر ومسيحيوه بيهوديتهم ومسيحيتهم في حالة نقاء لاعترفوا بالرسالة التي ألقاها الله إليهم عن طريق محمد، تماما كما فعل ورقة بن نوفل (12 ق.ه * 611م) 'الذي أفادت الروايات ان استجابته كانت ايجابية لمحمد'، ومن هنا يمكن أن نقول:
'إن إشارة القرآن إلي تحريف لحق اليهودية والمسيحية وبصورتهما الموجودة علي أيامه قول صحيح'..
جدة القرآن واصالته وتمثيله ملة إبراهيم عليه السلام، في صورتها النقية الأولي:
يقول العلامة 'مونتجمري وات' منتقدا اليهود والنصاري الذين يمارون في ذلك 'لقد شهدت بدايات القرن العشرين صرعة 'مودة' تقديم القرآن للقاريء الأوربي باعتباره مختارات من أفكار اليهودية والمسيحية بالإضافة لقليل من الزيادات المحددة، ومعني هذا انتفاء الجدة والاصالة.
والواقع ان هذه النظرة تعد بقية من بقايا الدعاية المسيحية التي سادت فترة الحروب الصليبية، عندما كان علي أوربا الغربية التي ترتعد فرائصها من جيوش الإسلام أن تقوي دفاعاتها برسم صورة زائفة عن الإسلام.
القرأن والبيئة:
إن تفحص العلاقة بين القرآن والبيئة المكية أو العربية عامة، يوضح لنا بجلاء أن رسالة الإسلام كانت ملائمة تماما للبشر الذين ظهر محمد بين ظهرانيهم، ولم يكن مجرد نقل من عقائد سابقة 'يهودية أو مسيحية' أما الأفكار التي اشترك فيها الإسلام مع اليهودية والمسيحية فقد اتخذت شكلا عربيا واضحا.. وثمة ما يؤكد ان الإسلام كان بمثابة مستودع لدين ابراهيم في مرحلة نقائه الأولي.. وبسبب محورية القرآن في الحياة الإسلامية، أثمرت جدته واصالته جدة واصالة في الثقافة الإسلامية، ميزت النظرة الإسلامية للكون والعالم عن النظرة اليونانية.. وعن هذه الحقيقة من حقائق تميز الإسلام وثقافته، يقول 'مونتجمري وات': 'ومهما كان الطريق الذي دخلت عن طريقه الثقافة اليونانية إلي الشرق، فإن المجتمع الإسلامي لم يقبل منها إلا ما هو مناسب وموائم لنسيج الحياة الإسلامية وللنظرة العقلية للعالم والكون التي يقرها القرآن، وبمرور الوقت تحقق ان حياة المجتمع الإسلامي بشكل عام قائمة علي استمرار القرآن وتبوئه مكان المركز أو القطب أو المحور.. وما قبله الإسلام والبيئة الإسلامية سرعان ما انضم ليشكل رصيدا ثقافيا إسلاميا متآلفا ومتجانسا ومقبولا حتي في عقر داره، أو في بلاد المنشأ..'
بتصرف عن د. محمد عمارة
التعديل الأخير تم بواسطة الواثق ; 27-12-2005 الساعة 07:26 AM
هل رأيتم أغبى من فرية صـَلــْب المسيح؟
--------
إذا مات الإله بصنع قوم أماتوه فما هذا الإله
وهل بقي الوجود بلا إله سميع يستجيب لمن دعاه
وهل خلت العوالم من إله يدبرها وقد سمّرت يداه
وكيف تخلت الأملاك عنه بنصرهم وقد سمعوا بكاه
وكيف أطاقت الخشبات حمل الإله الحق شد على قفاه
وكيف دنا الحديد إليه حتى يخالطه ويلحقه أذاه
وكيف تمكنت أيدي عِدَاه وطالت حيث قد صفعوا قفاه
وهل عاد المسيح إلى حياةٍ أم المُحيي له رب سواه
ويا عجبا لقبر ضم رباً وأعجب منه بطن قد حواه
أقام هناك تسعاً من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه
وشق الفرج مولوداً صغيرًا ضعيفا فاتحاً للثدى فاه
تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه
أعباد الصليب لأي معنى يعظم أو يقبح من رماه
وهل تقضى العقول بغير كسر وإحراق له ولمن بغاه
إذا ركب الإله عليه كرهاً وقد شدّت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقاً فدسه لا تبسه إذ تراه
يهان عليه رب الخلق طراً وتعبده فإنك من عداه
فإن عظمته من أجل أن قد حوى رب العباد وقد علاه
فيا عبد المسيح أفق فهذا بدايته وهذا منتهاه
---
المفضلات