بسم الله الرحمن الرحيم
لست أعرف عقيدة -فضلا عن دين أو ملة -تقررت فيه عقائدها الاساسية من خلال نظام (التصويت)..الا النصرانية..
فالنصرانية تنفرد بأنها العقيدة أو الملة الوحيدة التى (انتخبت) فيها عقاؤها ونظامها من خلال (نظام التصويت) بين أكثر من عقيدة..
يخبرنا التاريخ أنه بعد أن احتدم الخلاف بين الطوائف المسيحية فى الدولة الرومانية دعا الامبراطور (قسطنطين) الى عقد مجمع يحضره الاساقفة والبطارقة لحل هذا الخلاف العارم والاتفاق على رأى موحد تجاه (يسوع)..فكان مؤتمر أو مجمع( نيقية)...
ومجمع نيقية هو أخطر المجامع فى تاريخ المسيحية وأشدها تأثيرا ..تقررت فيه ألوهية يسوع وصيغ قانون الايمان المسيحى واعتمد فيه المأتمرون (الكتاب المقدس)..
حضر مجمع نيقية (2048) أسقفًا من مختلف أنحاء العالم، ثم انقسموا فريقين فريق يؤيد (آريوس) في اعتقاده، وكانوا (1731) أسقفًا، وفريق معارض يقول بألوهية المسيح، وكانوا (317) أسقفًا فقط برئاسة (إثناسيوس) الذي كان شماسًا في كنيسة الإسكندرية.
استعرض الملك (قسطنطين) الآراء، ومال إلى رأي (إثناسيوس) وأتباعه -رغم قلتهم-؛ إذ يقرون بتجسد الآلهة ونزولها من السماء، كما كانت عليه عقيدة الرومان الوثنية التي يؤمن بها "قسطنطين"، فوجد هذا الوثني ضالته في ذاك الرأي
وهنا لابد من وقفة:اذ يتتضح مما سبق أن هذا المجمع لم يكن (ديمقراطيا) اذ انحاز الى رأى الاقلية..فاعتمد رأى (أثناسيوس) الذى مالت اليه السلطة الوثنية مما يعطى مسوغا ودليلا لمن أراد أن يطعن فى شرعيته أمام محكمة النقض..
وهناك ما يثبت أن عملية التصويت شابها ضغوط واسعة النطاق بدليل أن بولس الشمشاطى( بطريرك أنطاكية) بعد أن وافق على الوهية يسوع فى المؤتمر ..عاد وعارضه بعد أن رجع الى موطنه بل أنه قاتل فى سبيل بشرية المسيح..وكان يقول:
(إن عيسى عبد الله ورسوله كأحد الأنبياء عليهم السلام خلقه الله تعالى في بطن مريم من غير ذكر ... وأنه إنسان لا آلهية فيه وكان يقول ... لا أدري ما الكلمة ولا روح القدس ..)
وتخيلوا معى هذا المشهد الهزلى..
يقف قسطنطين على المنصة ويقول:
الموافق على الوهية يسوع يتفضل برفع يده..
ثم يهمس أحد أعاونه للمؤتمرين قائلا:(من لن يوافق ..سنحط السيخ المحمى فى صرصور ودنه) ..فيرفع فريق يده
وهنا ينظر اليهم قسطنطين ويقول .
.موافقة
المفضلات