بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله واصحابة أجمعين.
روى الترمذي من قوله عليه الصلاة والسلام " أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"
وروى مسلم وأبو داود والترمذي عنه صلى الله وآله وسلم "من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً "
وإما الصيغة التي تؤدّى بها الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,إذ حين نزل قوله تعالى( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) سأل الصحابة رسول الله عن كيفية هذه الصلاة
فعن كعب بن عُجرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمنا أو عرفنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة؟ فقال :
قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة .وصيغة السلام التي عرفها الصحابة هي الواردة في التشهد :"السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" ويجزئ عنها ما كان في معناها .وصيغة الصلاة هذه يجزئ عنها ما كان في معناها , وقد حكت الروايات نماذج منها " كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم .... كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم....." ومن ذلك : " قولوا اللهم صلِِ على محمد عبدك ورسولك... ومن ذلك قولوا اللهم صل على محمد وازواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته .....ومن ذلك: قولوا..... كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد"
إننا نرى ذكر النبي وذكر آله وذكر إبراهيم في كل هذه الروايات , والرواية الوحيدة التي علمهم فيها كيفية الصلاة عليه دون أن يذكر فيها إبراهيم هي :" قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد" وهذه الرواية أخرجها الإمام احمد وابو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والشافعي في مسنده وبالا ستقراء لم نجد ولا رواية واحدة من الروايات التي علمهم فيها الصلاة عليه خالية من ذكر آله معه.
وبناء على ذلك نستطيع أن نقول إن صيغة (عليه السلام) أو صيغة (عليه الصلاة والسلام) أو صيغة (صلى الله عليه وسلم) كلها ناقصة. والصيغ الكاملة هي التي ورد فيها ذكره وذكر آله وذكر إبراهيم وآل إبراهيم,أو الصيغ التي ورد فيها ذكره وذكر آله.
رُب قائل يقول:الآية الكريمة ذكرت النبي فقط ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) نعم ذكرت النبي فقط ولكن كيفية الصلاة على النبي لا تكون كاملة إلا كما علمنا. ولا ينبغي لنا أن نترك الصيغة التي علمنا إياها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ونقتصر على الصيغة المألوفة (صلى الله عليه وسلم) وهناك من صار يختصر الصيغة أكثر فيقول (صلعم) أو المطلوب شرعاً (سواء في حالة الوجوب أو الندب ) هو التلفظ بهذه الصيغة مع التبجيل والاحترام القلبي وليس المطلوب هو الكتابة ,فيستطيع الكاتب أن يكتب كلمة "النبي" وكلمة "الرسول" دون أن يكتب معها صيغة الصلاة ويكتفي بقولها بلسانه .قال ابن كثير في تفسيره (ذكر الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لآداب الراوى والسامع ) قال :رأيت بخط الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كثيرا ما يكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر الصلاة عليه كتابة . قال وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظاً)
فإذا أراد الكاتب أن يكتب فإما يكتب الصيغة كاملة أو يتركها كلها. المشكلة الآن تكمن في التقليد الأعمي الذي يسوق المقلد إلى ترك قول النبي عليه وآله الصلاة والسلام ليتبع الناس (حتى لو كانوا أئمة وعلماء) دون دليل في فترة من الزمن ماضية عملت الفتنة بين المسلمين وجعلت بعضهم يقتل أو يشتم بعضاً انتهت تلك الفترة ولكن بعض آثارها ما زال كامنا ً في العقول والقلوب .
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان .اللهم آمين
المفضلات