السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا المقال لــ مجهول عند الحفاظ نقلته إليكم للفائدة .... ولا أدري إن كان مكانه مناسب هنا أو لا !! وللمشرفين الكرام وضعه في المكان المناسب....
-----------------------------------------------------------------
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه ..أما بعد ،،،
فمما لا يخفى – ونحن في زمن الانفتاح – على كل مثقف ما يثيره ( عمل غير صالح ) يدعى القمص زكريا بطرس في فضائيته(...) من شبهات على الإسلام ونبيه الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم- ،وقد وقف بعض المسلمين حيارى تجاه تلك النصوص التي يعرضها هذا الأفاك الأثيم في قناته تلك من كتب الإسلام،وذلك لقلة معرفتهم وضعفهم العلمي.
وفي هذه العجالة أود أن أمثل على سيل مغالطات هذا المفتري بذكر بعض النماذج الفاضحة لجهله بالإسلام وذلك حتى يعلم كل من تابع لهذا المفتري أنه متلاعب بتراث الإسلام خبيث في عرضه لما يعرضه من مؤلفات ونصوص.
أولا : الأخلاق في الإسلام :
كثيرا ما يدندن بطرس على قضية الأخلاق في الإسلام فيزعم أنه يستخدم مصطلحات جنسية فاضحة واضحة دون أن يكني عنها ويمثل على ذلك باستعمال القرآن والسنة لكلمة نكاح،زاعما أنها مفردة جنسية لا ينبغي التلفظ بها صراحة،وحتى يوهم زكريا بطرس الناس بأنه رجل حيي جدا فإنه يعرض عن ذكر هذه الكلمة كلما أتى عليها تهويلا وتهويشا وهو في هذه المسألة بالذات أضل من وتد حمار أهله.
فالنكاح في القرآن لم يرد بمعنى الجماع إلا في موضع واحدوهو قوله تعالى{حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ }[البقرة/230]،قال البغوي :" النكاح يتناول العقد والوطء جميعا "إ.هـ أي في هذه الآية.
وأما في بقية الآيات فإنه يأتي على معان منها الحلم كما في قوله تعالى { وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء/6]
ويأتي بمعنى الزواج ومنه قوله تعالى{وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)} [النساء/22]
ويأتي بمعنى العقد ومنه قوله سبحانه{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ ..}الآية [الأحزاب/49]وهكذا لم يأت النكاح بمعنى الجماع في كتاب الله تعالى إلا في تلك الآية ،وقد تكون هناك آية أخرى لا تحضرني الآن.
وأما عن الوطء فلم يصرح به القرآن أبدا وإنما كنى عنه ،ومن كنايات القرآن عن الوطء تعبيره عنه بالمس كقوله تعالى{لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ..} [البقرة/236]،وقوله{وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ..}الآية [البقرة/237]،وقوله سبحانه{مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ..} [الأحزاب/49]،وتارة يعبر عنه بالإتيان كقوله تعالى{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ..} [البقرة/223] ويعبر عنه بالقرب والإتيان في آية واحدة قال سبحانه{وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ..}الآية [البقرة/222]،ويعبر عنه بالرفث فيقول{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ..} [البقرة/187] قال الزجاج :" الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجال من النساء "إ.هـ وقال البغوي في تفسيره:" الرفث كناية عن الجماع "إ.هـ ويعبر عنه بالمباشرة فيقول{فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ..} [البقرة/187] ويعبر عنه تارة بالدخول فيقول{مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ..} [النساء/23] ويعبر عنه بالإفضاء تارة فيقول{وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ..} [النساء/21] ويعبر عنه بالاعتزال كقوله{فاعتزلوا النساء في المحيض} ،قال ابن عباس ومجاهد والسدي وآخرون : يعني بذلك الجماع وقال العلامة الهواري رحمه الله:" يعني المجامعة كما في تفسير مجاهد وغيره"إ.هـ ، وأجمل حبر الأمة وترجمان القرآن حديثنا عن الكناية عن الوطء في القرآن بقوله:" إن الله تعالى حيي كريم يكني كل ما ذكر في القرآن من المباشرة والملامسة والإفضاء والدخول والرفث فإنما عنى به الجماع "إ.هـ
شبهة أخرى :
أثار بطرس شبهة أخرى وراح يدندن عليها وهي تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعدم الكناية في بعض روايات قصة ماعز الأسلمي – رحمه الله تعالى ورضي عنه -،وهي التي رواها أبو داود والنسائي والدار قطني ولفظها:" جَاءَ الْأَسْلَمِيُّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ أَنِكْتَهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ فِي الْبِئْرِ.."إلخ، والذي جهله هذا الأهوج الأفاك – لعنه الله تعالى – أن أهل العلم عندما تعرضوا لهذا الحديث كان من كلامهم عليه أن قالوا:" وهذا يدل أن الحدود لا تقام إلا بالإفصاح دون الكنايات، ألا ترى لو أن الشهود شهدوا على رجل بالزنا، ولم يقولوا رأيناه أولج فيها كان حكمهم حكم من قذف لا حكم من شهد، رفقًا من الله بعباده وسترًا عليهم ليتوبوا "إ.هـ كذا في شرح ابن بطال وقالوا أيضا:" الْإِقْرَارَ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ اللَّفْظِ الصَّرِيحِ الَّذِي لَا يَحْتَمِلُ غَيْرَ الْمُوَاقَعَةِ "إ.هـ كذا في سبل السلام للصنعاني ،فهو إذن من باب الاستفصال والتبين لا من باب تعمد اللفظة كما فهم هذا البطرس. وبهذا ندحض شبهته هذه ولكن قبل الخروج من هذا الموضوع أود أن أتحف القمص زكريا بطرس ببعض الأخلاقيات الإنجيلية الكريمية التي يتعبد بتلاوتها والتخلق بها فإليكموها.
يتبع إن شاء الله ...
المفضلات