بسم الله الرحمن الرحيم **ان الغلو فى حب الدنيا هو رأس كل خطيئة،والتنافس عليها أساس كل بلية.من اجل متاع الدنيا يبيع الاخ اخاه.,ومن اجل متاع الدنيا يقتل الابن اباه.ومن اجلها يخون الناس الامانات ويكنثون العهود.من أجلها يبغى الناس بعضهم على بعض ويعيشون كسباع الغابة اواسماك البحار يفترس القوى الضعيف،ومن أجل شهوات الدنيا ومفاتنها يتجبر الرؤساء ويستكبرون.من أ جل الدنيا تسفك الدماء وتستباح الحرمات ،وتداس القيم اجل ان حب الدنياوالأمل فيها جزء من فطرة الانسان ولولا ذلك ما عمرت الأرض فلم يكن مما ينافى الحكمة ان يزين للناس حب الشهوات،ولكن الخطران يستغرق الناس فى حب الدنيا وان تكون هذه الحياة القصيرة اكبر همهم،شأن اولئك الذين لايرجون لقاء الله ولا يؤمنون بيوم الحساب ولهذا علمنا رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم ان ندعو فنقول :(اللهم لاتجعل الدنيا أ كبر همنا ولا مبلغ علمنا )فلابد من حب آخروأمل آخرهو حب الاخرة والامل فى لقاء الله وذلك هو دور الايمان الذى يغمر قلب صاحبه يقينا ورجاء فيما عند الله ومن هنا تكرر وصف المتقين والمحسنين فى القرآن بقوله:(وهم بالآخرةهم يوقنون )وقال فى شأن فرعون وملئه (واستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق وظنوا انهم الينا لايرجعون).ان المؤمن بالله والاخرة هو الذى يستطيع ان يركل متاعها بقدمه ويقول لها ما قاله على بن ابى طالب رضى الله عنه،(اليك عنى يا صفراءيا بيضاء،غرى غيرى ..الى تعرضت ام الى تشوفت ؟قد طلقتك ثلاثا لارجعة فيها)) بل يقول ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام حين دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر فى جنبه فقال :يا رسول الله،لو اتخذت فراشا اوثر من هذا ؟فقال :(مالى وللدنيا؟ما مثلى ومثل الدنيا الا كراكب سار فى يوم صائف ؟فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها )الايمان وحده هو الذى يعطى المؤمن القدرة على مقاومة اغراء الدنيا ويعلم ان الدنيا لاتزن عند الله جناح بعوضة
المفضلات