وهذا النوع إبتكار من النساخ أضافوه على الوحي الإلهي ، ففيه يتم الإستعاضة عن بعض الألفاظ البشعة أو الكريهة والمنفرة والعدوانية في الكتاب المقدس ، بألفاظ أخرى أخف وقعاً ، وقد تستخدم أيضاً لتبسيط قواعد اللغة أو لمساعدة أفضل في نطق الحروف .[1]
وقد إستُخدم هذا النوع 16 مرة في نصوص العهد القديم [2]
لو نظرنا إلى تطبيق عملي لهذا النوع من الأخطاء المقصودة ، نجد أن كثير من نصوص العهد القديم قد إحتوت على أشياء عدوانية ومنفرة كما سلف الذكر ، فعلى سبيل المثال ما جاء على لسان الرب في سفر اشعياء 13 : 16 :
اش-13-16: وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم
.
וְעֹלְלֵיהֶם יְרֻטְּשׁוּ, לְעֵינֵיהֶם; יִשַּׁסּוּ, בָּתֵּיהֶם, וּנְשֵׁיהֶם,
תשגלנה
وأيضا سفر زكريا 14 : 2 :
زك-14-2: وأجمع كل الأمم على أورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة وتنهب البيوت وتفضح النساء ويخرج نصف المدينة إلى السبي وبقية الشعب لا تقطع من المدينة
.
וְאָסַפְתִּי אֶת-כָּל-הַגּוֹיִם אֶל-יְרוּשָׁלִַם, לַמִּלְחָמָה, וְנִלְכְּדָה הָעִיר וְנָשַׁסּוּ הַבָּתִּים, וְהַנָּשִׁים
תשגלנה וְיָצָא חֲצִי הָעִיר, בַּגּוֹלָה, וְיֶתֶר הָעָם, לֹא יִכָּרֵת מִן-הָעִיר
.
الفعل العبري الملون תִּשָּׁגַלְנָה ترجمته العربية هي فعلا تفضح ، وهذه النصوص تدخل تحت دائرة العبارات المًجَمَلة ، فلفظ الفضح أو תִּשָּׁגַלְנָה إنما هو من عمل النساخ وليس صريح اللفظ الموجود في الوحي الإلهى عندهم .
فإن الموحى به مليء بالبشاعة والنفور من هذا الكتاب ومن أحكام الرب عندهم ، فلقد أستعاض النساخ بلفظ الفضح תִּשָּׁגַלְנָה عن لفظ شديد البشاعة خجل منه نساخ العهد القديم ألا هو لفظ الإغتصاب [3]תִּשָּׁכַבְנָה .
فهذا هو الموجود في الوحي الإلهي وقام النساخ بتبديله حتى أصبح يكتب فقط ولا ينطق وينطق بدلاً منه " وتفضح نساؤهم " بدلاً من " وتغتصب نساؤهم .
وهذا ما يقول عنه القرءان الكريم :
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا
يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 ) آل عمران
المفضلات