يحكي الزمانُ قصــــةً لثعلبِ =تحتَ عناقيد بفرعِ العــــــــنبِ
وهذه القصـــــــةُ ذاتُ هدفِ = لذاك فاقْرأها بكل شَـــــــــغَفِ
وهْيَ وإن تَكُ من الخـــــيالِ = عند ثعالبٍ من المُـــــــــــحالِ
لكنها واقـعة عند البشــــــــرْ = معروفة لــــــكل ذي لُبٍّ نظرْ
أسأل ربي أن تُفيدَ السَّـــامعَا = وأن يكـــون ذاك نَــظمًا مَاتِعَا
قد جاعَ يوما ثعلـــبٌ مسكينُ =فــكادَ يفـتــكُ به الجــــــــنونُ
يبطئ حينا ثم حينا يســــرعُ = لكنَّه لـــــيس يرى ما يُشــــبعُ
ولمَّا كاد يعتريــــــــه اليَأسُ = وليس يدري كيف الجوعَ يأسُو
رأى فَرعًا يلوح من بـــــعيدِ = يبشر الجوعانَ بالعـــــــــنقودِ
فانقضَّ نحوه بـــــــــكل أملِ = يريدُ أن يـــــــــغمرَهُ بالــــقُبَلِ
يحلم بالعـــــــنقود كلِّهِ فــمُهْ = وأنه يَــــــــبْلعُهُ ويهضـــــــِمُهْ
حتى دنَا فَــــــقَفز اشــــتياقا = يــــــــريد ألا يُرجِــــئَ العِنَاقَا
لكن ذاك الفــــرعَ كان عاليا = فحاول المســـــــكينُ أن يُعَالِيَا
وعاودَ المِســـكينُ لكن فَشِلا = ولم يمنعْهُ ذاك أن يحـــــــاولا
فكثرَت مَرَّاتُــــــهُ ولم تُـــفِدْ = فظل حينًا واقــــــفا ثم ابــــتعدْ
يقول لست شاعرًا بالحَـسْرَه = فَهْيَ عنـــــــــاقيدٌ وتبدُو مُرَّه!
كذلك الإنسانُ عند العــــجزِ = لـيس له سوى الرضا.. واللمزِ
المفضلات