مجموعة قصصية بالغة الروعةلأحمد على باكثير
أبدأها ب(الأسير الكريم) خبيب بن عدى........
المشهد(فى بيت من بيوت سراة مكة)
(الصبى عامر يقبل مسرعا الى أمه الجالسة فى الحجرة)
-يا أمه..يا أمه
-عامر ماخطبك
-(يدخل لاهثا)ان خالى عقبة قد جاء بأسير معه
-أين يا عامر؟؟
-أدخله المربد فحبسه فيه.يقولون انه من أصحاب محمد
-من أصحاب محمد .. من أين جاء به خالك؟
-لا أدرى.ينظر الى جهة الباب. ها هو ذا خالى عقبة فاسأليه.
(يدخل عقبة بن الحارث)
-من هذا الذى جئت به ياعقبه؟
-هذا قاتل أبينا يا جليلة.قاتل الحارث ببدر
-خبيب بن عدى
-أجل .. انك لتعرفين اسمه يا أخيه.
-كيف لا وما من امرأة فى قريش أصيب لها أحد فى بدرالا اجتهدت أن تعرف اسم قاتله فحفظته عسى أن تنتقم يوما منه
-فها هو ذا قد جئت به اليك فانتقمى منه وعذبيه
-أى والله لأشفين وحر صدرى منه.أمكنى منه يا عقبة فلأقطعنه بهذا السيف فلذة فلذة
-كلا يا أختاه لايحل لنا قتله الآن حتى تنقضى الأشهر الحرم.و لكن عذبيه عذابا لايقضى عليه
-كأنك جئت به لتحبسه عندنا حتى ينقضى هذا الشهر شهر المحرم
-هو ذاك
-خير . سيتاح لنا بذلك أن نفتن فى تعذيبه
-أجل افتنى فى تعذيبه ما شئت .أرينى براعتك يا جليلة ووفاءك لأبيك
-ثق يا أخى أننى سأريه الويل أفانين . ولكن كيف تمكنت منه يا عقبة ؟؟
-كان محمد قد بعثه فيمن بعثه الى بنى هذيل ليعلموهم الاسلام فوثب بهم الهذليون وباعوهم الينا
-واشتريته أنت منهم
-بخمسين من الابل
-ويحى
-استكثرتها؟والله لو طلبوا به مائة بعير لأعطيت .انه دم أبينا الحارث يا جليلة
-صدقت .كل مال يشترى به دم أبينا فهو قليل
-هاتى له شيئا من الطعام يا جليلة
-تريد أن تطعمه؟؟أتطعم قاتل أبينا يا عقبة ؟
-لابد من اطعامه حتى لا يموت قبل أن ننزل به العقاب الأشد.قد اتفقت أنا وصفوان بن أمية على ذلك
-وما شأن صفوان بن أمية؟؟ انه هو أيضا اشترى منهم قاتل أبيه لينتقم منه
-وما اسمه؟
-زيد بن الدثنة
-دفع فيه صفوان خمسين من الابل
-نعم
-اذن والله ليثرين الهذليون من ذلك.
(يضحك) أجل .. ليتركن تجارة الأنعام.ويتجرن فى أتباع محمد! (يخرج)
جليلة لابنها الصبى..
انزل بنا يا عامر الى هذا الأسير لنضربه ونعذبه.وخذتلك العصا معك
-لكن يا أمه
-أليس بقدميه قيد
-بلى يا أمه
-فأى شئ تخشى منه
-لست أخشى منه شيئا ولكنه لا يستحق الضرب .انه رجل طيب
-ويلك هذا قاتل جدك الحارث يل لكع
-ما أحسب هذا الرجل يقتل أحدا يا أماه .لقد نظرت اليه من الباب فلما رآنى حيانى وابتسم
-اسكت....لو سمعك خالك عقبة لأدبك فأوجعك هيا.
(يأخذ عامر العصا كارها ويلحق بأمه)
التعديل الأخير تم بواسطة samehhazem ; 12-02-2006 الساعة 03:50 PM
2
(فى المربد..مكان ضيق مظلم له باب محكم)
(خبيب جالس على الأرض و فى رجليه القيد الثقيل وجليلة وابنها يضربانه بالعصا )
خبيب: (يرد كلما ضرب ضربة ) الحمد لله..الحمد لله.
جليلة: (فى غيظ) ويلك .تضرب وتقول الحمد لله.أهكذا أمركم صاحبكم محمد
خبيب:أجل يا أخت بنى الحارث .ان نبينا أوصانا بالصبر على ما نلقى فى ديننا من مكروه
جليلة : فدعه الآن ينفعك
خبيب: انه قد نفعنا وسينفعنا دائما باذن الله يا أخت بنى الحارث
جليلة : كيف ويلك ؟؟
خبيب ك لقد وعدنا أن من يقتل منا فى سبيل الله فله الجنة
جليلة : هيهات ما وعدكم الا غرورا
خبيب : يا أخت بنى الحارث لو قد سمعت من محمد كما سمعنا ما قلت هذا . أتحبين أن أسمعك شيئا مما جاء به من عند الله ؟
جليلة : (تضربه) كلا يا مأفون .لا أريد أن أسمع شيئا
خبيب : اذن يفوتك خير كثير
جليلة : اسكت . فوالله لأضربنك حتى تكفر بصاحبك
خبيب : هيهات . انك لن تجنى من ضربى غير أن تكل يدك
جليلة : (تضربه بقوة ) وتكل يد هذا الصغير
جليلة : لا شأن لك .اضرب يا عامر
عامر : ها أنا ذا أضربه يا أماه (يضربه على كره)
جليلة : اضربه بشدة ... بكل قوتك .(تمضى فى ضربه )
خبيب : الحمد لله
جليلة : امسك عن هذا القول ويلك
خبيب : لو أمسكت عنه لأوجعنى ضربك .انه هو الذى يدرأ عنى الألم .ما بالك وقفت عن الضرب ! أوقد كلت يك !أريحيها قليلا ثم عاودى ما أنت فيه
جليلة : (فى غيظ)الساعة يأتى عقبة أخى فيضربك ويوجعك
خبيب : أجل يا أم عامر. دعى أخاك يفعل هذا فهو أقوى منك ومن صبيك الذى أرهقته
خبيب : (فى غيظ) انى أعرف كيف أبلغ مأربى منك
خبيب : أتريدين أن تعذبيننى بعد
جليلة : نعم
خبيب : لكنى أشفق عليكما
جليلة : لن أضربك بالعصا
خبيب : فبالسيف اذن لتطلقينى يا أخت بنى عامر
جليلة : أطلق سراحك ؟
خبيب : نعم وترسلينى الى الجنة
جليلة : كلا سأترك قتلك لأخى عقبة ولكنى سأجيعك .سأجعلك تتلوى من الجوع
خبيب : تمنعين عنى الطعام؟
جليلة : والشراب
عامر : لا حق لك يا أماه . ان خالى عقبة قد أمرك أن تطعميه
جليلة : اسكت
عامر : انه سيغضب منك ان فعلت هذا
جليلة : أتسكت يا هذا أم ....؟
خبيب : دعها تفعل ما بدا لها يا بنى
عامر : ان خالى عقبة لا يريد موتك الآن
خبيب : يريد أن يقتلنى بعد انقضاء الشهر الحرام
عامر : نعم كأنك قد سمعت حديثه قبلا
خبيب : طب نفسا يا بنى . ان منعت أمك عنى الزاد فسيطعمنى ربى ويسقينى
جليلة : أجل أرنا كيف يطعمك ربك ويسقيك
خبيب : أوتؤمنين به ان فعل
جليلة : كلا لن أؤمن بربك أبدا
خبيب : وأنت يا بنى ؟؟
جليلة : (تنهره) دع عنك الصبى ويلك.لا تحاول أن تخرجه من دين آبائك الى دينك.هلم يا عامر
اللهم اغفر له وارحمه وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة
تاريخ التسجيل
Jun 2005
المشاركات
2,327
آخر نشاط
15-03-2009
على الساعة
08:07 PM
انه من أوس المدينة وأنصارها ، تردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ هاجر
اليهم ، وآمن بالله رب العالمين ..
كان عذب الروح، شفاف النفس، وثيق الايمان، ريان الضمير ، عابدا ناسكا
كان كما وصفه حسان بن ثابت رضي الله عنه :
صقرا توسط في الأنصار منصبه
سمح الشجية محضا غير مؤتشب
غزوة بدر
لما رفعت غزوة بدر أعلامها، كان هناك جنديا باسلا، ومقاتلا مقداما ، وكان ممن
صرع بسيفه يوم بدر المشرك, الحارث بن عمرو بن نوفل.
وبعد انتهاء المعركة، وعودة البقايا المهزومة من قريش الى مكة عرف بنو الحارث
مصرع أبيهم، وحفظوا جيدا اسم المسلم الذي صرعه في المعركة :
خبيب بن عدي رضي الله عنه
وعاد المسلمون من بدر الى المدينة ، يثابرون على بناء مجتمعهم الجديد ، وكان
خبيب عابدا ، وناسكا ، يحمل بين جبينه طبيعة الناسكين ، وشوق العابدين.
هناك أقبل على العبادة بروح عاشق ، يقوم الليل ، ويصوم النهار، ويقدس لله
رب العالمين..
يوم الرجيع
في سنة ثلاث للهجرة ، قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أحد نفر من عضل
فقالوا :
يا رسول الله إن فينا إسلاما ، فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين
ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام .
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم عشرة من اصحابه منهم مرثد بن أبي مرثد ،
وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت ، وخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبدالله بن
طارق ، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم على القوم مرثد بن أبي مرثد
فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع ( ماء لهذيل بناحية الحجاز ) ، غدروا بهم فاستصرخوا
عليهم هذيلا فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف قد غشوهم
فأخذوا أسيافهم ليقاتلوهم فقالوا لهم إنا والله ما نريد قتلكم ، ولكنا نريد أن نصيب
بكم شيئا من أهل مكة ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم .
فقال عاصم بن ثابت رضي الله عنه :
أما أنا، فوالله لا أنزل في ذمة مشرك اللهم أخبر عنا نبيك
ودعا أصحابه الى صعود قمة عالية على رأس جبل ، وشرع الرماة المائة يرمونهم
بالنبال ، فأصيب عاصم واستشهد ، وأصيب معه سبعة واستشهدوا.
ونادوا الباقين ، أن لهم العهد والميثاق اذا هم نزلوا
فنزل الثلاثة : خباب بن عدي وصاحباه..
واقترب الرماة من خبيب وصاحبه زيد بن الدثنة فأطلقوا قسيهم، وربطوهما بها ،
ورأى زميلهم الثالث بداية الغدر ، فقرر أن يموت حيث مات عاصم واخوانه ،
واستشهد حيث أراد..
وهكذا قضى ثمانية من أعظم المؤمنين ايمانا، وأبرهم عهدا، وأوفاهم لله
ولرسوله ذمة..
وحاول خبيب وزيد أن يخلصا من وثاقهما، ولكنه كان شديد الاحكام ، وقادهما الرماة
البغاة الى مكة، حيث باعوهما لمشركيها ، ودوى في الآذان اسم خبيب..
وتذكر بنوالحارث بن عامر قتيل بدر ، تذكروا ذلك الاسم جيدا ، وحرك في صدورهم
الأحقاد ، وسارعوا الى شرائه ، ونافسهم على ذلك بغية الانتقام منه أكثر أهل مكة
ممن فقدوا في معركة بدر آباءهم وزعماءهم.
وأخيرا تواصوا عليه جميعا وأخذوا يعدون لمصير يشفي أحقادهم ، ليس منه وحده،
بل ومن جميع المسلمين..
أسلم خبيب رضي الله عنه قلبه ، وأمره ، ومصيره لله رب العالمين ، وأقبل على نسكه
ثابت النفس، رابط الجأش ، معه من سكينة الله التي افاءها عليه ما يذيب الصخر،
ويلاشي الهول .. كان الله معه.. وكان هو مع الله..
دخلت عليه يوما احدى بنات الحارث الذي كان أسيرا في داره، فغادرت مكانه مسرعة
الى الناس تناديهم لكي يبصروا عجبا..
فقالت : والله لقد رأيته يحمل قطفا كبيرا من عنب يأكل منه ، وانه لموثق في الحديد ،
وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة ، ما أظنه الا رزقا رزقه الله خبيبا
وحمل المشركون الى خبيب نبأ مصرع زميله وأخيه زيد رضي الله عنه ، ظانين أنهم
بهذا يسحقون أعصابه، ويذيقونه ضعف الممات وما كانوا يعلمون أن الله الرحيم قد
استضافه، وأنزل عليه سكينته ورحمته.
وراحوا يساومونه على ايمانه ، ويلوحون له بالنجاة اذا ما هو كفر لمحمد، ومن قبل بربه
الذي آمن به .. لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برمية نبل.
فلقد كان ايمان خبيب كالشمس قوة، وبعدا، ونارا ونورا..
كان يضيء كل من التمس منه الضوء، ويدفئ كل من التمس منه الدفء، أما الذي
يقترب منه ويتحداه فانه يحرقه ويسحقه..
صلب خبيب
لما يئسوا مما يرجون، قادوا البطل الى مصيره، وخرجوا به الى مكان يسمى التنعيم
حيث يكون هناك مصرعه..
وما ان بلغوه حتى استأذنهم خبيب رضي الله عنه في أن يصلي ركعتين، وأذنوا له
ظانين أنه قد يجري مع نفسه حديثا ينتهي باستسلامه واعلان الكفران بالله وبرسوله
وبدينه.. وصلى خبيب ركعتين في خشوع وسلام واخبات...
وتدفقت في روحه حلاوة الايمان، فود لو يظل يصلي، ويصلي ويصلي.. ولكنه التفت صوب
قاتليه وقال لهم :
( والله لولا أن تحسبوا أن بي جزعا من الموت، لازددت صلاة )
ثم شهر ذراعه نحو السماء وقال :
( اللهم احصهم عددا.. واقتلهم بددا )
ثم تصفح وجوههم في عزم وراح ينشد :
ولست أبالي حين أقتل مسلما *** على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الاله وان يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزع
ولعله لأول مرة في تاريخ العرب يصلبون رجلا ثم يقتلونه فوق الصليب..
فلقد أعدوا من جذوع النخل صليبا كبيرا أثبتوافوقه خبيبا ، وشدوا فوق أطرافه
وثاقه ، واحتشد المشركون في شماتة ظاهرة ، ووقف الرماة يشحذون رماحهم.
وجرت هذه الوحشية كلها في بطء مقصود امام البطل المصلوب ، الذي لم يغمض عينيه،
ولم تزايل السكينة العجيبة المضيئة وجهه.
وبدأت الرماح تنوشه، والسيوف تنهش لحمه ، وهنا اقترب منه أحد زعماء قريش
وقال له :
- أتحب أن محمدا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك ؟؟
وهنا لا غير انتفض خبيب رضي الله عنه كالاعصار وصاح ، في قاتليه :
( والله ما أحب أني في اهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب
رسول الله بشوكة )
نفس الكلمات العظيمة التي قالها صاحبه زيد وهم يهمون بقتله..
نفس الكلمات الباهرة الصادعة التي قالها زيد بالأمس.. ويقولها خبيب اليوم..
مما جعل أبا سفيان ، وكان لم يسلم بعد، يضرب كفا بكف ويقول مشدوها:
- والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا
كانت كلمات خبيب هذه ايذانا للرماح وللسيوف بأن تبلغ من جسد البطل غايتها،
فتناوشه في جنون ووحشية..
وعادت جماعة المشركين الى أوكارها الحاقدة في مكة باغية عادية ، وبقي جثمان
الشهيد تحرسه فرقة من القرشيين حملة الرماح والسويف..
كان خبيب رضي الله عنه عندما رفعوه الى جذوع النخل التي صنعوا منها صليبا،
قد يمم وجهه شطر السماء وابتهل الى ربه العظيم قائلا :
( اللهم انا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يصنع بنا )
واستجاب الله دعاءه ، فبينما الرسول في المدينة اذ غمره احساس وثيق بأن أصحابه
في محنة ، وتراءى له جثمان أحدهم معلقا ، ومن فوره دعا المقداد بن عمرو،
والزبير بن العوام ، فركبا فرسيهما، ومضيا يقطعان الأرض وثبا.
وجمعهما الله بالمكان المنشود، وأنزلا جثمان صاحبهما خبيب، حيث كانت بقعة طاهرة
من الأرض في انتظاره لتضمه تحت ثراها الرطب.
ولا يعرف أحد حتى اليوم أين قبر خبيب.
ولعل ذلك أحرى به وأجدر، حتى يظل مكانه في ذاكرة التاريخ، وفي ضمير الحياة،
بطلا.. فوق الصليب
هذه كانت قصة قصيرة مختصرة عن أستاذ في فن التضحية جعلنا نتساءل ؟؟
أية عزة ، وأية منعة ، وأي ثبات ، وأي فداء، وأي ولاء ،
وبكلمة واحدة، أية عظمة خارقة وباهرة يفيئها الايمان بالحق على
ذويه المخلصين ..!! http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=101504 http://www.islamtoday.net/print.cfm?artid=1245
التعديل الأخير تم بواسطة احمد العربى ; 15-02-2006 الساعة 01:42 AM
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.
الأخ توتو
خبيب وليس حبيب
هو واحد من صحابة الرسول أصحاب الايمان الحق والخلق الرفيع الذين تستطيع من خلالهم معرفة المشكاة النبوية التى أخرجت مثل هؤلاء الصحابة العظام
وقد روى أخى لك ملخص قصته
وأرجو أن تهزك قصته كما هزتنى عندما قرأتها لأول مرةوالآن.........
3
عامر : (يجئ الى المربد متلصصا ويدخل رأسه من الباب)
هل لى أن أدخل عندك أيها الأسير؟
خبيب : (فى حنان) ادخل يا بنى
عامر : ولا تؤذينى أو تبطش بى ؟
خبيب : معاذ الله يا بنى . انى لأعلم أن أمك هى التى دفعتك لضربى وأنت كاره
عامر : أجل . وقد قلت لها انك رجل طيب فلم تصدقنى .خبرنى .أحقا قتلت أنت جدى الحارث بن عامر ؟
خبيب : نعم يا بنى . جدك أراد قتلى فقتلته
عامر : وكنت تعرف أنه جدى
خبيب : لا يا بنى .ما علمت بذلك
(يقترب عامر من خبيب )
عامر : مادمت لاتعرف أنه جدى فليس بينى وبينك شئ
خبيب : أجل ليس بينى وبينك شئ سوى المودة والمعروف
عامر : أنت تحبنى ؟
خبيب : أى والله يا عامر
عامر : (يقدم له قعبا من اللبن كان يخفيه تحت ثيابه ) خذ واشرب
خبيب : لبن ؟
عامر : نعم .اشربه قبل أن يأتى أحد
خبيب : من أين جئت به؟
عامر : حلبته من الشاة التى عندنا
خبيب : أوعلمت أمك؟
عامر : لا
خبيب : لا حاجة لى به اذن
عامر : ولمه ؟
خبيب : لا أريد لها ان تضربك
عامر : أنى لها أن تعلم ؟
خبيب : ستحلب الشاة فتعرف
عامر : سأقول لها انى شربت اللبن
خبيب : لن تصدقك يا عامر وستسألنى
عامر : ان سألتك فلا تخبرها اذن
خبيب : كلا لأخبرنها بالحقيقة ان سألتنى
عامر : اذن أنت لاتحبنى
خبيب : لا يا عامر ولكن لا ينبغى لك ان تسرق ثم تكذب
عامر : ولكنك جوعان ولا أستطيع أن أتركك جوعان
خبيب : كلا يا بنى ما أنا بجوعان
عامر : لك اليوم ثلاثة أيام لم تذق شيئا
خبيب : ان الله يطعمنى ويسقينى يا عامر
عامر : بل أنت تتجلد على الجوع والعطش كما تجلدت على الضرب
خبيب : أتحب يا بنى أن أشرب من هذا اللبن ؟
عامر : نعم اشربه من أجلى أرجوك
خبيب : اذهب الى أمك أولا فاستأذنها
عامر : كلا لن تأذن لى أبدا وستضربنى
(يسمع حس قادم فيخفى عامر القعب )
(تدخل جليلة)
جليلة : ماذا تصنع هنا يا عامر ؟
عامر : لا شئ يا امى.كنت أنظر اليه كيف يتلوى من الجوع
جليلة : أرنى ما هذا الذى تخفيه تحت ثيابك؟قعبا من اللبن؟ اذن فأنت تطعمه كل يوم يا لكع ؟
عامر : كلا يا أماه . انه ما رضى أن يأخذ منى شيئا
جليلة : لأوجعنك ضربا يا شقى .أعطنى القعب
عامر : مريه يا أمى أن يشربه فقد أبى أن يقبله منى الا بعد أن استأذنك
جليلة : (تريق اللبن فى الأرض) الأرض أولى بهذا اللبن منك
عامر : ما أقسى قلبك يا أماه
جليلة : خبرنى يا هذا الى متى تغرى ابنى هذا على السرقة من أجلك
خبيب : سلى ابنك يخبرك
عامر : كلا يا أماه . أنا جئته باللبن من تلقاء نفسى . وقد رفض أن يقبله منى الا من بعد اذنك
جليلة : وعلمته أن يتواطأ معك على الكذب
عامر : بل نهانى هو عن الكذب
جليلة : لقد كشفت اليوم خديعتك .استحوذت على عقل الصبى فجعلته يختلس لك الطعام كل يوم لتقول لنا بعد ذلك ان الله يطعمك ويسقيك
عامر : والله يا أمى ما أتيته بطعام قبل اليوم
جليلة : لا تحاول أن تخدعنى يا لكع . اذن كيف استطاع أن يبقى ثلاثة أيام بغير طعام دون أن يظهر عليه شئ من الأعياء
خبيب : قلت لك ان الله يطعمنى ويسقينى
جليلة : التمس غيرى ليصدق هذا الهراء
خبيب : أتريدين برهانا؟
جليلة نعم (تضحك) أرنى اياه ان استطعت
خبيب : يتوجه بالدعاء الى ربه فى خشوع ثم يقول
اللهم أرنا برهانا من عندك يكون حجة لدينا ومصداقا لرسولك
عامر : (يصيح فى دهش) انظرى يا أماه
خبيب : (يحمل فى يده قطفا من العنب )خذى ياأخت بنى عامر
جليلة : ما هذا .من أين جئت به ؟؟؟
خبيب : من عند الله العلى القدير
جليلة : بل جاءك به هذا التعس
عامر : من أين يا أمى؟ وهل رأيت مثل هذا العنب فى مكة ؟
جليلة : صدقت . ما رأيت مثل هذا العنب الكبير قط . انه ساحر يا بنى
خبيب : خذيه فكلى منه
جليلة : كلا . انما تريد أن تسحرنى
خبيب : خذ يا عامر
جليلة : (تجذب يد الصبى ) كلا انما يريد أن يسحرك يا بنى هلم بنا نبتعد عنه (تخرج وهى تجره جرا).............................ز
4
(الصبى عامر يعود متسللا الى المحبس)
عامر : لا تؤاخذنى يا عم . ما استطعت أن أعود اليك أمس
خبيب : أمك حبستك؟
عامر : حبستنى وضربتنى
خبيب : وتعود الى اليوم
عامر : انى أحبك يا عم
خبيب : و أنا أحبك أيضا . ولكنى أخشى عليك من عقوبةأمك
عامر : لا تخف . انها خرجت لتزور آل عبد الدار ولن تعود الا آخر النهار
خبيب : أهلا بك وسهلا يا عامر.اجلس يا بنى
عامر : (يقعد قريبا من خبيب ) أين العنب الذى كان معك ؟
خبيب : أكلته يا عامر
عامر : كله؟
خبيب : كله يا بنى
عامر : كنت أشتهى أن أتذوق منه
خبيب : (يبتهل بالدعاء فاذا بقطف آخر فى يده ناوله للفتى)
عامر : عجبا كيف جاءك هذا
خبيب : هو رزق من عند الله .ربى الذى يرزقنى ويرزقك يا عامر
عامر : حلو جدا يا عم .ما ذقت مثله قط فمن أين جاء به ربك وهذا ليس بموسم العنب؟
خبيب : الله ربى على كل شئ قدير
عامر : أهو رب محمد ؟
خبيب : نعم يا عامر هو ربه . ومحمد هو عبده ورسوله
عامر : لكنى لا أحب محمدا يا عم
خبيب : فيم يا بنى ؟ ان محمد لجدير بأن تحبه
عامر : يقولون أنه كفر بآلهتنا
خبيب : لأنها آلهة باطلة وما ثم الا اله واحد هو الله رب العالمين
عامر واللات والعزى ومناة وهبل؟
خبيب : تلك أصنام صنعوها بأيديهم لا تملك لهم ضرا ولا نفعا
عامر : لكن كيف تخلى عنك ربك .فتقع فى أيدى الهذليين ؟
خبيب : كلا . لم يتخلى عنى ربى . ولكن ابتلانى ليجزينى ان صبرت
عامر : هل لك أن تحكى لى قصة الرجل الذى حمته الزنابير ؟
خبيب : أوقد سمعت أنت عنها ؟
عامر : نعم . قد سمعت طرفا منها وأريدها كاملة منك . أولست كنت معه ؟
خبيب : بلى يا بنى . ذاك رئيسنا عاصم بن ثابت
ما زال يقاتل بنى هذيل الذين غدرونا حتى قتل
فأرادوا أن يحتزوا رأسه ليقدموها لامرأة فى مكة كان قد قتل لها ابنين فى بدر فجعلت لمن يأتيها برأسه مائة ناقة
عامر : أوليست سلافة من آل عبد الدار؟ تلك التى ذهبت أمى اليوم لتزورها
(يسمع حس قادمين فيخرج الصبى مذعورا)
(تدخل جليلة وعقبة وسلافة وعبد لها يحمل رأس رجل )
سلافة : أهذا هو أسيركم ؟
جليلة : نعم
سلافة : أتعرف رأس من هذا؟
خبيب : لعنة الله على بنى هذيل
نعم هو رأس أخى وحبيبى
سلافة : ومن هو ؟
خبيب : رجل صالح من أصحاب محمد
سلافة ((فى غضب )) : ومن هو؟
خبيب : ومن تكونين ؟
جليلة : ويلك .هى سلالة عقيلة بنى عبد الدار
خبيب : التى قتل لها ابنان فى بدر
عقبة : نعم وهذا هو رأس قاتلهما . أتعرفه؟
سلافة : عاصم بن ثابت
خبيب : كم دفعت للهذليين ثمنا له ؟
سلافة : مائة ناقة
خبيب : قد كذبوك وخدعوك .ليس هذا برأس عاصم
سلافة : بلى . كذبت أنت
خبيب : ما يحملنى على الكذب يا امرأة؟
سلافة : بلغك أنى ساشرب فى جمجمته الخمر فأشفقت على صاحبك من ذلك
خبيب : انه لرأس أخ كريم آخر لايقل حبى له عن حبى لعاصم
سلافة : من هو؟ما اسمه؟
خبيب : عبد الله بن طارق كان معنا حين نزلنا الى هذيل على العهد .فلما أنس منهم الغدر امتنع عليهم فقتلوه
سلافة : وعاصم .أين رأس عاصم.
خبيب : وما يدرينى؟ اسئلى السيل الذى احتمله . قد أبر الله قسمه اذ عاهد الله ألا يمس مشركا ولا يمسه مشرك
سلافة : ما ترى يا عقبة . أتراه صدق أم كذب
عقبة : ما أراه الا صادقا
سلافة : تبا لبنى هذيل . والله لأستردن منهم ما أخذوه
عقبة : كيف يا سلافة . سيزعمون أنه رأس عاصم
سلافة : سأحتج عليهم بشهادة هذا . وهو صاحبه وأخيه
عقبة : انهم ذوو ألسنة حداد فسيكذبون شهادته عليهم بحجة أنه عدو لهم
سلافة : عجبا . أراك تدافع عنهم يا عقبة
عقبة : كلا يا سلافة . ولكنى لا أحب أن يأخذوا مالك ثم يسلقوك بألسنتهم .ولن تجدى من دعواك غير العناء
سلافة : فما أصنع اذن ؟
عقبة : لو كان لهم سبيل الى رأس عاصم ما ضنوا به عليك فليس بأثمن عندهم من هذا الرأس الذى أعطوك اياه
سلافة : لكنى أريد رأس قاتل ولداى كى أشرب به الخمر وأبر بقسمى وأطفأ نارى
عقبة : فاشربى فى قحف هذا الرأس الذى عندك . فما كان ليعف عن قتلهما اذا سنحت له الفرصة يوم بدر
سلافة : كلا يا عقبة لا أستطيع أن أحمل نفسى على الشرب فى قحف أحد الا عاصم . انى أتقزز من ذلك ولا ينفى عنى التقزز غير شعورى بالانتقام من قاتل ولداى
عقبة : أولا يسرك أن تنتقمى من أصحاب محمد جميعا ؟
سلافة : بلى ؟
عقبة : فاجعلى هذا الرأس كل ليلة لواحد منهم حتى تشربى الخمر فى قحوفهم جميعا.......................................................
5
(عقبة يستقبل صفوان بن أمية وصفوان يقود .يد بن الدثنة وهو مغلول القيد)
عقبة : مرحبا بك يا صفوان بن أمية . ماذا جاء بأسيرك معك ؟
صفوان : أردت أن أعرضه على أسيرك لأتيقن من أنه زيد بن الدثنة.
عقبة : أشككت فيه أنت أيضا
صفوان : أجل . لاأثق بالهذليين بعد الذى فعلوه مع سلافة
عقبة : وماذا يقول الأسير نفسه؟أينكر أنه زيد بن الدثنة؟
صفوان : لاينكر ولا يؤكد انما يردد (سبحان الله وبحمده)
عقبة : انما أمر هؤلاء عجيب . هلم بنا الى المربد
6
(فى المربد . عقبة وصفوان وزيد بن الدثنة يقفون أمام خبيب )
زيد : (ينظر الى خبيب ) سبحان الله وبحمده
خبيب : سبحان الله وبحمده
زيد : ان هذاالمشرك(يشير الى صفوان) يريدأن يتأكد أباعه الهذليون قاتل أبيه أم خدعوه
زيد : لم أشأ أن أجيبه بلا أو نعم . وانما كنت أسبح الله وأحمده
خبيب : وما حملك على ذلك ياأخى؟
زيد : لأزيده غيظا على غيظ ليعجل بقتلى فألقى رفاقى الذين استشهدوا قبلى فى الجنة
خبيب : يرحمك الله يا أخى .أما انه لن يقتلك حتى يعلم أنك زيد بن الدثنة قاتل أبيه أميه بن خلف
زيد : (لصفوان ) فاعلم يا هذا أنى زيد بن الدثنة الذى قتل أباك فى بدر فعجل بقتلى
عقبة : هاهو ذا قد اعترف لك
صفوان : لكنى غير مطمئن لقوله حتى الان
عقبة : كيف ؟
صفوان : لقد كنت أظنه يأبى الافصاح خشية أن يقتل فاذا هو يأبى الفصاح ليغيظنى لأعجل بقتله؟
عقبة : فما يمنعك من قتله
صفوان : وما يدرينى لعله انما زعم أنه زيد بن الدثنة لأعجل بقتله
زيد : فألقى برفاقى الذين استشهدوا قبلى فى الجنة
صفوان : أسمعت؟ انه زعم زعما وهو كاذب فيما زعم
زيد : كلا يا هذا انما نحن معشر المسلمين لانكذب ولا ينبغى لنا أن نكذب
خبيب : انما يكذب من يخاف ونحن لا نخاف أحدا الا الله وحده
صفوان : أتشهد يا هذا أنه زيد بن الدثنة؟
خبيب : كما أشهد انى خبيب بن عدى
صفوان : والله ما أدرى ماذا أفعل . وددت لو أعلم يقينا أنه قاتل أبى أمية
زيد : أتحب أن أصفه لك؟
عقبة : أجل .دعه يصف لك أباك فان أصاب نعته أيقنت أنه هو الذى قتله
زيد : انى لأتمثله الآن أمامى . اذ أقبل نحوى يتعرج فى مشيته كأن احدى رجليه أقصر من الأخرى
عقبة : أما والله قد صدق
صفوان : على رسلك يا عقبة (لزيد) صف لى يا هذا وجهه
زيد : (يحدق فى وجه صفوان )....................؟
صفوان : ويلك ما بالك تنظر الى هكذا ؟
زيد : لأرى هل فيك شبه منه؟
صفوان : هيه؟
زيد : ما رأيت ابنا أقل شبها بأبيه منك بأمية بن خلف .كان أحمر وأنت ابيض .وكان معقوف الأنف وأنت أقنى .وكان قصير العنق ضيق مابين الكتفين وأنت طويل العنق واسع ما بين الكتفين
صفوان : حسبك حسبك . الآن طابت نفسى .لأقتلنك اليوم أشنع قتلة
زيد (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى )
صدق الله العظيم
7
(الصبىعامر عند خبيب فى المربد)
عامر : لكن ما قصة الزنابير؟أحقا كانت كبيرة جدا .كل واحدة فى حجم الحدأة؟
خبيب : لا تصدقهم .انها زنابير عادية الحجم طفقت تذب عن جسد عاصم وتلسع كل من أراد الاقتراب منه الى ان جاء السيل فاحتمله وذهب به الى حيث أراد الله
عامر : يقولون انه ساحر ؟
خبيب : لا تصدقهم يا عامر . بل هو رجل مؤمن شجاع دعا ربه دعوة فاستجابها له
عامر : ماذا دعى؟
خبيب : كان قد قاتلهم طول النهار فلما أيقن بالموتوخشى أن يمثلوا بجثته دعا الله قائلا
((اللهم انى حميت دينك صدر النهار فاحم جسدى آخره))
عامر : ما دام قد دعا ربه فاستجاب له فلم لم يدعوه أن ينقذه من الموت؟
خبيب : انه آثر أن يموت شهيدا فى سبيل الله فيدخله الله جنته
عامر : خبرنى عن الجنة يا عم
خبيب : فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
عامر : هل أستطيع أنا أن أدخلها ياعم ؟
خبيب : نعم . اذا آمنت بالله ورسوله وعملت عملا صالحا
عامر : (بعد صمت يسير ) اسمع يا عم لا يوجد أحد فى البيت فهل
لك فى شئ أحضره لك؟
خبيب : نعم . أحضر لى موسى يا بنى
عامر : وماذا تصنع بها؟
خبيب : انهم سيقتلوننى غدا فأريد أن استحد بها وأتطهر فألقى ربى وأنا فى هيئة حسنة
عامر : انتظر قليلا سأحضرها لك (يذهب),,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
المفضلات