أولًا : تبدأ القصة حين طلق زيد بن حارثة زوجته بعد أن تعذر بقاء الحياة الزوجية بينه و بينها على الوجه المطلوب

فقد روى البخاري في صحيحه 7420 : أن زيدًا جاء يشكوا زوجته فجعل النبي ﷺ يقول : ( اتق الله و أمسك عليك زوجك ) قالت عائشة : لو كان رسول الله ﷺ كاتمًا شيئًا لكتم هذه فكانت تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول : زوجكن أهاليكن و زوجني الله من فوق سبع سماوات

فالزواج لكي يستمر بين الرجل و المرأة جعل الله له ثلاث مراحل كما قال سبحانه وتعالى :

{ وَ مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَ جَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَ رَحْمَةً }

هذه المراحل هي : السكن و المودة و الرحمة و زيد بن حارثة رضي الله عنه لم يجد في زواجه هذا لا سكنًا ولا مودة ولا رحمة فذهب يشتكي رسول الله ﷺ فالرسول ﷺ كان يقول له : { أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ }[ الأحزاب 37 ]

👈 فبالله عليكم معاشر العقلاء لو كان رسول الله ﷺ أراد أن يتزوجها ، ألم يكن من السهل أن ينصحه بطلاقها حينما شكا له منها ؟!

و حتى إن فعل و طلقها زيد ففي هذا الوقت كانت عادة التبني لا تزال قائمة في نفوس الناس و ليس من السهل التغلب على الآثار المترتبة عليها و من أهم هذه الآثار أن الأب لا يتزوج إمرأة من تبناه بعد وفاته أو طلاقه لزوجته كما أن الإبن بالتبني كان يرث من تبناه كـ الإبن من الصُلب

فأراد الله سبحانه و تعالى أن يُبطل هذه العادة بتطبيق عملي و ٱختار لهذه المهمة صاحب الرسالة ﷺ و أمره بالزواج من زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ثانيًا : يعتمد النصارى على رواية تدور على أن النبي محمد ﷺ رأى زينب رضي الله عنها و هي حاسرة فأعجبته !

و هذا الإدعاء ناتج من عدم معرفة هؤلاء الجهلة الجهلاء الأفاقين أن زينب وُلدت و رسول الله ﷺ قد جاوز الثانية عشرة من عمره و شبت و ترعرعت أمامه فهي إبنة عمته !

ألم يلحظ مفاتنها إلا متأخرًا و بعد أن صارت زوجة لدعيّه
و هو الذي زوجها له و كانت أمامه سنوات قبل أن يُفرض الحجاب !

فقد خطب رسول الله ﷺ زينب بنت جحش إلى مولاه زيد بن حارثة بنفسه و لكنها فى الداية رفضت و أبت لكونه لا يساويها في النسب و الشرف حيث إنها من قبيلة قريش أما زيد بن حارثة مولى لرسول لله ﷺ

و أصر الرسول ﷺ على هذا الزواج لضرب المعتقدات الخاطئة و العادات التي لا يُجيزها الإسلام حيث إن في الإسلام لا يوجد فضل لأحد على أحد ولا يوجد تمييز بين جميع أطياف البشر لقوله تعالى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

فلو كانت وقعت فى قلب رسول الله ﷺ لما منعه شيء من زواجها فهل يزهد فيها بكرًا و يزوجها لزيد ثم يشتهيها و هي مطلقة يا معاشر الخراف الضالة !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ثالثًا : ما سبب وجود هذه الرواية في كتب المسلمين ؟!

هذه الرواية تناقلها المفسرين لأن علم الحديث ليس إختصاصهم و لذا كان ابن تيمية يقول – مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية جـ 6 صـ 388 : ( و هذه الكتب التي يسميها كثير من الناس كتب التفسير فيها كثير من التفسير منقولات عن السلف مكذوبة عليهم و قول على الله و رسوله بالرأي المجرد بل بمجرد شبهة قياسية أو شبهة أدبية )

و قال قال ابْنُ الكمال - فيض القدير شرح الجامع الصغير للإمام الـمُناوي جـ 1 صـ 20 : ( كتب التفسير مشحونة بالأحاديث الموضوعة )

👈 أما عن حكم المحدثين على الروايات التى نقلها هؤلاء الجهلة بعلم الحديث و كيف للبهائم أن تتعلم على الحديث فقد قال عنها العلماء الآتى :

* قال الإمام ابن كثير - تفسير القرآن العظيم للإمام عماد الدين ابن كثير جـ 6 صـ 424 : ( ذَكَرَ ابنُ جرير و ابنُ أبي حاتم هَاهُنَا آثارًا عن بعض السلف رضي الله عنهم أحببنا أنْ نَضْرِبَ عنها صَفْحًا لعدم صحتها فلا نُورِدُهَا )

* قال الإمام ابن حجر العسقلاني - فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام ابن حجر العسقلاني جـ 12 صـ 503 :

( وَ وَرَدَتْ آَثَارٌ أُخْرَى أَخْرَجَهَا ابْنُ أبي حَاتِم و الطبريُّ وَ نَقَلَهَا كثيرٌ مِن الـمُفَسِّرِينَ لا ينبغي التشاغل بها و الذي أوردتُه مِنْهَا هو المعتمد و الحاصل أنَّ الذي كان يـُخْفِيهِ النبيُّ ﷺ هو إِخْبَار الله إياه أَنَّهَا سَتَصِيرُ زَوْجَتَهُ )

* قال الشيخ الشنقيطي - أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي جـ 6 صـ 639 :
( كُلُّ هذه الروايات التي تقول أن زينب وقعت في قلبه عليه الصلاة و السلام لا صِحَّةَ لها )

* قال القاضي أبو بكر ابنُ العربي - أحكام القرآن للقاضي أبي بكر ابن العربي جـ 3 صـ 577 :
( هذه الرواياتُ كُلُّهَا سَاقِطَةُ الأسانيد )

فالرواية التى يحتج بها معاشر البهائم لا تصح سندًا و لم يقل و لو عالم واحد أنها صحيحة

* أخيرًا : مع أن هذه الرواية مكذوبة وباطلة ولا تصح إلا أنَّهَا على فَرْضِ صِحَّتِهَا فَإِنَّ غَايَةَ ما فيها أنها تقول أن النبي ﷺ اشتهى زينب و تزوجها بعد طلاق زيد لها

●▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬●

👑 أحمد ديدات 👑

●▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬●

– أما في كتاب النصارى فإنه يقول أنَّ نبيَّ الله داود حاشاه قد اشتهى امرأة متزوجة بعد أن رآها عارية و هي تستحم فأمر جنوده فأتوا بها فاغتصبها و فعل بها الفاحشة و لما حبلت منه المرأة حاول حَثَّ زوجها على جِماعِها و لما رفض الزوج قتله داود بخيانة عظمى لجيشه و جنوده حتى لا يُفتضح أمره بين الناس !

هذا غير زنى الأنبياء بمحارمهم وقصص الزنى والفجور ؛ فماذا فعل النصارى ؟!

👈 كفروا بالنبي الذي لم يشتهِ إمرأة و لم يزنِ بها و لكن تزوجها و آمنوا بأنبياء مغتصبين و فساق و زوانى و قتلة بحسب وصف كتابهم !

و المفاجأة أن كتابهم قد ذكر أن أم إلههم قد تزوجت من أخيها بالتبني يوسف النجار !

ففى قصة زواج يوسف النجار من مريم العذراء نجد أن يواقيم ( هَالِي ) والد مريم لم يكن عنده ولد فنسبوا له يوسف النجار و اصبح اسمه ( يُوسُفَ بْنِ هَالِي ) و بذلك اصبح يوسف أخو مريم بالتبنى !

يقول القمص تادرس ملطي و القدّيس ساويرس الأنطاكي :

( كان القدّيس يوسف ابنًا ليعقوب جسديًا لكنّه ابن هالي شرعًا لأن هالي مات دون أن ينجب إبنًا فتزوّج يعقوب إمرأته لينجب له نسلاً فلا يُمحى إسمه من إسرائيل و كأن القدّيس يوسف خطيب القدّيسة مريم هو ابن لداود الملك حسب القائمتين ! )

و هذا يجعل التفسيرات النصرانية تؤدى الى وقوع كارثه
و هي أنه بعد زواج ( يُوسُفَ بْنِ هَالِي ) من ( مريم بْنِت هَالِي ) أم إله النصارى أخته بالتبني ( شرعًا حسب شريعة موسى ) فقد وقع بينهما زواج المحارم !

👈 و هذا يعتبر زنا محارم محرم فى اليهودية و النصرانية التى لم تلغي التبني كما فعل الإسلام