السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما قسم اصحاب مسالة المادة والروح الهنود الانسان الى مادة و روح
ماذا كان يقصد اصحاب هذة المسالة بالروح ؟
هل الروح سر الحياة ؟ام الروح ادراك الصلة باللة ؟
ان الروح التي ادعى الغربيون، ومن قبلهم اليونان بأنها جزء من الإنسان، وقالوا بأن الإنسان مكون من مادة وروح، وأن هذه الروح فيض من ذات الله، فإن تغلبت الروح على المادة سما الإنسان، واقترب سلوكه من الكمال الإلهي :eek: ، وإن تغلبت المادة على الروح انحط سلوك الإنسان، هذه الروح التي ادعوا وجودها ليست موجودة، وليست هي سر الحياة، لأن المشاهد المحسوس أن الإنسان مكون من مادة فقط، وأن سر الحياة لا ينقص ولا يزيد بانحطاط الإنسان أو رقيه.
فتكون الروح التي يسمو بها الإنسان شيء آخر، لا تشكل جزءاً من الإنسان، وإنما هي صفة طارئة، يكتسبها الإنسان من خارجه تؤثر على سلوكه، وبها يرتفع الإنسان عما تمليه عليه غرائزه وحاجاته العضوية، ولا تكون هذه الصفة موجودة إلا إذا كان الإنسان مسيراً أعماله حسب نظام خارج عنه، وآت من قوة أرقى من الإنسان وهو الله سبحانه وتعالى. وهذا الالتزام لا يتأتى إلا إذا كان الإنسان مؤمناًَ بالله، ومدركاً صلته به، فتكون الروح المبحوث عنها والتي تسمو بالإنسان ليست سر الحياة، وإنما هي إدراك الصلة بالله.
ولا توجد هذه الصفة الطارئة عند الإنسان إلا بعد أن يؤمن بأن لهذا الوجود خالقاً خلقه، وبعد أن يدرك الإنسان صلة كل مخلوق من الكون والإنسان والحياة بهذا الخالق، فإن نظر إنسان إلى أي مخلوق، كالقمر مثلاً، وأدرك أن لهذا القمر صلة بالله، أي أن الله هو الذي خلق القمر ، كان هذا الإدراك هو الروح عند هذا الإنسان، وإن لم يدرك هذه الصلة أو تخلى عن إدراكها أصبح بدون روح فكثيرٌ من الناس هذه الايام لا يملكون هذه الروح .
(( يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ))
(( يُلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ))
فالروح التي ادعاها الغربيون ليست جزءاً من الإنسان، وإنما هي إدراك الصلة بالله، وإدراك الصلة تجعل الإنسان مسيراً أعماله بأوامر الله ونواهيه، وهذا التسيير هو الذي يدل على وجود هذه الروح عند الإنسان.
المفضلات