بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين الصادق الامين .
تحياتي لكل القراء والضيوف والأعضاء والاداريين المحترمين ....
أما بعد ،،،،
طرحت هذا الموضوع للنقاش لأهميته الكبيرة في حسم موضوع التبشير من أساسه بتقييمه ووضعه في ميزان العقل والمنطق والايمان باله عادل وحكيم ....
وبالمناسبة ان هذا الموضوع الذي ستقرأوه قد طرحته قبل قليل في احدى المنتديات التبشيرية .... متطلعا بلهفة للردود .... آملا بالخير لهم نتيجة التفكير بهذا التحليل بموضوعية تامة .
اقرأوا الموضوع من فضلكم :
بسم الله الرحمن الرحيم
لي اصدقاء وجيران مسيحيين أحبهم ويحبوني ....
أعلم بطيبتهم .....
وأعلم أنهم يتمنون لي الخير ....
ومن واقع قراءاتي ....
فاني مدرك ان المسيحي يتمنى أن يصل الى المسلم حلاوة الشعور بمحبة الفداء لنيل الخلاص ....
أعلم صدق المشاعر في هذا .....
ولكن هل فكر المسيحي لماذا يرفض المسلم ذلك التبشير بالرب الذي بذل ابنه لانه أحب العالم ؟
هل فقط لأني مسلم أرفض المسيحية ؟؟؟؟؟
أم اني لست عاطفيا لأقبل محبة الفداء من أجل أن اخلص ؟؟؟؟؟
أم أني أفكر في الأمر لأبعد من ذلك وما يترتب عن ذلك الايمان ؟
الحقيقة ....
ان المسلم يفكر بالاله الذي بذل ابنه ؟؟؟؟؟
لماذا بذله ؟؟؟؟
قرأت في اجابة هذا السؤال ....
ان الله عادل .... لا يقبل الخطيئة ..... لذا فان اجرة الخطية الموت ....
فالعقاب يجب أن يتم بالمذنب .... لأن العدل أن يدفع الانسان المخطىء ثمن خطأه للقدوس ....
ولكن ....
الفكر المسيحي يؤكد عجز الانسان لو اجتمع كل الناس ليؤدوا ثمن الخطيئة المتوارثة والمنجزة منهم .... ما استطاعوا أن يقدموا ثمنا يليق بقبول الرب وقدسيته .....
لذا فان الرب هو الذي دفع ذلك الثمن عن الناس !
لأنه الوحيد الذي بلا خطيئة وعطاءه طاهرا ثمينا .....
هذا ما فهمته من التبشير المسيحي ..... أليس كذلك أيها الأفاضل المسيحيين ؟
وهنا ....
يقف المسلم أمام هذه المعادلة المستنتجة والملخصة بما يوضح عدل الآب وطبيعته :
المفروض :
الذنب + المذنب = العقاب (من الرب للمذنب) .
ولكن الذي حدث ( التبشير ) :
الذنب - المذنب + البرىء = العقاب (من الرب للبرىء) .
يلاحظ المسلم من هذا التحليل .....
أن الناتج الثابت في المعادلتين هو : العقاب .
والعنصر المتغير هو استبدال المذنب بالبرىء .
وهكذا يتضح لجميع أحبائنا المسيحيين ....
لماذا ينظر المسلم الى الرب الذي تبشرون به أنه اله عقاب .....
فالهدف قد كان العقاب والوسيلة هي التي غيرها وبدلها الرب !
ويستغرب المسلمون ان يدرج هذا تحت ذريعة العدل !!!!!
كيف يكون عدلا أن يتم عقاب في البرىء لأى سبب كان ؟!
هذا ما يتساءله المسلم ؟
بينما يستغرب أكثر عندما يجد الاجابة من المسيحي المبشر :
لأن الله أحب العالم ....
ونسأل : ماذا فعل ؟
نجد الاجابة : بذل ابنه ليعاقبه .
نسأل : ولماذا الرب يضطر الى هذا ؟
نجد الاجابة : لأن الرب عادل يجب ان يدفع المخطىء والمذنب ثمن خطيئته بحق القدوس .
نسأل : وهل هذا الاستحقاق يريده الرب ان يتم دفعه من المذنب أو البرىء بلا فرق ؟
نجد الاجابة : من يستطيع دفع الثمن فليتفضل ليدفعه حتى يزول غضب الرب ويصالح الانسان .
وهنا يفكر المسلم عميقا .....
كيف أقبل هذا على الله العادل الحكيم ...
هل الله محتاج الى ثمن يتم دفعه بغض النظر من الذي يقوم بدفعه ؟
هل الله يريد للعقاب أن يتم بغض النظر اذا عاقب بريئا أم عاقب مذنبا ؟
يقول المسلم : حاشاك يارب أن نقبل أن تكون أنت هذا نفسه الذي يبشرون به .
فأنت لا يمكن أن تعاقب بريئا لأن المذنب يجب ان يدفع الثمن لك لانك عادل ....
لأن العقاب عدله أن يكون علاقة مع المذنب ....
ولا يخلى سبيل المذنب الا بالمسامحة وبقاء الرب عادلا مع البرىء بأن لا يعاقبه لأنه لا يستحق .
لذا فاني أرى المشكلة أن التبشير يصور العقاب أنه استحقاقا لله وليس للمذنب !!!!
لذا فان الرب أدى العقاب بغض النظر انه عاقب مذنبا أو بريئا ....
لكن الاسلام بالله الحق يجعل العقاب استحقاقا فقط على المذنب وذلك قمة العدل ....
بينما لله الحكم أن يعاقب المذنب أم يعفو عنه ....
فليس في الاسلام ما يجعل الله يعاقب من أجل العقاب ....
وكأن الهدف والغاية هو العقاب ( كدفع ثمن لله ) بينما الوسيلة لا تكون عدلا عند معاقبة البرىء بدلا من المذنبين ....
وبتفكير المسلم العميق ....
يجد أن الفداء المتأخر يجعل ( قايين ) الذي قتل ( هابيل ) موضوع تساؤل ....
هل استفاد ( قايين ) من ذلك كله ؟
وقبل أى مشاركة .... فليفكر المسيحي حتى يعذر المسلم .....
ان الله لا يستحق أن ننسب له ذلك الظلم ....
المسلم لا يقبل أن يكون الله قابض الثمن عبر العقاب بغض النظر من الذي دفعه .....
فانه حسب الايمان المسيحي ....
كان على الفادي أن يتألم كثيرا ويتعذب و يسيل دمه في خطة أعدها الرب على البرىء ليخلص أمامه المذنب !!!!!!!
حاشا لله القدوس العادل الحكيم والمحب أن يكون الله قابضا لثمن أو معاقبا لا يهمه من الذي يتم عليه العقاب حتى يعفو .....
عذرا أحبابنا المسيحيين ....
أعذرونا ....
لا نحتمل تبشيركم أن الله هكذا هى حكمته وهكذا هو حكمه .....
لأن الله لا يحقق عدله عبر الظلم .....
ولأن الله ليس محتاجا لثمن من قادر على دفع الثمن ليخلص من هلاك الرب مذنب لازال الى اليوم يخطىء ولا زال قايين الى اليوم لم يسمع بعمل الخلاص حتى يدركه ويتوب ....
لذا فالظلم محيطا بفكرة الفداء من كل جانب كما ترون ....
فهل الله محتاج الى ثمن بغض النظر من الذي يؤديه الى الله ؟
وهل العقاب عنده هو الهدف دون النظر الى الوسيلة ان كانت عدلا أم ظلما وذلك حتى يعفو عن المذنب بجعله البرىء يتعذب ويتألم كثيرا ويموت ؟!
كل المسلمين موقنون أن الله غنى ونحن الفقراء له .....
فقراء لرحمته وعدله ومحبته ....
لذا فليس الله بقابض ثمن من البرىء حتى ينجو المذنب وينجو قايين ربما لأنه من العالم الذي أحبه الله وليس ابن الهلاك الذي استثناه الرب !
ودمتم سالمين .... واعذرونا ان نقبل على الله خطة أو حكما كهذا .
تبارك القدوس العادل الحكيم الودود الغني .
نسأل الله لكم الخير .....
أطيب الأمنيات لكم من نجم ثاقب .
واني هنا أتساءل ....
هل يوجد مناظر يدافع عن فكرة الفداء بما يوجب عدل الله ؟
هذه دعوة للمناظرة في الموضوع تحت مظلة الترحيب والتهذيب والموضوعية .....
آملا الاستفادة للجميع .....
نسأل الله خير الهداية للضالين والباحثين عن الحق .
فهل من مناظر فاهم وواثق في ايمانه ليحاورني ويناقشني في الموضوع ؟؟؟؟؟؟
أطيب الأمنيات من نجم ثاقب .
المفضلات