تحية طيبة وبعد
شخصية المسيح تحير العقول في فهمها إدراك ماهيتها
فطارت يقوم المسيح بأعمال إلاهية .... فنقول أنه الله
وطارت يقوم بأعمال لا يجوز أن يقوم بها الله بل هي للبشر فنقول لا يجوز أن يكون إله بل هو إنسان .
والحقيقة فإن أخوتي المسلمون معهم حق في أن يصيروا إلي هذه التساؤلات
فيقول كيف يكون المسيح ( وينام - ويأكل - ويشرب - ويتعب - ويضرب - ويصلب - ويبصق علي وجهه ............. إلخ )
وهذه ليست مشكلتهم وحدهم فالحقيقة كم من الهرطاقات التي قادها المسيحيون أنفسهم لعدم إدراكهم لكينونة المسيح هل هي إلله أم الله
كما أنه من ناحية أخري
قام المسيح بأعمال إلاهية ويوثق ذلك الإنجيل والقرآن أيضاً . وعليه
( فخلق - أقام - شفي - أطاعته الرياح - كان يقوم بالمعجزات من ذاته - صحح آيات بقوله أما أنا فأقول لكم - نسب لنفسه أنه إبن لله - قال عن نفسه أنه كائن قبل إبراهيم - قال أنه كان له مجد عند الله قبل كون العالم - وأنه سيدين العالم )
وكل هذه أعمال لا يستطيع القيام بها إلا الله .
فمن هو ذلك المسيح هل هو إله أم الله
والإجابة في تلك الآية ( عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد)
فالمسيح شخص واحد ولكنه يحتوي علي الله ( الله بكل قدراته وصفاته .... إلخ)
ولكنه صار له جسداً ( أي صار له جسم كأجسام البشر )
ولاحظ عزيزي أن ألآية دقيقة فلم تقل ( عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الإنسان .
أو الله صار إنسان )
بل الله ظهر في الجسد .
ولذا فالمسيح لم يكن إنساناً بل هل شبه بشريتنا كما قال الرسول بولس
والفرق كبير
فالإنسان : هو إبن لآدم وارثاً لخطية آدم ، وارثاً لطبيعة آدم الواقعة تحت الخطيئة ،
وارثاً لحكم الموت الذي صار لآدم ونسله . )
وهذا يقر به الإنجيل في قوله : فبخطيئة الواحد ( أي آدم ) إجتازت الخطيئة إلي الكثيرين وبالخطية الموت .
ويقر الإسلام في قوله : وأخطئ أدم فأخطأت ذريته وعصي آدم فصعيت ذريته .
الجسد : هو مجرد كيان مادي يلبسه الإنسان لكي يستطيع أن يحيي علي الأرض
ولاحظ أنه عند الموت يتخلص الإنسان من هذا الجسد ويبقي إنسان فيحاسب
في القبر . وينتظر في مكان الإنتظار وسيقف أمام الديان بجسد أخر خلاف
الجسد الذي عاش به علي الأرض . ونعرف الدليل من رسائل معلمنا بولس
( . 42هَكَذَا أَيْضاً قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. 43يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضُعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. 44يُزْرَعُ جِسْماً حَيَوَانِيّاً وَيُقَامُ جِسْماً رُوحَانِيّاً ) ( 1كو 15 : 42- 44 )
وعليه فالإنسان شئ وجسم الإنسان شئ أخر .
فمثلاً كان آدم في السماء بجسم يختلف عن جسمه هو شخصياً بعد أن نزل علي الأرض
فكان عريان ولا يبرد - عريان ولا يشتهي - عريان ولا يري عريه - يسمع صوت الله
ولا يخشي - ولكنه لما أخطأ خشي من صوت الله ............ إلخ
ولأن المسيح كان إله ظهر في الجسد أي ( ناسوت - لاهوت )
فقام المسيح بأعمال الله كاملة وهذا ما يفسر كونه قام بهذه الأعمال علي الرغم من أن له مظهر البشر ( جسد البشر ) .
وقام بأعمال ( لاحظ ودقق في قولي القادم )
هي أعمال الجسد وليست أعمال الإنسان ................. إذاي
سؤال : هل توجد أعمال للجسد . وهي ليست أعمال الإنسان ...؟؟؟؟ !!!!
الإجابة : نعم ... أأكد نعم ....
فاعمال الجسد هي الأعمال التي تتصل بالجسد وهذه لا تكون منها الخطية
فقام المسيح بها لكونها أعمال الجسد ولن تجعله يخطئ ولو كانت ستجعله يخطئ لم يكن ليفعلها حيث قال : ( من منكم يبكتني علي خطية )
ومعروف عنه في المسيحية والإسلام أيضاً أنه لم يخطئ أبداً علي الرغم من أنه قام بأعمال الجسد . ولو كان قد قام بأعمال الإنسان . لكان قد قام بفعل الخطيئة
وما أمثلة أعمال الجسد وليست هي أعمال الإنسان ( الأكل - الشرب - الذهاب إلي الغائط - السير - النوم - البصق ) وإليك الدليل
هل بعد إنتقال روح الإنسان من جسده ( تأكل - تشرب - تسير - تتعب - تنام ....إلخ )
لا يا عزيزي ..... أليس كذلك
تعليق : هذه الأعمال التي للجسد ولكن لا تجعل الإنسان يخطئ قام بها الله الظاهر في الجسد لسببين
1 - أنها أحتياجات الجسد . يفرضها الجسد الذي صنعه هو ويعرف أنه لن يعيش إلا بهذه الصورة .
2 - لأن هذه الأعمال لن تنجس الله لكونها لا تؤدي إلي فعل الخطيئة وعليه لا يري الرب فيها أي شئ يعيبه . فلا يعيب في نظر الله إلا الخطيئة ... الخطيئة فقط ....
وعليه فالسؤال كيف صنع المسيح وهو الله هذه الأعمال التي للجسد مردود عليه
لأن الله لن يستحي من فعل اي من أفعال الجسد لأنها لا تعد خطيئة .
وإليك مثال .
إن ولدت إمرأة لها زوج بولد ( وهذا عمل جسد ) فولد بشهوة الجسد وولد بالجسد
. .... ألخ ولكن هذا لا يكون لها عاراً . لأنه لم يكن بفعل خطيئة أي ليس المولود من زنا .
ففعل المضاجعة بين زوجين ليس خطيئة . وفعل الإنجاب ليس خطيئة .
علي الرغم ما فيهما من إتساخ عند المضاجعة أو الولادة وأغتسال من .. ومن ..
ولكنه علي الرغم من ذلك يظل فعلاً نظيفاً لا عار فيه .
ولكن ذلك الفعل لو كان من زنا أي أن يكون من شهوة دنستها الخطيئة فهنا العار
وعليه فليس هناك عار من عمل الأفعال التي تؤدي للإتساخ أو الضعف أو الوهن الجسدي .... يلم بالمسيح فعله لأنه يخص ذلك الجزء الذي ظهر فيه ( الجسد )
ولكن العار كل العار أن يكون فعل ما أدي به إلي خطيئة . ولأن ذلك لم يحدث
إذا ليس هناك عار أبداً قد مس المسيح
ويظل المسيح جسد ظهر فيه الله
ففعل أعمال الجسد لا أعمال الإنسان وعليه فليس هناك ما يجعل الإنسان عقله يلف حول كينونة المسيح أنه الله . وكان يبقي لك حق إن فعل أفعال الإنسان التي ورثها من آدم ( الخطيئة - الطبيعة الدنسه - النفس الآمرة بالسوء ..... إلخ . )
وهنا أري إني أزلت الشك في كونه الله .
ولتذكر يا أخي ما قلته في اول الموضوع ان المسيح قد قام بأعمال تثبت أنه الله
من أمثال :
( احياء الموتي بقوته هو فيقول - لعازر هلم خارجا - أيها الشاب لك أقول قم )
وشفاء المرضي بنفسه وبذاته حتي ولو كان له 38 عام مريض .
( الخلق : حيث خلق أعين المولود أعمي . وفي القرآن دليل كذلك )
أظن أن ما أردت أن أقوله قد أستوفيت وأنتظر التساءلات .
محب حبيب
المفضلات