انطلاق فضائية "أغابي" القبطية المصرية في عيد جلوس البابا شنودة
القاهرة - خدمة قدس برس في 12 نوفمبر/ تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية الاثنين 14 تشرين ثاني (نوفمبر) 2005 ببدء البث التجريبي لقناة "أغابي"، التي تتخذ من الكاتدرائية المرقسية مقرا لها، على القمر الصناعي الأمريكي "تليستار"، وذلك بمناسبة يوم عيد جلوس قداسة البابا شنودة الخامس والثلاثين، في الوقت الذي نفى فيه الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف ما تردد بشأن سعي الأزهر لامتلاك قناة فضائية.
وأكد الأنبا بطرس الأسقف العام والمشرف على القناة، أن القناة، التي سوف يتبعها ثانية باسم "كوبتس سات"، "رعوية" تهتم بالأقباط داخل مصر وخارجها، وتركز على التراث والطقوس والعقيدة والسلوكيات المسيحية. وقال لمجلة /المصور/ المصرية إن القناة تعبر عن صوت الكنيسة المصرية النابض بمشاعرها الوطنية، وتعايشها مع الآخرين داخل مصر وخارجها، تجاه قضايا الوطن والكنيسة والمجتمع.
كما أكد الأنبا مرقص أحد نواب البابا شنودة أن القناة الفضائية المسيحية، التي سترعاها الكنيسة "ليست تبشيرية، لأنها تستهدف المسيحيين لتعريفهم أمور دينهم"، فيما أرجع الأنبا بسنتي بث القناة لأسباب تتعلق بالمناخ الإصلاحي في مصر، مؤكدا أنها لدعم الموقف السياسي المصري، وكذلك الفكر الإصلاحي، الذي تنادي به مصر الآن"، حسبما قال.
في حين أكد القس (بيشوى الأنطوني) المدير التنفيذي للقناة، أن الكنيسة اختارت القمر الصناعي الأمريكي "تليستار"، عقب رفض شركة "نايل سات" المصرية استضافة القناة على القمر المصري، وفضلت الكنيسة القمر الأمريكي "تليستار" عن القمر الأوروبي "هوت بيرد"، لأن الأخير تبث من خلاله قنوات إباحية كثيرة.
وأكد القس بيشوى، أن القناة قائمة على مبدأ أساسي وهو عدم مهاجمة الآخرين، وأنها لن تتناول المشكلات القبطية السياسية، لأنها قناة دينية بحتة، تركز على التراث والفن القبطي. وقال إن تمويل "أغابي" يعتمد على تبرعات الأقباط.
نايل سات لم ترفض!
وردا على ما أكدته مصادر قبطية بشأن رفض شركة القمر الصناعي المصري (نايل سات) بث القناة القبطية، نفى أمين بسيوني رئيس مجلس إدارة الشركة هذا الأمر. وقال إنه لم يتلق أي طلبة من الكنيسة للبث على القمر المصري.
إذ قال بسيوني في تصريح لمجلة /المصور/ نشرته الجمعة 11 تشرين ثاني (نوفمبر) 2005 "بصفة عامة، القنوات الجديدة تتقدم إلى المنطقة الحرة بمدينة الإنتاج الإعلامي، الذي يرأس مجلس إدارتها رئيس هيئة الاستثمار، ويحكم الترخيص لهذه القنوات ثلاثة ضوابط هي: ألا يكون محتوى القناة جنسيا، أو يدعو للعنف والتعصب أو الحزبية". وأكد أن الشركة لا يهمها بعد ذلك محتوى القناة.
ويتردد بين الأوساط القبطية أن رفض بث القناة المسيحية "أغابي" على القمر الصناعي المصري، ربما يعود لعدم رغبة شركة "نايل سات" في فتح الباب أمام القنوات الدينية للبث على القمر المصري، وأن فتح الباب أمام القنوات المسيحية، التي بدأت تتنافس فيها بينها، سوف يدفع أطراف مسلمة، في مقدمتها الأزهر الشريف لطلب بث قناة أزهرية على القمر المصري.
ويؤكد المسؤولون عن قناة "أغابي"، وهو أسم قديسة مسيحية، في موقع القناة على الإنترنت أنها أول قناة فضائية قبطية أرثوذكسية مصرية، تتحدث عن التراث والطقوس والعقيدة والعبادة والسلوكيات المسيحية الأرثوذكسية، والعمق الروحي والرعوي للكنيسة، وأنها "تعبر عن صوت الكنيسة المصرية العريقة، النابض بمشاعرها الوطنية، وتعايشها مع الآخرين، داخل مصر وخارجها، كما تعبر عن أحاسيس الكنيسة تجاه قضايا الوطن والكنيسة والمجتمع".
ويشرف على هذه القناة لجنة منبثقة من المجمع المقدس المصري، مكونة من خمسة عشر عضوا، برئاسة البابا شنودة الثالث، وعضوية المطارنة والأساقفة. وتؤكد القناة أن هدفها هو نشر الوعي المسيحي، عن طريق تقديم الرعاية الروحية والرعوية للأقباط في مصر والخارج، وتكوين صلة ربط ووصل بين كافة الأقباط في مصر والعالم، ونشر التراث القبطي للكنيسة، من تاريخ ولغة وفنون، ودعم السياحة الدينية في مصر، عن طريق تقديم برامج تسجيلية عن الأديرة والكنائس الأثرية، ورحلة العائلة المقدسة لمصر.
أما المسؤولون عن "كوبتيس سات" أو "المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فيؤكدون أن المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أنشئ في 20 كانون ثاني (يناير) 2002 تحت رعاية البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبرئاسة الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة وتوابعها، وعضوية كل من الأنبا يؤانس، سكرتير قداسة البابا شنودة الثالث، والأنبا موسى أسقف عام الشباب، والأنبا دانيال أسقف المعادي، ونخبه من أبرز الإعلاميين والفنانين.
ويؤكد أن أهداف المركز هي "إنتاج البرامج والمسلسلات والترانيم التليفزيونية، لتصل إلى أكبر عدد من المشاهدين، وإنتاج الأفلام السنمائية الدينية التي تبرز حياة القديسين، وتدعم القيم المسيحية، والمحافظة على التراث الكنسي، من خلال وجود مكتبة موثقة (بالصوت والصورة) لأديرتنا وكنائسنا وتراثنا المسيحى".
وردا على سؤال "لماذا مركز إعلام للكنيسة؟"، يؤكد القائمون عليه أن "المجتمع يمتلئ الآن بأعمال كثيرة للشيطان، وينشط عمله وسط المغريات الكثيرة، التي تتعرض لها الأسرة المسيحية، وخاصة شبابنا وبناتنا .. ولأن الأرقام تقول إن عدد المترددين على الكنائس بأقصى تقدير 10 في المائة من مجموع الشعب المسيحي، بينما عدد المشاهدين للتليفزيون يتخطى الـ 90 في المائة، ومن هنا كان لابد لكلمة الرب أن تصل إلى كل الناس".
الأزهر لا ينوي امتلاك فضائية
وبخلاف الكنيسة القبطية، لا ينوي الأزهر الشريف امتلاك قناة فضائية خاصة به. إذ أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أنه لا توجد نية لامتلاك مؤسسة الأزهر لقناة تليفزيونية لخدمة القضايا الإسلامية، والتعريف بمنهج الأزهر في التعامل معها، قائلا إن هذا المشروع يحتاج لإمكانيات مادية وفنية عالية، منوها إلى أنه تتم إذاعة البرامج الدينية الإسلامية في القنوات التليفزيونية المختلفة، سواء الأرضية أو الفضائية، ولا توجد حاجة فعلية لامتلاك الأزهر لقناة تليفزيونية خاصة.
وحول إمكانية امتلاك هذه القناة لنشر المفاهيم الصحيحة في الدين الإسلامي، والرد على فتاوى القنوات الفضائية لغير المتخصصين، قال طنطاوي لمجلة /المصور/ الحكومية المصرية "إننا نعمل في الأزهر على التعريف بحقائق الدين الإسلامي للجميع، ونشر مبادئه السمحة المعتدلة، إلا أنني لا أملك في نفس الوقت تكميم أفواه القنوات الفضائية".
وأضاف "كل ما أستطيع القيام به لمواجهة فتاوى الفضائيات لغير المتخصصين أن أوضح الأمور الصحية في حالة الخطأ، وأن أشكر المجتهد، ولا أستطيع أن أمنع غير المتخصصين من الظهور على هذه القنوات، إلا أنني أدعو المسؤولين عنها إلى مراعاة الدقة في اختيار الذين يتحدثون باسم الدين".
المصدر هنا
المفضلات