-
ما هي أسرار هذه الآية [وأن تصوموا خير لكم]؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :salla-s:
إن لله سبحانه وتعالى الحكمة البالغة فى خلقه وشريعته ,لم يخلق العباد لعبا ولم يتركهم سدى ,ولم يشرع لهم شرائع عبثا بل خلقهم لأمر عظيم وهو عبادته سبحانه وبين لهم الصراط المستقيم ,وشرع لهم الشرائع ليحققوا تلك العبادة ويزدادوا بها إيمانا ,فما من عبادة شرعها الله تعالى لعباده إلا فيها من الحكم الشيء الكثير علمها من علمها وجهلها من جهلها
فلصوم ثمرات هي:
1 ـ إظهار العبودية لله تعالى
أول حكم الصيام و أعظمها إظهار العبودية لله تعالى ,حيث يترك العبد محبوباته ومشتهياته من طعام وشراب وغيرها فيظهر صدق إيمانه وكمال عبوديته لله تعلى وقوة محبته له ,فإن الإنسان لا يترك شيئا يحبه إلا لأجل ما هو أعظم حبا عنده ,ولما علم المؤمن أن رضا الله سبحانه فى الصيام بترك شهواته المجبول عليها على محبتها قدم رضا مولاه على ما تريده نفسه وتهواه.
2ــ تحقيق تقوى الله تعالى
ومن مقاصد الصوم تحقيق التقوى كما:
يا أيّّها الذين آمنوا كتب عليْكم الصيام كما كتب على الّذين من قبلكم لعلكم تتقون )(البقرة 183)
وحقيقة التقوى أن تجعل بينك وبين النار وأسبابها وقاية كما قال رسول الله :"الصيام جُنّةٌ"(متفق عليه)
جنة يستجن بها من النار ,وحد التقوى ,فعل المأمور وترك المحضور فإذا كان المؤمن صائما فإنه كلما همّ بمعصية تذكر أنه صائما فيمتنع عنها
وكذالك فإن من أثر الصيام أن مجارى الدم تضيق بسبب الجوع والعطش ,وذلك يقلل من نشاط الشيطان الذي يجري من إبن أدم مجرى الدم ,ولأجل هذا المعنى قال النبي :"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (رواه البخاري).وقد كان السلف الصالح رحمة الله عليهم إذا صاموا قعدوا في المساجد ,وقالوا:نحتفظ بصومنا ولا نغتاب
3 ــ فرصة للتوبة وتجديد العهد
الصيام هو توبة وإنابة إلى الله تعالى ,والإقلاع عن المعاصي وتجديد العهد مع الله قال :"أتاني جبريل فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قلت آمين ."(صححه إبن حبان ) وإن شهر رمضان فرصة لكل مؤمن بجوه الإيماني للإقلاع عن ذنوبه ,وإن الله يفرح بتوبة ,بل هويبسط يده بالليل والنهار لمن أراد الأوبة والرجوع ,وعليه أن يحقق شروط التوبة حتي تكون مقبولة عند الله تعالى من إقلاع والندم على ما فات والعزم على أن لا يعود للذنب ,
4 ــ الصيام مطهرة من الذنوب
وجعل الله تعالى شهر رمضان محطة للتطهير من الذنوب السابقة فقال النبي :"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات مابينهن إذا إجتنبنا الكبائر "(مسلم)وإذا تحقق الإخلاص الكامل فيه كان كفارة لجميع الذنوب كبيرها وصغيرها قال :"من صام رمضان إيمانا وإحتساب غفر له ما تقدم من ذنبه "(متفق عليه)
5ــ الصبر على الطاعة
من حكم الصوم تعلم الخلق الصبر ,بل إن رمضات شهر الصبر فيه نتعلم الصبر على فعل الطاعة وعلى ترك المصية وفيه نصبر على الصلاة في قيام الليل فلا نعجز عن الفريضة فيه ولا في غيره ,ولأجل ذلك جعل الله تعالى أجر من أخلص فيه أجر الصابرين , :(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)وقال :"كلّ عمل إبن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عزّوجلّ إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزي به "
6ــ إكتساب الحلم ومحاسن الأخلاق
والصوم مدرسة نتعلم فيها خلق الحلم والصبر على الناس وترك الغضب قال ":::إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إنّي صائم
"(متفق عليه)
فالصيام هو مدرسة لحسن السيرة والسلوك وليس كما عهدنا من بعض اللذين لا خلق ولا أخلاق لهم متى جاء شهر الصوم إزداد صراخهم وشجارهم ورفثهم وجهلهم
7ـ ترويض النفس وضبطها ومن ثمرات الصوم التمرن على ضبط النفس والتحكم فيها وإكتساب القوة على إمساك بزمامها وتوجيهها إلى مافيه خيرها وسعادتها ,فإن النفس ميالة للدنيا وشهواتها وأمارة بالسوء ,وإذا أطلق لها العنان أوقعت صاحبها في المهالك
وإذا ملك زمامها تمكن من قيادتها إلى أعلى المراتب وأسنى المطالب :"(وأمّا من خاف مقام ربه ونهى النّفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)"(النزعات :40 ـ41)
8ــ كسر الشهوة
ومن حكم الصيام كسر الشهوة الحيوانية فى الإنسان ,والدليل على ذلك قول النبي
:"يامعشر الشباب من أستطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطيع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"(متفق عليه)فجعل الصوم كالخصاءالذي يقضي على الشهوة ويزيلها .
9ــ نيل التواضع
ومن حكم الصوم كسر النفس والحد من كبريائها حتى تخضع للحق وتلين ,فإن الشبع والري ومباشرة النساء يحمل كل منها على الأشر والبطر والعلو والتكبر على الخلق وعن الحق
10 ــ الصوم مدرسة الإخلاص
الصوم مدرسة الإخلاص ,والصدق مع الله تعالى ذلك أن الصوم كف وترك ليس فيه عمل يشاهد وجميع الطاعات الظاهرة ترى وتشاهد إلا الصوم فلا يراه إلا الله عزوجل لأنه عمل يخفى على الناس ,ولهذا في الحديث القدسي "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" (متفق عليه)
11 ــ بلوغ مرتبة الإحسان
الصيام يدرب العبد على دوام مراقبة الله تعالى في الأقوال والأعمال ,بحيث يشعر في كل لحظة من يومه بأن الله يراه ,ومن حقق ذلك فقد بلغ مرتبة الإحسان التي قال عنها الرسول:"أن تعبد الله كأنك تراه ,فإن لم تكن تراه فإنه يراك ".
12 ــ تعلم الورع
فالصوم يعلمونا الورع وهو الإحتياط فى أمر الدين والعبادة ,ومنه إجتناب المتشابهات والمكروهات وذرائع الحرام وما هو مختلف فيه بين أهل العلم ,فإننا إذا صمنا ترك مبطلات الصيام المتفق عليها والمختلف فيها كالحجامة ,وما هو ذريعة للإفطار كالمبالغة في الإستنشاق عند الوضوء والسباحة والدواء الذي يوضع في العين والأذن .
13 ـ تحقيق الزهد في الدنيا
ونتعلم من الصيام أيضا معني الزهد ,إضافة إلى الزهد الواجب وهوالزهد في الحرام ,فإننا نزهد في الكثير من المباح بالتقليل من ملاذ الدنيا والإعراض عن زخرفها,فإننا نقلل الطعام ومواعيده ونكثر من الصدقات والقربات
على عكس الذين يغتنمون هذا الشهر رمضان للإسراف والتبذير فيتسابقون إلى الأسواق للتسوق لتحضير كل ما لذى وطاب بدل التسابق إلى فعل الخير وإعانة الفقراء وإكثار من الطاعات والذكر ويفرغون بذلك صيام من معناه الروحي والصحي
14 ـ تزكية النفوس
ومن حكم الصوم أن القلب يتفرغ للفكر والذكر فيزكو بذلك ويلين ,لأن تناول الشهوات على الدوام والإكثار منها يستوجب الغفلة ’وربما أقست القلب وأعمته عن الحق,وقد أرشد النبي إلى الإقتصاد في الطعام وفي الشراب فقال :"ما ملأ آدمي وعاء شرّا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه "(ابن ماجة وترميذي وصححه ).
قال الداراني :"إن النفس إذا جاعت وعطشت صفا القلب ورق وإذا شبعت عمي القلب "
:(قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسّاها)
15 ــ شكر النعم ورحمة الفقراء
في شهر رمضان تزكو النفس وترق القلوب وترحم الفقراء ,فإن الغني يعرف فيه قدر نعمة الله عليه بالغنى ويشعر بحال من حَرمها من الناس ,فيحمد الله تعالى على هذه النعمة ويشكره على تسيرها ,ويدفعه ذلك ‘إلى مساعدة إخوانه من الفقراء الذين ربما بات أحدهم طاويا جائعا ,فتتحرك نفسه نحو الصدقة والإغاثة ,ولذلك "كان رسول أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة"(متفق عليه)
16 ــ المنافسة في الخير
رمضان شهر الجد والإجتهاد والمنافسة في الخيرات وفرصة للتجارة الرابحة مع الله تعالى ,وكان بعض السلف يشعرون بهذا المعنى فإذ انقضى رمضان يقولون :"رمضان سوق قام ثم انفض ,ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر "
17 ــ الإبتلاء الموجب لعظم الجزاء
من أعظم الحكم الإبتلاء الذي من نجح نال عظيم الجزاء من نيل رضوان الله ودخول جنته ,قال :"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي ربَ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان" (رواه أحمد وصححه الألباني )
وقال :"إن في الجنة بابا يقال له الرّيّان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لايدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد" (متفق عليه)
قال النبي لمن قال له دلني على عمل أدخل به الجنة :" عليك بالصوم فإنه لا مثل له (رواه النسائي وصححه ابن حبان)
18 ــ الصحة والحمية
وللصيام آثار صحية شهد بها الطب القديم والحديث تحصل بتقليل الطعام وإراحة جهاز الهضم طول النهار ,وقد قال الأطباء :"المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء"
فهل أكتشف العلم الحديث السر في قوله تعالى:007"(وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )"
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 22-10-2012 الساعة 09:21 AM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة يوسف فارس في المنتدى استفسارات غير المسلمين عن الإسلام
مشاركات: 12
آخر مشاركة: 15-10-2012, 02:52 PM
-
بواسطة pharmacist في المنتدى المنتدى الطبي
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 30-07-2011, 01:17 PM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-03-2010, 02:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات