بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أتعجب في أيامنا هذه من تشدق النصارى بلفظ المحبة ويتجاهلون سيفهم غدرهم وشرهم إذا سنحت لهم الفرص وتمكنوا من المسلمين الآمنين, فسيكون هذا عملهم كما يصور لنا الصليبي وليم الصوري مصاحب الحملة الصليبية علي الشرق الإسلامي, وقد رأيت أن أذكر القصة بالنص من روايته حتى لا يتجني علينا أحد من رواد المحبة المزعومة.
أولا: ترويع الآمنين وعمل المذابح في المدينة دون تمييز بين صغير وكبير امرأة ورجل:
".... وانطلقوا هنا وهناك علي دروعهم ومعافرهم, وراحوا يذرعون شوارع المدينة مشرعين سيوفهم فاتكين بكل من يصادفون من الأعداء, لا يراعون في ذلك عمراً ولا وضعاً, فكان في كل ناحية مذبحة مروعة, وفي كل ركن أكوام من الرؤوس المقطوعة, حتى استحال السير في كل الأماكن, أو الانتقال من موضع إلي آخر إلا علي جثث القتلى.
وكان الزعماء قد شقوا طريقهم إلي وسط المدينة سالكين طرقاً مختلفة, ومرتكبين من المذابح في أثناء تقدمهم مالا يمكن التحدث عنه, ونهج نهجهم جميع الناس الظامئين إلي دماء العدو, والذين لا قصد لهم سوي التدمير....".
ثانياً: تشكيل فرق من العصابات الصليبية لبث الدمار في المدينة:
"...ومشت هذه الجموع وحدة واحدة مسلحة تمام التسليح, وانتشرت في كل ناحية من نواحي وسط المدينة, وليس لها من هدف سوي بث الدمار المخيف...فهربوا(المسلمون) إلي نواحي أخري من المدينة ظانين أنهم بذلك قد فروا من الموت. لكن تصدت لهم هذه الجموع, وهكذا فأنهم بينما كانوا يحاولون تجنبscylla إذا بهم يقعون في ما هو أشد خطراً منها ألا وهو خطر chardydis وشهدت أرجاء المدينة مذبحة فظيعة الشناعة, وكان الدم المسفوك مخيفاً, حتى أن المنتصرين أنفسهم ساورهم الإحساس بالخوف وشعروا بالتقزز...".
ثالثاً: عدم مراعاة الصليبيين لمقدسات وحرمات المسلمين وقتل كل من احتمي بالمسجد:
"...فر الجانب الأكبر من الناس إلي فناء المسجد لوقوعه في موضع قاص من المدينة كان محصناً أشد التحصين بسور وأبراج وأبواب, لكن فرارهم أعلي هناك لم يسعفهم بالخلاص إذ سرعان ما اقتفي "تانكرد" أثرهم علي رأس معظم رجال الجيش الذين اقتحم بهم المسجد, وأعمل مذبحة شرسة حمل بعدها معه كميات كبيرة من الذهب والفضة والجواهر...
أما القادة الآخرون فقد ترامي إلي علمهم بعد فتكهم بكل من صادفهم في شتي نواحي المدينة أن الكثيرين قد فروا إلي أطراف المسجد الطاهر, فأسرعوا كما لو كانوا علي اتفاق فيما بينهم وانطلقوا يتعقبونهم ودخل المسجد حشد من الفرسان والمشاة فذبحوا ذبح الشاة كل من لجأ إلي هنا يبتغي الحماية, واعملوا القتل فيهم لم تأخذهم رحمة بأحد ما, حتى فاض المكان كله بدماء الضحايا.
رابعاً: الكذب علي ربهم:
"...وكان ذلك قضاء عادلاً من الرب أمضاه في من دنسوا هيكل السيد بشعائرهم الخرافية وحرموا شعبه المؤمنين, فكان لابد لهم من أن يكفروا عن خطيئتهم بالموت, وأن تطهر الأماكن الأماكن المقدسة بدمهم المهراق...".
خامساً: التظاهر بالمشاعر الكاذبة من تمثيلهم بجثث المسلمين:
"...كان من المستحيل أن يطالع المرء كثرة القتلى دون أن يستولي عليه الفزع, فقد كانت الأشلاء البشرية في كل ناحية, وغطت الأرض دماء المذبوحين, ولم تكن مطالعة الجثث وقد فارقتها رءوسها ورؤية الأعضاء المبتورة المبعثرة في جميع الأرجاء هي وحدها التي أثارت الرعب في نفوس جميع من شاهدوها, بل كان هناك ما هو أبعث علي الفزع ألا وهو منظر المنتصرين أنفسهم وقد تخضبوا بالدماء فغطتهم من رؤوسهم إلي أخمص أقدامهم, فكان منظراً مروعاً بث الرعب في قلوب من قابلوهم, ويقال: أنه قتل في داخل ساحة المسجد وحدها عشرة آلاف من المارقين, بالإضافة إلي أن القتلى الذين تناثرت جثثهم في كل شوارع المدينة وميادينها لم يكونوا أقل عدداً ممن ذكرناهم...".
سادساً: عدم ترك الفارين من هول المعركة:
"...وانطلق بقية العسكر يجوسون خلال الديار بحثاً عمن لازال حياً من التعساء الذين قد يكونون مختفين في الأزقة والدروب الجانبية فراراً من الموت, فكانوا إذ عثروا عليهم سحبوهم علي مشهد من الناس وذبحوهم ذبح الشاة.
سابعاً: السطو علي البيوت وقتل أهلها وسرقتهم وانتزاع منازلهم:
"...وجعل بعض العسكر من أنفسهم عصابات انطلقت تسطو علي البيوت ممسكين بأصحابها ونسائهم وأطفالهم, وأخذوا كل ما عندهم, ثم راحوا يقتلون البعض بالسيف, ويقذفون البعض الآخر من الأمكنة العالية إلي الأرض فتتهشم أعضائهم ويهلكون هلاكاً مروعاً.
ومضي كل مغتصب يدعي أن البيت الذي اقتحمه إنما هو ملك خاص له بكل ما احتواه...ومضوا يحطمون مساكن العدو, ويعلق كل منتصر منهم علي مخل البيت الذي اغتصبه مجنه وسلاحه حتى لا يتوقف بالمكان من يمر به بل عليه أن يجاوزه فقد صار ملكاً لغيره...".
(راجع: تاريخ وليم الصوري, ج 2, القاهرة 1998م, ص ص 124- 128).
إننا لنجد أن نصارى الماضي لا يختلفون عن نصاري الحاضر, فهم تربوا علي الحقد والكراهية من خلال تعاليم كتبهم وآبائهم.
وهذا دأبهم في كل بلد يسيطرون عليها, وحدث مثل ذلك في الأندلس, وحتى في الأمريكتين, كما لا يخفي علينا الخراب الذي نشروه في الحربين العالميتين.
هل هذه المحبة في كتابكم أيها النصارى؟
أم السيف؟
إنجيل متي
"10: 34 لا تظنوا أنى جئت لالقي سلاما على الأرض ما جئت لالقي سلاما بل سيفا".
نعم هم يتغنون بالمحبة ويستخدمون السيف!!!
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
..
المفضلات