بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد
فى الحقيقة أكتب هذا الموضوع على استحياء لعلمى بأن العقيدة النصرانية قد تمت مناقشتها من جميع الجوانب على هذا المنتدى الرائع .
وليقينى بأننى مهما كتبت وأفضت فى القول فلن أبلغ ما بلغه القائمون عليه من علم وبلاغة ولن أذكر أسماء كى لا أنسى أحدًا ولكنكم جميعًا أثبتم أنكم أسود الإسلام ورجال الدعوة بحق فكل ما أرجوه أن تقبلونى تلميذة مبتدئة استفادت منكم الكثير ولا تزال .
لقد سمعت كثيرًا منذ طفولتى عن أقوال النصارى وما يدعونه ويفترونه على المسيح عليه السلام ولم أقتنع بما يزعمون مطلقًا إلى أن شاهدت فيلم "آلام المسيح" الذى يحكى الأحداث التى مر بها المسيح خلال الاثنتى عشرة ساعة الأخيرة وشعرت بآلام نفسية تدمى القلب فاستهزاؤهم بالله تبارك وتعالى وصل إلى أبعد الحدود ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأريد أن أقول إن هذا الفيلم الذى صنعوه بأيديهم يؤكد أن المسيح عليه السلام إنسان وليس إلهًا كما يزعمون وفيما يلى بعض المواقف من الفيلم التى تدل على ذلك وما قمت بتلوينه باللون الأحمر هى جمل موجودة فى الفيلم على لسان المسيح نفسه .
ففى بداية الفيلم يظهر المسيح يصلى لله ثم ينادى بطرس وباقى أتباعه وقد بدا عليه الإعياء فيقول لهم : أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة ؟ فيقول يوحنا : سيدى ماذا حدث لك ؟ هل ينبغى أن أستدعى الآخرين ، ربى ؟ فيقول المسيح : لا يوحنا ، لا أريد أن يرونى فى مثل هذه الحالة . ثم ينصرف عنهم ويقول لهم : صلوا .
هل كان يطلب منهم أن يصلوا له أم لله ؟؟ أترك لكم الجواب
ثم يظهر المسيح متوجهًا إلى السماء ويقول : اسمعنى يا أبتاه ، تمجد ودافع عنى ، أنقذنى من الفخ الذى نصبوه لى ، احمنى يا ربى ، إنى أثق بك ، ألجأ إليك .... أبى أنت تستطيع أن تفعل كل شىء ، إن شئت أن تجيز عنى هذه الكأس ، ولكن لتكن إرادتك لا إرادتى .
ثم يأتى المشهد بين يسوع وأمه فتنادى عليه ثم تقول له : هل أنت جائع ؟ فيقول : نعم ، أنا جائع .
وحيمنا وضعوه على الصليب ودقوا المسامير فى يديه وقدميه قال : اغفر لهم يا أبتاه ... أبتاه ، أبتاه ، يا إلهى ، إنهم لا يعلمون .. إنهم لا يعلمون .
وعندما نصبوا الصليب قال : اغفر لهم يا أبتاه ، إنهم لا يعلمون ماذا يفعلون .
ثم قال : أنا عطشان .
ثم : إلهى إلهى .. لماذا تركتنى ؟ ثم اتجه ببصره إلى السماء وقال : يا أبتاه فى يديك أسودع روحى .
ومات الله على الصليب ... أستغفر الله وحاشا لله وحسبنا الله ونعم الوكيل .
ناهيك عن مشاهد الضرب منذ بداية القبض عليه ومحاكمته مكبلاً بالسلاسل الحديدية ثم جلده وصلبه وما تخلل ذلك من إهانات وشتائم وسخرية ووقوعه على الأرض عدة مرات وعدم قدرته على حمل صليبه فساعده أحد اليهود وحمله معه بعد أن أجبروه على ذلك ...
أين مظاهر ألوهية المسيح فى الفيلم ؟؟ لا يوجد سوى المشهد الأخير لقيامة المسيح وهنا أسألهم : هل رأيتموه يقوم وكان قيامه بهذه الكيفية ؟؟ أم أن ذلك مجرد تخيل واجتهاد ؟؟ وما دليلكم على قيامته ؟
ثم إن لى – بعيدًا عن الفيلم – أسئلة لا أجد الرد عليها :
* إذا كان المسيح قد جاء ليكفر عن خطيئة آدم التى ورثها البشر فلماذا جاء فى ذلك الوقت بالتحديد سنة 33 ميلادية حيث يقولون إن المسيح لما صلب كان عمره 33 سنة ؟؟
فإن العقل يقول إن التكفير عن الخطيئة يكون بمجرد حدوثها أى بعد أن أقدم آدم على المعصية مباشرة أو يكون بعد انتهاء الحياة الدنيا أى يوم القيامة أو يوم الدينونة كما يسمونه إذا اعتبرنا أن الدنيا دار عمل فقط والآخرة دار حساب (وتكفير عن الخطايا) .
* وإذا كان المسيح يكفر الخطايا ويفدى البشرية بنفسه إذن فكل شىء مباح فكأنه يقول لهم افعلوا ما شئتم وستجدوننى المخلص لكم كما فعلت مع آدم من قبلكم . فأين التكليف ؟؟ وأين ثواب المحسن وعقاب المسىء ؟؟
* ربما تكون عبادتهم للمسيح عليه السلام بسبب ما يشعرون به من تعاطف معه (أو بمعنى أصح مع من ألقى عليه شبهه) لما مر به من تعذيب وإهانة وصولاً إلى مرحلة الصلب على أيدى اليهود وذلك دفاعًا عن العقيدة وفداءً لهم .
فأنا شخصيًا لو رأيت مشهد تعذيب لأى إنسان لا أستطيع نسيانه وأظل متأثرة به مدة طويلة .
ولكن ... هل يعنى ذلك أن يعبدوه ؟ هل هذا هو التعويض الذى يقدمونه له ؟؟
إننا نرى ونسمع كل يوم عن مشاهد التعذيب الوحشى الذى يستخدم أبشع وأحدث الوسائل فى سجون أبو غريب وجوانتنامو وغيرها ، وهؤلاء يتم تعذيبهم حتى الموت بسبب عقيدتهم وتمسكهم بالإسلام ودفاعهم عنه فهل يعنى هذا أن تعاطفنا معهم وحزننا عليهم يجعل من حقهم علينا أن نعبدهم لأنهم يدافعون عنا وعن ديننا ؟؟
* ولو افترضنا أن ما يقولونه صحيحًا عن أن المسيح قد فدانا بنفسه وكفر عنا خطيئتنا فلماذا يكون ذلك الفداء على أيدى البشر الخطائين أنفسهم ؟؟ ألا يكفى ما فعلوه منذ البداية وارتكاب المعصية ؟ ألم تكن هناك وسيلة أخرى للتكفير عن الخطايا غير تلك الطريقة الظالمة ؟
ومن يكفر عن البشر تلك الخطيئة التى ارتكبوها بحق المسيح حينما صلبوه ؟؟
فهى فى رأيى خطيئة أكبر وأفظع من خطيئة آدم التى كانت السبب الأساسي للصلب .
* إن العقل البشرى بفطرته لا يضع الله فى هذه الصورة المهينة التى يتشدقون بها فالله الخالق له صفات العظمة والعلو والهيبة حتى إن بعض البشر حينما انحرفت أهواؤهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فادعوا الألوهية كفرعون مثلا حينما قال "أنا ربكم الأعلى" وضع نفسه فى الصورة القوية ذات الهيبة ولم يفكر كما فعل النصارى بإلههم الضعيف الذليل المبصوق فى وجهه والمصفوع على قفاه . فما بالكم بالفطرة السليمة التى تعرف للكون خالقًا واحدًا له قدسيته وجلاله !
فهل هم فعلاً مقتنعون بما يقولون ؟؟؟
اللهم اهد النصارى وأنر قلوبهم واشرح صدورهم للإسلام إنك على كل شىء قدير .
المفضلات