بسم الله الرحمن الرحيم
هذه صفحة للحوار الثنائي بين الضيفة ماريان جرجس والأخوة Eng.Con و Doctor X فالرجاء عدم الكتابة في هذه الصفحة إلا من قبل المتحاورين ... وسنقوم بفتح صفحة للتعليقات بإذن الله تعالى
نسأل الله تعالى التوفيق للجميع
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه صفحة للحوار الثنائي بين الضيفة ماريان جرجس والأخوة Eng.Con و Doctor X فالرجاء عدم الكتابة في هذه الصفحة إلا من قبل المتحاورين ... وسنقوم بفتح صفحة للتعليقات بإذن الله تعالى
نسأل الله تعالى التوفيق للجميع
سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى أَرَقُّ ....ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ
ومَعْذِرَةَ اليراعةِ والقوافي .... جلاءُ الرِّزءِ عَنْ وَصْفٍ يُدَّقُ
وذكرى عن خواطرِها لقلبي .... إليكِ تلفّتٌ أَبداً وخَفْقُ
تسجيل مرور وترحيب بالضيفة الكريمة
مرحبا بضيفتنا الفاضلة ماريان
وأشكر لك جدا ثقتك فينا واختيارك لنا
أنا وأستاذى الحبيب Eng.Con
وأتمنى على الله تعالى أن ترتاحى إلى الحديث معنا
وأن يكون حوارنا هادفا مثمرا
وأن يهديك الله إلى ما فيه صلاح الدارين
الدنيا .... والآخرة
تقبلى احترامى وشكرى وتقديرى العميق
واستكمالا لما بدأناه معا
أضع أمام حضرتك نبذة مختصرة عن حد الردة وأحكامه
لكى تكون الصورة واضحة جلية .....
-----------------------------------
الردة والخروج من الإسلام تنقسم إلى أقسام ثلاثة فقد تكون بالقلب (الإعتقاد) أو اللسان (القول) أو الفعل (المحاربة والجهر والتحدى) :
1- الردة بالقول : ولها مظاهر عديدة مثل :
* سب الله عز وجل
* سب دين الإسلام
* سب الرسول عليه الصلاة والسلام
* الطعن في سيرة الرسول وأخلاقه ونسبه
* السخرية والإستهزاء بشخص الرسول الكريم
* سب أمهات المؤمنين والتشنيع عليهن
* السخرية من الإسلام وأحكامه وشرائعه وسننه أو اعتباره دينا رجعيا متخلفا يدعو إلى الجمود ويحرض على الإرهاب غير صالح لهذا الزمان
وغير ذلك من صور الشرك القوليه
2- الردة بالإعتقاد : ولها مظاهر عديدة مثل :
* إعتقاد الشريك لله تعالى وأن أحداً يملك الضر والنفع غير الله أو أن غيره يملك التصرف في شيء من هذا الكون أو أنه يستطيع أن يغير القضاء والقدر أو أن يخلق أو أن يرزق أو أن يشفى
* إعتقاد ما يخالف ثوابت الدين كالذي يعتقد أن اليهودية أو النصرانية اليوم ديانة صحيحة يمكن للناس أن يتدينوا بها أو الإعتقاد بأن هناك نبياً بعد محمد صلى الله عليه وسلم
* الجحد القلبى لأحكام الدين وإنكار فرضيتها كاعتقاد عدم فرضية الصلاة أو الزكاة أو الحج أو الصيام أو الجهاد أو الحجاب
* الشك القلبى فى حرمانية الكبائر وإنكار الحدود والإعتقاد بوحشيتها وهمجيتها مثل حد الردة وحد السرقة وحد الزنا وحد شرب الخمر ...
* إتخاذ الأولياء من دون الله أنداداً والإعتقاد فيهم ما لا يصح أن يعتقد إلا في الله تعالى
* محبة غير الله كمحبة الله أو أشد حبا
3- الردة بالفعل : ولها مظاهر عديدة مثل :
* السجود للطواغيت (القبور - الأصنام - الأشجار - الصلبان - التماثيل - البشر - الحيوانات - النار ....)
* الإستغاثة أو الإستعانة جهرا بغير الله أو دعاء غير الله (مثال ذلك الذين يستغيثون بالأولياء أو المشائخ لتفريج الكروب أو شفاء المرض)
* الذبح أو النذر لغير الله
* إمتهان المصحف الشريف وإلقاؤه في أماكن القاذورات أو دوسه بالأرجل لعن الله من فعل ذلك
* محاربة شرائع الإسلام وأحكامه كالقول أن الإسلام لم يعدل حين فرق بين المرأة والرجل وظلم المرأة وهضمها حقها فى الحرية والميراث وفرض عليها قيودا تعسفية وجعلها كائنا (من الدرجة الثانية) أو (مخلوق للمتعة) !!!!
* طاعة المخلوقين فيما يحرمون أو يحللون من عند أنفسهم فذلك معدود من الكفر والعبادة لغير الله
-----------------------------------
من أحكام الردة :
إنما شرع حد الردة لكى يفكر كل شخص مسلم ألف مرة قبل أن يغير دينه الذى أكرمه الله به ... فالردة بعد الإسلام هو استهزاء خفى بالله ورسوله وتعاليمهما وكأن الدين (ثوب) يرتديه وقتما يشاء ويخلعه متى أراد ... فمن كانت هذه هى نظرته إلى الدين فهو عضو فاسد يجب بتره وإراحة المجتمع منه لأنه فاسد العقيدة ويخشى أن يفسد عقائد الباقين فقد ترك الحق لا عن جهل وإنما عن عناد واستكبار واستخفاف بالله ورسوله بعد معرفة الحق فلذلك صار هذا المرتد كائنا لا يصلح للبقاء فيجب قتله وسرطانا يهدد المجتمع الإسلامى وينذر بالإنتشار فيجب استئصاله
وهناك أحكام شرعية تترتب على المرتد يمكن تلخيصها في الآتي :
1- المرتد شرٌّ من الكافر الأصلي
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على الاتحادية الباطنية : (ومعلوم أن التتار الكفار خير من هؤلاء فإن هؤلاء مرتدون عن الإسلام من أقبح أهل الردة والمرتد شرٌّ من الكافر الأصلي من وجوه كثيرة)
2- ليس كل مسلم وقع في الكفر يكون كافرا مرتداً فهناك أعذار قد يعذر بها المسلم ولا يحكم بكفره منها :
أ- الجهل : بأن يكون الرجل جاهلاً لحكم الله تعالى بسبب بعده عن ديار الإسلام كالذي ينشأ في البادية أو في ديار الكفر أو أن يكون حديث عهد بجاهلية وقد يدخل في هؤلاء كثير من المسلمين الذين يعيشون في مجتمعات يغلب فيها الجهل ويقل العلم
ب- التأويل : بأن يفسر الرجل حكم الله تعالى على غير مراد الشرع كمن قلد أهل البدع فيما تأولوه كالمرجئة والمعتزلة والخوارج ونحوهم
ج- الإكراه : كما لو تسلط ظالم بعذابه على رجل من المسلمين فلا يخلي سبيله حتى يصرح بالكفر والإرتداد بلسانه ليدفع عن نفسه العذاب مع كون قلبه مطمئن بالإيمان
د- الخطأ : ما يسبق على اللسان من لفظ الكفر دون قصد له
المرتد لا يقتل مباشرة بعد وقوعه في الردة لا سيما إذا كانت ردته بسبب شبهة حصلت له بل يستتاب ويعرض عليه الرجوع إلى الإسلام وتزال شبهته إن كان عنده شبهة فإن أصر على الكفر بعد ذلك قتل
قال ابن قدامة رحمه الله : (المرتد لا يُقْتَلُ حَتَّى يُسْتَتَابَ ثَلاثًا . هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ ; مِنْهُمْ عُمَرُ , وَعَلِيٌّ , وَعَطَاءٌ , وَالنَّخَعِيُّ , وَمَالِكٌ , وَالثَّوْرِيُّ , وَالأَوْزَاعِيُّ , وَإِسْحَاقُ , وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ . . . . لأَنَّ الرِّدَّةَ إنَّمَا تَكُونُ لِشُبْهَةٍ , وَلا تَزُولُ فِي الْحَالِ , فَوَجَبَ أَنْ يُنْتَظَرَ مُدَّةً يَرْتَئِي فِيهَا , وَأَوْلَى ذَلِكَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ )
3- دلت السنة الصحيحة على وجوب قتل المرتد :
روى البخاري (6922) عن ابْن عَبَّاسٍ قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ) .
وروى البخاري ( 6484 ) ومسلم ( 1676 ) عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة )
وعموم هذه الأحاديث يدل على وجب قتل المرتد سواء كان محاربا أو غير محارب لله ورسوله والمسلمين
4- القول بأن المرتد الذي يقتل هو المحارب للدين فقط مخالف لهذه الأحاديث ، وقد جعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السبب في قتله هو ردته لا محاربته للدين
5- لا شك أن بعض أنواع الردة أقبح من بعض وأن ردة المحارب أقبح من ردة غيره ولذلك فرّق بعض العلماء بينهما فلم يوجب استتابة المحارب ولا قبول توبته بل يقتل ولو تاب وأما غير المحارب فتقبل توبته ولا يقتل وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال رحمه الله : (الردة على قسمين : ردة مجردة ، وردة مغلظة شرع القتل على خصوصها ، وكلتاهما قد قام الدليل على وجوب قتل صاحبها ؛ والأدلة الدالة على سقوط القتل بالتوبة لا تعمّ القسمين ، بل إنما تدل على القسم الأول - أي : الردة المجردة - ، كما يظهر ذلك لمن تأمل الأدلة على قبول توبة المرتد ، فيبقى القسم الثاني - أي: الردة المغلظة - وقد قام الدليل على وجوب قتل صاحبه ، ولم يأت نص ولا إجماع بسقوط القتل عنه ، والقياس متعذر مع وجود الفرق الجلي ، فانقطع الإلحاق ، والذي يحقق هذه الطريقة أنه لم يأت في كتاب ولا سنة ولا إجماع أن كل من ارتد بأي قول أو أي فعل كان فإنه يسقط عنه القتل إذا تاب بعد القدرة عليه ، بل الكتاب والسنة والإجماع قد فرّق بين أنواع المرتدين ....)
والحلاّج من أشهر الزنادقة الذين تمّ قتلهم دون استتابة ، قال القاضي عياض : (وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الإلهيــة والقول بالحلول ، وقوله : (أنا الحق) مع تمسكه في الظاهر بالشريعة ، ولم يقبلوا توبته
6- المحاربة للدين ليست قاصرة على محاربة السلاح فقط بل المحاربة تكون باللسان كسب الإسلام أو النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوالطعن في القرآن ونحو ذلك ... بل قد تكون المحاربة باللسان أشد من المحاربة بالسلاح في بعض الصور
7- وجوب استتابة المرتد المجاهر بالردة من ردته لمدة ثلاثة أيام (وجعلها بعض العلماء أكثر من ذلك) بأن يتكلم معه أهل العلم والدين لإقناعه بالحسنى أن يتوب ويناقش فى السبب الذى يجعله يرتدد عن دين الإسلام ويحاور ويخوف من عذاب الله ويبين له خطورة الأمر فى دنياه قبل آخرته وحثه على أن يعلن براءته وندمه وتوبته إلى الله من ذلك العمل الفاسد
8 - إذا لم يتب المرتد المجاهر فيجب أن يقام عليه الحد (القتل) ويعلن ذلك على الملأ ليكون عبرة لمن سواه
9- إذا ارتد شخص مسلم عن دينه ولم يعلم أحدا وكان هذا الإرتداد فى الخفاء سرا (بينه وبين نفسه) ولم يشهر ارتداده فلا يطبق عليه الحد (لأنه غير معلوم لولى الأمر وعموم المسلمين) ... وأمره إلى الله فى العقاب الأخروى
10- إذا مات المرتد (وعلم بعد موته أنه كان مرتدا فى السر) أو قتل فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدعى له بالرحمة ولا يستغفر له، ولا يتصدق عنه ولا يدفن في مقابر المسلمين لأنه مات على غير ملة الإسلام
11- لا يرث المرتد أحد من أقاربه المسلمين بل يكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين كما أنه يمنع من التصرف في ماله طيلة ردته إلا أن يتوب إلى الله ويعلن ندمه وتوبته ويرجع إلى دينه الحق فيعاد إليه ماله
12- إذا كانت زوجة المرتد مسلمة فإنها تطلق منه فورا بحكم من ولى الأمر ولا يحل لها البقاء معه ساعة واحدة ويحرم من حضانة أبناءه لأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا
-----------------------------------
مع تحياتى
وفى انتظار أى أسئلة
Doctor X
أهلا يا ماريان نورتى المنتدى من جديد
أى سؤال بالظبط ؟؟اقتباسماذا عن السؤال الثانى
التعديل الأخير تم بواسطة Eng.Con ; 01-06-2011 الساعة 01:48 PM
مرحبا بعودتك ضيفتنا الفاضلة
السؤال يتضمن شبهتين :
(1) الشبهة الأولى ....
أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه المرأة بالشيطان مما يعتبر إهانة لها
----------------------------------
وهذا بالطبع ليس صحيحا أبدا ....
فالنبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يوصي بالنساءِ خيرًا وكان يبيّنُ للجميعِ أنهن شقائق الرجال ولا فرق بين ذكر وأنثى وكان يوصى بإكرام النساء وإحسان معاملتهن :
* عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَّرَ وَوَعَظَ فَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ قِصَّةً فَقَالَ :
(أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ .... )
* عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)
* قال صلى الله عليه وسلم :
(إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ)
فكل ما في الحديث هو (تشبيه شدة خطر الإغواء الأنثوى)
فكما أن المرأة التى تخرج من بيتها متعطرة متزينة تفتن الرجالَ بريحها وبزيها وبمشيتها ويؤدي هذا إلى فتنة عظيمة ومعصية كبيرة .... كذلك الحال مع الشيطان الذى يُوقع الفتن بين الناس بالوساوس وتزيين المعاصى ويؤدي هذا إلى فتنة عظيمة وخطر كبير
وليس المعنى أن المرأة شبيهة بالشيطان .... بل التشبيه هنا في الفعل الناتج عنها وهو الإغواء .. لا فى الصورةَ (التي هي الخلقة) ...
ولذلك فإن المرأة إذا خرجت من بيتها غير متعطرةٍ ولا متبرجةٍ لا تندرج تحت هذا الحديث ولا تخضع لهذا التشبيه ... فليس الحديث مسوقًا لذم المرأة العفيفة الشريفة، بل هو للتحذير من فتنة النساء، ولذم المرأة التي تظهر مفاتنها للرجال، وتغويهم بجسدها
----------------------------------
1- قال ابن الجوزى فى كتاب كشف المشكل من حديث الصحيحين : قوله صلى الله عليه وسلم : (في صورة شيطان) أي : إن الشيطان يزين أمرها ويحث عليها وإنما يقوى ميل الناظر إليها على قدر قوة شبقه فإذا جامع أهله قل المحرك وحصل البدل
2- قال النووي في شرحه لمسلم : قوْله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْمَرْأَة تُقْبِل فِي صُورَة شَيْطَان وَتُدْبِر فِي صُورَة شَيْطَان) قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ : الْإِشَارَة إِلَى الْهَوَى وَالدُّعَاء إِلَى الْفِتْنَة بِهَا لِمَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى فِي نُفُوس الرِّجَال مِنْ الْمَيْل إِلَى النِّسَاء ، وَالِالْتِذَاذ بِنَظَرِهِنَّ ، وَمَا يَتَعَلَّق بِهِنَّ ، فَهِيَ شَبِيهَة بِالشَّيْطَانِ فِي دُعَائِهِ إِلَى الشَّرّ بِوَسْوَسَتِهِ وَتَزْيِينه لَهُ . وَيُسْتَنْبَط مِنْ هَذَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لَهَا أَلَّا تَخْرُج بَيْن الرِّجَال إِلَّا لِضَرُورَةٍ ، وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ الْغَضّ عَنْ ثِيَابهَا ، وَالْإِعْرَاض عَنْهَا مُطْلَقًا
3- قال صاحب تحفة الأحوذي : قوْله صلى الله عليه وسلم : (أَقْبَلَتْ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ)
شَبَّهَهَا بِالشَّيْطَانِ فِي صِفَةِ الْوَسْوَسَةِ وَالدُّعَاءِ إِلَى الشَّرِّ
4- قال صاحب فيض القدير(الجزء 2) : قوْله صلى الله عليه وسلم : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان) أي : في صفته شبه المرأة الجميلة بالشيطان في صفة الوسوسة والإضلال يعني أن رؤيتها تثير الشهوة وتقيم الهمة فالمراد أنها تشبه الشيطان في دعائه إلى الشر ووسوسته وتزيينه
5- قال الطيبي : جعل صورة الشيطان ظرفا لإقبالها مبالغة على سبيل التجريد؛ لأن إقبالها داع للإنسان إلى استراق النظر إليها كالشيطان الداعي للشر
6- قال السيوطي في شرحه لمسلم : قوْله صلى الله عليه وسلم : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان) معناه الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بها لما جعل الله سبحانه وتعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والالتذاذ بنظرهن فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه فإن ذلك يرد ما في نفسه
7- قال المناوي: قوْله صلى الله عليه وسلم : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان) أي : في صفته يعني أن رؤية وجهها ومقدم بدنها يثير الشهوة التي هي من جند الشيطان وحزبه (وتدبر في صورة شيطان) أي رؤية خصرها وأكتافها وأردافها وعجزها كذلك
8- قال الإمام القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: وقوله : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان) أي : في صفته من الوسوسة، والتحريك للشهوة؛ بما يبدو منها من المحاسن المثيرة للشهوة النفسية، والميل الطبيعي، وبذلك تدعو إلى الفتنة التي هي أعظم من فتنة الشيطان، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ما تركت في أمتي فتنة أضر على الرجال من النساء. فلمّا خاف صلى الله عليه وسلم هذه المفسدة على أمته أرشدهم إلى طريق بها تزول وتنحسم، فقال : إذا أبصر أحدكم المرأة فأعجبته فليأت أهله، ثم أخبر بفائدة ذلك، وهو قوله : فإن ذلك يردّ ما في نفسه
----------------------------------
ولو كانت هذه هي نظرة الإسلام إلى المرأة, فهي نظرته إلى الرجل أيضا ... لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (النساء شقائق الرجال) فإذا كانت النساء شياطين فرضا ... فالرجال شياطين كذلك لأنهم شقائق النساء !!!!
وقد جاءت تسمية الرجل شيطانا في بعض النصوص نظرا للعمل الذي قام به الرجل, فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يخبر عما يقع بينه وبين زوجته, وكذا المرأة التي تخبر عما يقع بينها وبين زوجها بالشياطين :
(عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والرجال والنساء قعود ، فقال : لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟ فأرم القوم ، فقلت : إي والله يا رسول الله إنهن ليفعلن ، وإنهم ليفعلون . قال : فلا تفعلوا ، فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق ، فغشيها والناس ينظرون)
ومن ثم ..... فالتشبيه بالشيطان لا علاقة له بكون المشبه رجلا أو امرأة, إنما علاقته في الأساس هي (بالفعل) الذي يرتكبه الرجل أو المرأة, وهذا من الأساليب المستخدمة في اللغة العربية, دون أن يفهم من ذلك أن المرأة شيطان لذاتها ... أو أن الرجل شيطان لذاته, كما يحاول البعض إشاعته
فليس في النص ما يستنكر وليس فيه ما يقتضي احتقار المرأة أو انتقاصها ... بل معنى الحديث أن الله جعل في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والإلتذاذ بالنظر إليهن ... وفي إطلاق النظر إليهن فتنة, ودعوة إلى الوقوع في الإثم, فصورة المرأة التي تدعو الرجل إلى الغواية والوقوع في الحرام, شبيهة بإغواء الشيطان للعباد, ودعوته لهم بالوقوع في الشر بتزيينه في أعينهم, وهذا أمر يشهد الواقع بصدقه
----------------------------------
ولعله يكون من العدل هنا أن نتسائل :
* هل بطرس الرسول شيطان حقا كما وصفه يسوع أم أنه إنسان ؟؟؟
إنجيل متى الإصحاح 16عدد 23 :
فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:«اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
كما يكون من العدل أن نتسائل أيضا :
* ألم يصف الكتاب المقدس المرأة بأنها (شر) ؟؟؟
ولا شك أن الشرَ من الشيطان ...
جاء ذلك في سفر زكريا إصحاح 5 :
ثُمَّ خَرَجَ الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي وَقَالَ لِي: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مَا هذَا الْخَارِجُ». 6 فَقُلْتُ: «مَا هُوَ؟ » فَقَالَ: «هذِهِ هِيَ الإِيفَةُ الْخَارِجَةُ». وَقَالَ: «هذِهِ عَيْنُهُمْ فِي كُلِّ الأَرْضِ». 7 وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8 فَقَالَ: «هذِهِ هِيَ الشَّرُّ». فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ، وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.
----------------------------------
(2) الشبهة الثانية :
أين غض البصر الذى امر به الله تعالى ؟؟
يجب أن نعلم أولا أن غض البصر ليس معناه (عدم الرؤية مطلقا)
بل معناه عدم التمعن بالنظر حتى تتحرك الشهوة عمدا
ولا أدرى ما هو الغريب فى أن يثار الرجل من نظرة واحدة إلى المرأة ؟؟
ولا أعلم عن كلام علمى وطبى يؤكد استحالة حدوث ذلك وأن الرجل لا بد أن ينظر إلى المرأة (مرات بعد مرات) كى تثار شهوته !!!!
ففى الحديث الشريف :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ وَقَدْ اغْتَسَلَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَدْ كَانَ شَيْءٌ ؟ قَالَ : (أَجَلْ مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَةُ النِّسَاءِ فَأَتَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِي فَأَصَبْتُهَا فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا فَإِنَّهُ مِنْ أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ إِتْيَانُ الْحَلَالِ)
الراوي : أبو كبشة الأنماري المحدث : الألباني – المصدر : السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم : 1/471
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن بل أعلى إن شاء الله تعالى
الراوي : أبو كبشة الأنماري المحدث : الألباني – المصدر : السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم : 1/803
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات
قال النووي رحمه الله : وَمَعْنَى الْحَدِيث : أَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِمَنْ رَأَى اِمْرَأَة فَتَحَرَّكَتْ شَهْوَته أَنْ يَأْتِي اِمْرَأَته أَوْ جَارِيَته إِنْ كَانَتْ لَهُ ، فَلْيُوَاقِعهَا لِيَدْفَع شَهْوَته ، وَتَسْكُن نَفْسه ، وَيَجْمَع قَلْبه عَلَى مَا هُوَ بِصَدَدِهِ
ثم .... تدبرى فى لفظ الحديث يا ضيفتنا الفاضلة ....
(مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَةُ النِّسَاءِ)
لم يقل :
(مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَتها) !!!!!!!!!
إذا فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يشته من وقع عليها بصره بالصدفة ... بل اشتهى (الجماع) ... شأنه شأن أى رجل .... فقام وصرف شهوته فى الحلال كى لا يترك للشيطان فرصة الوسوسة والتخيل وتزيين الشر وعلّم أصحابه أن يفعلوا مثل ما فعل
فعندما عاد وسألوه عن سبب قيامه ... أجابهم بما فعل
وكان من الممكن جدا أن يقول لهم : ذهبت لبعض شأنى لأنجز أمرا فى بيتى مثلا
لكنه ذكر لهم ذلك كى يعلّم أمتَه كيف يدفعوا سهامَ الشيطان وتزيينه ووسوسته حينما يتعرضون لمثل هذا الموقف ... فهو القدوة الحسنة لكل جميل ونبيل من مكارم الأخلاق
* فالذي يفعل العيب والخطأ .... لا يقول أنا أفعل الخطأ
* وخبيث النية إن رأى امرأة يظل ينظر إليها ويفكر فيها ولا يحكى ما حدث
* والبصباص يظل ينظر ويشتهى فى عقله ولا يتكلم لكيلا يذمه الناس ولا يقدحوا فى أخلاقه
إذن .... فهذا يدل على صفاء قلبه وسريرته صلى الله عليه وسلم
فقد تضمن الحديث الشريف توجيها نبويا لعلاج ما قد يقع في القلب من الإفتتان بالنساء, وهو أن يأتي الرجل أهله, فإن ذلك كفيل إن شاء الله بزوال ما يجد في قلبه من الشهوة والرغبة فى ممارسة الجنس
وقد وقع ذلك بقدر الله حتى تتأسى الأمةُ بخير الأنام وهو غض البصر وإتيان الحلال ودفع مكائد الشيطان وشره وتزيينه بالمعاصى والآثام ....
قَالَ الْعُلَمَاء : إِنَّمَا فَعَلَ هَذَا بَيَانًا لَهُمْ ، وَإِرْشَادًا لِمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوهُ ، فَعَلَّمَهُمْ بِفِعْلِهِ وَقَوْله . وَفِيهِ أَنَّهُ لَا بَأْس بِطَلَبِ الرَّجُل اِمْرَأَته إِلَى الْوِقَاع فِي النَّهَار وَغَيْره ، وَإِنْ كَانَتْ مُشْتَغِلَة بِمَا يُمْكِن تَرْكه ، لِأَنَّهُ رُبَّمَا غَلَبَتْ عَلَى الرَّجُل شَهْوَة يَتَضَرَّر بِالتَّأْخِيرِ فِي بَدَنه أَوْ فِي قَلْبه وَبَصَره . وَاَللَّه أَعْلَم
----------------------------------
أى أسئلة ... تفضلى بطرحها ضيفتنا الفاضلة
نسأل الله لحضرتك كل الخير
Doctor X
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات