محمد حميدة من القاهرة
في سياق تطور الجدل الذي يعصف بالكنائس الغربية وما يتبعها من كنائس في العالم الثالث حول موضوع شذوذ القساوسة وزواج المثليين ، فجر خبير أميركى متخصص فى تاريخ الشذوذ في المسيحية مزيدا من الجدل مؤكدا ان الشذوذ الجنسى فى الكنائس الغربية لم يكن وليد هذه الايام بل تمتد جذوره الى العصر المسيحى الاول واستشهد الموقع بأيقونة مقدسة اكتشفت بدير سانت كاترين بجنوب سيناء.
وطبقا لموقع "فريسكى "قال جون بوسويل ، المؤرخ بجامعة ييل الأميركية وأستاذ قسم التاريخ السابق أن"زواج المثليين والمسيحية : ليس دوماً في تضاد " مشيرا الى ان مؤسسة الزواج بين المثليين كانت موضة فى العصر المسيحى الأول إلا أنها تعود اليوم وبقوة لكي تضيف صفحة جديدة لها بين صفحات التاريخ" .
وتوصل بوسويل من خلال ابحاثه المكثفة فى عصور التاريخ المسيحى أن المسيحيين الأوائل كانوا وبمباركة باباوات الكنائس الكبار متسامحين مع انماط الزواج الشاذة . بل أنهم ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك إلى درجة تزيين كنائسهم وأديرتهم بصور تمثل الذكور في علاقة حميمة .
ومن ضمن هذه الصورأيقونة مقدسة لدى مختلف طوائف المسيحية الكبرى تم اكتشافها في دير سانت كاترين بجنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر ترمز إلى انعقاد حفل قران قديسان مسيحيان هما "القديس سرجيوس " بعشيقه وصديق عمره "القديس باخوس" فى القرن الرابع .
وهذا الدير يعد أقدم دير في العالم، ويعد مزارا سياحيا كبيرا حاليا ، حيث تقصده أفواج سياحية من دول مختلفة , ويديره رهبان من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية لا يتكلمون العربية ولا يتبع الدير بطريركية الإسكندرية، وإنما هم من أصول يونانية ، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
وعرضت موسوعة ويكيببيديا نفس الايقونة تحت عنوان Saints Sergius and Bacchus وقالت ان العلاقة الوطيدة التي جمعت كلا من سرجيوس وباخوس قادت كثيرين من مفسرى الكتاب المقدس المعاصرين إلى الاعتقاد أنهما كانا عشيقين.
ويعتبر مؤرخ جامعة ييل الاميركية "جون بوسويل " العلاقة التي جمعت القديسين سرجيوس وباخوس نموذجاً على حالات اقتران بين مثماثلين في الجنس في مجتمع المسيحيين الأوائل مثلما ما هو موجود من صور وايقونات تصور قبلات وعلاقات واحضان فى دير "بازل" امبراطور الحرب البيزنطى فى القرن التاسع الذى تزوج من صديق عمره "جون ". وقد سجل المؤرخ الايرلندى جيرالد فى كتاباته عدد من الزيجات المثلية فى القرن الثانى عشر والثالث عشر وناقش الصربى "سلوفينيك توم "حفل زواج مثلى بالكتاب المقدس فى القرن الرابع عشر حتى ان البابا نفسه رأس فى روما ما يقرب من 13 زيجات ين شواذ عام 1578 .
وقد احتدم الجدل مؤخراً في الأوساط الدينية المسيحية حول العالم بسبب تفاقم حالة تراخي الموقف الكهنوتي للطوائف الكبرى ازاء تزايد حالات زواج المثليين ، ليس فقط بين رعية الكنائس ولكن على مستوى الكهنة والقساوسة وصولاً إلى رئاسة الأساقفة بعد تعيين أول أسقف جاهر بعلاقتة الشاذة رئيساً لأسقفيته في الولايات المتحدة الأميركية عام 2003م والذي أثار المزيد من الجدل مجدداً بإعلانه في شهر يونيو الماضي وعلى شاشات التلفزيون الاقتران كنسياً بشريكه في الشذوذ وقد تناقلت ايضا وسائل الإعلام الإلمانية خبر أقالة بابا الفاتيكان لقسيس من منصبه وطرده من الكنيسة بعد ثبوت تورطه في مباركة عقد قران شاذين داخل الكنيسة ذاتها إذ أعلنهما زوج وزوجة .ولم يزل اختراق الشذوذ الجنسي لكنائس طائفة الانجليكان التابعة للتاج ا لبريطاني مشتعلاً بعد ترسيم كهنة شاذين وسحاقيات وتقليدهم أعلى الرتب الكنسية.
المفضلات