بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
الإخوة والأخوات , الزملاء النصارى تحية وبعد :
الموضوع الذي سأطرحه هنا سبق وأنا طرحته جزئياً في صفحة سابقة وفي عدة مقالات وإلى الآن لم أجد له رداً , وهناك فرق بين أن تجد رداً ولكن ليس مقنعاً وبين أن لا تجد رد مطلقاً , وما أعنيه أني لم أجد رد مطلقاً لا مقنع ولا غير مقنع على مجمل الاعتراض .
السؤال المطروح هو :
هل بحسب الكتاب المقدس يكون يسوع هو المسيح المنتظر ؟؟؟
هذا ما سأدعكم أنتم تجيبون عليه بعد قراءة السطور التالية إن أراد المولى :
من تدبر في كتب القوم وجد أنه لا يمكن أن يكون عيسى عليه السلام بحسب كتبهم هو المسيح المنتظر وذلك لوجوه عدة أذكر منها ما يلي :
أولاً :
جاء في إنجيل متَّى 17 عدد10-11 هكذا :
وسأله تلاميذه قائلين فلماذا يقول الكتبة ان ايليا ينبغي ان يأتي اولا. (11) فاجاب يسوع وقال لهم ان ايليا يأتي اولا ويردّ كل شيء.
فيفهم منه بصريح النص أن أيليا من المفروض أن يسبق مجيئه مجئ المسيح وإن لم يشر التلاميذ من أين أتوا بهذه الفرضية ولكن يسوع قد أكد هذه الفكرة وأيد رأي التلاميذ أنه من المفروض أن يأتي إيليا أولاً قبل مَجئ المسيح المنتظر وهذا حسب ما جاء على لِسان المسيح أيضاً في إنجيل مرقس 9 عدد12 هكذا :
فاجاب وقال لهم ان ايليا يأتي اولا ويرد كل شيء.وكيف هو مكتوب عن ابن الانسان ان يتألم كثيرا ويرذل.
ولكن لما خرج يوحنا يعمد الناس بمعمودية التوبة فقد إعتقد الناس أنه إما أن يكون إيليا لأن إيليا يسبق مجئ المسيح أو أنه المسيح أو النبي المنتظر , ولما أنكر أنه إيليا وقال لست أنا إيليا , فظنوا أنه المسيح لأنه لو لم يكن إيليا فربما كان المسيح فأنكر أيضاً كونه المسيح , فلابد أنه النبي المنتظر ولكنه أنكر أيضاً كونه النبي المنتظر وهذا كما هو وارد في إنجيل يوحنا 1 عدد21 هكذا :
فسألوه اذا ماذا.ايليا انت.فقال لست انا.النبي انت.فاجاب لا.
فظهر بصريح النص أن يوحنا أنكر كونه إيليا وقريب من هذا ما هو في نفس إنجيل يوحنا 1 عدد25 هكذا :
فسألوه وقالوا له فما بالك تعمّد ان كنت لست المسيح ولا ايليا ولا النبي.
ولكن بنص قول المسيح في إنجيل متى 17 عدد12-13 هكذا :
ولكني اقول لكم ان ايليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما ارادوا.كذلك ابن الانسان ايضا سوف يتألم منهم. (13) حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان
فَيُفهم من هذا القول إما حسب فهم التلاميذ أن يوحنا هو إيليا ولكن يوحنا أنكر كونه إيليا وكذب هذا الكلام كما قلنا من قبل , وليس من المعقول أن يكون يوحنا نبي ولا يدري أهو إيليا أم لا !!! على أن المسيح لم يصرح هنا أن إيليا هو يوحنا سواء بالروح أو بالجسد ولكنه فهم التلاميذ الذين ثبت ضعف فهمهم في مواضع كثيرة .
فالأصدق قول يوحنا أنه ليس إيليا لأنه أدرى بنفسه من الكلام الذي فهمه التلاميذ من يسوع فبعدم إتيان إيليا ينفي مجيئ المسيح المنتظر على حسب قول اليهود والتلاميذ .
وقد أوردت هذه النقطة أولاً لأنها النقطة الوحيدة التي جاء عليها رداً وإن كان غير مقنعاً ولكن للأمانة أوردته هنا فقالوا أن يوحنا هو إيليا بالروح .
أما قولهم أن يوحنا هو إيليا بالروح فهذا قول لا يُنظر إليه إذ أن يوحنا أنكر كونه إيليا ولم يشر إلى أنه إيليا بالروح أو بالجسد فالأولى تصديق يوحنا لا تصديق غيره .
وكذا إشارة المسيح بمجيئ إيليا لم يقل أنه جاء بالروح , وكذلك فصعود إيليا إلى السماء كان بالجسد فما معنى أن يصعد بالجسد ثم يأتي بالروح ؟؟ ومن الذي قال بهذا أساساً ؟؟ هل قال المسيح أن يوحنا هو إيليا بالروح ؟؟ كلا لم يحدث بل هو تبرير وترقيع لا معنى له .
سمعت بأذني على قناة ( سات 7 ) سؤال ورد للأنبا شنودة نصه هكذا :
هل يوحنا المعمدان هو إيليا ؟؟ ( بناء على الفقرات السابقة الذكر )
أجاب بالنص (( لا علاقة ليوحنا بإيليا ))
ثانياً :
جاء في طبعة سنة 1824م ومثلها في طبعة سنة 1825م , سنة 1865م , في سفر إرميا 36 عدد30 هكذا :
لذلك يقول الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا.لا يكون له جالس على كرسي داود أبداً وتكون جثته مطروحة للحر نهارا وللبرد ليلا.
وقريباً منها جداً ما في باقي الطبعات ونفس المعنى فيها .
فَيُفهم من هذا النص أن يهوياقيم ملك يهوذا لا يكون من نسله ولد يحكم اليهود أبداً ولا يجلس على كرسي مملكة داوود أبداً لأنه أحرق السفر الذي كتبه باروخ عن فم إرميا كما هو وراد في الإصحاح 36 من سفر إرميا ,
وفي بيان نسب المسيح في إنجيل متى 1 عدد10-11 هكذا :10
وحزقيا ولد منسّى.ومنسّى ولد آمون. وآمون ولد يوشيا. (11) ويوشيا ولد يكنيا واخوته عند سبي بابل. (SVD)
وجاء في سفر أخبار الأيام الأول 3 عدد15-16 في بيان نسب يوشيا هكذا :
وبنو يوشيا البكر يوحانان الثاني يهوياقيم الثالث صدقيا الرابع شلّوم. (16) وابنا يهوياقيم يكنيا ابنه وصدقيا ابنه.
وفي سفر إرميا 1 عدد3 هكذا :
وكانت في ايام يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا الى تمام السنة الحادية عشرة لصدقيا بن يوشيا ملك يهوذا الى سبي اورشليم في الشهر الخامس
وفي سفر إرميا 22 عدد11 هكذا :
لانه هكذا قال الرب عن شلوم بن يوشيا ملك يهوذا المالك عوضا عن يوشيا ابيه الذي خرج من هذا الموضع لا يرجع اليه بعد.
فاتضح الأمر أنه هناك شخص أسقطه كاتب متى بين يوشيا ويكنيا وهو يهوياقيم , فيهوياقيم هو ابن يوشيا وأبو يكنيا كما هو واضح في بيان النسب الذي أوردناه من سفر أخبار الأيام الأول 3 عدد15-16 ومن سفر إرميا 1 عدد3 و 22 عدد11 وغيره , وقد أسقطه كاتب متى عمداً بسبب الوعد الصادر بحقه بعدم جلوس أحد من نسله أبداً على كرسي داود أو على مملكة شعب إسرائيل كما هو في سفر إرميا 36 عدد30 ,
ومن العجيب أن مارتن لوثر زعيم البروتستانت حينما ترجم الإنجيل وضع فيه يهوياقيم بين يوشيا ويكنيا , وإضطرب قاموس الكتاب المقدس في هذا الأمر جداً ليبحثوا عن مبرر لإسقاط هذا الإسم , ومثله آدم كلارك قال هذا سقط بسبب الوعد في حقه ,
فتأمل كيف وضعوه في بعض النسخ وفي البعض الآخر حذفوه ؟ وتأمل كيف يعبثون بكتبهم وحتى في نسب ربهم !!
ومن المعلوم أنه لزاماً عند النصارى أن المسيح هو الجالس على كرسي داود وهو المسيح المنتظر وهو ملك اليهود كما هو وارد في بشارة الملاك لمريم في إنجيل لوقا 1 عدد31-32 هكذا :31
وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. (32) هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. (SVD)
وهذا ممتنع أيضاً لأنه ما جلس يسوع يوماً كملك لليهود وما تسلط عليهم أبداً بإتفاق الناس بل كان مضروباً مهاناً في وسط اليهود ولم يجلس على كرسي داود يوماً واحداً بل كان هارباً فاراً من اليهود كما علمنا من الكتاب .
ثالثاً :
إرميا33 عدد17: لأنه هكذا قال الرب.لا ينقطع لداود إنسان يجلس على كرسي بيت إسرائيل. (SVD)
ما نفهمه من النص السابق في ارميا 33 عدد17 هو على كلام النبي ارميا أنه لا ينقطع نسل داود من الملوك الجالسين على كرسي حكم إسرائيل ولكن لنراجع سفر ارميا الإصحاح 33 عدد21 كما يلي :
هكذا قال الرب.ان نقضتم عهدي مع النهار وعهدي مع الليل حتى لا يكون نهار ولا ليل في وقتهما 21 فان عهدي ايضا مع داود عبدي ينقض فلا يكون له ابن مالكا على كرسيه ومع اللاويين الكهنة خادمي.
وإن قطعت النظر عن الكذب في أحد الخبرين أو كلاهما بقى ما طرحنا النص من أجله وهو أن الرب توعد على لسان إرميا أن بني إسرائيل إن نقضوا عهد الرب فلا يكون لداود أحد من نسله مالكاً على كرسيه أبداً , وقد كان فقد خان اليهود العهد عشرات المرات وإرتدوا وعبدوا الأوثان في عهد سليمان إبنه ومن بعده الكثير .
لذا فلا شك أن الرب ينفذ وعده بنقض العهد مع داود بألا يكون أحد من نسله مالكاً على كرسيه .
فإن كانوا ينسبون المسيح لداود فبناء على ما فات لا يجب ومن الممتنع أن يكون المسيح هو الجالس على كرسي داود ولا يكون أبداً هو المسيح المنتظر .
وهذا لزاماً عليهم على ما بينا من قبل
دمتم بخير والسلام عليكم في البدء والختام .
كتبه : خطاب المصري ayoop2
المفضلات