أولا نطرح سؤال بسيط
هل البايبل قابل للتحريف ؟
الإجابة : نعم
الدليل : ماذا لو قلنا أنها فقدت وضاعت ؟
أولا:
لا يوجد نص واحد في البايبل يتعهد الرب فيه بحفط كتابه كما نجد في القرآن مثلا حيث يقول عز
وجل :
) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( . (الحجر:9)
· ثانيا :
النسخ الأصلية
هل توجد نسخ أصلية للبايبل سواء كان العهد القديم أو الجديد ؟
الإجابة : لا
الدليل : ماذا لو قلنا أنها فقدت وضاعت ؟
وقد يندهـش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النسخ الأصلية
والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولوا كتابتها عنهم. فهذه النسخ الأصلية جميعها فقدت ولا
يعرف أحد مصيرها.
النص السابق ليس من تأليفي وإنما من كتاب "عصمة الكتاب المقدس" تأليف السير فردريك
كينيون وهو لا يهاجم فيه المسيحية أو البايبل بل بالعكس يحاول الدفاع عن عصمة الكتاب فنجده
يتابع قائلا :
على أن الدارس الفاهم لا يستغرب لهذا قط، لأنه لا توجد الآن أيضاً أية مخطوطات يرجع تاريخهـا
لهذا الماضي البعيد. ومن المسلم به أن الكتاب المقدس هو من أقدم الكتب المكتوبة في العالم، فقد
كتبت أسفاره الأولي قبل نحو 3500 سنة.
ثم يضيف إعتقاده حول سبب سماح الرب بضياع النسخ الأصلية فيقول :
ونحن نعتقد أن السر من وراء سماح الله بفقد جميع النسخ الأصلية للوحـي هو أن القلب البشري
يميل بطبعه إلي تقديس وعبادة المخلفات المقدسـة؛ فماذا كان سيفعل أولئك الذين يقدسون مخلفات
القديسين لو أن هذه النسخ كانت موجودة اليوم بين أيدينا؟ أية عبادة لا تليق إلا بالله كانت ستقدَّم
لتلك المخطوطات التي كتبها أواني الوحي بأنفسهم؟ ألا نتذكر ماذا فعل بنو إسرائيل قديمـاً بالحية
النحاسية التي كانت واسطة إنقاذهم من الموت، وكيف عبدوهـا؟ فماذا فعـل حزقيا الملك التقى
بها؟ لقد سحق هذه الحية النحاسية تماماً (عد21: 4-9، 2مل18: 1-6)، والرب صادق علي هذا
العمل.
هل هذا كافي لأثبات عدم وجود نصوص أصلية ؟؟؟؟
فلنتابع مع السير فردريك كينيون ما يقوله في كتابه فبعد محاولته تبرير ضياع النسخ
الأصلية سيذهب لتبرير التحريفات الموجوده فيه ولنقرأ معا إجابته والتي كتبها تحت بند (الأخطاء
في أثناء عملية النسخ ) حيث يقول :
لكن ليس فقط أن النسخ الأصلية فُقِدَت، بل إن عملية النسخ لم تخلُ من الأخطاء. فلم تكن عملية
النسخ هذه وقتئذ سهلة، بل إن النُسّاخ كـانوا يلقون الكثير من المشقة بالإضافة إلي تعرضهم
للخطأ في النسخ. وهذا الخطأ كان عرضة للتضاعف عند تكرار النسخ، وهكذا دواليك. ومع أن
كتبة اليهود بذلوا جهداً خارقاً للمحافظة بكل دقة على أقوال الله، كما رأينـا في الفصل السابق،
فليس معنى ذلك أن عملية النسخ كانت معصومة من الخطأ.
وأنواع الأخطاء المحتمل حدوثها في أثناء عملية النسخ كثيرة مثل:
1. حذف حرف أو كلمة أو أحياناً سطر بأكمله حيث تقع العين سهواً على السطر التالي.
2. تكرار كلمة أو سطر عن طريق السهو، وهو عكس الخطأ السابق.
3. أخطاء هجائية لإحدى الكلمات.
4. أخطاء سماعية: عندما يُملي واحد المخطوط على كاتب، فإذا أخطأ الكاتب في سماع الكلمة،
فإنه يكتبها كما سمعها. وهو ما حدث فعلا في بعض المخطوطات القديمة أثناء نقل الآية الواردة
في متى 19: 24 "دخول جمل من ثقب إبرة" فكتبت في بعض النسخ دخول حبل من ثقب إبرة، لأن
كلمة حبل اليونانية قريبة الشبه جدا من كلمة جمل، ولأن الفكرة غير مستبعدة!
5. أخطاء الذاكرة: أي أن يعتمد الكاتب على الذاكرة في كتابة جـزء من الآية، وهو على ما يبدو
السبب في أن أحد النساخ كتب الآية الواردة في أفسس5: 9 "ثمر الروح" مع أن الأصل هو ثمر
النور. وذلك اعتماداً منه على ذاكرته في حفظ الآية الواردة في غلاطـية 5: 22، وكذلك "يوم الله"
في 2بطرس3: 12 كُتب في بعض النسخ "يوم الرب" وذلك لشيوع هذا التعبير في العديد من
الأماكن في كلا العهدين القـديم والجديد، بل قد ورد في نفس الأصحاح في ع10.
6. إضافة الحواشي المكتوبة كتعليق على جانب الصفحة كأنها من ضمن المتن: وهو على ما يبدو
سبب في إضافة بعض الأجزاء التي لم ترد في أقدم النسخ وأدقها مثل عبارة "السالكين ليس
حسب الجسد بل حسب الروح" في رومية 8: 1، وأيضاً عبارة "الذين يشهدون في السماء هم
ثلاثة..." الواردة في 1يوحنا 5: 7.
أنتهي كلام المؤلف .
بارك الله فى مداد اقلامك اخى الكريم ليث
متابعة باذن الله
المفضلات