اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة الرحمن
إن علاقة الإسلام بالشرائع السماوية في صورتها الأولى هي علاقة تصديق وتأييد كلي ، أما عن علاقته بها في صورتها المنظورة فهي علاقة تصديق لما تبقى من أجزائها الأصلية ، وتصحيح لما طرأ عليها من البدع والإضافات الغريبة عنها.
ان ما جاء به الإسلام لم يكن جديداً بقدر ما كان تصحيحاً للرسالات التي سبقته وكيف ان الإسلام كان مجدداً بالدرجة الأولى لما أوحاه الله على أول الأنبياء .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنتي أختي الكريمة
جاء الإسلام ليظهر للناس صحة العلاقة بين الخالق والمخلوق
واعترافاً بقدرة الله المحضة في الخلق
وتنزيهاً لله من الولد والشرك بأنواعه
فأرسل الله رسولاً كريمَ الصفات, معروفاً في قومه بكل المحامد,
لبين لهم مراد خالقهم, تأيداً للأنبياء من قبله وإرساء قواعد الخير والمساواة
إظهاراً للوسطية, والبعد عن التكلف والرهبانية
وإنصافاً لحق الضعيفين (المراة والعبد)
فجعل لكل امرأة حقها, وأكرم من أحسن إلى نساءه وذجر حال من أهانهن
بل جعلها أرقى من مستوى الأنظار, فحرم النظر إلى غير ذوات الإرحام, صوناً لخصوصيتها, وتنزيها لها من العبث بها, والتجرأ عليها
وجعل للعبيد حقوقا شرعية لا يتعدها إلا ظالم مُحاسب, وأمر بإعانتهم في طلب ما يشق عليهم,
وجعل من تحرير العبيد قيمة روحية ودنيوية بالغة في السمو والإرتقاء والإخاء, فكانت بعض الكفارات بعتق العبيد, وجعل لمن أعتق عبداً لوجه الله خير الجزاء,
وإرساخاً لقوانين السِّلم والوفاء بالعهود, الذي لا ينقضه إلا ظالم يجب ردعه صونا لعورات وحقوق غيره
ولم يدع الردع مجالاً للإجتهاد فيسفك الناس الدماء ويفسدون في الأرض, بل جعل الردع مقنناً بمثل العقوبة, وجعل العفو من أرقى درجات التقوى
وتعليم الخلق طريقة العبادة التي يرتضيها الله
فكان فقه العبادات, والذي يشتمل أدق التفاصيل في العبادة المطلوبة
وأنزل دستوراً قَيِّما قِيَما نورا, وهو القرآن الكريم, فجاء به الأمر والنهي والوعد والوعيد والخبر.
وتكفل الله بحفظه فلا ولن يشوبه تزوير ولا تحريف
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت : 42]
وجاء العصر الحديث ليثبت صحة ما قاله ديننا الحنيف في جميع فنون العلم والحياة
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ [النمل : 6]
فالإسلام
منظومة أخلاقية وفكرية وتربوية, ودستور الحياة والدين, يصلح لكل زمان ومكان
يقر به ذوو العقول والفطرة السليمة,
ولا يتحداه إلا من ظلم نفسه, ومنع عقلة من الإعمال والتفكير, وأقنع نفسه بهلاكها, وأتبع الشهوات, ومال عن الحق مَيلاً عظيما
فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة
جزاكِ الله خيراً أختنا الكريمة على هذا الموضوع الرائع
المفضلات