مرض بروجيريا متلازمة هتشنسن گيلفورد .. (الشيخوخة المبكرة) الشياخ اغتيال الطفولة
(Hutchinson - Gilford progeria syndrome)
يحظى مرض الشيخوخة المبكرة عند الأطفال باهتمام خاص نظراً للملامح اللافتة للنظر والمماثلة لشكل المسنين، ويبدو الطفل المصاب مختلفاً بشكل واضح عن الأطفال الطبيعيين من ناحية الشبه، الأمر الذي يحرم الأطفال من طفولتهم ويقضي عليهم وهم دون الثالثة عشرة من العمر.
ما هو مرض بروجيريا ؟
كلمة بروجيريا مُشتقة من اليونانية وتعني الشيخوخة قبل الاوان،بروجيريا مرض نادر جدا ومُميت،غير قابل للشفاء يحول الأطفال إلى شيوخ مسنين ويؤدي بحياتهم في مطلع سني مراهقتهم ناجم عن تغاير جيني مفرد.
هنالك نوع آخر من مرض البروجيريا يُصيب المراهقين يُدعى ويرنر سيندروم.
لمحة تاريخية:
الطفل جون تاكت في مؤتمر صحفي مع والديه الى اليسار مُعلناً اكتشاف جين لامينا عام 2003 توفي عام 2004 عن عمر 15 عام
جون تاكيت، وهو فتى في الخامسة عشرة من عمره في باي سيتي بولاية ميشيغان والمصاب بالبروجيريا، قال في مؤتمر صحفي انه فتى عادي و"راض جدا" مع معرفته ان مرضه قاتل.
تاكيت الذي يبلغ طوله مترا واحدا هو في الصف التاسع وماهر جدا في الرياضيات وبارع في لعبة البلياردو. كما انه يعمل أمين صندوق في أحد مطاعم باي سيتي. إلا ان ألم عضلة القلب - الذي تعتبر إشارة إلى تقدم مرض القلب الذي يظهر عادة عند اشخاص في الستينات والسبعينات من العمر، بدأ يحد من بعض انشطته البدنية وهو يغطي رأسه الاصلع بشال.
تم تشخيص المرض في انكلترا من قبل جوناثان هجينسون وهيستينغ غيلفورد عام 1882 ومنذ هذا التاريخ ولحد الآن تم تشخيص 100 حالة في جميع أنحاء العالم
أما اليوم فتوجد أكثر من 40 حالة من مُختلف بلدان العالم.
وهذا المرض يظهر مرة من بين كل 4 – 8 ملايين ولادة تقريباً.
وقد سجلت في السنوات الأخيرة حالات من الشيخوخة المبكرة هذه في العديد من الدول (الجزائر، أستراليا، النمسا، كندا، الصين، إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، المكسيك، بورتوريكو، جنوب أفريقيا، فنزويلا، بالإضافة إلى فيتنام).
الأعراض
تشبه مظاهره مظاهر الشيخوخة العادية ، إنما تكون المراحل متسارعة ويزيد فيه معدل عمر الاطفال أكثر ب 5 أو 10 أضعاف مقارنة مع العمر الطبيعي .
يبدو ضحايا مرض "بروجيريا" طبيعيين عند ولادتهم ، ولكن مع بلوغهم الشهر الثامن تظهر عليهم أعراض الشيخوخة المتسارعة ، حيث تتجعد بشرتهم وتتخذ مظهر جلد قديم جدا ، وتصبح العظام هشة ، ويتساقط شعر معظم الأطفال المصابين ويصبحون صلعاً في سن الرابعة.
سقوط شعر الحاجبين ورموش العينين، صغر الوجه والفك السفلي، أنف مقروص، نمو صفين من الاسنان في كل فك، شفافية الجلد وظهور التجاعيد، نحافة العظام وتصلب المفاصل بالاضافة الى أمراض القلب وغيرها من الامراض التي تُصاحب الشيخوخة ومثل الشيوخ عليهم مراقبة وجباتهم الغذائية أيضا
ولا ينمو طول الطفل ليزيد عن المتر الواحد وتشيخ أعضاؤه الداخلية وحتى كمراهقين لا يزيد وزن الأطفال المصابين بالبروجيريا على 13- 16 كيلوغراما.
ويشكو المريض غالبا من أعراض تصيب أناسا متقدمين بالسن ؛ مثل أمراض االقلب الوعائية الشديدة severe cardiovascular diseases ، هذا بالإضافة إلى تصلب المفاصل ، ويكون الرأس ضخما بالنسبة للوجه والفك السفلي ، كما أن مظهر الأطفال عموما يكون متشابها بالرغم من إختلاف نسب الأطفال إلى العائلات أو العروق المختلفة.
أما من الناحية العقلية النمو العقلي للأطفال يبقى سليما ويُمارسون حياتهم ومدارسهم بشكل طبيعي بين بقية الاطفال لكن تبقى نظرات الغرباء والجهلاء بالمرض من المواضيع التي تشغل الأهل لذلك يلجأون الى حملات التوعية مستوى ذكاء الاطفال المصابين بالمرض هو عادة أعلى من المتوسط.
وتحدث الوفاة عادة بسبب سكتة قلبية أو نوبة دماغية في متوسط عمر 13سنة.
مُعظم المصابين به يعيشون لغاية 13 سنة فقط
نادرا ما يعيش المصابون بهذا المرض لغاية العشرينات.
سبب المرض
سببه طفرة وراثية في جين يُدعى لامينا الذي ينتج بروتين لامينا أي الذي يسند الهيكل البنائي لنواة الخلية. تم اكتشاف هذا الجين في نيسان عام 2003
((خطأ هجائي "مفرد أو خلية حمض نووي (DNA) في مكان خاطىء داخل الخريطة الوراثية البشرية "الجينوم" التي تحتوي على ثلاثة مليارات وحدة حمض نووي)).
مرض بروجيريا لا يعتبر وراثيا بالمعنى الصحيح إذ لا ينتقل إلى المريض من أحد الوالدين ، بل ينتج عن طفرة جينية تجري في الجنين خلال الحمل.
وقد ظلت الموروثة المسؤولة عن هذا المرض مجهولة لمدة طويلة نظرا لصعوبات تقنية عديدة أهمها أن عدد المرضى المستهدفين للدراسة قليل ويتوزع في مناطق متباعدة ، إلا أن العلماء توصلوا مؤخرا لمعرفة السبب.
فقد ألقى بعض الباحثين نظرة على المنظومة الجينية لعشرين مريضا بالبروجيريا وآبائهم ، فوجدوا أن 18 مريضا من هؤلاء يحملون التغاير نفسه في جين LMNA الموجود على الكرموزوم رقم 1.
وكان الخلل هو إستبدال لقاعدة DNA واحدة ، مما أدى إلى إستبدال الحمض الأميني غوانين بالحمض الأميني أدينين وظهور المرض. (ملاحظة: أحد المريضين الآخرين كان يحمل تغايرا آخرا ولكن في نفس الجين ، أما الآخر فقد وصف بأنه يحمل بروجيريا غير كلاسيكية).
ولكنه استعصى على الدرس لأن عدد الموجودين على قيد الحياة في كل مرحلة من المراحل كان ضئيلا جدا، حسب براون الذي اشار إلى ان مريضا واحد بالبروجيريا فقط يولد في الولاايات المتحدة سنويا.
وقد عثر كولينز وزملاؤه على التغاير على جينة تدعىA Lamin أو Lmna في عينات للحمض النووي لدى 18من 20مريضا بالبروجيريا. وعثرت دراسة مماثلة نشرت في مجلة سينس على التغاير الجيني المذكور عند مريضي بروجيريا.
ومن المعروف ان جينة Lamin A لها صلة أصلا بستة أمراض أخرى. ويختلف التغاير وأثره قليلا، على المستوى الخلوي، في كل تلك الأمراض.
ويقول كولينز ان ربط ال LMNA بالشيخوخة يعني ان دراسة الجينة قد توفر لنا فهما افضل لما يحدث في الجسم عندما ننمو ونكبر.
ويضيف كولينز ان المرض ليس وراثياً بل ينشأ (Denovo) أي جديدا، في كل مريض. وهناك ما يوحي بأن جينة البروجيريا تنتقل إلى الجين عبر اختلال في جينات مني والده.
وقد ألقى الباحثون في الدراسة نظرة على المنظومة الجينية لعشرين مريضا بالبروجيريا وآبائهم. وقال كولينزا انهم اكتشفوا ان 18من المرضى يشاركون في نفس التغاير في جينة LMNA على الكروموزوم رقم
1.وكان الخلل - حسب كولينز - بديلا لقاعدة خصية DNA واحدة. وهو بشكل تحول الحمض الأميني غوانين إلى أدينين.
وقالت ماريا أريكسون الباحثة في المعهد والمحررة الأولى للدراسة المنشورة في مجلة (Nature): "في البداية لم نصدق ان تبدلا صغيرا كهذا هو المذنب. كيف يمكن لمثل هذا التغاير الطفيف أن يؤدي إلى مضاعفات مرعبة كهذه؟".
وأشار كولينز إلى ان التقدم الذي تم احرازه في ترتيب التركيبة الوراثية للجينوم هو الذي مكن الباحثين من العثور عن الحمض النووي الذي تغير موقعه.
وقد أعلنت مجموعة دولية بينها المعهد ان الجينوم البشري قد اصبح مرتبا بنسبة , 9999في المائة وان الجينوم بكامله أصبح متوفرا الآن على شبكة الانترنت.
والخطوة التالية لباحثي البروجيريا هو العثور على عقار يصحح الخطأ المحدد في جينة LMNA المتغايرة. وقال كولينز انه قد يصبح بالامكان في النهاية تصحيح الجينة نفسها.
وأضاف كولينز ان الباحثين سوف يدرسون الآن الأشخاص الذين يعمرون كثيرا لمعرفة ما إذا كان هناك عنصر ما في جينة LMNA لديهم يمكنهم من مقاومة أمراض الشيخوخة.
يُصيب المرض عادة طفل واحد في العائلة
لكن عن طريق الصدفة وفي الهند.. كلكتا.. اكتشف الاطباء عائلة لديها ثلاث اطفال مُصابين به
المفضلات