الروح القدس الإله المظلوم من الثالوث المزعوم .
---------------------------------------------
الفصل السابع من كتابي بعنوان الروح القدس , ومع أنه إله حق عند النصارى مثله مثل السيد المسيح إلا اننا لا نجد أحد يدعوه أو يستنجد به مثل استنجادهم بيسوع أو الرب أو الآب.
هذا مع أنهم يطلبون الشفاء والغوث والنجاح من السيدة العذراء ومن القديسين .!!
الفصل السابع
ألوهية الروح القدس
التعريف بالروح القدس : حسب العقيدة المسيحية
جاء في قاموس الكتاب المقدس : ( ويعلمنا الكتاب المقدس بكل وضوح عن ذاتية الروح القدس ، وعن ألوهيته ، فنسب إليه أسماء الله كالحي ، ونسب إليه الصفات الإلهية كالعلم ، ونسب إليه الأعمال الإلهية كالخلق ، ونسب إليه العبادة الواجبة لله ، وإذ حبلت السيدة العذراء حبل بالمسيح فيها من الروح القدس ، ولما كتب الأنبياء والرسل أسفار الكتاب المقدس ، كانوا مسوقين من الروح القدس ، الذي أرشدهم فيما كتبوا ، وعضدهم وحفظهم من الخطأ ، وفتح بصائرهم في بعـض الحـالات ليكتبوا عـن أمور مستقبلة) قاموس الكتاب المقدس ، مادة ( روح القدس ) ص 414 .
يقول زكي شنودة : ( وقد أجمع المسيحيون فيما عقدوه إبان القرن الرابع من مجامع عالمية ـ أو مسكونية كما اعتادوا أن يسموها ـ على وضع قانون للإيمان يتضمن المعتقد الصحيح لكل المسيحيين ، ويقطع السبيل على كل من يحاول تغيير أمر أو تفسير أمر على غير مقتضى هذا القانون ، وقد درج المسيحيون جميعاً منذ وضع هذا القانون في القرن الرابع الميلادي إلى اليوم على التمسك به وتلاوتة أثناء الصلاة في كل كنائس العالم دون استثناء(موسوعة تاريخ الأقباط 1/142).
ثم تحدث عن اعتقاد ألوهية الروح القدس فقال : ( هو الأقنوم الثالث من اللاهوت الأقدس ، وهو مساوٍ للآب والابن في الذات والجوهر والطبع وكل فضل اللاهوت ، وهو روح الله ، وحياة الكون ومصدر الحكمة والبركة ، ومنبع النظام والقوة ، ولذلك فهو يستـحق العبـادة الإلهية ، والمحبة والإكرام والثـقة مع الآب والابـن) (موسوعة تاريخ الأقباط 1/246)
ويقول القس يسي منصور : ( إن الروح القدس هو الله الأزلي ، فهو الكائن منذ البدء قبل الخليقة ، وهو الخالق لكل شيء ، والقادر على كل شـيء ، والحاضر في كل مكان ، وهو السرمدي غير المحدود ) ، ويقـول في موضع آخـر : ( إن الروح القدس هو الأقنوم الثالث في اللاهوت ، وهو ليس مجرد تأثير أو صفة أو قوة ، بل هو ذات حقيقي ، وشخص حي ، وأقنوم متميز ولكنه غير منفصل ، وهو وحدة أقنومية غير أقنوم الآب وغـير أقنوم الابن ، ومسـاوٍ لهما في السـلطان والمقـام ، ومشترك وإياهما في جوهر واحد ولاهوت واحد (رسالة التثليث والتوحيد ص 45 و ص 260 )
وقد تم اعتماد الألوهية في عام 381م حينما انعقد مجمع القسطنطينية للنظر في قول أسقف القسطنطينية (مكدونيس ) الذي قال : "إن الروح القدس عمل إلهي منتشر في الكون، وليس أقنوماً متميزاً عن الأب والابن, وإنه كسائر المخلوقات". وقد تقرر في المجمع حرمان الاسقف وتجريده من وظائفه الكنسية، واتخذوا أحد أهم قرارات المجامع الكنسية، وهو تأليه الروح القدس ، واعتبروه مكملاً للثالوث الأقدس، وقالوا: "ليس روح القدس عندنا بمعنى غير روح الله، و ليس روح الله شيئاً غير حياته، فإذا قلنا أن روح القدس مخلوق فقد قلنا: إن الله مخلوق".
والمرافعة السابقة بدأت بمغالطة ( أن الروح هي حياة الله )!!, أما استدلال النصارى في تأليه الروح القدس فهو ما كتبه يوحنا: ( يوحنا 4 : 24 " الله روح ").
كما يعتقد النصارى ايضا" أن الروح الذي تم ذكره في العهد القديم كان يشير إلى الاقنوم الثالث من الثالوث , ولم يتم فهمه أو إدراكه إلا بعد الإقرار بالثالوث على ضوء تعاليم العهد الجديد مثل ما جاء في ( تكوين : 1: 1 "في البدء خلق الله السماوات والأرض…وروح الله يرف على وجه الماء" ) وغيرها .
بعد أن تم أقرار ألوهية الروح القدس عام 381 ميلادية , ظهر نزاع آخر عام 879 ميلادية بسبب الاختلاف حول انبثاق الروح القدس وانقسم النصارى على أثارها إلى الكاثوليك والأرثوذكس والروم كاثوليك (الفصل الأول )، وعلى ذلك فتعتقد بعض الفرق أن الروح القدس ( منبثق ) من الآب فقط ، والبعض يعتقد أنه ( منبثق ) من الأب والابن !!.
أولا" : لم يذكر السيد المسيح في أي موضع من الاناجيل أن الروح القدس إله , كما لم يذكر الثالوث.
ثانيا" : لم يذكر أي من كتبة الاناجيل على لسانه أو على لسان الحواريين أن الروح القدس إله .
ثالثا" : الاستدلال على ألوهية الروح القدس جاء من نص وحيد في انجيل يوحنا, على لسان يوحنا ( لمجهول ), يقول فيه " الله روح ", ولم يقل "إن الروح هو الله ". والفرق واضح , فإن الله روح تعني أنه يصف الله حسب اعتقاده ,أما القول أن الروح هو الله فهو اقرار بألوهية الروح وهذا ما لم يذكره .
رابعا" : وردت نصوص مشابهه وهي " الله محبة " و "الله نور ", وبتطبيق نفس طريقة الاستدلال وجب أن تكون المحبة أو العاطفة مساوية للروح وتكون أقنوم رابع .
( يوحنا 4 : 24 الله روح.والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا.)
( يوحنا 4 : 8 ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة.)
( يوحنا 4 : 16 ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي للّه فينا.الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه.)
ويكون النور أقنوم خامس !!
( يوحنا 1 : 5 وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به ان الله نور وليس فيه ظلمة البتة.) .
خامسا": بولس الذي نادى بألوهية السيد المسيح لم يخطر على فكره الثالوث أو ألوهية الروح القدس فقد قال في رسائله (عبد الله والرب يسوع) ولم يذكر انه عبد الروح أو يعلم أي شيء عن الروح أو الثالوث !!
( 1 كورنثوس 1 : 1 1بُولُسُ الْمَدْعُوُّ رَسُولاً لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ وَسُوسْتَانِيسُ الأَخُ ........ 3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. )
( 2 كورنثوس 1 : 1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ، إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، ..2 نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ)
( كولسوي 1 : 2 إِلَى الْقِدِّيسِينَ فِي كُولُوسِّي، وَالإِخْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.).
( تسالونكي 1 : 1 ...، فِي اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.)
هل من الطبيعى أنه لم يذكر أي شيء عن الروح أو الثالوث ثم يقرر المجتمعون في القرن الرابع أن الروح القدس إله وله مجد متساوي مع الآب والابن !!.
سادسا": ذكر العهد الجديد أن السيد المسيح سيجلس عن يمين الله, فأين الروح ولماذا تم تجاهلها !؟
( اعمال 7 : 56 فقال ها انا انظر السموات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله)
وذكريوحنا في رؤياه الخروف بجوار الله عند العرش كرمز للسيد المسيح , ولم يذكر أي شيء عن الروح !!!
( رؤيا 21 : 22 ولم أر فيها هيكلا لان الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها.23 والمدينة لا تحتاج الى الشمس ولا الى القمر ليضيئا فيها لان مجد الله قد انارها والخروف سراجها.)....أين الروح !!؟؟؟
( رؤيا 22 : 1 واراني نهرا صافيا من ماء حياة لامعا كبلّور خارجا من عرش الله والخروف.)
(رؤيا 22 : 3 ولا تكون لعنة ما في ما بعد.وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه.)
سابعا" : جاء تعبيرات مثل (ملكوت الله والمسيح) فاين ملكوت الروح القدس إن كان له مجد متساوي ؟
(افسس 5 : 5 فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاَللهِ.)
كما جاء أحب الله "الابن" وأنه أعطاه كل شيء فأين الروح ؟؟
( يوحنا 3 : 35 الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده. 36 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ)
والحمد لله رب العالمين.
المفضلات