جانب التشويق
( تأخر قليلاً عن البيت - سفر ، زيارة )
كان صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى غزوة أقرع بين زوجاته فأيّهم طلع سهمها أخذها معه .
إنه باستطاعته صلى الله عليه وسلم أن يصحبهن كلهنّ معه في سفره ، لكنه يعلمنا هنا أموراً منها : كيف نفعّل روح التشويق عند الزوجة .
إن تأخر الزوج عن زوجته أو غيابه عنها - باقتصاد - أمرٌ ينمّي روح التشويق والشوق سيما وإن تخلل ذلك رسالة شوق عبر جوال أو غير ذلك على أن هذا الأمر ينبغي أن يُعمل بحذر من غير إفراط ولا تفريط ، إنما حدّه أن يكون جانب تشويق لا تفريق وتفريط !!
جدد . . غيّر !
في التعبير عن حبك . . .
في جذب زوجتك إليك . . .
التجديد والتغيير ..
ينفض الرتابة ..
ويجدد العواطف . .
ويُذكي المشاعر . .
1- غيّر عطرك . . . نوع ثوبك . .
2- سجل مقطوعة بصوتك على شريط تسجيل واهده لزوجتك أو فاجئها به أثناء سفركم على طريق طويل بالاستماع إليه في مسجل السيارة !!
3- أخرج مع زوجك في نزهة .. في سفر ..
4- غيّر في أثاث بيتك . . غرفتك . . من غير إسراف ولا مخيلة واجعل لزوجتك حظاً في اختيار المناسب للبيت .!
تعلّم كيف تصنع الباقات من الأزمات
ليست هناك حياة زوجية تخلو من أزمة . . أو مشكلة .
وهذه المشاكل والأزمات ربما أنها بسوء التصرف تهدم بنيان عمر طويل !!
إن بعض الأزواج ربما يفرض سلطانه على زوجته من خلال ( كبريائه وسلطانه ) !!
فلربما قبلت منه زوجته ذلك .. لا حباً فيه ..
إنما خوفاً من مستقبل ( كئيب ) لها ولأبنائها ..
ولذلك من كان هذا حاله فله نصيب من وصف الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله :
" إن من شرار الناس من ودعه الناس اتقاء فحشه "
ولذلك فإن الحصيف اللبيب من يجيّر هذه المشاكل والأزمات ليصنع منها . . .
باقات من الحب العاطر . . .
وصناعة الباقات من الأزمات مهارة في حدّ ذاتها لها فنونها ووسائلها وطرقها ربما يطول الحديث بذكرها ..
لكن من أهم ما يحافظ على الحب أثناء الأزمات هو :
المقايسة والموازنة بين الثابت والمتحرك
بين القليل والكثير . . .
بين آثار الحب وآثار البغض . . .
يقول صلى الله عليه وسلم " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " !!
2-السعي الجاد للحل ، وليس السعي للإقتناص والتربص .
من الأزواج أو الزوجات من يتربص بخطأ الآخر ليسجّلها سابقة له تحفظ عليه في الأرشيفحتى إذا حانت لحظة اتقاد النار أفرزت الملفات وأبديت العورات .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف أن المشكلة أمر طبعي يقع بين الزوجين ، لكن الأدب في ذلك هو أن يسعى الزوج والزوجة إلى إيجاد الحل لا السعي إلى تعميق المشكلة .
مرة يختلف صلى الله عليه وسلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها فيطلب منها أن يحتكما إلى عمر رضي الله عنه فتأبى ، فيقترح عليها أن يحتكما إلى أبي بكر رضي الله عنه فتوافق ، فلمّا وقف أبو بكر رضي الله عنه موقف الحكم بينهمـا ، قال لها صلى الله عليه وسلم : أأتكلم أم تتكلمين ؟
فتقول بل تكلّم أنت !!
فما هي إلا أن تتامت لها هذه الكلمات حتى لطمها أبوها ...
فوقف صلى الله عليه وسلم بينه وبين حبيبته الراضية المرضية وهو يقول ما دعوناك لهذا !!!
3-غض الطرف ..
فما كل خطأ يتحمل العتاب ....
فبعض الأخطاء إنما حلها بإغضاء الطرف عنها . . .
أنس بن مالك رضي الله عنه يخدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين ويقول : ما قال لي لشيء فعلته لِمَ فعلت هذا ، ولا لشيء لم أفعله لِمَ لم تفعل هذا !!
هذا وهو غلام صغير مظنة الخطأ والتقصير وعاش معه عشر سنوات فقط . . .
فما بالكم بزوجاته صلى الله عليه وسلم الذين عاش معهم حتى توفي عنهن رضي الله عنهن ، لكن ما نقلت لنا كتب السنة أو السيرة زخماً من المشكلات في بيت النبوة إلا حوادث يسيرة .
الأمر الذي يدلنا على أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يعاتب على كل خطأ ( زوجي ) . .
بل كان يغض الطرف عن ذلك .. ضماناً لهذا الحب الذي زرعه في قلوب زوجاته رضي الله عنهن .
تلك .. .
إشارات في همسات . .
في سبيل تعميق الحب بين الزوجين ، وطرد حالة الفتور التي قد تصيب الحياة الزوجية في ظل الرتابة التي نفرضها على أنفسنا من غير مبرر منطقي معقول .
يُتبع إن أذن الرحمن.
المفضلات