الرد على التدليس الذي تضمن الإدعاء بأن " رب الإسلام اليوم ××× من العدالة "
الرد على تدليس بعنوان " رب الإسلام اليوم هارب من العدالة "
×××
طالعتنا أحد المواقع العلمانية بمقالة للسيد " علماني " بالعنوان أعلاه ...... طرح سيادته فيها عدة أطروحات نوجزها فيما يلي :
الأطروحة الأولى : ماذا يفعل المسلم في أجواء ممطرة باردة والثلوج تغطي الأرض والطعام الوحيد الذي يصلح لهذه الأجواء هو لحم الخنزير مع كأسين نبيذ أحمر لزوم التدفئة ..هل يمتنع عن المأكل والمشرب ليموت بردا أو جوعا ؟؟
الأطروحة الثانية : ما هو رد فعل من يستمع في أي بلد أوربي إلى محاولة المؤمن بالإسلام اليوم إقناعهم بأن الله لن يقبل منهم أي دين آخر .. لأن الدين عند الله الإسلام ...
الأطروحة الثالثة : الشريعة الإسلامية تتعارض مع مبادئ المساواة والحقوق في أي بلد أوربي .. لأنها متهمة إما بالشذوذ باغتصاب الصغار من الإناث ... أو بتعدد الزوجات ...
الأطروحة الرابعة : لو حاول المؤمن بالإسلام اليوم مجرد التفكير في طرح إيمانه .. بضرورة العودة إلي شرع الله و تطبيق الحد في بلد أوروبي .. فإنهم سينظرون إلي ذلك بنظرة استهجان ...
الأطروحة الخامسة : يقولون أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان .... ؟؟ فمتى أصلح الإسلام في مكان ما ؟؟ وهو الذي قام علي الغزو والقتل والنهب والسبي كما في غزوة بني قريظة قديما .. ومصر اليوم خير مثال ...
الأطروحة السادسة : لولا حماية مليار ويزيد اليوم من المغيبين .. لحاسبنا الإسلام على جرمه بحق المرأة .. والمختلف معه .. والضعيف .. والعبيد .. و العنف .. والإجرام .. والعنصرية ... و حتى الحيوان فانه لم يسلم من عنصرية و تجني الإسلام ...
الأطروحة السابعة : الإسلام تحميه جحافل من البشر ... ولا يستطيع هو ذاته حماية كتابه .. أو نفسه من التجريم ... دون حماية البشر له ...
الرد على التدليس
الرد على الأطروحة الأولى : ماذا يفعل المسلم في أجواء ممطرة باردة والثلوج تغطي الأرض والطعام الوحيد الذي يصلح لهذه الأجواء هو لحم الخنزير مع كأسين نبيذ أحمر لزوم التدفئة .... هل يمتنع عن المأكل والمشرب ليموت بردا أو جوعا ؟؟
· لو كان السيد " علماني " اطلع على " تفسير المنتخب" للآية رقم 115 من سورة النحل .. لوجد سيادته الرد الشافي الوافي لما ظن أنه سيطعن به الإسلام في مقتل .. فما هو نص هذه الآية .. و ما هو تفسير المنتخب المذكور ..
· تفسير المنتخب لهذه الآية :" فإن اللَّه لم يحرم عليكم إلا أكل الميتة .. والدم الذي ينزل من الحيوان عند ذبحه .. ولحم الخنزير .. وما ذبح لغير اللَّه .. فمن ألجأته ضرورة الجوع إلى تناول شئ مما حرَّمه اللَّه عليكم غير طالب له ...... ولا يتجاوز في أكله حد إزالة الضرورة .. فإن اللَّه لا يؤاخذه على ذلك ... لأنه - سبحانه - غفور لعباده يغفر لهم ما يقعون فيه من أخطاء لا يصرون عليها .. رحيم بهم حين منعهم مما يضرهم .. وأباح لهم ما يحفظ حياتهم " .
· و تسرى هذه القاعدة بالطبع على تناول ما يحفظ للإنسان حياته .. طالما لا يوجد بديل لذلك إلا الموت !!!!!!!
· و المقام هنا لا يناسب بالطبع بيان الأضرار التي تترتب على شرب الخمر أو أكل لحم الخنزير .. فهذه أمور لا تخفى على أي قارئ لهذه السطور .. و لذلك فلا معنى لذكر البديهيات .. ولكن من العجيب الإصرار على المجادلة لتناول ما هو مضر و مؤذى - في الوقت الذي وفر و ذلل فيه خالق السماوات والأرض و ما بينهما للإنسان آلاف الأنواع من الأطعمة و الأشربة و الأمتعة البديلة و الطيبة و التي كلها منافع و فوائد له .. لكنه الإصرار على مبارزة و مخالفة الخالق دون مقتضى أو داع أو فائدة من وراء ذلك ..
الرد على الأطروحة الثانية : ما هو رد فعل من يستمع في أي بلد أوربي إلى محاولة المؤمن بالإسلام اليوم إقناعهم بأن الله لن يقبل منهم أي دين آخر .. لأن الدين عند الله الإسلام ... · رد الفعل هو أن الإسلام هو أسرع الديانات انتشارا حالياً في أوربا وأمريكا ... برجاء الدخول في هذه الروابط التي تؤكد ذلك ( على سبيل المثال لا الحصر ) .. و البحث عن مثيلاتها بسهولة ...
· هذا ووفقًا لكتاب غينيسللأرقام القياسية العالمية للعام 2003 .. فإن الإسلام هو الديانة الأسرع نموًا في العالم .. وبحلول عام 2002 كان ما يقارب 80 ٪ من المسلمين يعيشون خارج العالم العربي .. هذا وقد ارتفع عدد المسلمين إلى حوالي 1.2 مليار نسمة بحلول عام 2000 .....جينيس للأرقام القياسية 2003 ، ص 142 الرابط http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA_%D8%A8%D8%A3%D9%8 3%D8%A8%D8%B1_%D8%A7%اD9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1_%D8%AF%D 9%8A%D9%86%D9%8A
الرد على الأطروحة الثالثة :الشريعة الإسلامية تتعارض مع مبادئ المساواة والحقوق في أي بلد أوربي .. لأنها متهمة إما بالشذوذ باغتصاب الصغار من الإناث ... أو بتعدد الزوجات ... · بداية .. لقد أمرنا الله سبحانه و تعالى منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنا بالعدل بين كافة البشر " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " النحل 90.. و من هنا تولد أي حقوق أو مبادئ عادلة للبشر و منها المساواة و قبل أن تعرف أوربا وأمريكا ( المنبهر و المفتتن بهما السيد علماني ) ذلك .. و لا نحب أن نذكر سيادته بالتفرقة العنصرية ( طبقا للون و الجنس و العرق ) التي سادت في هذه المناطق فالمجال لا يتسع لذلك ...
· هذا و لا يوجد أفضلية في الإسلام لأحد عن احد .. و كيف ..
و قال صلى الله عليه و سلم" يا أيُّها النَّاسُ ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ وإنَّ أباكم واحدٌ ألا لا فضلَلِعَربيٍّعلىأعجميٍّولالعَجميٍّعلىعربِيٍّولا لِأحمرَ على أسودَ ولا لِأسودَ على أحمرَ إلاَّ بالتَّقوى " الراوي : من سمع النبي المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم : 1536 خلاصة حكم المحدث : صحيح
و قال صلى الله عليه و سلم" يا أيُّها الناسُ ، إنَّما ضلَّ مَن كان قَبلَكم ، أنهُم كانوا إذا سرَقَ الشَّريفُ تَرَكوه ، وإذا سَرَقَ الضَّعيفُ فيهِم أقاموا عليه الحَدَّ ، وايْمُ اللهِ ، لو أنَّ فاطِمَةَبنتَمُحمدٍ ،سَرَقَت لَقطَعَ مُحمدٌ يَدَها " ... الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6788 خلاصة حكم المحدث : صحيح
· أما بالنسبة للاتهامات التي ساقها السيد علماني للإسلام فإننا نرد عليها بما يأتي :
أولا : الرد على اتهام الإسلام بالشذوذ باغتصاب الصغار من الإناث : · الإسلام لا يعترف و لا يقر .. بل و يحرم أي علاقة بين ذكر و أنثى خارج نطاق الزواج الشرعي و بعد أن تكون الأنثى قد اعترفت بها الطبيعة البشرية بالطبع بأنها أصبحت فسيوليجيا امرأة ( أي ليست طفلة ) .. أمـا سن زواج الأنثى فيرجع إلى عدة عوامل و ظروف منها .. الطبيعة الجسمانية و النفسية و القدرة للمرأة - العادات و الأعراف والتقاليد التي تتآلف عليها الشعوب في المناطق المختلفة (منطقة جبلية – منطقة صحراوية - بدوية - قروية - حضرية ... الخ ) ..
· أما أن يغتصب ذكراً أنثى و يعتدي على عرضها و شرفها و شرف أسرتها - فذلك ضرباً من ضروب ما يسمى " المحاربة " والسعي في الأرض فساداً و المستحقة للعقاب الرادع .. الذي ذكره الله سبحانه في الآية رقم 33 من سورة الـمائدة .." إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " .. قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية رقم 85 في 11/11/1401هـ
· و الزواج الشرعي له ضوابط وشروط لا بد أن تتوافر فيه .. وإذا فقد شرط منها كان الزواج باطلاً ... بل وصارت العلاقة بين الرجل والمرأة حينئذ علاقة غير شرعية و آثمة .. هذا و يشترط لصحة عقد الزواج أربعة شروط :
الشرط الأول: إذن الولي ( الأب فإن غاب انتقلت الولاية إلى العصبات : كالابن ، أو الأخ ، أو العم ، أو الجد - إلى غير ذلك ) لقول الله عز وجل " فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ " النساء 25
الشرط الثاني: رضا المرأة ، فالإسلام قد كرمها ورفع من شأنها ...... لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه : ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن ) ....
الشرط الثالث : الشهود العدول ( و لا يقل العدد عن اثنين ) ... قال تعالى : " وَأَشْهِدُوا ذَوَي عَدْلٍ مِنْكُمْ " الطلاق 2
· لقد أباح الكتاب المقدس تعدد الزوجات دون ضوابط أو شروط .. و ذكر أسماء زوجات أنبياء الله الكرام .. و نسب إلى سليمان عليه السلام أنه" كانت لهسبع مائة من الـنساء السيدات .. و ثلاث مائة من السرارى " سفر الملوك الأول 11 / 3
· و جاء محمد صلى الله عليه وسلم بعد إخوته من أنبياء سابقين .. بشريعة لم تبتكر أو تبتدع تعدد الزوجات .. ولكن بشريعة متدرجة حددت عدد الزوجات بقيود شديدة للغاية بعد أن كان تعدد الزوجات في الشرائع و الأمم السابقة مباحا و بلا حدود ... و ذلك من خلال نوافذ ضيقة و شروط حكيمة ولحالات اضطرارية حماية للمجتمع كله .. و بالتالي فإن الإسلام لم يكن هو الذي عدد الزوجات ... و لكنه هو الذي حدد الزوجات ..
· و الزواج بأخرى ليس شعيرة من شعائر الإسلام و لكنه مباح و بشروط وقيود شديدة للغاية .. و ليس إجبارياً على الرجل .. و قبول المرأة الزواج من رجل متزوج هو أمر اختياري لها ..و قال العلماء : يكره لمن له زوجة تعفه وتكفيه أن يتزوج عليها ( بغير سبب معتبر ) ...
· و طبقا لإحصائية البنك الدولي فإن نسبة الذكور للإناث في كل دول العالم تقريبا متساوية و ثابتةٌ على مدار الزمان .. هذا والغالبية الساحقة من المسلمين يكتفون بزوجة واحدة كما تدل الإحصائيات .. و لذلك فتعدد الزوجات ليس ظاهرة تزعج بل و تصرفنا عن مشكلة العنوسة أو انتشار الخليلات مثلا ( الذي قد يكون التعدد حلا لهما ) ..
· ولكن ماذا لو زادت أعداد الإناث عن الذكور نتيجة الحروب مثلا .. فماذا ينتظر الفائض من النساء .. و ما هو الحل الآخر لهن حينئذ ؟؟؟ لقد قدم لنا الإسلام منذ 14 قرنا حلا جاهزا لمثل هذه المشكلات التي مرت أو التي يمكن أن تمر لاحقاً .. و لماذا .. لأنه هو رسالة السماء الأخيرة للأرض ...
· إن من يسيئون استخدام هذه الرخصة و يظلمون زوجاتهم .. فهم وحدهم المؤاخذون أمام الله على ظلمهم .. و ليس هذا شأن الإسلام و لا هم الذين يمثلون الإسلام .. لأن التعدد جائز فقط بشروطه فإذا لم تتوافر الشروط ... فلا تعدد ....
· و إذا تحول التعدد لان يكون ظاهرة يمكن أن يتضرر منها المجتمع ( وهو أمر غير موجود بالدول الإسلامية ) .. فيمكن حينئذ لولى الأمر تقييد التعدد ليكون للضرورة فقط و عن طريق القاضي .. و لكن ليس منعه أو تحريمه ..
· إن قوانين الغرب حاليا تحمى إباحة الجنس مع الفتيات و النساء .. و تمنع الزواج بامرأة أخرى .. في الوقت الذي تسمح فيه بزواج الشواذ !!! .. فلماذا تكون الـمرأة الأخرى ( مع أبنائها غير الشرعيين ) خليلة دون أي حقوق .. و لا تكون حليلة و لها كل الحقوق !!!!
للمزيد من التفاصيل عن شبهة تعدد الزوجات في الإسلام يرجى الدخول في الرابط التالي
الرد على الأطروحة الرابعة : لو حاول المؤمن بالإسلام اليوم مجرد التفكير في طرح إيمانه .. بضرورة العودة إلي شرع الله و تطبيق الحد في بلد أوروبي .. فإنهم سينظرون إلي ذلك بنظرة استهجان ....
· إن " السيد علماني " يحاول أن يدفع القارئ للشعور بان أوربا و أمريكا ( حيث يباح زواج المثليين هناك ) هما المثل الأعلى في الحق و العدل و الرحمة و الإنسانية .. و أيضاً هما واحة الأمن و الأمان بالكون ... نظرا لنظامهما العلماني .... و لكن نود أن نذكره بالآتي :
1. إن أرواح عشرات الملايين من المدنيين و الأطفال و النساء و الشيوخ الأبرياء و التي حصدتها الحروب ( العالمية الأولى و الثانية و البوسنة ) في أوربا ... كل هذا لم يكن المسلمون طرفاً فيه !!!! 2. إن إلقاء أمريكا القنابل النووية على هيروشيما وناجازاكي ... و التي ذهب ضحيتها مئات الألوف من المدنيين و الأطفال و النساء و الشيوخ الأبرياء بين قتيل و جريح و محروق و مسمم بالإشعاع نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من هذه القنابل .. كل هذا لم يكن المسلمون طرفاً فيه !!!!! 3. إن احتلال دول أوربا للشعوب الضعيفة في مشارق الأرض و مغاربها و نهب ثرواتها و استعباد أهلها .. بل و ترحليهم كعبيد إلى دول أوربا و أمريكا .. ثم إتباع معهم ما كان يعرف بسياسة التفرقة العنصرية .. كل هذا لم يكن المسلمون طرفا فيه !!! 4. إن معدل جرائم القتل على سبيل المثال لكل 100000 نسمة في الولايات المتحدة 5.7 فرد و في اسبانيا 3.35 فرد .... أما في السعودية 0.92 فرد
5. إن القوانين الوضعية الحديثة التي يعتبرها أهلها أكثر القوانين إحكامًا في مجال مكافحة الجريمة لم تنجح بعد فيما وضعت من أجله وهو مكافحة الجريمة .. لأن في كل دقيقة ترتكب في بعض البلاد الغربية المتفوقة جريمة قتل ، أو سرقة ، أو اغتصاب .. وفي معظم الأحيان يَقتُل السارق ضحيته .. لذلك لأن نضحي بيد تقطع في العام من عشرات الملايين خير من أن يكون في كل دقيقة جريمة قتل أو سرقة أو اغتصاب .. لأن دخول المجرم إلى السجن ليأكل ويشرب (على نفقة دافعي الضرائب و الضحايا أو ذويهم ) هو أقصر طريق للعاطلين عن العمل الذين لا يجدون قوتًا ولا مأوى .. و لذلك يرتكب العاطل جريمته حتى يدخل سجون أوربا و أمريكا فيعيش فيها مرفّهًا ومنعمًا ...
6. إن الإحصائيات تبرهن على أن نسبة مخيفة من أطفال الدول الغربية يولدون ولادة غير شرعية من أم مراهقة نظرا للمعاشرة الجنسية المباحة هناك .. هذا بخلاف عمليات الإجهاض القانونية و غيرها التي تتم من قبل نساء غير متزوجات .
7. لقد حرمت الشريعة الإسلامية ( التي يعترض عليها سيادته ) وعلى سبيل المثال و منذ أكثر من أربعة عشر قرنا .. أسلوب " التورّق و بيع الديون بالديون " و اللذان كانا من أسباب الأزمة المالية و الانهيار المالي و الاقتصادي الذي حدث في أوربا و أمريكا عام 2008 .. الأمر الذي أدى إلى العديد من التداعيات الوخيمة و التي كان من ضمنها انهيار العديد من البنوك الغربية ... و فقدان الملايين منهم وظائفهم !!!!!!
ولكن من ناحية أخرى علينا أن نعى الآتى :
· إن الحدود التي شرعها خالق السماوات و الأرض و ما بينهما ( و التي يحاول السيد "علماني" تصويرها على أنها فزاعة ) ما هي إلا عقوبات رادعة فرضت .. و لكن لتطبق على من ؟؟؟ إنها لن تطبق على الأبرياء و الصالحين ... إنما لتطبق فقط على المجرمين و المعتدين وعلى من يقترف بعض الجرائم التي من شأنها الإفساد في الأرض .. وذلك بهدف منع الناس من اقتراف الجرائم الكبرى وزجرهم عن المخالفات و حملهم على فعل ما فيهصلاح البشر .. و بذلك تحفظ الدماء و تصان الأعراض و الأنساب و الأموال و العقول .. فتتحقق الطمأنينة في المجتمع ويشيع الأمن بين أفراده .. ويسود الاستقرار .
· إنَّ الشريعة الإسلامية نظرت إلى الجريمة بعين الفرد الذي ارتكبها و أيضاً بعين المجتمع و الفرد الذي وقعت عليه الجريمــة في آن واحد و ما لحق من ضرر .. ثم قررت بعد ذلك الجزاء العادل الذي لا يميل مع النظريات المنحرفة ، ولا شهوات الأمم والأفراد .. فحرصًا على سلامة جسم المجتمع كله من الفساد والمرض كان من الحزم والعقل القسوة على الجزء الفاسد منه ليسلم باقي أعضاء المجتمع .. فالأنفع للمجتمع أن تقطع يد كل عام ، ويشيع الأمن بين الناس ، ويطمئن الناس على أموالهم وأعراضهم ، بدلاً من إشاعة الخوف في نفوسهم وقلوبهم .. و أنه لمن الجدير بالذكر أنه في الأربعين سنة الأولى من الدولة الإسلامية قطعت ست أيادي فقط ... أما على الجانب الآخر .. نجد الآلاف في السجون الأميركية والأوروبية .. والملايين مـن الأحرار منهم يخشون التجول بعد الثامنة مساءًا بسبب اللصوص والمجرمين ، فأي الحكمين أصوب في مكافحة الجريمة !!!
و قد يقطع العضو النفيس لغيره ... و تصغر للأمر الكبير الكبائر
· لقد جعل الإسلام شدة العقاب مقابل شدة أثر الجريمة وخطرها على المجتمع .. فمثلا عقوبة القتل أو الحرابة ( أي الاعتداء على النفس أو العرض أو المال بالسلاح ) شديدة نظرًا لشدة الجريمة و بشاعتها .. وفي مقابل ذلك فإن عقوبة القذف ، أخف من ذلك كثيرا لأن جريمة القذف أقل أثرًا من القتل أو الحرابة ..
· إن من مميزات هذا التشريع : المساواة بين مستحقي العقوبة الشرعية المقدرة - فلا تسقط عن الشريف لمنـزلته بين الناس أو جاهه أو سلطانه ، ولا تسقط عن الغني لكثرة أمواله ، فالإسلام لا يظلم أحداً .. و لا يعرف سجن أبو غريب أو معسكرات جوانتنامو - وهذا يتجلى لنا واضحًا في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث .. " يا أيُّها الناسُ ، إنَّما ضلَّ مَن كان قَبلَكم ، أنهُم كانوا إذا سرَقَ الشَّريفُ تَرَكوه ، وإذا سَرَقَ الضَّعيفُ فيهِم أقاموا عليه الحَدَّ ، وايْمُ اللهِ ، لو أنَّ فاطِمَةَبنتَمُحمدٍ ،سَرَقَت لَقطَعَ مُحمدٌ يَدَها " ... الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6788 خلاصة حكم المحدث : صحيح
· هذا و قد نص قانون العقوبات الإلهية على مواد عقابية ( و المسماة بالحدود ) لمعاقبة من يعتدي على الضروريات الخمس التيجاء الشرع لحمايتها و هي ( النفس , العرض , الدين , العقل , المال ) و التي يمكن تصنيفها إلى:
عقوبات الاعتداء النفس : و تتعلق بالقتل ..
عقوبات الاعتداء على الأعراض و الأنساب : و تتعلق بالزنا و القذف ( أي إلصاق التهم و التحقير و تشويه السمعة و العرض ... )...
عقوبات الاعتداء على الدين و العقل : و تتعلق بجريمتي الردة ( ترك الدين مع العمل و السعي لإحداث فتنة بالمجتمع ) و جريمة السُكر ....
عقوباتالاعتداء على الأموال و الأمن العام : و تتعلق بجريمة السرقة و الحرابة ( تعريض أموال و أعراض و أنفس الناس للسلاح المحمول ).. والإسلام حين وضع الحدود لم يكن يهدف من ورائها إشباع شهوة تعذيب الناس بل يطبق الحدود في حدود ضيقة - و كيف :
1. يوقف تنفيذ الحد بأدنى شبهة .. و ما الدليل ..قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ...." ادرؤُوا الحدودَ بالشبهاتِ "الراوي : عبد الله بن عباس المحدث : الشوكاني - المصدر : نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم : 7 /272 خلاصة حكم المحدث : صالح للاحتجاج به.. ويقول سيدنا عمر : والله لأن أخطئ في أن أدرأ الحد بالشبهات أفضل من أن أخطئ في أن أقيم الحد بالشبهات .. ويكفي أن نعلم أن حد السرقة لم يُنَفَّذْ في الأربعين سنة الأولى من الدولة الإسلامية إلا ست مراتٍ فقط لنعرف أنها عقوبات قُصِدَ بها التخويف الذي يمنع وقوعها ابتداء فعاش المسلمون الأوائل نتائج هذا النجاح وتمتعوا بثماره .. بينما نرى الآن ما جناه العالم من كوارث ومصائب وأمراض لا علاج لها وذلك لعدم جدوى العقوبات التي تتبعها القوانين الوضعية في علاج أمراض المجتمع وجرائمه ...
2. إن قيام ظروف تدفع إلى الجريمة يمنع تطبيق الحدود ، عملاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " ادرؤوا الحدودَ عنِ المسلمينَ ما استطعتمْ .. فإنْ وجدتُم للمسلمِ مخرجًا فخلُّوا سبيلَه ... فإنَّ الإمامَ لأنْ يخطئَ في العفوِ خيرٌ منْ أنْ يخطئَ في العقوبةِ " الراوي:عائشة أم المؤمنين المحدث : السيوطي - المصدر : الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم : 313 خلاصة حكم المحدث : صحيح .. و لذلك أوقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( وهو من أبرز الفقهاء في الإسلام ) .... تنفيذ حد السرقة في عام الرمادة ( عـام قحط و جوع ) ... حيث كانت الشبهة قائمة في اضطرار الناس للسرقة بسبب الجوع .
3. إن المسلم في المجتمع الإسلامي مضمون له أن يكسب رزقه من عمله ، فعلى ولي الأمر أن يوفر الأعمال ، وسمي ذلك في القرآن المعايشَ ، أي سبلَ كسب الرزق ، والدليل : أن سيدنا عمر رضي الله عنه عين والياً ، وأراد أن يمتحنه ، فقال : ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب ؟ فقال : أقطع يده ، قال : إذاً فإن جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك ، ثم قال له : يا هذا إن الله استخلفنا عن خلقه لنسد جوعتهم ، ونستر عورتهم ، ونوفر لهم حرفةً ، فإن وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكْرها ، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً ، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية ... فتأمين فرص العمل من أولى مهمات ولي أمر المسلمين فالمسلم ضمن منهج الله وأحكام الفقه الإسلامي ، وضمن مظلة الإسلام مكفول رزقه إما من عمله ، أو من قرابته ، أو من أبناء محلته ، أو من بيت مال المسلمين ، أو من مجموع الأمة ... فلماذا السرقة أو الاعتداء المسلح على الآمنين بعد ذلك ......
4. الحد لا يقام إلا إذا وصل الأمر إلى الحاكم المسلم .. فإن لم يصل .. فللذي ارتكب الحد أن يتوب إلى الله تعالى ... هذا وإنه لمن الجدير بالذكر أن الإسلام دين لم يبتكر الحدود أو العقوبات .. إنما هي في كل دين .. بل وفى كل نظام قانوني
الرد على الأطروحة الخامسه : يقولون أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان .... ؟؟ فمتى أصلح الإسلام في مكان ما ؟؟ وهو الذي قام علي الغزو والقتل والنهب والسبي كما في غزوة بني قريظة قديما .. ومصر اليوم خير مثال ... أولاً : متى أصلح الإسلام في مكان ما ؟؟؟؟؟ · حتى لا نطيل على القارئ فإننا ندعوه إلى مشاهدة هذا الفيلم الغربي الذي أثار ضجة في الغرب لأنه ينقض المقولة التي ادعت أن اختراعات الإغريق والرومان هي التي كان لها الفضل في التطور التقني الحديث .. بل وينتقد الفيلم من يسمي فترة الحضارة الإسلامية بأنها عصور مظلمة .. · لقد ابرز هذا الفيلم ما قدمته الحضارة الإسلامية من المخترعات التي كان لها الفضل فيما وصلت إليه التقنيات الحديثة التي انتقلت إلى أوروبا المظلمة من الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى حيث كان الإسلام في أوج مجده .. و لكنها سنة الله في خلقه دائما أن تتداول الريادة بين البشر جميعاً مصداقاً لقوله تعالى .." وتلك الأيام نداولها بين الناس" آل عمران 140 The Best in West About Islam... رابط فيلم أفضل ما صُنِع في الغرب عن الإسلام
ثانياً : هل الإسلام قام علي الغزو والقتل والنهب والسبي ؟؟؟؟ بالنسبة للغزو و القتل : · هناك فارق لغوى كبير ( تغافله السيد علماني ) بين لفظ " القتل " و بين لفظ " القتال " ... فالقتل يكون من طرف قوى لطرف اضعف منه ..... أما القتال فيكون بين طرفين على قدر كبير من المثلية أو التكافؤ ... ولذلك فنحن لا نقاتل الذبابة .. إنما نقتل الذبابة ... و لكننا نقاتل من يعتدي على بلادنا وأعراضنا مثلا ...
· و قتل النفس بغير الحق في الإسلام هو أمر منهي عنه تماما .... قال تعالى :
· المسلم يقاتل فقط لرد من يعتدي عليه و يريد قتله .. و لا يبدأ بالعدوان .... و الدليل على ذلك قوله تعالى ...
" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَـعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 .... أما موقفه مع من لم يعتدي عليه هو ..... " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8 .. والقسط هو العدل أما البر فمعناه العميق لا يخفى على القارئ الذكي ....
· و هناك مواطن ثلاثة يجب على المسلم " القتال " فيها :
1. الحفاظ على الدم والمال والعرض .."وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ " الشورى 39 . 2. منع الفتنه ... فقد يتعرض المسلمون في بعض البلاد للترويع والأذى حتى يرتدوا عن دينهم فلا يجوز تركهم تحت وطأة عذاب المعتدى ولكن يجب قتال هذا المعتدى حتى يؤمن من شاء من المسلمين دون خوف" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ " الأنفال 39 - 40 . 3. تامين الدعوة ... فمن واجب المسلمين أن يعرضوا على العالم كله ما عندهم من خير في رسالة السماء الخاتمة للأرض - وبما تتضمنه من خير للبشرية - عرضاً عادياً وبالموعظة الحسنة ... لا يقترن بذلك رغبة أو رهبه – أي رشوة أو تخويف – " ادْعُإِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْبِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِوَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" النحل 125.... فالكل له أن يعرض ما عنده ولكل فرد أن يختار ما يريده حيث .." لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " البقرة 256..وأيضا .." فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29 .... هذا ولم يحملنا الله سبحانه و تعالى نتيجة هذه الدعوة هل اهتدى الناس أم لميهتدوا .... و لماذا ؟؟؟ لأنه ...
ولكن إذا عطلت إذاعتهم أو صودرت كتبهم أو حبس دعاتهم .... جاز لهم أن يقاتلوا جيوش الطغاة المعتدين ( وليس الشعوب) حتى يتموا ما عليهم من واجب ... أي جاز لهم أن يحطموا السياج الحديدي الذي يمنع وصول خير وعطاء السماء لأهل الأرض ( وليس للاستيلاء على منابع النفط مثلا أو نهب ثروات الشعوب ) .. هذا بالرغم من الضرر الذي سيلحق بالدعاة نتيجة ذلك .. حيث يمكن أن يكون الثمن حينئذ .. حياتهم ...
ومن هنا نخلص انه .. لا قتل ولا قتال في الإسلام لنعره جنسيه أو لأطماع شخصيه أو لفرض الإسلام على الناس بقوة السلاح فهذا مرفوض ..... ولماذا .... لأن الآيات التالية وحدها و ببساطة كافية شافية ناسفة لهذه الشبهة و داحضة لها :
و قد ورد في " تفسير المنتخب " لهذه الآية الكريمة .. " إنما عقاب الذين يحاربون الله ورسوله .. بخروجهم على نظام الحكم وأحكام الشرع .. ويفسدون في الأرض بقطع الطريق .. أو انتهاب ( أي نهب ) الأموال : أن يُقْتَلوا بمن قتلوا ... وأن يُصلبوا إذا قتلوا وغصبوا المال .. وأن تُقطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف إذا قطعوا الطريق وغصبوا المال ولم يقتلوا .. وأن يُنفوا من بلد إلى بلد .. وأن يُحبسوا إذا أخافوا فقط .. ذلك العقاب ذل لهم و إهانة في الدنيا .. ولهم في الآخرة عذاب عظيم وهو عذاب النار " ... انتهى تفسير المنتخب .. بمعنى أن الإسلام وضع للنهب حدا يسمى حد الحرابة .. على النحو المذكور ..
بالنسبة للسبي : ( لا يفوتكم الاطلاع على المزيد الممتع و المفصل عن هذا الموضوع في الرابط التالي )
§ كان الرقيق نظاماً وعرفاً يقوم عليه الاقتصاد منذ قرون عديدة في العالم كله ( الفرس / الرومان / الهند / الصين / أهل الكتاب .. ) وكانوا واقعاً غير مؤلم ولا مستغرب .. لا يأبه لهم أحد و لا يفكر فيهم مصلح .. بل وكانت الأرض تباع بفلاحيها .
§ فكان العبيد في الدولة الرومانية مثلا .. يقدم بعضهمفي حلبات المصارعة الرومانيةحتى يتسلى السادة بموتهم بين أنياب الوحوش ...بل و كان الرومان يدربون أبناءهم على السهام ويجعلون العبيد هم الهدف .
§ وقد ظل الأوربيون لعدة قرون يصطادون بوحشية البشر من أفريقيا ويسخرونهم كعبيد....... وتم خطف عشرات الملايين و هلاك مثلهم في أثناء الغارات التي كان يقوم بها قراصنتهم ...وأثناء نقلهم لأمريكا خلال رحلة شاقة ... كان يموت منهم ما يقرب من الثلث ... ويتم إلقاء الضعفاء والمرضى في المحيط حتى لا يستهلكوا نصيباً من الطعام !!!
§ ولا أحد منا يغفل عن ظلم واضطهاد العبيد السود مثلا في أمريكا وحتى عهد قريب جداً .. حتى أنهم كانوا يمنعون من دخول كنائس و محلات السادة البيض .
§ وطوال تاريخ الإنسانية - وحتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي - امتلأالعالم بالعبيد ، الذين كانوا يستعبدون لأتفه الأسباب ، كالعجز عن سداد دين أو خسارةمال في قمار..وحين قررتبريطانيا في العصر الحديث إلغاء الرق عام 1823م تم تحرير ما يربو على 800 ألفاً منرقيقها ....أسرى الحرب في التاريخ ، عبد الكريم فرحان، ص 41
لقد جاء الإسلام و وجد الرق وضع اجتماعى واقتصادى دولى ... فأتي بشريعة إيجابية لإنهاء و حل مشكلة الرق .. وكيف ؟؟
أولا : منابع الرق :
جاء الإسلام فوجد أن منابع الرق و السبي متعددة ... كما كان عليه الحال في الأمم و الشرائع السابقة .. فحرّمها الإسلام جميعها إلا منبعاً واحداً .. وهو أسر المحارب أو المحاربة من داخل ساحة القتال فقط دون سواهم وذلك أثناء حرب دفاعية مشروعة .. و شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى.. عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل ... وذلك لردع المعتدى حتى يعلم أنه سيلحق بمحاربيه مثلما سيلحق بما في يده هو من اسري للمسلمين .. فلا يعقل بالطبع أن يصبح أسرى المسلمين لدى المعتدى رقيقاً بينما أسرى المعتدى لدى المسلمين أحراراً .. فترجح كفة المعسكرات المعتدية على المعسكر الإسلامي .. وتطمع أيضاً هذه المعسكرات في المهاجمة وهى آمنة مطمئنة من عواقب الهجوم .. بل وهى رابحة غانمة ... أما غير المعتدين المحاربين فلا سبي عليهم في الإسلام أصلاً ..
ثانياً : أسلوب معاملة الرق : ( مفصل ذلك في الرابط أعلاه )
وجد الإسلام أن الرق هو واقع مرير مليء بالاضطهاد والظلم يعامل فيه البشر على النحو الذي سبق وأن ذكرناه بعاليه .. فشرع الإسلام أسلوباً حضارياً وإنسانياً لمعاملة الرقيق ....
ثالثاً : مصارف الرق : ( مفصل ذلك في الرابط أعلاه )
كان للرق قبل الإسلام مصرفاً واحداً فقط وهو " إرادة السيد ".... فجاء الإسلام فعدد مصارف الرق وجعل منها :
· الإفراج عن الأسير بدون مقابل / أو بمقابل مادي .... أو بقيامه بأداء عمل كتعليم المسلمين القراءة والكتابة " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً " محمد 4 · كفارات لذنوب / مصرف للزكاة / المكاتبة / .... · " ملك اليمين " وهي الأسيرة المحاربة في حرب مشروعة والتي كانت ضمن صفوف الجيش الآخر .. وليست المخطوفة شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ... فإذا كانت هناك معاهدة بذلك - كما هو الحال في عصرنا الحالي - فلا يجوز و لا يحل أخذ " الأسيرة المحاربة " كملك يمين ..
لقد جاء الإسلام إلى المنابع المتعددة للرق فضيقها فجعل لها منبعاً واحداً ... وجاء إلى المصرف الواحد فعدده ووسعه .. وباختصار فان الإسلام جاء ليشرع العتق ويعدد الوانه ويحدد الرق ويوحد منابعه ... وبذلك يكون الاسلام قد أيّد العتق ولم يؤيد الرق ... حتى يأتي يوما ينتهي فيه الرق تدريجيا دون إحداث هزة اجتماعية لا يمكن ضبطها ... نظرا لان الإسلام جاء وكان نظام الرق أمراً اجتماعياً و اقتصاديا بل وعرفاً دولياً وعالمياً .....
إن الإلغاء المفاجئ للرق آنذاك كان سيترتب عليه ضرراًبالغاً بالعبيد وبالسادة على السواء ... فأما العبيد فكانوا سيخسرون موارد رزقهم وكفالة مواليهم لهم ... وأما السادة فتحرير العبيد كان سيفقدهمأموالهم ... لان العبيد – آنذاك – كانوا عبارة عن مال قد لا يملك السيد غيره .. وهذا يذكرنا بثورة العبيد على الرئيس الأمريكي إبراهام لنكون حين أصدر أمرهبتحرير العبيد ، فثاروا عليه لمّا فقدوا الرعاية والغذاء والسكن فالمجتمع لم يكن مؤهلا حينئذ لمثل هذا التغير الاجتماعي الكبير ....
هذا .. وقد تنبأ القرآن - ضمن اعجازاته - بنهاية الرقيق في العالم .. و ذلك بفضل شرائعه التي لا تجد لها مثيلاً في الشرائع الأخرى .. وكيف كان ذلك كذلك .. ( مفصل ذلك في الرابط أعلاه )
يتبع بإذن اللـــــــــــــــه
التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 08-10-2014 الساعة 11:56 AM
ثالثا : هل ما حدث في غزوة بني قريظة قديما يدخل في نطاق الغزو والقتل والنهب والسبي .. ؟؟؟؟
· إن من الثابت أنه بمجرد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة .. عقد بينه وبين اليهود الموجودين بها معاهدة رائدة تنظم الشأن العام الداخلي والخارجي للمدينة .. و كانت بمثابة أقدم دستور مسجل في العالم .. و كان من ضمن بنود هذه المعاهدة .. التزام كل من المسلمين واليهود بالمعايشة السلمية فيما بينهما .. وعدم اعتداء أي فريق منهما على الآخر في الداخل .. و إقرار اليهود على دينهم والحفاظ على أموالهم .. كما تعهد كل من الطرفين بالدفاع المشترك عن المدينة ضد أي اعتداء خارجي على المدينة .. هذا و على اليهود أن يتفقوا مع المؤمنين ما داموا محاربين ..سيرة ابن هشام جـ1/51 ط ثانية سنة 1375 ...
· و في العام الخامس من الهجرة حدث أن مرّ المسلمون بظروف قاسية عندما تجمعت أكبر قوة معادية للمسلمين في ذلك الوقت للقضاء عليهم داخل المدينة ، و حاصرت جيوش الأحزاب المدينة المنورة في عشرة آلاف مقاتل من مشركي قريش وقبائل غطفان وأشجع وأسد وفزارة وبني سليم في معركة الخندق .. على حين لم يزد عدد المسلمين على ثلاثة آلاف مقاتل .. وكان من المفروض أن ينضم يهود بني قريظة إلى صفوف المسلمين ضد القوات الزاحفة على المدينة بناء على نصوص المعاهدة المبرمة بين الفريقين .. سيرة ابن هشام جـ2/217 & 22 ط ثانية سنة 1375 ...
· و لكن على النقيض .. وبدلا من دفاع يهود بني قريظة عن المدينة إلى جانب المسلمين بحسب اتفاق سابق ، انقلبوا على المسلمين و تآمروا مع المعتدين ضد المسلمين و دعوهم إلى حرب المسلمين .. بل وقالوا لهم : إنا سنكون معكم عليهم حتى نستأصلهم .. و نقضوا عهدهم الذي ذكرناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
· لقد فوجئ المسلمون بيهود بني قريظة يخونهم في أخطر أوقات محنتهم ولم يرعوا للجوار حقاً ، ولا للعهود حرمة ، ولقد كانوا يسعون من وراء انضمامهم هذا إلى صفوف جيش الأحزاب المعتدى التعجيل بسحق المسلمين والقضاء عليهم قضاء تاماً ... ولقد أحدث نقض بني قريظة لعهدهم مع المسلمين وإعلانهم الانضمام إلى صفوف الغزاة فزعاً شديداً في صفوف المسلمين لأنهم ما كانوا يتوقعون أن يحدث هذا في مثل تلك الظروف ، لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص أول الأمر على كتمان الخبر على المسلمين لمـا كان يخشى من وقعه على نفوسهم ... · وبمجرد أن انتهى إلى سمعه النبأ أرسل وفداً مكوناً من سعد بن معاذ سيد الأوس ، وسعد بن عبادة سيد الخزرج ، وعبد الله بن رواحة، وخوات بن جبير ليذكروا اليهود بما بينهم وبين المسلمين من عهود ، ويحذروهم مغبة ما هم مقدمون عليه ، وأوصاهم قائلا : " انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا ، فإن كان حقاً فألحنوا لي لحناً أعرفه .. أي ألمحوا لي في الكلام تلميحاً دون تصريح ، حتى لا يفت ذلك في عضد الناس ، وأما إن كانوا على الوفاء بيننا وبينهم فاجهروا به للناس .." ... فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم ... وقالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من رسول الله ؟؟؟ .. لا عهد بيننا وبينه ... فرجع الوفد وأخبر رسول الله تلميحاً لا تصريحاً ... السيرة النبوية لابن هشام جـ 2/222 ط ثانية
· وهكذا ركب اليهود رؤوسهم ، وقرروا الانضمام الفعلي للغزاة ، وأخذوا يمدونهم بالمال والعتاد .. وكانت خيانتهم الأثيمة تلك بمثابة طعنة للمسلمين من الخلف أشق على نفوسهم من هجوم الأحزاب من خارج المدينة .. لأنهم ما كانوا يظنون أن يأتيهم الروع من مأمنهم الحصين ، وعند ذلك عظم البلاء ، واشتد الخوف .. وأتاهم عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى ظن المؤمنون كل ظن .. وظهر النفاق من بعض المنافقين يفتون بذلك في عضد المسلمين ويرجفون به في المدينة ... السيرة النبوية لابن هشام جـ 2/222 ط ثانية
· و أثناء انشغال المسلمين في حماية المدينة المنورة حول الخندق في المعركة .. غدر بني قريظة بالمسلمين و هجموا على نساء المسلمين .... بل و حاولوا فتح ثغرة ليمر جيش العدو لداخل المدينة المنورة للقضاء التام على المسلمين و ذلك رغم العهود والمواثيق التي كانت بين المسلمين وبني قريظة ..
· لقد وجد المسلمون أنفسهم بين عدو خارجي وآخر داخلي .. ويبين القرآن الكريم الحالة الحرجة التي عاشها المسلمون نتيجة لذلك بقوله تعالى ... { إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا .. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا } الأحزاب 10- 11
· مما تقدم فان يهود بنى قريظة كادوا و غدروا و خانوا و نقضوا العهود و المواثيق و رفعوا السلاح ضد أهل المدينة المنورة مع الأجنبي المعتدي ... و دسوا الدسائس لدى العدو ضد المسلمين و سهلوا دخول العدو للبلاد ... و ارتكبوا ما يعرف في القوانين المعاصرة الحالية بجريمة الجاسوسية والخيانة العظمى للدولة ... وعليه كان هناك حينئذ ثلاثة حلول لهذا الموضوع لا رابع لهم :
· الحل الأول : تركهم و مسامحتهم على هذه الخيانة حتى نفتح المجال لأي خائن لدولته مستقبلا ليخون و يُترك و شانه .. · الحل الثاني : نكرمهم و نهدى اليهم الأوسمة و النياشين و المكافآت التشجيعية لتحفيز البشر مستقبلا لخيانة دولهم ..... · الحل الثالث : محاسبتهم و معاقبتهم على جريمتهم لردع من تسول له نفسه مثل ذلك .. و حتى تسن أيضاً سنة عقاب جريمة الجاسوسية والخيانة العظمى للدولة طبقاً لقاعدة " الجزاء من جنس العمل " .. و هذا الحل هو الذي أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم به .. بل و تاخذ به أي دولة الآن مع من يخون وطنه ويقيم اتصالات مع العدو أو يتجسس لحسابه ..
· و لذلك فبعد أن انتهت غزوة الأحزاب لصالح المسلمين كان لا بد من معاقبة بني قريظة على جرائمهم ، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم أياما عديدة ... وبعد رفضهم الاستسلام قرروا النزول للقتال ، هذا وقد انتهت المعركة بانتصار النبي والمؤمنين و استسلام بني قريظة بشرط التحكيم .... و طلب بنو قريظة من رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يُحَكّمْ فيهم " سعد بن معاذ " لأنه كان حليفاً لهم في الجاهلية ... تاريخ الرسل والملوك للطبري جـ2/586
· فكان حُكْمُهُ هو :" أن تُقْتَلَ المُقاتِلَةُ ، وأن تُسبَى النساءُ والذُّرِّيَّةُ ، وأن تُقسَمَ أموالُهم ... " الراوي عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 4122 خلاصة حكم المحدث : { صحيح } ..... فقال رسول الله : " لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ " .... · و المُقاتِلَةُهم الآمرون بالقتال من قادة بني قريظة بعد أسرهم بوصفهم مجرمي حرب ، وهو ما يفسر أن النبي صلى الله عليه وسلم اقتادهم إلى المدينة وتحقق من شنيع فعلتهم حتى صدر الحكم بقتلهم .. ويؤيد هذا قوله تعالى ....... { وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ } التوبة 12 · وهذا الحكم كان حكماً مأخوذاً من شريعة اليهود انفسهم للعقوبة التي كان اليهود ينزلونها بالمغلوبين من أعدائهم طبقاً لتشريع كتابهم ... أي التوراة ... سفر التثنية , الإصحاح رقم 20 من العدد 10 وحتى العدد 17 :
· من الجدير بالذكر أن يهود بني قينقاع و يهود بني النضير قد خانوا الرسول صلى الله عليه و سلم و المسلمين أيضاً .. و لكن على نحو مختلف و ليس في وقت الحرب و أحلك الظروف و على النحو الذي فصلناه .. و لذلك اكتفى بإجلائهم عن المدينة رغم خيانتهم و لم يقتل من هؤلاء اليهود احدأً ... فلو كان القتل هو المبدأ العام للمسلمين لكان تم قتل هؤلاء أيضا ..
· و نود أن نهمس في أذن " السيد علماني " بصوت منخفض .. بأن إعدام المسلمين العادل لنفر من مجرمي الحرب من يهود بني قريظة .. لا يقارن بالطبع مع عشرات الملايين الذين قتلوا في حروب أوربا و أمريكا ( العالمية الأولى و العالمية الثانية - هيروشيما وناجازاكي - و البوسنة ) .... و أيضا الملايين التي قتلت باسم الإلحاد على يد كل من السادة / ستالين - لينين - ماوتسي تونج ..
رابعاً : هل مصر اليوم خير مثال على أن الإسلام يقوم علي الغزو والقتل والنهب والسبي ؟؟؟؟ · حتى لا نطيل على القارئ الذكي .. فلقد فصّلنا موقف الشريعة الإسلامية من الغزو والقتل والنهب والسبي .. و عليه فعلى كل عاقل أن يقيس على ما فصلناه أي أفعال لبشر تحدث في أي بقعة في الكون .. ثم يحكم بنفسه ما إذا كانت هذه الأفعال تتفق و تتمشى مع ما فصلناه .. أم لا تتفق ... · و لكننا في هذا المقام .. لا ننسى أن نحمد الله على كل حال .. فقد جنب الله مصر ما حدث في أوربا القرن الماضي من عدة حروب طاحنة ( العالمية الأولى .. والعالمية الثانية .. و حرب البوسنة ) التي حصدت أرواح عشرات الملايين من المدنيين و الأطفال و النساء و الشيوخ الأبرياء .. فحمداً لله ..
الرد على الأطروحة السادسة : لولا حماية مليار ويزيد اليوم من المغيبين .. لحاسبنا الإسلام على جرمه بحق المرأة .. والمختلف معه .. والضعيف .. والعبيد .. و العنف .. والإجرام .. والعنصرية ... و حتى الحيوان فانه لم يسلم من عنصرية و تجني الإسلام
إننا لن نقوم بالرد على ما أثاره السيد " علماني " فيما يتعلق بالمرأة .. والمختلف معه .. والضعيف .. والعبيد .. و العنف .. والإجرام .. والعنصرية .. لكثرة الردود الواضحة و المفحمة لذلك ...... هذا و يمكن الرجوع إلى موقع " بيان الإسلام " فهناك العديد و العديد من الردود الرائعة و المتخصصة من السادة العلماء الأفاضل في تلك الأمور و غيرها ... الرابط
· و لكن حتى نسعد السيد " علماني " و لا نطيل علي القارئ .. فإننا سنرد هنا فقط على ما ذكره بان " حتى الحيوان فانه لم يسلم من عنصرية و تجني الإسلام " .. و دعنا نرى مدى رحمة الإسلام مع الطير والحيوان .. ثم نترك لذكاء القارئ بعد ذلك استنتاج ما يمكن أن يكون عليه منهج الإسلام مع أبناء آدم في باقي ما أثاره السيد " علماني " .. و ليلمس بنفسه مدى تجني سيادته على الإسلام ... رحمة الإسلام مع الطير والحيوان نهي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن اتخاذ شيئا فيه الروح كهدف يُتعلم فيه الصيد .. " مر ابنُ عمرَ بفتيانٍ من قريشٍ قد نصبوا طيرًا وهم يرمونَه ... وقد جعلوا لصاحبِ الطيرِ كلَّ خاطئةٍ من نِبْلِهم ... فلما رأوا ابنَ عمرَ تفرقوا ... فقال ابنُ عمرَ : من فعل هذا ؟ لعن اللهُ من فعل هذا ... إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لعن من اتَّخَذَ شيئًا فيه الروحُ غرضًا . الراوي: سعيد بن جبير المحدث:مسلم – المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم :1958 خلاصة حكم المحدث : صحيح كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ فانطلق لحاجته .. فرأينا حمَّرةً ( نوع من الطيور ) معها فرخان ( ولديها ) .. فأخذْنا فرخَيها فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفرشُ ( ترفرف بجناحيها ) ، فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال منفجعهذهبولدِها ؟ رُدُّواولدَهاإليها . الراوي : عبد الله بن مسعود المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم : 5268 خلاصة حكم المحدث : صحيح
ومن صور رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحيوان نهيه عن المُثْلة بالحيوان ( مثل قطع قطعة من أطرافه وهو حي أو ما شابه ذلك ) .. "لَعَنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَن مثَّلَ بالحيوانِ " الراوي: عبد الله بن عمر المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:5515
وعن جابر رضي الله عنه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر عليه حمار قد وُسِمَ ( أي كوي ) في وجهه ، فقال : لعن الله الذي وسمه .. صحيح مسلم .. الصفحة أو الرقم 2117
ومن صور رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحيوان ... أن بين لنا أن الإحسان إلى البهيمة من موجبات المغفرة .. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما رجل بطريق اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا ، فنزل فيها فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى (التراب) من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني ، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له .. قالوا : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم لأجرا ؟، فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر ) .... ( البخاري ) .
وفي المقابل أوضح لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الإساءة إلى البهائم ربما أودت بالعبد إلى النار، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : دخلت امرأة النار في هِرَّة (قطة) ، ربطتها ، فلا هي أطعمتها ، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض ... حتى ماتت ( القطة ) هزلا .... ( مسلم ) .
وعن معاوية بن قرة عن أبيه - رضي الله عنه - أن رجلا قال : يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها، فقال : والشاة إن رحمتها ... رحمك الله .... ( أحمد ).
وعن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من رحم ولو ذبيحة عصفور، رحمه الله يوم القيامة )المحدث : السيوطي – المصدر : الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم : 8697 خلاصة حكم المحدث : صحيح
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلا أضجع شاة ليذبحها .... وهو يحد شفرته ... فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أتريد أن تميتها موتات ( أي أكثر من موته واحدة ) ، هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها " ( الحاكم ) ..
سبحانك ربى إذا كان هذا هو حال و منهج الإسلام مع الطير و الحيوان .. فكيف يكون منهجه مع البشر
الرد على الأطروحة السابعة : الإسلام تحميه جحافل من البشر .. ولا يستطيع هو ذاته حماية كتابه .. أو نفسه من التجريم دون حماية البشر له ...
· لقد نادي أحد رعاة الغنم الأميين في صحراء جرداء منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرناً برسالة قال أنها وحى السماء للأرض ألا و هي رسالة الإسلام .. فآمن له من قومه حينئذ من آمن .. و في غضون بضع عشرات من السنين لاحقة انتشرت و وصلت تلك الرسالة فآمن بها العديد من البشر من الصين شرقاً لباريس غرباً .. هذا و لقد ساد الإسلام العالم آنذاك و لمدة ألف سنه متصلة لم تعرف البشرية لها مثيل ... و كان سببا في انتشال أوربا في العصور الوسطى المظلمة من جهلها .. ولكنها سنه الله في خلقه دائما في تداول الريادة ... مصداقا لقوله تعالى" وتلك الأيام نداولها بين الناس" آل عمران 140
· و لو لم يكن الإسلام هو رسالة السماء الأخيرة للأرض .. لكان انتهى و دفن في مهده .. و لما آمن به و حماه و يحميه و سيحميه إلى قيام الساعة مليارات و مليارات من البشر في مشارق الأرض و مغاربها .. فالمبادئ السامية يحميها و يرسخها بل و ينشرها من يؤمنون بها .. ولا يعقل بالطبع أن يكون كل هذه المليارات جميعها على مدار هذه القرون على خطأ أو ضلال و السيد " علماني " هو الذي على صواب ..
· لقد ظهرت على مدار التاريخ العديد و العديد من الحضارات و الأنظمة البشرية و لكنها ما لبثت و أن أصبحت أثراً بعد عين .. فأين البيزنطية و الرومانية و الإغريقية و القيصرية .. بل و أين الفاشية و أين الشيوعية .. و أين .. و أين ... و لكن أين الإسلام .. إنه في مشارق الأرض و مغاربها يدين به حالياً مليار و نصف من كوكب الأرض .. و كما أوضحنا في الرد على الأطروحة الثانية بعاليه .. فإن الإسلام هو أسرع الديانات انتشارا حالياً في أوربا وأمريكا ...
· لقد ظل و سيظل المسلمون و حتى قيام الساعة ينعمون برسالة السماء الأخيرة للأرض .. شاء من شاء .. و أبى من أبى .. و الحمد لله رب العالمين ...
المفضلات