رد من مسيحى أسلم على شخص يهاجمه بسبب إسلامه
بعض الأخوة أن هناك موقعا على النت خصصه صاحبه (أو أصحابه) للرد علي ما نشرته عن قصة تحولي من النصرانية للإسلام، وتخيلت أنه سيكون هناك حوارا موضوعيا بيننا. فلما جئ لي بما ُكتب وجدت الكثير من التجريح الشخصي والقليل جدا مما هو موضوعي ويمكن الرد عليه ببساطة لأنه مغلوط من أساسه. ولم يقتصر التجريح على شخصي المتواضع وإنما امتد لنبينا الكريم محمد [صلعم] مما يغري بالانحدار بالرد إلى غياهب آثمة. وبما أنني أصبحت مسلما أدين بدين الحق وأتمثل بخلقه القويم فقد نأيت بنفسي عن هذا واتبعت قوله تعالى بأن نجادل أهل الكتاب "بالتي هي أحسن" وبأن ندعو إلى الله "بالحكمة والموعظة الحسنة" عسى أن يجعل الله فيه خيرا كثيرا.
الرد على التشكيك والتجريح في شخصي
1. رغم أنني نشرت اسمي وأشرت إلى الكثير من الأماكن والأسماء الحقيقية التي عشت فيها ومعها أثناء مسيحيتي إلا أن صاحبنا لم يذكر شيئا عن نفسه فهو يخاف أن نعرف عنه شيئا ولذلك سنشير له في كلامنا بـ "المجهول"، فهل هو شخص وهمي (كما اتهمني)؟ أم أنهم جماعة من الجبناء يهاجمون فقط من وراء الستار؟
2. أول ما لفت نظري أن هذا المجهول يشكك في مسيحيتي فلا يصدق أنني كنت يوما مسيحيا، لذلك فسأذكر له ما يثبت عكس ذلك وعلى من يريد التحقق أن يقابل الأشخاص الذين سأذكر أسماءهم والتأكد منهم أن كل ما أقوله صحيح، ولو لم أكن أعلم أن هناك إرهابيين حقيقيين بين النصارى يخطفون ويقتلون من ينير الحق قلبه منهم، لو لم أعلم هذا لذكرت لكم اسمي وعنواني كاملين.
3. اسمي الأصلي هو "وديع"[1] وقد نشأت في حارة المنصور من شارع محرم بك بالإسكندرية وكان أبي عضوا بجمعية أصدقاء الكتاب المقدس بشارع عثمان بن عفان بمحرم بك وقد أدخلني منذ أن كان عمري ستة أعوام في شمامسة كنيسة العذراء مريم بمحرم بك وهناك تربيت في مدارس الأحد على سموم التطرف المسيحي فنشأت أكره المسلمين وأحتقرهم منذ نعومة أظافري. وكان راعي الكنيسة أيامها القمص مرقص باسيليوس الذي كان يعبد المال ويأخذ نصف إيراد الصناديق لنفسه ويعطي الباقي للبطريركية وقد بنى عمارتين في محرم بك من هذا المال. وكان له زميل قريب لأمي هو القس صموئيل عبده الذي كان غنيا في الأصل. وحدث أن تشاجر القسيسان على تقسيم النقود فأسرع القمص للبطريركية ودفع الرشاوى هناك ليتم نقل القس صموئيل حيث تم نقله إلى كنيسة المستشفى القبطي وهو يقيم في نفس شارعها. واختار القمص مرقص من الكنيسة شابا طيبا (حتى يبقى مطيعا له) وغنيا (حتى لا يقاسمه نقود الصناديق) ليجعله قسيسا ووقع اختياره على مهندس زراعي مدلل وعاطل عن العمل اسمه ماهر وصفي كان لا يدخل الكنيسة للصلاة ولكن يجلس على بابها يراقب البنات وكان أبوه وأمه أغنياء يملكون عدة عمارات أمام المستشفى القبطي ويكثرون من التبرعات للقمص مرقص، وبسرعة تم تحويل ماهر هذا إلى قسيس وأصبح اسمه القس مكسيموس وصفي فكان قسيسا جاهلا لا يعرف كيف يدخل هيكل الكنيسة (بقدمه اليسرى أم اليمنى) ولا كيف يدور بالبخور داخل الكنيسة (من اليمين أم من اليسار) ولا يحفظ كلمة واحدة من صلاة القداس التي كنت أحفظها عن ظهر قلب باللغتين العربية والقبطية فأخذني القس في السر لأدرس له في بيته وأحفظه القداس وصرنا أصدقاء فقام بترقيتي لأكون أستاذا في مدارس الأحد بالكنيسة والتي كان يرأسها وقتها ابن القمص (الأستاذ فؤاد زكي) والذي أصبح بعد ذلك القس إيليا زكي راعي كنيسة العذراء بفلمنج وقد أخذني معه هناك لكي أنشئ فرقة الشمامسة لهذه الكنيسة. نعود للقمص مرقص الذي انشغل بإدارة أمواله فأخذ يبحث عن قسيس ثالث يساعده في رعاية شعب محرم بك تنطبق عليه نفس مواصفات ماهر وصفي وقد جاءته فرصة ذهبية عندما حضر له تاجر خيش شديد الثراء يشكو ابنه علام حنا بسطا المهندس الزراعي العاطل الذي يريد الزواج ضد رغبة أبيه والذي هرب للدير. أسرع القمص مع التاجر الثري للدير قبل أن يتم ترسيم الابن راهبا ويمتنع خروجه من الدير، وكعادته أخذ القمص ثمن المشعار وأقنع الابن المصر على الزواج قبل الحصول على وظيفة بالعودة معه ليرسمه قسيسا وبذلك يكون قد وجد العمل ويستطيع الزواج وبالفعل حدث ذلك وأصبح الابن هو القس دوماديوس الذي تزوج من محبوبته وازدادت تبرعات أسرته للكنيسة وللقمص الراعي الكبير. وبالطبع كان دوماديوس أجهل من مكسيموس وكان لا يطيق اللغة القبطية وقد شن حربا على كل من يتعلم هذه اللغة (وكنت منهم) وكان يقول إنها ليست شرطا لدخول الفردوس. وعُرف عن دوماديوس حبه الشديد للبنات وبحجة "سر الاعتراف" كان يدخل بيوتنا في أي وقت ليأخذ اعتراف البنات فقط وتسبب هذا في حدوث الكثير من المشاكل له مع الرجال والشباب. مات القمص مرقص وتم دفنه داخل الكنيسة في حجرة البواب بولس الذي غضب لذلك فترك الكنيسة وذهب لدير العذراء (السريان) في وادي النطرون حيث أنه لم يكن له أهل. في ذلك الوقت انتقلنا لسكن جديد في شارع النعم من شارع الرصافة أمام قسم محرم بك ودخلت كلية الطب وبدأت ألاحظ تغيرات شديدة في أبي تجاه الكنيسة ورجالها وتجاه المسيحية ذاتها.
4. يقول المجهول في كلامه أنه حسب القانون في مصر فإن التبشير (يعني التنصير) ممنوع تماما وبالتالي فلا توجد جماعات تبشيرية مسيحية. وأرد فأقول إن أساس القانون المصري هو القانون الفرنسي الذي لا يتدخل في الدين وفي الوقت الحالي فإننا ننفذ القانون الأمريكي والكل يعلم كم التبشير الذي دخل مصر تحت هذه العباءة. وأنا أقسم بالله [2]خالق السماوات والأرض ومن فيهما إن أبي حكى لنا مرارا ما كانوا يفعلونه مع فقراء المسلمين في قرى أبيس وفي طلمبات المكس وفي نجع العرب من تقديم الاغراءات بالمال والملابس والعلاج والتعليم (بل والنساء) لكي يرتد هؤلاء عن دينهم. وقد تعرضت أنا نفسي لمثل هذه الإغراءات فكان مما عُرض عليّ إرسالي لأي مستشفى كبير في أمريكا ومنحي آلاف الدولارات شهريا [وليس كما يدعي صديقنا المجهول 30 ألف دولار كدفعة واحدة فقط تقدمها السعودية لكل مسيحي أقدم على الإسلام وهو كلام عار تماما من الصحة حيث يسير السعوديون خلف الأمريكان ولا يعطون أي اهتمام لمن أسلم]. أقول لصديقنا المجهول إنني لم أحصل على مليم واحد لإسلامي ولكني أحمد الله الذي هداني للصراط القويم ولو أعطيت لي كنوز الأرض فلن أحيد عنه لأنها لا تضاهي حلاوة الإيمان الحقيقي. لقد كنت طبيبا ناجحا ماديا وعندي عمل حكومي وعيادة خاصة وميراث من أسرتي فخسرت كل هذا بدخولي في الإسلام. لقد استقلت من عملي الحكومي وهربت لفترة من الإسكندرية بسبب محاولات قتلي التي لم تحميني فيها الشرطة فضاعت عيادتي التي استغل صاحب العقار غيابي فلعب لعبة قانونية قذرة سلب بها الشقة مني. وحين أردت أن أتزوج امرأة مسلمة أكمل بها ديني لم أكن أمتلك أي شئ اللهم إلا وظيفة بعقد تدر عليّ أقل من نصف راتبي السابق فسكنت في شقة متواضعة بالأرياف وعملت "جمعية" حتى أتمكن من شراء حجرة نوم بسيطة وتنازلت زوجتي وأهلها عن كل طلباتهم وحقوقهم حينما علموا بحقيقة ظروفي رغم أن زوجتي تصغرني بالعديد من السنوات. يا أستاذ مجهول أنت تتهمني أولا بأنني لم أكن مسيحيا وإنما مسلم يهاجم دينكم، ثم تناقض نفسك بعدها وتقول أنني لم أسلم حبا في الإسلام وإنما جريا وراء الإغراءات المادية ، فأين هي الإغراءات التي تتحدث عنها في ما ذكرت؟؟
المفضلات